البطالة، أسبابها وعلاجها
تتسبب البطالة بالإضافة إلى المشكلات الاقتصادية الواقعة على كاهل الفرد، في ارتفاع معدل الجريمة، كما تتردى المجتمعات التي تعاني من البطالة ثقافياً واجتماعياً وأخلاقياً، لذلك تسعى المجتمعات عادة إلى التخلص من هذه الظاهرة، والحيلولة دون تطور هذه المشكلة، فما هي البطالة، وما هي الحلول الممكنة؟
تعبر كلمة بطالة عن الحالة التي لايوجد فيها وظائف، هذا ليس إلا المعنى اللغوي لها، أما معنى البطالة الاصطلاحي فيمكن أن يكون أوسع، فيعرف مفهوم البطالة على أنه وجود أفراد في المجتمع، لديهم القدرة على العمل، واستخدموا كافة السبل المتاحة للبحث عن وظيفة تلائم قدراتهم، ولكن لم يتمكنوا من الحصول على فرصة عمل مناسبة. ويعبر مفهوم البطالة عن الأشخاص المؤهلين للعمل، أي أنه يستثني المتقاعدين، أو العاجزين عن العمل بسبب الشيخوخة أو المرض، كما يستثني الأطفال أيضاً، ويطلق على هذه الشريحة مسمى القوى العاملة.
تعد ظاهرة البطالة من أخطر الظواهر التي يمكن أن تواجه المجتمعات، حيث أنها تشكل عامل تهديد اقتصادي واجتماعي وأخلاقي وثقافي، كما أن ارتفاع معدل البطالة في العالم العربي يسبب عقبة كبيرة. لذلك فلا بد من الوقوف على أسباب البطالة، والبحث عن حلول لها، حيث تختلف هذه الأسباب باختلاف ظروف كل مجتمع، ومنها:
- أسباب سياسية للبطالة: تعاني مجمل الدول العربية من أزمات وحروب، تحول دون قدرة حكومات الدول المتضررة على دعم قطاع الأعمال، بالإضافة إلى انعدام التنمية السياسية، التي يجب أن تؤثر في تطوير الوضع الاقتصادي.
- أسباب اقتصادية للبطالة: يعمل عدم قدرة الدول والحكومات على تطوير قطاع الأعمال، على تقلّص فرص العمل المتاحة، فيما لا يتوقف نمو حجم المؤهلين، ما يتسبب لاحقاً في عدم تكافؤ عدد الفرص مع عدد المؤهلين، ما يتجسد في مشكلة البطالة.
- أسباب اجتماعية وثقافية للبطالة: تؤدي بعض الثقافات المجتمعية مثل "ثقافة العيب" إلى ازدياد معدل ظاهرة البطالة، ودخولها حيز المشكلة. كما تؤدي ظواهر اجتماعية مثل ارتفاع معدلات السكان إلى تنامي مشكلة البطالة أيضاً، حيث أنها تزيد من عدم تكافؤ عدد المؤهلين مع عدد الفرص المتاحة، على المستوى البعيد. ويمكن أخذ مشكلة عدم قدرة بعض المجتمعات على تطوير أفكار مشاريع جديدة بعين الاعتبار، بالإضافة إلى مخرجات العملية التعليمية، التي تنتج أحياناً أجيالاً مؤهلة للاستجابة لليأس، أو الاستسلام لانسداد الأفق.
ما هي أنواع البطالة؟
- البطالة الدورية: وهي التي ترافق الدورة الاقتصادية، ومداها الزمني يمتد عادة من 3 إلى 10 سنوات.
- البطالة الاحتكاكية: وهي البطالة التي تحدث بسبب التنقلات المستمرة للعاملين، بين المناطق والمهن المختلفة، وهي بطالة مؤقتة تنتهي بمجرد استقرارهم.
- البطالة الهيكلية: وهي نوع من التعطل، يصيب جانباً من قوة العمل، بسبب تغيرات هيكلية، تحدث في الاقتصاد القومي، وتؤثر على قطاع الأعمال.
- البطالة السافرة: وهي حالة تعطل أكثر قوة وتأثيراً، ويمكن أن تكون دورية أو احتكاكية أو هيكلية.
- البطالة الموسمية: وهي البطالة التي تحدث بسبب اعتماد بعض أنواع الأعمال على مواسم محددة للتشغيل، فينتعش قطاع العمال في فترة زمنية معينة، ثم ينتكس بانتهاء الموسم، ومن الأمثلة على هذا النوع من البطالة، الأعمال الزراعية، والأعمال المتعلقة بها، مثل عمل معاصر الزيتون.
- البطالة المقنعة: وهي الحالة التي يتكدس فيها عدد كبير من العاملين، بشكل يفوق الحالة الفعلية للعمل، مما يعني وجود عمالة زائدة أو فائضة، لا تنتج شيئاً تقريباً، ويسود هذا النوع في أغلب مؤسسات القطاع العام في بعض دول العالم الثالث.
- تفعيل دور الدولة في محاربه البطالة، ويجري ذلك بتطبيق الدولة دورها في الاقتصاد، بدعم القطاع العام مالياً وفنياً وبشرياً، وإصلاحه، والقضاء على الفساد، وتفعيل الرقابة فيه.
- خفض الضرائب، الذي من شأنه التشجيع على الإنفاق، ما يحسن من الوضع الاقتصادي العام للدولة، ويزيد من فرصة الاستثمار التي توفر فرص عمل محتملة.
- دعم المشاريع الصغيرة وتفعيل التمويل الصغير، بالإضافة إلى إبرام اتفاقيات اقتصادية واستثمارية مع الدول المجاورة، وتشجيع الاستثمار من خلال خفض مستوى المتطلبات والشروط التي تفرضها الحكومة على المستثمرين.
- تطوير قطاع التعليم بما يتلاءم مع التطور التكنولوجي، لإنتاج جيل قادر على تطوير الأفكار المواكبة.
يقصد بمصطلح معدل البطالة، النسبة المئوية لعدد العاطلين عن العمل إلى عدد أفراد القوة العاملة. ولقد تصدرت الدول العربية قائمة أعلى معدلات البطالة في العالم لعام 2016، حيث بلغت في بعض المناطق نسبة 30%، أي ما يعادل 3 أضعاف معدل البطالة في العالم، وبحسب بيانات أصدرتها منظمة العمل الدولية في جنيف، فإن البلدان العربية ستحافظ على مركزها كأعلى مناطق لبطالة الشباب في العالم، رغم أن هناك توقعات بأن تنخفض النسبة بمقدار ضئيل جداً، لتصل في عام 2017 إلى 29.7%.
وقد سجلت البطالة في العام 2016 معدلات مختلفة في دول العالم العربي. إليك معدل البطالة في العالم العربي[4] حسب موقع Trading Economics :
- معدل البطالة في السعودية: بلغت نسبة البطالة في السعودية 12.1%.
- معدل البطالة في الإمارات: بلغت نسبة البطالة في الإمارات 11%.
- معدل البطالة في قطر: بلغت نسبة البطالة في قطر 3.9%.
- معدل البطالة في عمان: بلغت نسبة البطالة في عمان 8.1%.
- معدل البطالة في البحرين: بلغت نسبة البطالة في البحرين 16%.
- معدل البطالة في اليمن: بلغت نسبة البطالة في اليمن 29%.
- معدل البطالة في العراق: بلغت نسبة البطالة في العراق 28%.
- معدل البطالة في الأردن: بلغت نسبة البطالة في الأردن 15.8%.
- معدل البطالة في سوريا: بلغت نسبة البطالة في سوريا 14.9%.
- معدل البطالة في لبنان: بلغت نسبة البطالة في لبنان 9%.
- معدل البطالة في فلسطين: بلغت نسبة البطالة في فلسطين 35.6%.
- معدل البطالة في مصر: بلغت نسبة البطالة في مصر 13.4%.
- معدل البطالة في ليبيا: بلغت نسبة البطالة في ليبيا 20.7%.
- معدل البطالة في تونس: بلغت نسبة البطالة في تونس 18.9%.
- معدل البطالة في الجزائر: بلغت نسبة البطالة في الجزائر 29.5%.
- معدل البطالة في المغرب: بلغت نسبة البطالة في المغرب 15.1%.
- معدل البطالة في موريتانيا: بلغت نسبة البطالة في موريتانيا 32.8%.
- معدل البطالة في جيبوتي: بلغت نسبة البطالة في جيبوتي 59.5%.
- معدل البطالة في الصومال: بلغت نسبة البطالة في الصومال 67%.
- معدل البطالة في السودان: بلغت نسبة البطالة في السودان 19.5%.
- معدل البطالة في جزر القمر: بلغت نسبة البطالة في جزر القمر 20%.
- معدل البطالة في الكويت: بلغت نسبة البطالة في الكويت 3.6%.
لعشاق القراءة والتحليل، إليكم مجموعة كتب عن البطالة:
- الاقتصاد السياسي للبطالة، رمزي زكي.
- مشكلة البطالة ونظرة في كتاب الله، خالد بن صالح الغيص.
- السكان، البطالة والهجرة، أنيس أبي فرح.
- سنوات البطالة، أورهان كمال.
- مشكلة البطالة وعلاجها، جمال حسن أحمد عيسى السراحنة.
- البطالة والفقر واقع وتحديات، حسين شخاترة وآخرون.