هل حب المراهقة ينسى! تعرفوا إلى صفات حب المراهقة وتأثيره

هل يمكن نسيان حب المراهقة! تعرف أكثر إلى تأثير الحب في فترة المراهقة علينا ولماذا يبدو غير قابلٍ للنسيان
هل حب المراهقة ينسى! تعرفوا إلى صفات حب المراهقة وتأثيره
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يعد حب المراهقة جزءًا طبيعيًا من تطور الشخصية والنمو العاطفي للمراهقين، لكن من الممكن أن يشعر المراهقون بالضغط والقلق والحزن في حالة عدم تجاوب الشخص المحبوب مع مشاعرهم، أو في حالة انتهاء العلاقة معه، وهذا ما يجعل سؤال، هل حب المراهقة ينسى؟ يشغل بال المراهقين كثيراً ويأخذ حيزاً من تفكيرهم، لذا نتعرف في هذا المقال عن أسباب الوقوع بالحب في سن المراهقة ونجيب عن سؤال هل خب المراهقة ينسى؟

يرى بعض الخبراء في علم النفس أن حب المراهقة حب حقيقي 100%! لكنه مع ذلك ما زال حبّاً غير ناضج، أي أن الحب في فترة المراهقة حب صادق وعفوي ما يجعله حقيقياً، لكنه يفتقر للخبرة والتجربة ويندفع بالغرائز ما يجعله حبّاً غير ناضج، وهذا ما يمنعه في معظم الحالات من الاستمرار، وأيضاً هذا ما يجعله حبّاً جديراً بالبقاء في الذاكرة إلى الأبد!

يعيش المراهقون أول تجربة عاطفية لهم بمشاعر ملتهبة مليئة بالاندفاع والشغف وجيشان العواطف، ويعتبر ذلك في حقيقته انعكاس لأولى تجارب المراهق باكتشاف ذاته وحاجته للتعرف إلى الجنس الآخر والتواصل معه وجذبه والحصول على الاهتمام منه، كما تكون هذه المشاعر المتحمسة لديه استجابة طبيعية للتغيرات الهرمونية التطورية والغريزية التي يمر بها المراهق وتمر بها المراهقة.

يرتبط حب المراهقة بمجموعة من الدوافع من الحاجة لإثبات الذات والتمرد على العادات والانسياق وراء الغرائز، لذا يكون دور العاطفة المهذبة بالعقل غائباً، وهذا ما يجعل حب المراهقة حقيقياً من حيث وصف المشاعر، لكنه ليس حبّاً مكتمل العناصر ولا يملك أسباب استمراره.

وعلى الرغم من كل ذلك في بعض الحالات القليلة تولد علاقات حب قوية وحقيقية من حب المراهقة وتستمر لفترات طويلة، حيث تكون فترة حب المراهقة باندفاعها وحماسها العالي ورومنسيتها المميزة ومتعة تجربتها غير قابلة للنسيان فتعيش لوقت طويل وتتحول لحب حقيقي وثابت قد تؤسس للزواج. [2]

animate

الحب في سن المراهقة يتعرض للكثير من التحوّلات الشديدة والسريعة بسبب تأثره بعوامل ودوافع عديدة مثل التحولات الهرمونية والحاجات النفسية التي يسعى المراهق لتلبيتها من إثبات الذات والرغبة بالاكتشاف والمغامرة، بالإضافة لرغبة الانفصال عن واقع محيطه الاجتماعي الذي يشكل ضغوطاً مزعجة في كثير من الأحيان، وبالتالي فإن بعض الأشخاص الذين يندفعون لتجربة الحب في سن المراهقة بتأثير هذه العوامل سرعان ما يتلاشى من ذاكرتهم حب المراهقة عند استقرار حياتهم ووصولهم لمرحلة النضوج، دون نسيان التجربة نفسها ببراءتها وبساطتها.

لكن من ناحية أخرى يمكن أن يستمر حب المراهقة لفترة طويلة من الزمن ويعيش في ذاكرة بعض الأشخاص دون القدرة على نسيانه خصوصاً أنه أول تجربة ملموسة للحب ويحمل في طياته ذكريات وأيام مميزة من الصعب أن يتم تجاهلها ونسيانها بسهولة.

كما أن هناك بعض الحالات التي يصبح فيها حب المراهقة حالة فريدة من نوعها تبقى في ذاكرة الشخص لفترة طويلة ومن المستحيل نسيانها، مثل الحالات التي يعيش فيها المراهق حالة حب من طرف واحد دون إتاحة الفرصة للارتباط بالطرف الآخر، بالإضافة إلى بعض التجارب التي تنتهي بشكل قاسي كتدخل الأهالي لإنهاء العلاقة بالإجبار أو سفر أحد الحبيبين إلى مكان بعيد أو إنهاء العلاقة من أحد طرفي العلاقة بشكل مفاجئ، وهنا يعتقد أن عدم إتاحة الفرصة للمراهق لاتخاذ القرار بشكل شخصي هو الذي يخلق لديه وهم التعلق بحب المراهقة الذي لم يكن له مثيل في نظره على الرغم من أنه غالباً كان سينتهي بالفشل لو استمر بشكل طبيعي عند أول اختبار حقيقي وجاد في الحياة!

 بشكل عام، يمكن لحب المراهقة أن يفتر أو يُنسى مع مرور الوقت ومع خوض تجارب الحياة والدخول في علاقات أكثر نضجاً، لكن في بعض الحالات قد يتحول فشل حب المراهقة إلى هاجس مستمر يعوق الفرد عن الاستمرار بحياته الطبيعية وبناء علاقات صحية.

إذا كنت ما تزال مراهقاً أو شاباً صغيراً فإن نسيان حب المراهقة يحتاج فقط إلى مزيد من الوقت والتجارب التي ستجعلك تنظر إلى تجربة الحب في المراهقة كذكرى فقط، أما إذا كنت ناضجاً وتشعر أنك ما زلت متعلقاً بحب المراهق ولا تستطيع تجاوزه أو نسيانه إليك هذه النصائح وهي موجهة للذكور وللإناث:

  • قاوم التفكير المفرط بالماضي: قد لا يكون عدم نسيانك لحب المراهقة إلّا بسبب حالة التفكير المفرط التي تعاني منها! بمعنى أن حب المراهقة نفسه ليس هو المشكلة بقدر ما هي الضغوط النفسية التي تدفعك للتفكير بشكل مفرط في الماضي، تعرف أكثر إلى أهم نصائح علاج التفكير المفرط بالماضي من خلال زيارة هذا الرابط: "التخلص من الماضي في علم النفس".
  • أعد تقييم حب المراهقة: فشل حب المراهقة والصدمة القوية المرتبطة به قد يجعلك تغفل عن تقييم تلك العلاقة بشكل عقلاني، جرب إعادة التفكير بحبك القديم مجدداً بوعيك اليوم، هل كان فعلاً حبّاً حقيقياً قابلاً للاستقرار والاستمرار! هل كان الشريك فعلاً مثالياً؟ هل كان يمكن أن تستمر تلك القصة وتصل إلى النهاية السعيدة كما في الأفلام! ثم هل أنت اليوم والشريك نفس الأشخاص كما كنتم في المراهقة!
  • اكتب رسالةً مفتوحة لحب المراهقة: من الوسائل الفعالة في التعامل مع الحب الأول وحب المراهقة أن تقوم بكتابة رسالة مفتوحة موجهة إلى الشريك دون أن ترسلها له! اجعلها حواراً صريحاً تعبر فيه عن كل تساؤلاتك ومشاعرك وكأنك تتكلم مع الشريك فعلاً، لكن لا ترسلها وربما تتخلص منها بعد أن تكتبها.
  • عزز علاقاتك الاجتماعية: أحط نفسك بالأشخاص الإيجابيين والداعمين، وحاول أن تكون حياتك الاجتماعية نشيطة بما يكفي لتجعلك أكثر واقعية وقدرة على مقاومة التفكير بالماضي واستحضاره، كما أن العلاقات الاجتماعية الثرية تفتح أمامك الطريق لتجارب جديدة.
  • افتح قلبك لحب جديد: لا تدع حب المراهقة يغلق أمامك فرصة الحب الحقيقي القابل للحياة والاستمرار، وافتح قلبك لتحب مجدداً، حتى إن كنت مرتبطاً وتشكو من ذكريات حب المراهقة عليك أن تمنح الشريك الحالي فرصة ليدخل إلى قلبك ويعوضك عن حب المراهقة القديم وذكرياته!
  • اطلب المساعدة من متخصص: في بعض الحالات ولظروف نفسية معقّدة قد لا يكون تعلقك بحب المراهقة وعدم القدرة على نسيانه أمراً عادياً أو طبيعياً، ويجب عليك طلب الاستشارة من أخصائي نفسي أو مدرب حياة يساعدك على فهم مشاعرك بشكل أوضح وفضّ الاشتباك بين المشاعر الحقيقية التي يجب أن تتعامل معها مثل الخوف من الرفض والتعلق المرضي وغيرها وبين المشاعر والأفكار الظاهرية التي تغطي الأولى.
  • البحث عن الهوية وإثبات الذات: يعتبر العيش ضمن تجربة حب في سن المراهقة وسيلة ينطلق من خلالها المراهق في رحلة للتعرف على الشخصية واكتشاف الذات، ومن خلاله يكتسب المراهق الشعور بقيمة لنفسه من خلال تمرده على مجتمعه وتكون من وجهة نظره طريقة للاستقلالية وإثبات الذات.
  • الهروب من الضغوط وحل المشاكل: تشكل أحياناً العلاقة العاطفية ملجأ يستكين إليه المراهق ليشعر بالراحة والأمان هرباً من الضغوط الاجتماعية والعائلية التي يتعرض لها والمشاكل الكثيرة التي يواجهها في سياق ذلك، وهذا ما يدفعه للتعلق القوي بالعلاقة العاطفية ويشعره بأن الحب هو أهم شيء في حياته.
  • التغيرات الهرمونية في مرحلة المراهقة: تنضج أجساد المراهقين وحتى أدمغتهم بمعدل متسارع عند بدء سن المراهقة، وهذا ما يجعل العديد من العوامل البيولوجية تتدخل في طريقة تفكيرهم وتفاعلهم مع بيئتهم وتصرفاتهم، فبسبب الهرمونات المتزايدة وتطور الخصائص والصفات الجنسية دور في دفع المشاعر الغريزية والعواطف الشهوانية التي تزيد رغبتهم بدخول علاقة عاطفية
  • الرغبة بالاكتشاف والتجربة: تشكل تجربة الوقوع بالحب فكرة جذابة ومثيرة للاهتمام جداً بالنسبة للمراهقين وتكون لديهم الرغبة بعيش هذه التجربة واكتشاف الجمال الذي دائماً ما يسمع عنه المراهق في الروايات والقصص المشهورة ويشاهدها في الأفلام.
  • الغيرة وتقليد الأقران: المراهقة مرحلة فيها نوع كبير من الضغط على المراهق للمقارنة مع الأقران وتقليدهم فالمراهقين عموماً الذين لا يدخلون علاقة عاطفية ينتابهم شعور بالوحدة وعدم التوافق مع من في سنهم وأصدقائهم، فيتعلقون بفكرة البحث عن الحب ويسعون لعيش تجربة الحب.
  • وجود توقعات وردية الحب: خيال المراهق عن تجربة الحب يكون مملوء بالأفكار المثالية والتوقعات العالية عن كمية السعادة والراحة التي يقدمها الحب لمن يعيشه، وهذا ما يدفع المراهقين بشكل كبير لإيجاد علاقة حب يحققون من خلالها تطلعاتهم الوردية.
  • التأثر بالقصص الخيالية: معظم القصص الخيالية وروايات الأدب تصف حالة الحب باعتبارها طاقة فياضة تقدم سعادة غامرة حتى في عذابها ومشاكلها، كما أن الأفلام والحكايات التي تعرض على الشاشات دائماً ما تحمل مواصفات حب مبالغة المثالية تدخل إلى أفكار المراهق وتخلق لديه رغبة قوية في عيش حالة حب مماثلة. [1]

المراجع