أهمية الصداقة في حياة الطفل وقيمة الأصدقاء

كيف تؤثر الصداقة على حياة الطفل! تعرفوا إلى أهمية الأصدقاء في حياة الطفل وكيفية مساعدة الطفل على تكوين صداقات جيدة
أهمية الصداقة في حياة الطفل وقيمة الأصدقاء
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

الصداقة عامل هام في حياة كل طفل حيث تساعده في بناء شخصية اجتماعية ونفسية صحية وفي هذه المقال نتحدث عن أهمية الصداقة في حياة الطفل وكيف يمكن مساعدة الطفل في تكوين صداقات وعلاج المشاكل التي قد تواجه الطفل في ذلك.

تشير الدراسات عن أهمية الصداقة في حياة الطفل أن الصداقات الوثيقة تجعل الطفل يشعر بمستويات أعلى من السعادة والرضا وتعزز ثقته بنفسه، كما تلعب الصداقة دوراً مهماً في تقليل فرص الاكتئاب المرتبط بالوحدة والعزلة بين الأطفال، ويمتد تأثير الصداقة في حياة الطفل إلى مراحل الحياة اللاحقة، حيث تعزز الصداقات الجيدة التي عايشها الطفل في صغره من رضاه عن ذاته وقدرته على التأقلم.

في نفس الوقت قد يكون للأصدقاء في حياة الطفل أثر سلبي مرتبط بدورهم في تشكيل شخصية وهوية الطفل، ولذلك لا يمكن الاستفادة من الصداقات في تربية طفل سوي وطبيعي إلّا من خلال مساعدته على اختيار محيطة الاجتماعي وحمايته من الآثار السلبية لأقرانه.

animate

تسهم الصداقات المختلفة في تنمية مهارات الطفل الاجتماعية والتفاعلية والإدراكية وزيادة قدرته أيضاً على التفكير والتخطيط، وفيما يلي نذكر جوانب أهمية الصداقة للطفل:

  • تعزيز المهارات الاجتماعية: تفاعل الطفل مع الأطفال الآخرين واللعب المشترك يساعد الطفل في تبادل الآراء والاختلافات وحل الخلافات والتعبير عن مشاعره بحرية،  وهذا كله يساعد الطفل في تعزيز مهاراته الاجتماعية بشكل كبير.
  • تحافظ على الصحة النفسية للطفل: الإنسان بطبيعته هو كائن اجتماعي ويميل للاختلاط مع الآخرين ووجود الصداقات المختلفة في حياة الطفل يساعده في الشعور بالانتماء ويقدم له دعم عاطفي قوي، ويجنب الطفل مشاعر الوحدة، ما يعزز صحته النفسية بشكل بكير.
  • زيادة ثقة الطفل بنفسه: الأطفال يشجعون بعضهم البعض على القيام بالأنشطة المختلفة ويشكلون دوائر ثقة خاصة بهم، وتساعدهم الصداقات أيضاً على الاستقلالية بشكل أكبر، وهذا كله يعزز ثقة الطفل بنفسه بشكل كبير.
  • تطوير الهوية الشخصية: تمتاز مرحلة الطفولة ببناء المبادئ والقيم الأخلاقية والتي يشاركها الطفل مع عائلته وأصدقائه، وتساعد الصداقة الطفل في تحديد ميوله وأي موهبة يبرع بها، إضافةً لتبني مواقف اجتماعية موحدة مثل تشجيع نادي رياضي ما أو الميل نحو لعبة وأكلة محددة وهذا كله يساهم في تطوير شخصية الطفل وبناء هويته المستقلة مع الوقت.
  • تفتح مجالاً لتبادل الخبرات: تمتاز علاقات الأصدقاء بتبادل التجارب ومشاركتها والحديث عنها والتفكير بها وتبادل حتى وجهات النظر حولها، فالأصدقاء هم أول المحاورين الذين يحاورون مع الطفل بنديّة وليس من موقع التربية والتوجيه مثل الأهل والمعلمين، فتكون آراؤه وأفكاره مقابل آرائه وأفكاره.
  • تساهم الصداقة في عملية التعليم: وجود أصدقاء للطفل في المدرسة وتبادل المعلومات فيما بينهم يساعد الأطفال في تبادل الخبرات وجعل التعليم أكثر مرح، حيث يستمتع الطفل في اللعب بالمدرسة مع أصدقائه إضافة لوضع اهداف مشتركة وتبادل الأفكار ومساعدة بعضهم البعض في فهم المواد الدراسية.
  • تساعد الصداقة على تطوير التعاطف: الصدقات تساعد الأطفال في زيادة مقدرتهم على قراءة مشاعر الآخرين وتفهمها وإبداء ردود الفعل المناسبة لها وتزيد قدرة الطفل على فعل ذلك، كلما زاد تنوع الصداقات التي يكونها مع الأطفال الآخرين، كما تساعدهم على تقبل الآخرين بشكل أفضل.
  • زيادة قدرة الطفل على مواجهة المصاعب: من فوائد الصداقة للطفل أيضاً هو زيادة قدرته على مواجهة أي مواقف صعبة يمكن أن تتعلق بالمدرسة أو المنزل، حيث يساند الأطفال بعضهم البعض معنوياً ويساعدون الطفل على تغير حالته المزاجية بشكل جيد.
  • تعزيز مشاعر السعادة والفرح: يقضي الأطفال الكثير من الأوقات الممتعة مع بضعهم البعض، حيث يتشاركون المزاح واللعب ما يملئ لهم وقتهم ويساعدهم في تنمية مهاراتهم الاجتماعية والتفاعلية وحتى الجسدية ويشكل ذكريات إيجابية تحسن من صحتهم النفسية.
  • الخجل عند الطفل: قد يكون الطفل غير معتاد على الاختلاط بكثرة وهذا يسبب له مشاعر الخجل التي تعيق قدرته على تكوين صداقات مع أطفال آخرين، ويعتبر الخجل واحد من أبرز أسباب عدم مقدرة الطفل على التفاعل الاجتماعي بشكل عام.
  • عدم الثقة بالنفس: يظهر الخجل بشكل أكبر عندما يعاني الأطفال من مستوى متدني في الثقة بالنفس والشعور بعدم الكفاءة ما يسبب له مشاعر سلبية تظهر على هيئة خجل وخوف من التفاعل مع الآخرين.
  • الخوف من الرفض: يخشى بعض الأطفال المبادرة في تكوين صداقات بسبب خوفهم من التعرض للرفض من قبل الأطفال الآخرين، ما يجعله يتجنب المواقف الاجتماعية بشكل عام.
  • ضعف المهارات الاجتماعية: يمكن للطفل أن يفتقر للمهارات الاجتماعية الأساسية مثل صعوبة التواصل بسبب عدم قدرته على التعبير عن نفسه والانخراط بالمحادثات، إضافةً لصعوبة فهم مشاعر الآخرين بشكل جيد ما يسبب ضعف في قدرته على التواصل وبناء العلاقات.
  • الاختلافات الثقافية والاجتماعية: وجود الطفل في بيئة مغايرة عن بيئة الوالدين يمكن أن يسبب له شعور بعدم الانتماء وعدم فهم عادات الأطفال المحيطين به ما يجعله يواجه صعوبة في الاندماج مع الأطفال الآخرين.
  • التنمر والتجارب السابقة الفاشلة: تعرض الطفل لتجارب صداقة فاشلة أو للتنمر والرفض من قبل أطفال آخرين يسبب له مخاوف من تكوين صداقات وتفضيله للعزلة عنهم.
  • نقص الدعم العاطفي: نشأة الطفل في جو أسري متوتر وعدم تقديم له الدعم العاطفي المناسب من قبل كلا الوالدين يسبب له مشاعر قلق وخوف اجتماعي تنعكس على صورة صعوبة في التفاعل مع الآخرين.
  • إصابة الطفل باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه: الأطفال الذين يعانون من اضطراب ما يواجهون صعوبة في فهم مشاعر الأطفال الآخرين والتعبير عن مشاعرهم وبالتالي عدم مقدرة على تكوين صداقات.

يمكن للوالدين اتباع بعض الخطوات التي تساعد الطفل في تكوين صداقات ضمن حياته الاجتماعية، وتمتاز هذه الخطوات بارتباطها ببعضها حيث أن كل خطوة تؤثر بشكل إيجابي أو سلبي على الخطوة التالية، ونذكر هذه الخطوات فيما يلي:

  • تعزيز الثقة بالنفس: أول خطوة يجب على الوالدين اتخاذها هي تعزيز ثقة الطفل بنفسه وبناء شخصية قوية من خلال التشجيع على المبادرة وتقدير إنجازات الطفل والتأكيد على قدرته في تخطي أي مشكلة تواجهه، فمشاعر التقدير والتشجيع هي العامل الرئيسي في بناء شخصية قوية للطفل.
  • توفير بيئة أسرية صحية: وجود الطفل ضمن أسرة يسودها المحبة والتفاهم يساعده في الشعور بالأمان والراحة ويجنبه مشاعر القلق والتوتر ما يشجع الطفل على التقرب من الآخرين بشكل أكبر دون الشعور بالخوف، حيث يشكل الوالدين عامل داعم هام جداً للطفل.
  • تعليم التعاطف: التحدث مع الطفل حول مشاعره ومشاعر الآخرين ومناقشة المواقف اليومية المختلفة التي يتعرض لها الطفل وتفسير أسباب ردود فعل محتملة للأطفال الآخرين يساعد طفلك في زيادة فهم الآخرين والتعبير عن مشاعره بطريقة إيجابية أكبر ما يزيد من قدرته على بناء العلاقات ويعزز إحساسه بالتعاطف والمشاركة.
  • تعليم الطفل المهارات الاجتماعية: علم طفلك كيف يقوم بالتواصل الفعال من خلال بدء المحادثات والمواضيع التي يمكن أن يبدأ بها وطريقة استماعه للآخرين وردود الفعل المناسبة عليها وفهم الإشارات الاجتماعية المختلفة من لغة جسد وتعابير الوجه للأطفال الآخرين، كل ذلك يساعد الطفل في اختيار الأطفال المناسبين لبدء حديث معهم إضافة لاختياره الأوقات المناسبة والمواضيع المناسبة للحديث عنها.
  • المشاركة في الأنشطة الاجتماعية: لا يمكن تكوين صداقات للطفل دون المشاركة في أنشطة اجتماعية تساعده على اللقاء بالآخرين، والحديث واللعب معهم، لذلك الانضمام للأندية والمشاركة في الفعاليات المختلفة المتعلقة بالمدرسة أو الزيارات العائلية والمناسبات الاجتماعية كلها تشكل فرصة كبيرة للطفل للتواصل مع الآخرين واللعب معهم، وبالتالي تكوين مهارات اجتماعية تساعده في بناء الصداقات.
  • تعليم الطفل التعامل مع الرفض: تعرض الطفل للرفض من قبل الأطفال الآخرين يمكن أن يسبب له الخوف من المحاولة مجدداً، لذلك يجب تعليم الطفل أن الرفض هو شيء طبيعي مع تبرير تعرضه لذلك والتأكيد على قدرته في بناء علاقات مع أطفال آخرين وتقديم الدعم العاطفي له لمساعدته في تجاوز هذا الموقف.
  • تقديم نماذج إيجابية: يمكن مساعدة الطفل في التصرف عن طريق الحديث عن تجارب وقصص لمواقف مشابهة للتي تعرض لها الطفل والتي انتهت بطريقة إيجابية، فذلك سوف يشجعه على المحاولة مجدداً وفهم مشاعر الآخرين بشكل أكبر.
  • التوجيه من قبل الوالدين: يجب على الوالدين مراقبة تفاعل الطفل مع الأطفال الآخرين وتوجيهه لما يجب أن يقوم به وكيف يتصرف بمواقف اجتماعية قد تكون جديدة عليه أو حتى اخباره ماذا يجب أن يفعل عند الذهاب لمكان ما وكيف عليه أن يرد على الآخرين، نجاح الطفل في القيام بهذه الخطوات في المرة الأولى يزيد من ثقته بنفسه بشكل كبير ويشجعه في المحاولة دائماً.
  • تدريبه على التعبير عن المشاعر: قدرة الطفل على التعبير عن مشاعره تساعد الآخرين في فهم حاجاته ورغباته بسهولة وبشكل واضح، لذلك يجب تعليم الطفل كيف يصف مشاعره للوالدين بطريقة بسيطة خالية من التوتر والغضب، ويمكن فعل ذلك باستخدام القصص والألعاب والطلب من الطفل فهم مشاعرهم المختلفة والتعبير عنها، حيث أن ذلك سوف ينعكس على طريقة وصف مشاعره هو.
  • الاستماع الجيد للطفل: من الهام أخذ مشاعر الطفل بشكل جدي والتعامل معها دون استهتار أو استخفاف والاستماع لما يقوله ومساعدته في استخدام التعبيرات المناسبة، هذا يساعد الطفل بالشعور بوجود بيئة آمنة ينتمي إليها وبالتالي يزيد من ثقته بنفسه عند التواصل مع الآخرين.
  • تطوير التعاطف: حث الطفل على تقديم المعونة والمساعدة للأطفال الآخرين أو مشاركة الطعام والألعاب الخاصة به معهم يجعله شخص مفضل لهم وبالتالي يسهل عليه تكوين صداقات معهم.
  • تدريبه على التحكم في المشاعر: أيضاً من المهارات الاجتماعية التي يحتاج الطفل لتعملها من الوالدين هو التحكم في مشاعره السلبية مثل الغضب والصراخ وإيضاح للطفل مدى سلبية هذه المشاعر وكيف عليه أن يتغلب عليها عن طريق تعليمه التحكم في سلوكه وانسحابه بطريقة لائقة عند الحاجة دون اللجوء لسلوك عدواني أو عصبي، وإذا كان الطفل يعاني من مشكلة كبيرة بهذا الخصوص فيمكن التعاون مع إدارة المدرسة أو التوجه لاختصاصي حتى يتم تقديم له المساعدة الكاملة.
  • تعليم الطفل مهارة حل النزاعات: من الطبيعي أن يحدث نوع من التنافس والتحدي بين الأطفال وخاصةً الأطفال الذكور، فذلك جزء من طبيعتهم، ويمكن تعليم الطفل كيفية حل النزاعات بالحوار والنقاش بعيداً عن أي سلوك عدواني أو انسحابي من خلال تعليمه التفاوض واللجوء للحلول الوسط والتدريب مع الطفل على هذا النوع من المواقف.

المراجع