كيفية التعامل مع الطفل العبوس ولماذا طفلك عابس دائماً!
قد يكون طفلك عابس دائماً لأسباب كثيرة تختلف بين حالة طفل وآخر وظروفه الأسرية والنفسية والتربوية، فالحقيقة أن حالة العبوس عند الطفل قد تعبّر عن مشاعر كثيرة، الحزن أو الغضب أو التجهم، ومعرفة مصدر هذا العبوس وأسبابه هي ما يساعد في إيجاد الحل له، في هذا المقال نتعرف على سبب عبوس الطفل، وكيفية التعامل مع الطفل عبوس الوجه.
يكتشف الطفل معنى تعبير العبوس من محيطه الاجتماعية على الرغم من كونه استجابةً عصبية ترتبط بمشاعر الغضب والحزن والخيبة والتعبير عن الإحباط أو الاحتجاج والاعتراض، ثم يستخدم هذا التعبير بشكل أكثر وعياً، لكن في بعض الحالات قد يكون الطفل عبوس الوجه أكثر من الطبيعي، وربما يرتبط ذلك بظروف نفسية أو بمواقف تؤثر فيه تجعل الطفل حزيناً بشكل مستمر، أو حتى كنوع من الابتزاز العاطفي للوالدين!
لكن أيضاً قد يكون عبوس الوجه صفة وراثية! فيكون تكوين الفكين وعضلات الوجه يمنح الطفل شكلاً عبوساً إلى حدٍ ما ويعوق التعابير الأخرى فتصبح أقل وضوحاً، وعادةً ما تظهر السمات الوراثية في تشرح الوجه بشكل أوضح عندما يكبر الطفل قليلاً ويتجاوز الخامسة أو السادسة.
- تحدث مع الطفل حول ما يزعجه: التحدث مع الطفل العبوس حول أسباب عدم مرحه وابتسامته يقرب العلاقة بين الوالد والطفل، ويفتح أبواب الثقة والتفاهم، وهذا يسعد الطفل بحد ذاته ويجعله أكثر راحة نفسية، بالإضافة لإتاحة الفرصة للوالدين للتعرف على مشاكل طفلهم التي تسبب عبوسه ومساعدته في حلها.
- تعرف على ما يمر به طفلك من ظروف: قد يكون السبب وراء عبوس طفلك يكمن خارج المنزل مثل التعرض للتنمر في المدرسة أو وجود مخاوف معينة بسبب أخبار سمعها أو حوادث شهدها، وعند معرفة الوالدين لهذه الأسباب يمكنهم تقديم الدعم العاطفي والأسري اللازم وبالاتجاه الصحيح الذي يشعر الطفل بالأمان والطمأنينة، وبالتالي التخفيف من ضغوطه النفسية وجعله أكثر مرح وسعادة.
- حاول تلبية احتياجات طفلك: الأطفال لديهم حاجات كثيرة لا تقف عند حدود الطعام الشراب واللباس والسكن، وإنما هو يحتاج للشعور بالحب والاهتمام، كما يرغب بالحصول على الكثير من الأشياء، وقد يعاني من مشاكل عاطفية مثل الخوف أو الغيرة أو الحزن تجاه موقف أو حدث معين، وتلبية الأهل لجميع هذه الحاجات من شأنه عزل الأسباب التي تؤدي لعبوس طفلهم وانزعاجه.
- أشرح للطفل سبب رفض بعض طلباته: يأتي عبوس الطفل أحياناً جراء رفض بعض طلبات أو رغباته من قبل الأهل كتعبير عن الانزعاج أو وسيلة للضغط، ولكن عندما يتم اقناع الطفل بأسباب الرفض وعدم الاكتفاء بالرفض فقط، هذا من شأنه تغير طريقة تفكير الطفل ونظرته للأمور، وبالتالي احتمالية علاج مشكلة عبوسه الدائم.
- عالج مخاوف طفلك: ينتج عبوس الطفل أحياناً عن وجود مخاوف وهواجس لديه تتعلق بالكثير من الأشياء، مثل التفكير السلبي تجاه الحياة مثل الخوف من المرض والموت بسبب شهود حدث من هذا النوع والتعرض لأهواله، أو خوف من خرافات وأساطير منتشرة، أو خوف من فكرة في ذهنه بسبب برامج التلفزيون أو العلاقات مع الأقران، وعلاج هذه المخاوف من شأنه أن يعدل الحالة العاطفية والنفسية للطفل ويدفعها لتكون أكثر طبيعية ومرح وراحة.
- لا تنعت طفلك بالعبوس: من الأخطاء التي قد يقع فيها المحيطون بالطفل التركيز على الصفة السلبية "عبوس الوجه" وتحويله للقلب للطفل أو السخرية والتنمر من عبوسه المستمر، لذلك يجب تجنب التركيز على هذه الصفة ومحاولة تجاهلها بالتزامن مع التأكّد أنها لا تدل على مشكلة نفسية أو حتى صحية لدى الطفل.
- استشر مختص نفسي: في بعض الحالات يكون عبوس الطفل وانزعاجه الدائم ناتج عن مشكلة نفسية أو اضطراب نفسي، أو حدث عاطفي كبير، ولا تفيد الوسائل المنزلية في علاجه، وبهذه الحالة يجب على الأهل استشارة مختص نفسي لتشخيص حالة طفلهم وعلاجها.
- التعبير عن الغضب: بعض الأطفال يتصفون بالعصبية والغضب، ويعتبر العبوس أحد وسائل التعبير عن الشعور بالغضب، وغضب الطفل قد يكون له الكثير من الأسباب تتعلق بمواقف الإحباط أو الانزعاج التي يمر بها كل يوم، مثل عدم تحقق رغبة معينة، أو حدوث شيء مكروه بالنسبة له، أو إزعاجه من قبل أحد.
- التعبير عن الحزن: قد يمر الطفل بموقف يجعله حزين لفترة من الوقت، مثل خسارة شيء محبب مثل لعبة أو صديق أو شخص مقرب، أو تعرضه للعقاب من الوالدين، أو سوء المعاملة، وهذا ينمي مشاعر سلبية لدى الطفل تجعله عابس الوجه وغير قادر على المرح أو التفاعل الإيجابي.
- الشعور بالملل: الأطفال حماسيون بطبهم وسريعي الملل، ومرور الطفل بفترة من الروتين الممل التي لا يقوم خلالها بشيء يسعده، يجعله يشعر بالملل من كل شيء، روتينه اليوم، ألعابه، علاقاته، فيشعر أنه لا يوجد شيء يشبع حماسه ويسبب له المرح، فيبدو كئيب وعبوس الوجه.
- التعبير عن الاستياء: قد تحبط آمال الطفل بالكثير من الأشياء بشكل يومي، بسبب رفض الوالدين لشيء يريده، أو وقوف عائق أمام تحقيق بعض رغباته، وخيبات الأمل من هذا النوع تسبب له الاستياء، حيث يبقى عابس الوجه ولا يبتسم أو يمرح تعبيراً عن شعوره بالاستياء.
- الرغبة بالحصول على شيء: قد يستخدم الطفل أحياناً العبوس والتجهم كوسيلة ضغط على الآخرين لتحقيق مطالبه ورغباته، فهو في هذه الحالة يجد بالعبوس وعدم التفاعل والمرح طريقة يقنع فيها الآخرين بالوصول لأهدافهم، أو يثير تعاطفهم.
- التقليد والمحاكاة: أحياناً يلاحظ الطفل أن بعض أو أحد الأشخاص في محيطه الأسري أو الاجتماعي، الذين يحبهم ويقتدي بسلوكياتهم يتصفون بالوجه العبوس، وهو قد يتعلم هذا السلوك ويعتقد أنه شيء جيد، فيبقى عابس الوجه ويحاول إظهار أن هذا من طباعه الشخصية.
- محاولة إثبات الوجود: يستخدم الطفل العبوس في بعض الحالات كطريقة لإثبات ذاته ووجوده، فهو يريد أن يثير التساؤل لدى الآخرين حول أسباب عبوسه، بهدف الحصول على الاهتمام وأن يكون مركز حديث الآخرين.
- الشخصية الجدية: العبوس الدائم عند الطفل في حالات كثيرة يكون طبع لديه، فهو لأسباب وراثية أو تربوية أو بيئية اكتسب شخصية لا تتصف بالمرح والتفاؤل والإيجابية، فيبقى عابس معظم الوقت وكأنه لا يوجد شيء يعجبه.
- الشعور بالظلم: بسبب ظروف تربوية أو أسرية أو صحية خاصة بالطفل، مثل سوء التربية أو التعنيف، أو بسبب انفصال الوالدين وإهمال الطفل، أو معاناة الطفل من مشكلة صحية أو مرض معين، يشكل شخصية غير مرحة وغير سعيدة وربما كأيبة حتى وهو في عمر الطفولة.
- وجود مخاوف وهواجس: يعاني الطفل أحياناً لأسباب خارجة عن إرادته معيشية أو عاطفية من مخاوف وهواجس كثيرة، مثل الخوف من التعرض للأذى أو الخوف من الفشل، أو الخوف من الرفض، أو الخوف من خرافات وأساطير مرت معه، أو مشاهدة أحداث أو أعمال تلفزيونية مخيفة، أو ظروف عائلية، وجميع هذه الأسباب والمخاوف والهواجس المتعلقة بها، تسبب لدى الطفل حالة من الاكتئاب والانزعاج، تظهر على هيئة عبوس دائم في الوجه.
- الحرمان العاطفي: بعض الأطفال يتربون ضمن بيئة أسرية واجتماعية لا تشبع حاجاتهم العاطفية، لأسباب كثيرة، التفكك الأسري، أو سوء التربية، أو الفقر، أو غير ذلك، وهذا الحرمان يجعل الطفل غير سعيد في حياته، ودائم الانزعاج وفقدان الثقة والأمل، فيصبح عبوس الوجه جزء من صفاته.
- العصبية والعناد: قد يكون الطفل عنيد وعصبي وسيء المزاج بشكل عام، وهذه الصفات تسبب كثرة المواقف التي تؤدي لانزعاج الطفل من أي شيء أو حدث يمر معه، وهذا يحرمه من حالة المرح والسعادة التي تعتبر سمة أساسية تميز مرحلة الطفولة.
- الشعور بالوحدة والعزلة: بعض الأطفال يمرون بظروف خاصة تجعلهم وحيدون، ليس لديهم أشقاء أو أصدقاء أو حياة اجتماعية كأقرانهم، وهذا يسبب ضغط عاطفي ونفسي على الطفل يجعله يعتقد أنه مختلف عن سواه، ويسبب له حالات نفسية مضطربة، ومنها العبوس الدائم والسلبية.
- تأمين أجواء منزلية إيجابية ومتفائلة: شيوع الأجواء الإيجابية والمتفائلة والسعادة في المنزل، تهيئ جو مناسب وإيجابي يتربى فيه الطفل ويتعلم منه ويكتسب سلوكه وطباعه، ولذا تعد الأجواء المنزلية الإيجابية من أفضل الطرق لوقاية الطفل من صفة العبوس الدائم.
- عدم الاستجابة للضغط العاطفي: عندما يكون عبوس الطفل طريقة للابتزاز العاطفي والضغط على الوالدين لتحقيق رغباته أو الهروب من العقاب، فيجب تجنب ترسيخ هذا الارتباط السلوكي بين العبوس والنجاة، وعدم التركيز على عبوس الطفل الدائم وتجاهله.
- اتباع أسلوب تربوي مرح: اتباع أسلوب تربوي مرح وإيجابي من قبل الوالدين، بعيد عن حالات الإهمال العاطفي والحرمان من أي شيء، يجعل الطفل أكثر سوية نفسية واستقرار عاطفي، وبالتالي سعادة ومرح في حياته.
- تجنب استفزاز الطفل: استفزاز الطفل من قبل الوالدين أو أي أحد في محيطه، يسبب له مشاعر سلبية مثل الغضب والحزن والاستياء، وهذه المشاعر بحد ذاتها كثيراً ما تسبب عبوس الطفل وعدم سعادته، وتجنب هذه الأسباب يسهم في تكوين شخصية مرحة وبشوشة لدى الطفل.
- إشعار الطفل بأهميته: الطفل بحب الشعور باهتمام الآخرين ويسعى دائماً للفت نظرهم، وإشعار الطفل ببعض هذه الاهتمام يسعده بشكل كبير ويجعله راض عن نفسه وواثق بها، وهذا يجنبه تكوين شخصية عابسة وحزينة.
- تحسين العلاقات الاجتماعية للطفل: حصول الطفل على علاقات اجتماعية مرضية، تساهم في تخفيف حالة العبوس لديه، فهو يحصل على أصدقاء يلعب ويمرح معهم، ويحصل على اهتمام من الآخرين يرضي رغباته وحاجاته العاطفية.