إدمان الوالدين على الهاتف أثره في تربية الأبناء

إدمان الأب والأم على الانترنت والهاتف كيف يؤثر على تربية الطفل! وما الحلول المقترحة لتقليل أثر التكنولوجيا على الآباء
إدمان الوالدين على الهاتف أثره في تربية الأبناء
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

لا يحدث إدمان الهواتف الذكية فقط مع الأطفال والمراهقين، وإنما أصبحت من المشاكل التي يعاني منها الآباء خاصة مع ظهور جيل جديد من الآباء نشأ على استخدام الهواتف المحمولة وأصبح معتمد عليها في عدة جوانب حياتية كالعمل والتنظيم والتواصل وغيرها، فكيف يؤثر ذلك على صحة الأبناء وهل يوجد طريقة للتخلص من إدمان الآباء على الهواتف الذكية؟

  • الهروب من المسؤوليات والضغوط: يقوم الآباء أحياناً باللجوء إلى الهواتف الذكية للهروب من ضغوط الحياة اليومية ومتاعبها ومسؤولياتها المتراكمة المتجددة والتوجه لعالم الحياة الرقمية الذي يسهّل عليهم الوصول لأي نوع من التسلية والمتعة، ويوفر لهم بيئة افتراضية هادئة تبعدهم عن الهموم والمسؤوليات.
  • العادة والروتين: خاصة بالنسبة للآباء الجدد والصغار بالسن الذين نشؤا في عصر التطور التكنولوجي وعاصروا انتشار مواقع التواصل الاجتماعي في فترة المراهقة وتوغل الهاتف المحمول في حياهم، بحيث أصبح استخدام الهواتف الذكية جزء لا يتجزأ من روتين حياتهم اليومي وعادة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها أو التخلص منها.
  • العمل عن بعد: الكثير من المهن والأعمال مؤخراً أصبحت مرتبطة بالإنترنت وبمواقع التواصل الاجتماعي بشكل أو بآخر، كما راجت أنواع من المهن معتمدة أساساً على استخدام الهواتف الذكية طوال اليوم، مما يجعل الأهل مضطرين للتعامل مع الهاتف الذكي معظم وقتهم إلى أن يصلوا لحد الإدمان عليه.
  • ملئ الفراغ: استخدام الهواتف الذكية يؤمن أشكال مختلفة من التسلية والمتعة واليوم هو مصدر مهم للترفيه وملء وقت الفراغ والحصول على فرص للتعلم والتدريب، مما يجعل الكثير من الآباء، وخاصة الأمهات اللواتي يجلسن في المنزل، يلجأن له للحصول على تجربة المتعة والتسلية والتواصل.
  • صغر سن الآباء: يتعلق الآباء الصغار بسرعة وبسهولة أكبر باستخدام الهواتف المحمولة مع اندماج التكنولوجيا في كل جوانب حياتنا كالدراسة والعمل والترفيه، وقد لا يدركون أو يمتلكون الخبرة والإرادة الكافيين للانتباه لتأثير ذلك على الأطفال، خاصة أن الجيل الجديد من الآباء نشأ على استخدام الهواتف المحمولة وعاصر تطورها خطوة خطوة فأصبحت جزء كبير من حياة هذا الجيل من شبه المستحيل أن يتخلى عنه.
  • المشاكل الزوجية: كذلك كثرة المشاكل الزوجية والضغوط اليومية في الحياة الزوجية تعرض الآباء لخطر إدمان الهواتف الذكية بهدف الهروب من الواقع وتجنب المشاكل وتجاهل الطرف الآخر والبحث عن الانتباه.
  • ضعف الحياة الاجتماعية: من أهم ما قد يجذب الآباء لإدمان استخدام الهاتف النقال هو الحاجة للتواصل الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين في ظل حياة اجتماعية واقعية ضعيفة، كما أنه يوفر فرصة للتسلية يخفف من شعور الوحدة وضعف القبول الاجتماعي عند بعض الآباء فنجد أن الرفيق الدائم لهم هو الهاتف المحمول بدلاً من الالتقاء بالأهل والأصدقاء والأقارب.
animate
  • استخدام الهاتف لوقت طويل وفي كل وقت: أهم علامات إدمان الوالدين أو أحدهما على الهاتف استخدام الهاتف لساعات طويلة خلال اليوم دون تقدير الأوقات غير الملائمة، على سبيل المثال استخدام الهاتف أثناء مساعدة الطفل في الدراسة أو أثناء تناول الطعام أو عند اصطحاب الطفل خارج المنزل أو اللعب معه...
  • غياب التركيز في التواصل مع الأبناء: ربما أكبر معاناة لدى الأبناء مع آبائهم المدمنين على الهاتف تكمن في صعوبة التواصل بسبب تشتت الوالدين في التواصل عبر الهاتف أو ألعاب الفيديو أو حتى مشاهدة المسلسلات، وقد يتحدث الطفل إلى الأب أو الأم دون أن يسمعا ما يقوله فيطلبان منه تكرار الكلام أكثر من مرة أو يجيبانه إجابات تلقائية.
  • مقاطعة الطفل للرد على الرسائل: من علامات الإدمان القوي للهاتف عند الآباء والأمهات هي تجاهل حديث الابن أو الطفل للرد على الرسائل أو تفقد الأخبار على الهاتف الذكي دون إعارة اهتمام لحديث الطفل أو مشاعره حين يتم مقاطعته من أجل الهاتف.
  • كثرة تفقد الهاتف أثناء الطعام: يعتبر وقت الطعام وقت راحة من استخدام الهاتف وكذلك وقت مشترك للعائلة وعند عدم قدرة الآباء على ترك الهاتف حتى في وقت تناول وتحضير الطعام فهذا يعني أنهم دخلوا في حالة ادمان على استخدام الهاتف الذكي.
  • التوتر والعصبية عند محاولة الطفل مقاطعة الوالدين: بحيث يكون أحد الأبوين مندمجاً باستخدام الهاتف لدرجة أنه يغضب وينفعل عندما يحاول أحد الأبناء أو الأطفال التحدث معه ومقاطعته عند استخدام الهاتف.
  • الإعراض عن النشاطات العائلية: وهذا بسبب تفضيل قضاء الوقت على الهاتف بدلاً من الرغبة في ممارسة نشاط عائلي مشترك وهي علامة تشير أن الآباء والأمهات أصبحوا مدمنين على استخدام الهاتف المحمول.
  • الفوضى في الحياة المنزلية: لأن الأهل غير ملتزمين بمهامهم ومسؤولياتهم بالطريقة الصحيحة وفاقدين للقدرة على تنظيم حياة أسرهم ووقتهم مما يجعل الفوضى سائدة في حياة الأسرة.
  • عدم الاهتمام بمعرفة أخبار الأطفال: حيث يسبب الهاتف حالة انفصال عن أفراد العائلة بحيث يكون الآباء غير مطلعين على أحوال وأخبار أبنائهم بشكل جيد وبعيدين عنهم بسبب الانشغال طوال الوقت بقضاء الوقت على الهاتف الذكي.
  • ضعف الترابط بين الآباء والأبناء: يؤثر إدمان الآباء على الهاتف الذكي في مدى رغبة وقدرة الأهل على التواصل مع أطفالهم وأبنائهم، ويقل الوقت المخصص للتفاعل والعيش معهم، والتواصل هو حجر الأساس في تقوية العلاقة بين الاهل والأبناء، وهذا ما يؤدي لضعف الترابط العائلي وانخفاض جودة العلاقة بين الأهل والأبناء ويخلق فجوة في الحب والتواصل.
  • قلة الاهتمام بالأطفال: إدمان الآباء على الهواتف الذكية ينسيهم ضرورة الاهتمام بالطفل عاطفياً وصحياً ويلهيهم عن القيام بمهامهم الأساسية في تقديم الدعم والحب والعاطفة والحنان والاهتمام، وهذا ما يكون له نتائج سلبية عميقة في سلوك ونفسية وشخصية الطفل.
  • غياب الانسجام العائلي: في العائلة التي يدمن فيها الآباء على استخدام الهواتف الذكية يسود حالة من عدم الاتفاق والتناغم بين جميع أفراد الأسرة وتضعف العلاقات الأسرية وتكثر الخلافات العائلية وتواجه الأسرة مشاكل عديدة تخلخل انسجامها وترابطها وتضعف الاحترام والعلاقات العاطفية.
  • كثرة المشاحنات العائلية: ففي ظل التواصل الضعيف والإهمال والمشاعر السلبية وعدم وجود نموذج جيد من الآباء أو قدوة حسنة لتعلم قواعد التصرف أو توجيه للسلوكيات الصحيحة، يكون الخلاف والجدال والمشاكل مسيطرة على علاقات العائلة، خاصة لو كانت مشكلة إدمان الآباء على الهواتف المحمولة قديمة وانتقلت للأبناء.
  • تعرض الأطفال لمشاكل صحية: تزداد مخاطر تعرض الأطفال الصغار للأمراض والمشاكل الجسدية في غياب انتباه ورعاية الآباء عنهم بسبب انشغالهم معظم الوقت بالهواتف المحمولة، فالتجاهل الذي يتعرض له الأطفال الصغار ينعكس عليهم ببعض الاضطرابات الجسدية مثل الأرق والآلام الجسدية وسوء التغذية، ومن ناحية أخرى لا يوجد رقابة كافية على السلوك والنظافة الشخصية وهذا ما يزيد فرص التعرض للمرض.
  • التفكك الأسري: فالعلاقات في الأسرة التي يدمن فيها الآباء على استخدام الهواتف ويجعلون الهاتف أولوية على مهامهم الأسرية والأبوية تصبح هشة وضعيفة ومهزوزة وغير متينة، فالآباء لا يهتمون عاطفياً بأبنائهم وأطفالهم والأبناء لا يثقون ولا يتواصلون مع آبائهم، مما يزيد حدة المشاكل ويسهل انهيار الأسرة وتفكك أفرادها وتخليهم عن بعضهم البعض.
  • تعرض الأطفال لمخاطر صحية: فالأطفال دائماً بحاجة لرعاية واهتمام ومراقبة، ووجود الهاتف المحمول بشكل مبالغ به بحياة الآباء يزيد مخاطر تعرض الأطفال للحوادث والأمراض والمشاكل الصحية في ظل غياب مراقبة الأهل الكافية لهم ورعايتهم بكل الأوقات، وهذا ما قد يضع الأطفال تحت تهديد مخاطر صحية حقيقية مثل سوء التغذية الشديد والتعرض للإصابات الجسدية مثل الكسور والحروق والجروح، وأنواع العدوى ومشاكل تأخر نمو وغيرها.
  • خطر ضعف نمو الأطفال: النمو السليم الصحي للأطفال يتطلب رعاية واهتمام كبيرين وهذا ما لا يتوفر مع وجود مشكلة إدمان الهواتف الذكية عند الآباء ويعرض الأطفال لمشاكل نمو في كل النواحي الجسدية والنفسية والاجتماعية والعقلية.
  • تطور المشاكل السلوكية عند الأبناء: حيث تضعف المهارات التربوية الأبوية في ظل الإدمان على الهاتف عند الآباء ويشكل الآباء نموذج سلبي لأطفالهم يقوم بتعليم العادات السيئة، ويقل الاهتمام والمراقبة والتنظيم لحياة الأبناء ويسهل الانخراط ضمن مشاكل سلوكية بسبب عدم ضبط الآباء لسلوكيات وتصرفات الأبناء، مثل التمرد على الآباء والعدوانية والانطواء وازعاج وايذاء الآخرين.
  • انتقال إدمان الهواتف إلى الأبناء: فبدلاً من أن يحارب الأهل ظاهرة إدمان أبنائهم الأطفال أو المراهقين ويحاولون تجنب مخاطرها على نموهم يسهلون ذلك جداً عند إدمانهم عليها من الأساس، ويعرضون أطفالهم بسهولة لمخاطر المشاكل النفسية والفشل الدراسي والانحراف السلوكي والمشاكل الصحية وغيرها.
  • زيادة فرصة الإصابة باضطرابات نفسية: مثل تعرض الأبناء أو الأطفال للإصابة بالاكتئاب ولضعف القدرة على التواصل واكتساب مهارات اجتماعية وقلة الثقة بالنفس وانخفاض تقدير أو احترام الذات وصعوبات التعلم وغيرها.
  • احتمال إيذاء النفس: من مخاطر إدمان الآباء على الهواتف الذكية هو تدهور الحالة النفسية للأبناء وشعورهم بالإهمال والتجاهل وقلة القيمة بنظر أهاليهم خاصة عند الدخول بمقارنات مع أطفال آخرين يتلقون اهتمام أكبر من عائلاتهم، ما قد يسبب حالة اكتئاب شديد يجعل الطفل ينخرط بسلوكيات إيذاء النفس كطريقة لتفريغ مشاعر الغضب والحزن والاحباط والوحدة والتعرض للضغوط النفسية.
  • إبعاد الهاتف عن أوقات النوم: من أكثر الأوقات التي تزيد التعلق بالهاتف المحمول هي فترة ما قبل النوم خاصة بالنسبة للآباء لأنه أكثر وقت ملائم لاستخدامه بهدوء، لذا يفضل محاولة الاستغناء عنه قبل النوم بساعة على الأقل للحصول على جودة نوم أفضل والتخلص تدريجياً من التعلق بالهاتف.
  • منع الهاتف في الأوقات العائلية المشتركة: وهي خطوة مهمة في سبيل تجنب جعل الهاتف المحمول يلغي الترابط العائلي ويؤثر على تواصل الآباء والأبناء، وتكون بتخصيص وقت عائلي يومي بعيد عن شاشات الهواتف المحمولة من كل أفراد العائلة ومخصص لممارسة نشاط جماعي مشترك، كتناول الطعام مثلاً.
  • ضبط أوقات تفقد العمل: بمعنى تحديد أوقات معينة محددة بمدة زمنية مناسبة لإنهاء الأعمال والمهن المعتمدة على استخدام الهاتف الذكي والانترنت عموماً، خاصة في أوقات الفراغ البعيدة عن الأوقات العائلية.
  • حذف بعض التطبيقات التي تسبب الإدمان: الاستغناء عن التطبيقات التي تضيع الوقت دون قصد عند استخدام الهاتف المحمول يساعد في تجاوز مشكلة الإدمان عليه من قبل الآباء ويخفف من وقت استخدام الهاتف.
  • الاستعانة بأدوات ضبط وقت الاستخدام: وهي تطبيقات مختلفة تساعد في وضع شروط تقيد طريقة استخدام الهاتف وتمنع فتح بعض التطبيقات إلا بشكل محدد وبوقت محدد وتنظم وقت استخدام الهاتف.
  • تذكر الآثار المضرة للأسرة: مما قد يساعد في دفع الآباء للاستغناء عن الهاتف المحمول قدر الإمكان بحيث يكون استخدامه منطقياً دون أن يؤثر سلباً على الأبناء والأسرة.
  • زيادة وقت النشاطات العائلية: بحيث تكون نشاطات يومية أو أسبوعية يقضي بها أفراد العائلة أوقات مشتركة بدون استخدام الهاتف المحمول أبداً ومن جميع الأفراد، هذا يقلل من التعلق بالهاتف ويزيد الشعور بأهمية الجلوس مع العائلة وبالتأثير الإيجابي لذلك.
  • ملء وقت الفراغ: وذلك بإيجاد نشاطات مختلفة بدلاً استخدام الهاتف تساعد في ملء وقت الفراغ للآباء بطريقة ممتعة ومسلية بدون أن تضر بتفاعل الآباء مع أبنائهم أو تقلل من رعايتهم.
  • الاستعانة بمختصين: في ظل التوغل الكبير الذي نعيشه للهاتف المحمول في حياتنا قد يكون من الصعب التخلي عنه بسهولة من قبل الآباء حتى لو أدركوا خطر ذلك على أبنائهم، وهنا يمكن طلب المساعدة من أشخاص مختصين يقدمون الدعم اللازم لتصحيح هذه المشكلة بالوقت المناسب وبالطريقة المناسبة.

المراجع