تعليم الطفل أسماء المشاعر ومعانيها
تتحدث الكثير من الكتب عن أهمية المشاعر عند الأطفال وكيفية تعليمهم ضبطها والتعامل مع مشاعره، لكن قبل القفز لتعليم الطفل التعامل والتحكم بالمشاعر يجب قضاء المزيد من الوقت في تعليمه فهم المشاعر ومعرفة معانيها، ومن خلال هذا المقال سنتحدث عن كيفية تعليم الطفل أسماء المشاعر والتعبير عنها، وأهمية المشاعر عند الأطفال.
يتعلم الطفل التعبير عن مشاعره بشكل تراكمي وليس في وقت محدد، ويمكن القول أن التعبير عن المشاعر يبدأ من الأيام الأولى في حياة الطفل، ومع تطور قدرات الطفل ونموه يستطيع التمييز بين عدد أكبر من المشاعر واكتشاف الطرق المناسبة للتعبير عنها، وعندما تكون البيئة المحيطة بالطفل داعمة له في التعبير عن مشاعره سيكون أكثر قدرة على فهمها وتسميتها والتعامل معها على المدى الطويل.
- تقديم مفردات المشاعر: تساعد الأحاديث اليومية بين أفراد المنزل أمام الطفل أو معه على التعرف على الكثير من المفردات، ويمكن استغلال هذا في طرح بعض أسماء المشاعر ومعانيها حتى يعرفها الطفل ويتعلمها، مثل الإحباط، الحماس، القلق، السعادة، الحزن، الغضب، الحب، وإن لم يتمكن من فهما الآن سيتمكن من استخدامها وقت لاحق، ويمكن القيام بذلك خلال الجلسة مع العائلة والتحدث عن المشاعر التي شعر بها الأفراد اليوم، مثل القول "أنا في قمة الحماس ليوم العطلة لأننا سنقضي وقتا ممتعاً سويةً".
- ربط المشاعر بالأحاسيس (ملاحظة المشاعر): الكثير من الأحاسيس ترتبط الحالة العاطفية، يجب تعليم الطفل المشاعر التي جعلته يحس بهذا الإحساس، مثل عند رؤية حيوان مفترس والخوف منه، قد يقول الطفل قلبي ينبض بسرعة أو أشعر بالرجفة، وهذا رد فعل طبيعي عند الشعور بالخوف، فعندما يتحدث الطفل عن تغيرات في الجسم بعد موقف معين أخبره بالشعور المسبب لذلك.
- تسمية المشاعر: يجب تسمية مشاعر الطفل أيضاً من خلال تجربته فعندما يبدأ بالصراخ اشرح له بطريقة لطيفة أنه يشعر بالغضب، مثل يبدو وجهك متوتراً ويديك مشدودة وكأنك غاضباً، فهل تشعر بالغضب؟ فبهذه الطريقة سيعرف اسم الشعور ومعناه وتغيرات الجسم المرتبطة به وكيفية التعبير عنه.
- تخمين مشاعر الآخرين: عندما تجلس مع ابنك في مكان عام اطلب منه تخمين مشاعر الأشخاص من حوله، مثل عند انتظار الدور قل لطفلك ينظر للرجل الكبير على الكرسي واسأله ماذا يشعر هذا الرجل؟ ويمكن تقديم بعض الاحتمالات مثل هل تراه حزيناً أم متعباً أم يشعر بالإحباط أو الملل؟
- التحدث عن مشاعرك وأسبابها: عندما ينتابك شعور معين تحدث أمام طفلك عن شعورك وما الذي جعلك تشعر به، فعندما تغضب من شيء قام به طفلك عبر له عن غضبك منه وأنك غضبت لكونه كاد أن يؤذي نفسه.
- استخدام أسماء المشاعر في الحديث اليومي: اجعل في حديثك اليومي أمام الأطفال أسماء المشاعر ويجب التركيز أكثر على المشاعر أو الكلمات قليلة التكرار عند الأطفال مثل الإحباط والحماس والاندهاش، مثل القول: "أنا أشعر بالإحباط عندما لا أجد مفاتيح المنزل".
- استخدام الأدوات المناسبة للأطفال: عند الرغبة في البدء بتعليم الطفل المشاعر بشكل مباشر يجب استخدام أدوات تتناسب مع الطفل والطرق التي تجذبه، مثل الكتب والتطبيقات والصور وقنوات الأطفال والبطاقات التي ترتبط بالمشاعر.
تصنف المشاعر عند الأطفال بمشاعر السعادة والمتعة والحزن والخوف والغضب، لكن من الضروري أن يعلم عن المشاعر الأخرى، لذا يجب تعليم الطفل أسماء المشاعر ومعانيها مثل:
- المتعة: في معظم المواقف اليومية يبحث الطفل باللاشعور عن المتعة، لذا يمكنك توضيح المتعة بسهولة له، كالقول سنذهب في رحلة إلى الحديقة لنستمتع باللعب في الهواء الطلق، وعند الذهاب اسأله هل تشعر بالمتعة إذا لم يعرف ما تقصد اشرح له هل تشعر أنك سعيد اليوم ولا تريد العودة إلى المنزل؟ إذن أنت تشعر بالمتعة في هذا المكان وسنعود مرة أخرى إليه.
- الفرح والسعادة: يمكنك إيجاد العديد من الطرق لتسمية شعور السعادة للطفل، فاذهب مع طفلك للتسوق واشتري له لعبة يحبها أو يرغب بالحصول عليها منذ فترة، فعند شرائها تحدث لطفلك كم أنت سعيد لأنه فرح بها ورسمت ابتسامة جميلة على وجهه، وقل له أنت تشعر بالسعادة الآن.
- الحزن: خذ لعبة الطفل وخبئها منه فستجد طفلك حزين بسبب فقدان لعبته المفضلة، وعندها قل له أعلم أن شعورك بالحزن يجعلك تجلس بانطواء ولا ترغب بالحديث، لكن هل سيزول الحزن إن استبدلناها بلعبة جديدة، لا أحب هذا الحزن البادي على وجهك.
- الخوف: عند التعرض لموقف تعلم أن طفلك يخاف منه مثل انقطاع التيار الكهربائي، قل للطفل أعلم أنك تشعر بالخوف من الظلام لكن علينا التحرك بهدوء للحصول على الضوء فلن يحدث شيئاً، وسنبقى نرتجف من الخوف إذا لم نبحث عن مفتاح الكهرباء.
- الغضب: قد تجد طفلك يبدأ بالصراخ والبكاء وفرك اليدين وركل الأرض بالقدمين عند رفض تلبيته أو غضبه من شخص ما، فسمي له هذا الشعور وقل أنت غاضب الآن، أعلم أنك غاضب لأنك لن تذهب معنا للحفلة لكن إذا هدأت الآن سأصحبك غداً للحديقة مع صديقك المفضل.
- الدهشة: يمكن تسمية الدهشة للطفل عند رؤية أي شيء مميز وغير مألوف، فعند رؤية شخص طويل جداً، ستلاحظ ملامح الدهشة على طفلك، فقل له فعلاً هذا مدهش أنه طويل بشكل ملفت للنظر، ويمكن أخذ الطفل للسيرك وقل للطفل إني مندهش جداً كيف يمكن للمهرج السير على هذا الخيط الرفيع بهذه المهارة، لا أستطيع أن أغمض عيني.
- استخدام الوجوه التعبيرية: اصنع لطفلك وجوهاً تعبر عن مشاعر مختلفة وضعه على وجهك ثم اطلب منه توقع ما تشعر به الآن، كوجه غاضب ووجه سعيد ووجه متحمس ووجه حزين، فهي طريقة ممتعة لتعلم الطفل المشاعر والتعابير المختلفة المرتبطة بها.
- استخدام القصص: تشكل القصص للأطفال أهمية كبيرة، لذا يمكنك أثناء قراءة القصص أن تطلب من الطفل معرفة مشاعر الشخصيات في القصص وتسأله كيف يمكنه معرفة مشاعر الشخصية وإذا كان بإمكانه تمثيل هذه المشاعر.
- التحدث عن المواقف: يمكنك أيضاً التحدث ضمن جلسة أسرية على وجبة الغداء حول المواقف التي مررت بها بهذا اليوم وجعلتك تشعر بمشاعر معينة كالإحباط أو الحزن أو السعادة، ثم اسأل طفلك عن المواقف التي قد تجعله يشعر بمثل هذه المشاعر.
- التمثيل: من الطرق التي يمكنك من خلالها تعليم المشاعر للطفل هي التمثيل، أو تبادل الأدوار حيث يلعب مسرحية يكون بها هو الأب ولديه طفل شقي يعذبه، يجب أن يشعر بالغضب فكيف سيعبر عن ذلك وكيف سيتعامل مع طفله.
- الوقوف على المرآة: اجعل طفلك يقف أمام المرآة ويدرب نفسه على التعبير عن المشاعر المختلفة ويمكنك مشاركته واللعب معه من خلال المرآة كأن يقول أمام المرآة كيف يبدو وجهك وأنت حزين، ثم الطلب منه النظر إلى المرآة وشرح صفات وجهه.
- الغناء: استخدام الغناء سواءً كان من الاستماع لأغاني الأطفال أو تأليف أغاني مضحكة تحمل ضمنها مشاعر وتعابير وجه، فالكثير من أغاني الأطفال المعروفة تتحدث عن المشاعر وتصفها، أو الغناء عن مشاعر معينة وجعل الأطفال يعبرون بوجوههم.
- اللعب: اللعب أكثر طريقة مناسبة لتعليم الطفل كل شيء ومنها أسماء المشاعر، ويمكن أيضاً شرحها له منذ مراحل مبكرة، فخلال اللعب جرب أن تظهر مشاعر معينة مثل الحماس، واسأل طفلك بحماس ألا تشعر أنت أيضاً بالحماس، فحتى إن لم يفهم لكن هذه الطريقة ستجعله يتعلم مع الوقت بسرعة.
- الرسم: يعد الرسم عند الأطفال بحد ذاتها طريقة للتعبير عن المشاعر، لكن يمكن استخدام الأنشطة الفنية لتعليم الطفل أسماء هذه المشاعر، مثل الطلب من الطفل رسم طفل ذاهب إلى المدرسة مع إظهار وجهه، واسأله هل هو يشعر بالحماس أم حزين بذهابه للمدرسة.
يمكن استخدام الأسئلة المرتبطة بالمشاعر للطفل، للتأكد من أن الطفل يعرف أسماء المشاعر ويعلم كيفية التعبير عنها وكذلك تمنحك فرصة لتعليم الطفل أسماء مشاعر جديدة علاوةً على معرفة ما يشعر به طفلك في يومياته، تتضمن أسئلة عن المشاعر اليومية المرتبطة بالمواقف اليومية ومشاعر الآخرين، ومن بعض الأسئلة التي يمكن طرحها على الطفل:
- ما هو شعورك في المنزل؟
- ما الذي تشعر به عندما تخرج رحلة مع العائلة؟
- ماذا يشعر الطفل في الفيلم؟
- هل تعتقد بطل الرواية يشعر بالحزن؟
- هل تعلم ما الشعور الذي سببته لصديقك اليوم؟
- ماذا تشعر عند غضب أمك منك؟
- ماذا تشعر وأنت تلعب مع صديقك؟
- كيف كان يشعر أصدقائك خلال المنافسة؟
- كيف كان شعورك في اليوم الأول في المدرسة؟
- فهم أن المشاعر السلبية أمر طبيعي: لفهم المشاعر عند الأطفال أهمية كبيرة في معرفة أن الحياة ليست وردية دائماً، بل هناك أوقات تسبب شعور بالإحباط والحزن، ومع الوقت يصبح الطفل واعي لهذه الحقيقة ويعلم أن المشاعر السلبية أمر طبيعي ولا بد من وجودها.
- النمو والتطور بالشخصية: يعد فهم المشاعر عند الأطفال خطوة مهمة للنمو وتطوير الذات، حيث يكون قادراً على التحكم بعواطفه دون ترك مساحة لتدخل الآخرين والسيطرة على مشاعره، فيصبح أكثر قدرة على التفكير والتحليل وإدارة المشاعر المختلفة.
- تعزيز الذكاء العاطفي: يساعد فهم المشاعر الطفل على تنظيم مشاعره وسلوكه، ما يحسن من صحته العاطفية وقدرته على ضبط النفس والتعامل مع العواطف وعندما يفهم مشاعره يمكنه التواصل مع احتياجاته بشكل فعال، وهو ما يسمى بالذكاء العاطفي.
- تعزيز المهارات الاجتماعية: إن فهم الطفل للمشاعر يساعد في التعاطف مع الآخرين، وتعزيز العلاقات الإيجابية لزيادة القدرة على فهم مشاعر الآخرين، وبالتالي تعزيز المهارات الاجتماعية وتطوير علاقات أعمق مع أقرانهم والبالغين.
- تقليل التوتر: أشارت الأبحاث إلى أن الأطفال القادرين على فهم مشاعرهم لديهم مستوى أعلى من الصحة العقلية، وأقل عرضة للتعرض للمشاكل السلوكية والقلق والاكتئاب.