هل البكاء مفيد للرضيع ومتى يكون بكاء الرضيع مضر

ما هي فوائد البكاء للرضيع! اكتشفي أهم فوائد البكاء للطفل الرضيع وكيفية التعامل مع بكاء الرضع بدون سبب
هل البكاء مفيد للرضيع ومتى يكون بكاء الرضيع مضر
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

من الطبيعي أن يقلق الآباء عندما يسمعون بكاء طفلهم الرضيع ويسارعون لحمله وتهدئته، لكن كثيراً ما نتساءل هل يمكن أن يكون هذا البكاء مفيداً للطفل وهل من الممكن ترك الطفل الرضيع يبكي بعض الوقت دون أن نسبب له أضراراً؟ ومتى يمكن لنا ان نترك الرضيع يبكي ومتى يصبح بكاء الرضيع مضراً له؟ نطرح قي المقال التالي إجابات علمية على هذه الأسئلة ونتعرف على فوائد البكاء للطفل الرضيع.

يعتبر البكاء عند الرضع وسيلة هامة للتواصل والتعبير عن مختلف المشاعر لذا فهو يقدم عدة فوائد هامة منها:

  • المساعدة على التنفس: يعتبر البكاء للطفل حديث الولادة، أو ما يدعى بالصرخة الأولى، عملية مهمة لمساعدة الرئتين في التكيف مع الجو الجديد الذي خرج إليه الطفل والذي يحتاج فيه للتنفس من تلقاء نفسه بعد أن كان يعتمد على الحبل السري في الحصول على الأكسجين وإتمام عملية التنفس، فعندما يبكي الطفل تفتح الكثير من الأكياس الهوائية الصغيرة وتمتلئ بالهواء ونأخذ العلامة الأولى لحياة الطفل وصحته.
  • نوم أفضل للرضيع: تدعى هذه العملية بالبكاء المتحكم فيه، بحيث يترك الطفل يبكي لعدد محدد من الدقائق قبل أن يتدخل أحد الوالدين في تهدئة الطفل وحمله وتخفيف بكاءه، ومن خلال هذه العملية وجد أن فترة نوم الأطفال تزداد ويقل عدد مرات استيقاظهم خلال الليل دون أن يؤثر ذلك بشكل سلبي على الرضيع أو يؤذيه.
  • البكاء وسيلة تواصل وتعبير عن الاحتياجات: الوسيلة الوحيدة التي يعرفها الرضع للتواصل والتعبير عن الاحتياجات الجسدية والعاطفية هي البكاء، فمن خلال البكاء يطلب الطفل المساعدة أثناء الألم أو الطعام أثناء الجوع، ومن خلالها يفهم الولدين أن الطفل يحتاج للحنان والاهتمام والحمل واللمس والعناق.
  • يساعد في التخلص من التوتر: يتعلم الأطفال وهم في عمر الرضاعة التعبير عن غضبهم وتوترهم من خلال البكاء، ويعتقد أنه لا بأس من ترك الطفل يتعلم كيفية إدارة مشاعره بنفسه من خلال البكاء بدلاً من أن يتدخل الآباء في كل مرة، بحيث يبكي الطفل قليلاً عندما ينزعج ثم يسكت من تلقاء نفسه عندما لا يكون البكاء بسبب ضرورة أو احتياج شيء ما.
  • يساعد في تمدد العضلات: قد يكون للبكاء فائدة في تمدد العضلات وكأنها تمرين رياضي يقوم به الطفل، ذلك عندما لا يكون البكاء بسبب ألم أو مرض أو تعب، وبالتالي تصبح عضلات الرضيع أقوى وتنمو بشكل أفضل وأكثر صحة.
animate
  • عند الرضيع حديث الولادة: الطفل حديث الولادة يستفاد من البكاء في التأقلم مع عالمه الجديد الذي خرج إليه ويعتاد من خلاله على التنفس من الرئتين بشكل فردي.
  • عندما يكون بسيطاً ومضبوطاً: تتحقق فوائد البكاء للرضيع عندما يكون مفهوم السبب أولاً وقابل للسيطرة ثانياً، حيث يمكن تهدئة هذا البكاء إما بتنويم الطفل أو تدفئته أو إرضاعه أو تغيير ثيابه وما إلى ذلك.
  • البكاء قبل النوم: فالبكاء لفترة قصيرة ومتحكم بها قبل النوم تبين له فوائد في تحسين جودة النوم والتخلص من مشاكل النوم عند الأطفال الرضع وجعله أكثر عمقاً وتقليل عدد مرات الاستيقاظ في الليل، لذا تم اعتبار القليل من البكاء قبل النوم للأطفال والرضع جيداً وذو فوائد.
  • عندما يكون محاولة للتواصل: فعندما يتعلم الطفل الرضيع التعبير عن احتياجاته من خلال البكاء والقيام من خلاله بمحاولة التواصل مع والديه يصبح البكاء مفيداً وذو هدف بالنسبة للطفل، كما أنه يعطيه مفتاح لتعلم التواصل مع الآخرين في هذا العمر الصغير الذي لم يتعلم به الطفل بعد الكلام أو التعبير بطريقة أخرى عن مشاعره.
  • عندما يعبر عن انزعاج الطفل: قد ينزعج الطفل الرضيع من طريقة حمله أو من شخص يتعامل معه بطريقة خاطئة أو من الثياب التي يلبسها وطريقة التقميط وغير ذلك، وفي كل الأحوال يبكي الطفل معبراً عن انزعاجه وبالتالي يساعده ذلك في التخلص من التوتر من جهة ومن جهة أخرى يفيد في لفت نظر الأبوين لما يحدث وجعلهم يقدمون المساعدة.

حتى لو كان البكاء مفيداً للأطفال في بعض النواحي لكن هذا لا يعني خلوه من الأضرار على صحة الرضيع عندما يزيد عن حده أو يتم المبالغة في إهماله:

  • ارتفاع هرمونات التوتر: على رأسها هرمون الكورتيزول بالإضافة إلى هرمون الأدرينالين، التي تعرف بهرمونات الشدة والتوتر، حيث ينغمر بها الجهاز العصبي خلال نوبات بكاء الطفل الرضيع خاصة عندما تكون شديدة ومتكررة، مما يعرضهم للإصابة مستقبلاً بمشاكل سلوكية ونفسية مرتبطة بالتوتر، كما أنها تحمل مخاطر على النمو الجسدي السليم للطفل وتسبب بطء وتأخر نمو وفي الحالات الشديدة تقصير العمر.
  • تأذي الدماغ النامي: يؤثر البكاء على نمو الدماغ الذي يكون في أقصى حالات نموه خلال فترة الطفولة والرضاعة، وتنخفض مستويات هرمون النمو التي لها دور هام في تطور دماغ الرضيع، مما يسبب ضرراً لبعض المناطق العصبية في الدماغ ينتج عنها مشاكل تظهر فيما بعد لحياة الطفل كمشاكل التطور الإدراكي وضعف القدرات المعرفية وانحدار في مستوى الذكاء وغيرها.
  • ارتفاع مخاطر الأمراض: خاصة الأمراض النفسية والعقلية، حيث يعتقد أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أكثر تكراراً للحدوث عند الأطفال الذين عانوا من نوبات بكاء مفرطة خلال الأشهر الأولى من الحياة، إلى جانب اضطرابات أخرى مثل السلوك المعادي للمجتمع والعنف ومشاكل التعليم والأداء المدرسي وغيرها، كما أن مستويات هرمون الكورتيزول التي ترتفع باستمرار تضعف جهاز المناعة وتزيد المشاكل الصحية لدى الطفل.
  • مشاكل هضمية: العديد من التأثيرات الهضمية تلاحظ عند الطفل الرضيع كثير البكاء الذي لا يتم تهدئته، حيث يصاب بمغص وبألم وتقلصات مفاجئة في المعدة تؤدي للتقيؤ المتكرر، كما قد يتطور لديه خطر الإصابة بمتلازمة القولون العصبي والقرحات المعدية أو المعوية في مراحل لاحقة من الحياة لعدة أسباب على رأسها مستويات هرمون الكورتيزول.
  • مشاكل النوم: على الرغم أن البكاء المتحكم به طريقة جيدة لتحسين نوم الرضيع إلا أنها تتحول لعائق كبير يخرب نظام نوم الطفل الرضيع عندما تزيد عن حدها وتسبب الإصابة بالعديد من مشاكل النوم مثل كثرة الاستيقاظ والبكاء أثناء الليل وعدم القدرة على تنويم الطفل الرضيع بسهولة وغيرها.
  • البكاء الحاد: عندما يبدأ الطفل الرضيع بالبكاء بشكل قوي وحاد فهذا مؤشر على وجود حالة طارئة يعاني منها الطفل من ألم شديد أو حمى أو تعب وما إلى ذلك، ويكمن ضرر هذا البكاء بأن عدم الاستجابة له قد تعرض الطفل لخطر ما، ومن ناحية أخرى قوة هذا البكاء يسبب تشنج عضلات جسم الطفل ويؤثر على عملية التنفس عند الرضيع وربما يسبب توقف التنفس لبعض الوقت والتعرض لفقدان الوعي.
  • البكاء المستمر: البكاء المستمر عند الطفل يدل على وجود عامل مسبب للإزعاج ملازم للطفل ولا يزول، إما ألم أو تعب أو جوع أو غيرها، كما أن البكاء المستمر يجعل الطفل عرضة لهرمونات التوتر لوقت طويل فيسبب تعب العضلات والصدر عند الرضيع ويسبب له المزيد من الألم، كما أنه يعرض الدماغ للعديد من الاضرار بسبب هرمونات التوتر.
  • البكاء أثناء الرضاعة: فمن ناحية قد يسبب ذلك دخول الطعام لمجرى التنفس وتعرض الطفل لخطر الاختناق، ومن ناحية أخرى قد يشير بكاء الطفل وهو يرضع لوجود مشكلة في عملية التنفس لديه واحتمال وجود عيب يعوقها وعند البكاء تزيد صعوبة التنفس وتعرض الطفل لخطر توقف التنفس.
  • البكاء غير مفهوم السبب: عندما لا يهدأ بكاء الرضيع لا بعد إرضاعه ولا عند تناول مسكنات الألم ولا حتى عند محاولة تنويمه، ويكون الآباء في حيرة من أمرهم غير قادرين على فهم سبب ونوع بكاء رضيعهم، يتحول هنا البكاء لحالة مضرة، حيث أنها ستمنع الطفل من القدرة على النوم أو الرضاعة ويجب عرض الرضيع على طبيب لفهم سبب هذا البكاء وإيقافه.
  • البكاء غير الطبيعي: كأن يكون بكاء الرضيع بدون صوت أو بصوت خافت أو يترافق مع أعراض مرض وألم خاصة لو عانى الطفل من السعال، جميعها مؤشرات لوجود مشكلة صحية قد تزيد عندما يبكي الرضيع وتسبب نتائج أسوء على صحة الرضيع.
  • التأكد من احتياجات الرضيع: الرضيع غالباً يبكي للتعبير عن حاجة معينة لذا يجب تفقد هذه الأمور والاحتجاجات للتأكد من سبب بكاء الرضيع ثم معرفة كيفية التعامل معه، مثل شعور الرضيع بالجوع، الألم، الحاجة لتغيير الحفاض، التعب بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وجود ما يزعجه كالصوت أو الثياب غير المريحة، الألم بسبب التسنين وغير ذلك.
  • حمل الطفل وعناقه: عندما تحمل الأم طفلها الرضيع وتهزه بلطف تساعد على تهدئة بكاءه الشديد من خلال تقديم الشعور بالراحة والأمان والترابط، ويمكن دعم ذلك بواسطة لمس الطفل بحنان والمداعبة والعناق والتقبيل.
  • التدليك والطبطبة: يكون ذلك بالتدليك الخفيف والبسيط لجسد الرضيع دون الضغط بقوة وفقط عن طريق تمرير اليدين بخفة، أو الطبطبة بخفة أيضاً على ظهره أثناء حمله مما يلعب دوراً بالتواصل مع الطفل ومساعدته على الاسترخاء والشعور بالراحة.
  • التحدث بصوت هادئ: الأطفال الرضع هم بحاجة أيضاً للتواصل مع والديهم ومع من حولهم خاصة الأم، لذا يساعد التحدث بصوت هادئ مع الطفل الرضيع أو الغناء له في إشباع هذه الحاجة وتهدئة بكاءه غير مفهوم السبب.
  • اللعب مع الطفل: يبكي الأطفال الرضع عندما يشعرون بالملل والضجر وعندما لا يحصلون على اهتمام وتواصل من قبل الأهل، لذا يكون للعب دور هام في التواصل مع الطفل الرضيع والتخفيف من بكاءه المفاجئ.
  • استشارة الطبيب: قد يكون من المفيد استشارة طبيب مختص بعلاج مشاكل الأطفال عندما تتعقد الأمور ويستمر الطفل الرضيع بالبكاء مهما تم تقديم محاولات لتهدئته، فقد يتواجد سبب أو مرض يصعب على الوالدين فهمه أو تقديره.

المراجع