تأثير التهاب الكبد الوبائي B على العلاقة الزوجية

هل ينتقل التهاب الكبد بالعلاقة الزوجية! تعرف إلى تأثير التهاب الكبد الوبائي ب على العلاقة بين الزوجين وطرق الوقاية من العدوى
تأثير التهاب الكبد الوبائي B على العلاقة الزوجية
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

كيف أتعايش مع زوجي المصاب بالتهاب الكبد ب الوبائي؟ يبدو الأمر صعباً جداً ومترافق مع صعوبات متعددة على كافة الأوجه، لذا تخشى النساء من كيفية قضاء حياتها مع الحفاظ على صحة أفراد أسرتها، وبنفس الوقت الحفاظ على صحة ونفسية زوجها، فما تأثير التهاب الكبد الوبائي ب على العلاقة الزوجية؟ وما يجب أن تتوقعه زوجة مصاب بالتهاب الكبد ب الوبائي؟

التهاب الكبد الوبائي ب (Hepatitis B) هو التهاب فيروسي يصيب الكبد يسببه فيروس التهاب الكبد (HBV)، فعندما يهاجم الجهاز المناعي الفيروس في الكبد يسبب تلف خلايا الكبد وبالتالي فشل بعض وظائفه مسبباً أعراض تراكم السموم بالدم، لكونه مسؤول عن التخلص منها وإطراحها.

يمكن أن تكون عدوى التهاب الكبد الوبائي النمط ب حادة قصير وشديدة وهي التي تصيب معظم الأشخاص ولا تستمر لأكثر من 6 أشهر، أو قد مزمنة وتكون أقل شدة لكن أكثر خطورة لكونها تستمر لمدة أكثر من 6 أشهر وقد تستمر لمدى الحياة مسببةً ندبات دائمة في الكبد قد تسبب الوفاة، حيث يزيد التهاب الكبد الوبائي من خطر الفشل الكبدي وسرطان الكبد وتشمع الكبد.

ينتقل التهاب الكبد الوبائي B عن طريق ملامسة سوائل الجسم مثل الدم واللعاب والسائل المنوي أو المهبلي، كما ينتقل من الأم الحامل للجنين.

يمكن الوقاية من الإصابة بالالتهاب الكبد ب من خلال أخذ لقاح التهاب الكبد، ويعتبر آمن وفعال وعادةً ما يتم إعطاءه بعد الولادة مباشرةً مع جرعات معززة بعد بضعة أسابيع ويوفر حماية 100% تقريباً من الإصابة، حيث يعد التهاب الكبد ب المزمن وهو النوع الذي يصيب الأطفال والرضع بشكل أكبر، ورغم أن اللقاح يؤمن الوقاية إلا أنه لا يوجد علاج بعد الإصابة، وفي الغالب يشفى المريض تماماً من التهاب الكبد ب.

animate

هل ينتقل التهاب الكبد الوبائي B من خلال الجنس؟ نعم، بالتأكيد ينتقل التهاب الكبد ب بالجماع وليس فقط الجماع وأيضاً المداعبة بالتقبيل العميق بسبب انتقال الفيروس عبر اللعاب، حيث تعد ممارسة الجنس غير المحمي السبب الرئيسي للإصابة بعدوى فيروس التهاب الكبد ب الوبائي من كلا الجنسين، لوجود الفيروس في السائل المنوي والمفرزات المهبلية والدم.

يمكن ممارسة العلاقة الحميمة مع زوج مصاب بالتهاب الكبد ب الوبائي باستخدام الواقي الذكري كعازل لمنع التماس المباشر مع السائل المنوي، وبهذا يتم أخذ الحيطة قبل ممارسة العلاقة الحميمة والمداعبة ولكن من الضروري تجنب الجنس الفموي والجنس الشرجي، وحتى مع استخدام الواقي الذكري تظل هناك فرصة لانتقال المرض بين الزوجين.

  • التأثير على الحمل والإنجاب: إصابة الزوج بالتهاب الكبد الوبائي ب تسبب الكثير من المشاكل الصحية للرجل، مثل انخفاض تعداد الحيوانات المنوية وحركتها وحالات الإجهاد التأكسدي، ما قد يؤثر على فرص حدوث الحمل دون أن يكون سبباً للعقم بالضرورة.
  • نقل العدوى للزوجة والجنين عند الحمل: يعد تأثير التهاب الكبد ب الوبائي على العلاقة الزوجية أمر في غاية الأهمية عند التفكير بالإنجاب، حيث لا يمكن الحمل بشكل طبيعي من زوج مصاب بالتهاب الكبد ب دون انتقال العدوى للزوجة، لذا يستخدم غالباً التلقيح المجهري أو طفل الأنابيب، حيث أن القذف داخل رحم المرأة يسبب انتقال العدوى للأم وللطفل خلال الولادة.
  • تقييد العلاقة الجنسية بين الزوجين: يأتي تأثير التهاب الكبد على العلاقة الزوجية الحميمة من الحاجة الدائمة لأخذ الاحتياطات لتجنب نقل العدوى للزوجة، حيث ينتقل من خلال السائل المنوي والعلاقة الجنسية الكاملة، فالزوجين بحاجة لاستخدام الواقيات والامتناع عن الجنس الفموي والحد من التماس الشديد مع اللعاب، ما يعيق الزوجين عن الشعور بالمتعة والراحة بالعلاقة الزوجية.
  • التأثير النفسي على العلاقة الزوجية: بسبب ما يرتبط باحتياطات ومحاذير العلاقة مع الرجل المصاب بالتهاب الكبد الوبائي ب، ومخاطر الحمل والانجاب المرتبطة به، وحالة الرجل الصحية، فقد تسبب آثار نفسية للزوجين فيما يخص علاقتهما، من حيث شعور الزوج بالضعف وفقدان الثقة بالنفس، وشعور الزوجة بالإحباط وعدم الراحة.
  • عرقلة علاج حالات العقم: يؤثر التهاب الكبد الوبائي ب على الجهاز المناعي وبالتالي يؤثر بشكل كبير على علاج حالات العقم، حيث يتم استخدام مثبطات المناعة في مراحل علاج العديد من حالات العقم مثل طرق العلاج المساعدة التي تتطلب سحب البويضات وإعادة البيضة الملقحة يجعل المرأة أكثر عرضة للعدوى من الرجل وكذلك تصبح العدوى تتكرر، وتنتقل للجنين.

بشكل عام لا يؤثر التهاب الكبد الوبائي ب على الخصوبة بشكل كبير، لكنه قد يؤثر على جودة الحيوانات المنوية ما يضعف القدرة على الإنجاب دون التسبب بالعقم أو التأثير على الأداء الجنسي، وهذا استناداً لبعض الدراسات التي ترى أن هذا المرض يؤدي إلى:

  • انخفاض تعداد الحيوانات المنوية: لاحظت دراسة أجريت في عام 2010، أجراها لويس إف وآخرون في دراسة لتأثير الأمراض الفيروسية المزمنة على معايير السائل المنوي، أن الرجال المصابين بالتهاب الكبد ب الوبائي يعانون من انخفاض كبير في تراكيز الحيوانات المنوية والتشكل الطبيعي لها مقارنةً بالضوابط الصحية والمرجعية، ما يقلل من القدرة على الإنجاب.
  • انخفاض حركة الحيوانات المنوية: وجدت الدراسات أن أكثر أسباب العقم عند الرجال هي ضعف حركة الحيوانات المنوية، وقد تم تأكيد انخفاض حركة الحيوانات المنوية عند الرجال المصابين بالتهاب الكبد الوبائي ب، بدراسة أجراها (أوغير وآخرون) في البحث عن الآثار الضارة لفيروس التهاب الكبد ب على حركة الحيوانات المنوية وقدرتها على الإخصاب أثناء التلقيح الاصطناعي.
  • الإجهاد التأكسدي: يسبب التهاب الكبد ب الوبائي خلل وموت الحيوانات المنوية من خلال توليد أنواع الأكسجين التفاعلية وضعف القدرة الكلية المضادة للأكسدة وتجزئة الحمض النووي، مما يؤدي إلى خلل وضعف في الحيوانات المنوية، وبالتالي في الغالب تقلل من فرص الإنجاب عند الرجل.
  • انتقال التهاب الكبد للأم والطفل: رغم جميع المشاكل التي يسببها التهاب الكبد الوبائي ب عند الرجل، إلا أن هناك أيضاً احتمال كبير لحدوث الحمل لكن هذا الحمل إذا كان طبيعي لا بد أن يؤدي لنقل الإصابة للزوجة خلال الجماع والطفل خلال الولادة، إلا إذا تأكدت المرأة من أنها أخذت الجرعات الثلاث من لقاح التهاب الكبد ب قبل اللقاء الجنسي غير محمي.
  • الحاجة لتقنيات الحمل المساعدة: عند التفكير بالحمل يجب أن تتوقع الزوجة عدم قدرتها على الحمل بشكل طبيعي، ويمكن الحمل بشكل أكثر أماناً عند استخدام تقنيات الإنجاب المساعدة التي تعتمد على أخذ البويضة وتلقيحها ثم إعادتها للرحم، مثل الالقاح المخبري والتلقيح المجهري، هكذا يمكن حماية الزوجة ومراقبة الأجنة والتأكد من سلامتها.

إذا كان الزوج مصاب بالتهاب الكبد الوبائي ب يجب توقع العديد من التغيرات في نظام الحياة وأساليب الوقاية والزيارات المستمرة لعيادة الطبيب، فيجب أن تكوني بشكل دائم على توقع ما يلي:

  • إجراء الفحوصات باستمرار: إذا كان زوجك مصاب بالتهاب الكبد ب الوبائي يجب عليك إجراء تحاليل وفحوصات التهاب الكبد ب أنت وأطفالك باستمرار للتأكد من عدم انتقال العدوى لأحد أفراد الأسرة.
  • تلقي تطعيم التهاب الكبد: تنصح مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية بتطعيم جميع الأطفال الرضع وحتى عمر 18 ضد التهاب الكبد الوبائي ب، لكن الكثير من الدول العربية لا تطعم الأطفال ويقتصر التطعيم لأفراد الطاقم الطبي، لكن إذا كان زوجك مصاب بالتهاب كبد ب الوبائي عليك أنت وأطفالك أخذ اللقاح لتجنب التقاط العدوى منه.
  • ممارسة العلاقة الحميمة الآمنة: العلاقة الجنسية من أكثر أسباب انتقال عدوى التهاب الكبد ب الوبائي من الرجل للمرأة، لذا ستحتاجين دائماً لاستخدام أساليب الوقاية خلال العلاقة الحميمة كالواقي الذكري.
  • عدم مشاركة الأدوات الشخصية والحادة: عليك تجنب استخدام الآلات الحادة والأدوات الشخصية التي يستخدمها زوجك المصاب بالتهاب الكبد ب الوبائي، مثل شفرات الحلاقة وفرشاة الأسنان والمناديل لمنع انتقال العدوى لبقية أفراد المنزل.
  • مساعدة الزوج على تخطي الحالة: مرض الزوج بالتهاب الكبد الوبائي وما يعكسه ذلك من تأثيرات نفسية وعاطفية عليه، يجعله في حالة صعبة ويحتاج فيها للمساعدة والدعم من الزوج ريثما يتلقى العلاج ويتخلص من مرضه.
  • الوعي والتفهم: للتمكن من مساعدة زوجك المصاب بالتهاب الكبد الوبائي ب على التعايش مع المرض بشكل طبيعي، يجب البحث والمعرفة بشكل جيد عن المرض وكيفية التعامل مع المريض والصعوبات التي يواجهها.
  • مساعدته في مواجهة التحديات: يتعرض مريض التهاب الكبد ب الوبائي للكثير من التحديات المادية والاجتماعية والصحية والنفسية، فيجب على الزوجة مساعدته من خلال الوقوف معه لمواجهة هذه التحديات وشعوره بالحب ضمن أسرته.
  • عدم التعامل مع الزوج وكأن مرضه وصمة: لمساعدة الزوج على التعايش مع التهاب الكبد ب الوبائي تجنبي التعامل معه على أنه مريض أو منبوذ أو مرفوض، والتعامل مع إصابته بالمرض على أنها وصمة تقف في طريقه، وقد أخبرت الكثير من الأبحاث أن أكبر عائق للكشف والعلاج والوقاية على مستوى العالم يعود لتعامل الآخرين مع شخص مصاب بالتهاب الكبد ب وخوفه من الإفصاح عنه.
  • تقديم الدعم العاطفي والنفسي: في النهاية تبقى العاطفة والاهتمام والحفاظ على الحالة النفسية أكثر عامل يمكن تقديمه لزوجك المصاب بالتهاب الكبد ب الوبائي لمساعدته على التعايش مع المرض دون الاكتراث لنظرة الآخرين.