تأثير انفصال الوالدين على المراهقين وكيفية تجاوزه

كيف يؤثر الانفصال على الأبناء المراهقين! تعرف إلى تأثير طلاق الوالدين على شخصية المراهقين ونفسيتهم وطرق التعامل معه
تأثير انفصال الوالدين على المراهقين وكيفية تجاوزه
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

في حالات انفصال الوالدين وعدم وجود أي طريق لحل المشاكل والعودة بينهما، فإن الأسرة برمتها تتعرض للانهيار والتفكك في كثير من الحالات، فكما يؤثر انفصال الوالدين على الأطفال يؤثر أيضاً وربما بطريقة أسوأ على الأبناء المراهقين، فما تأثير انفصال الأبوين على المراهقين، وما الفرق في التأثير بين الولد والبنت المراهقين، وما هو دور الأب ودور الأم في التعامل مع هذا الوضع؟ هذا ما سوف نتحدث عنه في المقال التالي.

غالباً ما يؤثر الطلاق على المراهقين بصورة سلبية مع اختلاف حدة التأثير وقوته بحسب العلاقة بين الوالدين والأبناء وكيفية إدارة هذه المرحلة الدقيقة، سواء الحياة العائلية والعاطفية أو النفسية والاجتماعية للمراهق، وفيما يلي بعض الآثار السلبية التي للانفصال على الأبناء المراهقين:

  • مشاعر القلق والتوتر: يؤدي انفصال الوالدين في أغلب الحالات إلى شعور بالقلق والتوتر عند المراهق، وذلك بسبب التغيرات الأسرية التي طرأت على حياته التي اعتاد عليها، بالإضافة للمشاكل التي يمكن أن تستمر ببين الوالدين بعد الانفصال والخوف من المستقبل والضغوط الاجتماعية.
  • الشعور بالاكتئاب: التغيير الجديد في الأسرة التي يعيشها المراهق وخسارة الحياة العائلية الطبيعة التي يحتاج أن يتربى بشكل صحي وصحيح في ظلها، والمشاكل التي تدخل إلى الأسرة حسب حالة الطلاق وسببه، كل ذلك بالإضافة للطبيعة النفسية والعاطفية التي تميز مرحلة المراهقة قد يسبب شعور دائم بالاكتئاب وعدم الرضا عند المراهق.
  • التغيرات السلوكية للمراهق: يمكن للطلاق أن يؤدي إلى زيادة الخطر على سلوك المراهق، بما في ذلك اللجوء إلى التدخين والكحول أو المخدرات والعنف أو حتى الانحراف بكافة صوره، فالمراهقة بطبيعتها مرحلة حساسة سواء بالنسبة للفتاة أو الذكر، وهما بحاجة ماسة في هذه المرحلة لبقاء كلا الوالدين بجانبها والعيش في أجواء أسرية مستقرة ومتعاونة وصحية من الناحية النفسية والتربوية، وحالة الانفصال تضع المراهق في مواجهة مع الكثير من المشاكل والاضطرابات على المستوى النفسي والسلوكي والعائلي والتربوي، تجعله فرسة أسهل للانحراف بكافة صوره.
  • التراجع الدراسي: يؤثر الطلاق في كثير من الحالات على الأداء الدراسي للمراهق، ويمكن أن يتسبب في ترك المدرسة والتخلف عن التعليم، فالرقابة الأسرية تضعف على المراهق من جهة، والضغوط الجديدة التي يمر بها المراهق تضعف من تحصيله العلمي والدراسي من جهة أخرى.
  • توتر العلاقات الاجتماعية: العلاقات الاجتماعية للمراهق أيضاً يكون لها نصيب من الأثر الناتج عن انفصال الوالدين، لذا يمكن أن يعاني المراهق من حالة مقارنة بين أسرته المفككة وأسر أقرانه السليمة، وما ينتج عن ذلك من صعوبات في التكيف والاندماج مع الأقران، وربما التعرض للسخرية والتنمر.
  • صعوبات في العلاقات العاطفية: الخبرة التي يكتسبها المراهق من حالة انفصال والديه والعلاقة التي يمران بها قبل الطلاق وما تحمله من مشاكل وخلافات ومشاحنات، يمكن أن تسبب تنامي وجهة نظر غير صحية للمراهق عن الحياة العاطفية وبالتالي علاقاته العاطفية، فالنموذج والمثال الذي تعرف من خلاله على طبيعة العلاقة بين الرجل المرأة هو نموذج خاطئ ولا يصح الاقداء به.
  • صعوبات في تحديد الهوية: طلاق الوالدين يسبب شعور بالضياع عند المراهق، فهو لا يعرف من المذنب ومن المحق من والديه والمتسبب في حدوث الانفصال، وربما قد يجد نفسه مضطراً للوقوف مع أحد الوالدين ضد الآخر أو قد يحاول أحد الوالدين جره لهذا الموقف، وهذا يؤثر بشكل كبير على تحديد الهوية عند المراهق وبناء شخصيته.
animate

يؤثر انفصال الوالدين بشكل سلبي على الطالب، فبسبب الظروف التي تمر به، يكون مضطراً في كثير من الحالات لخوض تجارب تضعف تحصيله العلمي وادائه الدراسي، ومن نتائج ذلك:

  • صعوبات في التركيز: حياة المراهق بعد انفصال الوالدين غالباً ما تكون مشحونة ومتأثرة بالعديد من المشاكل والمواقف الصعبة، بالإضافة لعدم الانتباه له من قبل الوالدين، وكل ذلك يؤثر على تركيزه وبالتالي تحصيله الدراسي والتعليمي.
  • عدم الحصول على المساعدة: يحتاج الطالب المراهق لمساعدة والديه واهتمامهما في مراحل الدراسة المختلفة، من توجيه وتدريس وشرح بعض الأمور، أو السؤال في المدرسة والمساعدة في وضع برامج الدراسة وغير ذلك، وافتقار الطالب نتيجة انفصال الوالدين لهذه الأمور يؤثر بشكل كبير على دراسته.
  • صعوبات في العلاقات الاجتماعية: يسبب انفصال الوالدين صعوبات اجتماعية تتمثل في ضعف التكيف والاندماج مع الأقران والقدرة على بناء علاقات صحية وصداقات ضرورية في مرحلة الدراسة، وكل ذلك يؤثر على أداءه الدراسي، لأن المراهق ينظر لنفسه على أنه مختلف عن اقرانه وهذا قد يسبب له الاحراج والعزلة.
  • صعوبات في اتخاذ القرارات: الطالب المراهق لا يزال صغير وقليل الخبرة في القرارات التي سوف تحدد مستقبله، وهو بحاجة لوجود والديه بجانبه أثناء اتخاذ هذه القرارات مثل الاختصاص الذي سوف يدرسه أو المدرسة التي سوف يتعلم بها، وهذا قد يسبب صعوبة بالنسبة له في اتخاذ هذه القرارات وحيداً وبالتالي احتمالية اتخاذ قرارات خاطئة تؤثر بشكل كبير على تحصيله واداءه الدراسي.
  • الفشل الدراسي: في الحالات القصوى ونتيجة تغير كل الظروف المحيطة بالطالب المراهق وتفكك أسرته وتغير نمط الحياة الطبيعي والصحي والضروري للأسرة السليمة الذي اعتاد عليه الطالب المراهق، قد يتأثر من نواحي عديدة نفسية وعاطفية وعقلية، وكل ذلك قد يسبب الفشل الدراسي تماماً وترك الدراسة في بعض الحالات.

هل يكون الطلاق عائقاً في بناء شخصية الأبناء المراهقين؟ بالفعل يمكن أن يكون الطلاق عائقاً في بناء شخصية الأبناء المراهقين، حيث يمكن أن يؤثر انفصال الوالدين على تحديد المراهقين لهويتهم الشخصية وتطورها، وتعد مرحلة المراهقة فترة حساسة في حياة الأفراد وبناء شخصياتهم وتبني أفكارهم ومواقفهم وأسلوبهم في فهم الحياة، حيث يبدأ المراهق في تحديد هويته الشخصية وتطويرها وإعدادها للمستقبل، والوالدان بدورهما الأساسي في دعم هذه العملية هما الجزء والأهم في تأمين أجواء أسرية واجتماعية وعاطفية صحية تدعم المراهق في طريقه لبناء شخصيته.

لذلك فإن غياب الوالدين في هذه المرحلة الحساسة يسبب نوعاً من الضياع وعدم وجود مثال جيد يقتدي به المراهق، ويمكن أن تسبب المشاكل بين الوالدين المنفصلين مواقف من قبل المراهق تجاه أحدهما أو كليهما أو تجاه العلاقة الزوجية والعلاقة بين الرجل والمرأة بشكل عام، وكل هذه الأمور لها تأثيرها الخاص في بناء شخصيته.

وعندما يحدث الطلاق يمكن أن يؤثر على الطريقة التي يتعامل من خلالها الأطفال والمراهقون مع العالم من حولهم، قد يشعرون بالضياع والملل والتحوّل والقلق بشأن المستقبل، ويمكن أن يؤثر ذلك على تطور شخصيتهم، قد يعاني المراهقون من نقص في التفاعل مع الآخرين والتواصل الاجتماعي، وعدم الثقة بالنفس، والعزلة، والاكتئاب.

وبالتالي، يجب على الوالدين العمل معًا للمساعدة في تحقيق الاستقرار العاطفي والنفسي للمراهق بعد الطلاق، فيمكن للتدخل المبكر والدعم النفسي والاجتماعي أن يساعد المراهق في تجاوز الآثار السلبية لطلاق والديه وبناء شخصته، ويمكن استشارة مختص نفسي أو تربوي للحصول على المساعدة اللازمة.

  • التحدث مع الوالدين: من الجيد أن يقوم المراهق بالتحدث مع والديه وشرح ما يجول في خاطره لهما من عواطف أو أفكار، وما يحدث معه من مشاكل، ويمكن أن يحاول التوفيق بينهما قبل حدوث الطلاق، فكل ذلك يزيد الصلة بين المراهق ووالديه، وهذا من شأنه أن يخفف من آثار انفصالهما عليه.
  • الحفاظ على الروتين اليومي: يجب على المراهق المحافظة على الروتين اليومي المعتاد، مثل الذهاب إلى المدرسة وممارسة الأنشطة الرياضية والاجتماعية، وذلك للمساعدة في الحفاظ على الاستقرار النفسي، فإذا حدث انفصال بين الوالدين ليس بالضرورة أن تتوقف الحياة وأن يؤذي المراهق نفسه من خلال تغير نمط حياته بشكل سلبي واتباع نشاطات أو أفكار قد تكون مؤذية له في المستقبل، واستمراره بروتين الحياة اليومي والطبيعي من شأنه أن يقلل من حجم التغير الذي يطرأ على حياته.
  • البحث عن الدعم الاجتماعي: يمكن للمراهق البحث عن الدعم الاجتماعي من الأصدقاء والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والتطوعية، وذلك للتخفيف من الضغط النفسي، كما يمكن التقرب أكثر من العائلة سواء عائلة الأب أو عائلة الأم، وذلك حتى لا يصل المراهق للعزلة ويبقى لديه شعور بالانتماء تجاه عائلة كبيرة، إذا تفككت العائلة الصغيرة.
  • الاهتمام بالصحة النفسية: بعد انفصال الوالدين من الأفضل للمراهق أن يحافظ على صحته النفسية والابتعاد عن الأشياء التي تسبب له الاكتئاب والتوتر، وعدم التدخل في الأمور التي لا تعنيه ولا تناسب سنه، والقيام بالأنشطة والهوايات المحببة له والاهتمام بدراسته وصحته.
  • البحث عن المساعدة الاحترافية: إذا كان تأثير انفصال الوالدين صعب ومعقد وكبير على المراهق، وأصبح يعيقه عن العيش بشكل طبيعي والاستمرار بدراسته وحياته بشكل صحي، أو سبب له صعوبات في التكيف وعزلة، فمن الجيد مراجعة اخصائي محترف ليتعلم منه كيف يتعامل مع هذا الوضع حسب ظروفه الخاصة.
  • تقبل الأمور كما هي: يوجد أشياء لا يمكننا التحكم بها والسيطرة عليها ويجب على المراهق أن يفهم هذه الحقيقة ويتعلم تقبل الأمور كما هي، والتركيز على الأشياء التي يستطيع التحكم فيها، وتقبل الأشياء التي لا يستطيع التحكم فيها.
  • التحدث مع المراهق: من الضروري بالنسبة للوالدين التحدث مع أبنائهم المراهقين بشكل صريح وصادق حول الطلاق، وتشجيعهم على الحديث عن مشاعرهم وأسئلتهم، ويجب أن يشرحوا أن الطلاق كان خيار سيء ولكن لا بد منه، وأنهما حاولا حل المشكلة بأساليب أخرى، وأن الأبناء لا ذنب لهم أو دخل في هذا الموضوع، ويجب أن يعيشوا حياة صحية ويستمروا بشكل طبيعي في ذلك.
  • توفير الدعم العاطفي: تتأثر عواطف المراهق بشكل كبير بعد انفصال الوالدين ويجب على الوالدين توفير الدعم العاطفي وتعويضه عن أي نقص تسبب به الانفصال، والتحدث معه بشكل منتظم والاستماع إلى ما يقوله، وأن والديه يحبانه وسوف يبقى هذا الحب حتى بعد الانفصال، وأنه لن يتغير عليه شيء سوى مكان الإقامة لأحد أفراد الأسرى.
  • الحفاظ على الروتين اليومي: أشد تأثير على المراهق بعد انفصال والديه هو تغير الروتين ونمط الحياة الذي اعتاده، والعمل على الحفاظ على هذا الروتين وبقاء حياة المراهق منظمة وتسير بنفس الطريقة والخطوات أمر ضروري، لتقليل الشعور بأثر الانفصال بالنسبة له.
  • تحديد الأولويات لمرحلة ما بعد الطلاق: يجب على الوالدين المنفصلين الاتفاق على الأمور الضرورية والأساسية التي لا يجب أن تتغير بالنسبة للابن المراهق حتى بعد الطلاق، فلا يجب على أحدهما التحدث بالسوء عن الآخر أمام المراهق، ولا يجب اقحام المراهق في مشاكل الوالدين، ويجب الانتباه لدروسه والحفاظ على صحته النفسية والجسدية وتوفير متطلباته والدعم العاطفي له.
  • توفير الأمان والاستقرار: من مهام الوالدين الأساسية توفير حياة آمنة ومستقرة لابنائهما، ويجب استمرار هذا الشيء بعد الانفصال بالنسبة للمراهق، سواء الأمان المادي حيث لا يجب ترك المراهق محروم أو محتاج لشيء، والأمان العاطفي حيث يستمر حب الوالدين ورعايتهما حتى بعد الانفصال، والأمان من العالم الخارجي بأن يتابع الوالدين ابنهما المراهق في المدرسة والشارع ومع الأصدقاء حتى لا يتعرض للانحراف والدفاع عنه في حال تعرضه لأي اعتداء.
  • تفادي المشاعر السلبية: من الأفضل عدم اقحام المراهق بمشاكل الوالدين وابعاده عن المشاعر السلبية التي عادةً ما تنتج عن خلافات الطلاق المتعلقة بتبادل الاتهامات وإلقاء اللوم والتهرب من المسؤوليات والواجبات وغير ذلك.

المراجع