صفات الشخصية العدوانية ومظاهر السلوك العدواني
كثيراً ما يمر في حياتنا شخصيات تظهر لديهم صفات أو سلوكيات عدوانية وطبائع هجومية، كالغضب والإيذاء اللفظي أو الجسدي والتنمر، وقد يتوجه سلوكهم العدواني لأي شخص حولهم، سواء لأفراد الأسرة أو المجتمع أو زملاء العمل والدراسة، وأحياناً تجاه أنفسهم، وهذا الشيء يثير العديد من التساؤلات، هل اضطراب الشخصية العدوانية مرض نفسي؟ وما هي أعراض هذا الاضطراب وصفات ومظاهر الشخصية العدوانية؟ وكيف يجب التعامل معها وخطوات علاجها؟
السلوك العدواني والهجومي بحد ذاته ليس مرضاً نفسيا! لكن العدوانية المستمرة والمبالغ بها وغير المبررة غالباً ما تكون من أعراض الاضطرابات النفسية والعقلية واضطرابات الشخصية، على سبيل المثال تعتبر العدوانية من أهم أعراض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، كما يعتبر السلوك العدواني من الأعراض الملازمة لاضطراب الغضب الانفجاري المتقطع، وهناك الكثير من الأمراض النفسي التي تمنع المصاب من السيطرة على سلوكه وتجعله أكثر عدوانية بصفة مستمرة أو كاستجابة لمواقف معينة.
يمكن النظر للعدوانية بوصفها سمة من سمات الشخصية تتجلى بسلوكيات عدائية وغاضبة وغير ملائمة، وقد تسبب صعوبة في التواصل مع الآخرين بطريقة سوية ومرضية ما يؤثر على الحياة الشخصية والاجتماعية للفرد، وترتبط بالعديد من العوامل النفسية والتربوية والبيئية وبالتأكيد الوراثية، لكنها تختلف بشكل واضح عن العدوانية المرتبطة بالأمراض والاضطرابات النفسية والعقلية، ويمكن معالجتها بمعزل عن علاج اضطرابات أوسع منها.
- العنف الجسدي: العنف الجسدي من المظاهر البارزة للشخصية العدوانية وتتركز حالة العدوانية فيها على الإيذاء الجسدي المتعمد للخصم، وذلك من خلال سلوكيات مثل اللكم والركل والضرب بالأشياء الحادة، أو التهجم والدفع ومحاولة الإيذاء، وقد يؤدي إلى إصابات خطيرة أو حتى الموت، وأحياناً قد تتجلى بالمزاح العنيف بالضرب أو رمي الأشياء أو الإيذاء.
- العنف اللفظي: وهذا النوع من العدوانية قد يتضمن استخدام الكلمات القاسية والتعبيرات المهينة والمهددة، بالإضافة إلى التنمر اللفظي وإلقاء الشتائم والنعت بأوصاف سيئة، ويمكن أن يؤدي إلى إحداث أضرار نفسية وانعكاسات سلبية على الصحة النفسية للشخص المستهدف.
- العدوانية الجنسية: قد تتجه العدوانية في بعض الحالات على الجانب الجنسي وتؤدي لحالات عدائية مثل التحرش والاغتصاب، سواء على شخص غريب أو على أطفال أو على الشريك، وغالباً ما يكون هذا الشخص من الذين يميلون لاستخدام العنف في الجنس.
- العدوانية المادية: في حالة العدوانية المادية يستهدف هذا العدوان نحو إتلاف الممتلكات الخاصة بالآخرين، مثل السيارات والأثاث والأدوات الأخرى، ويمكن أن يسبب خسائر مادية ومشاكل اجتماعية.
- العدوانية السلوكية: هذا النوع من العدوانية يظهر فيه السلوكيات غير الملائمة، مثل السلوك الإجرامي والاختلاط بالمجرمين والتورط في الأنشطة الإجرامية، ويمكن أن يسبب مشاكل قانونية واجتماعية خطيرة لصاحب الشخصية العدوانية أو يتسبب بحصول ضرر للآخرين.
- الغضب الشديد: يعتبر الغضب والعصبية من أبرز مظاهر وصفات الشخصية العدوانية حيث يمكن أن يتسبب الغضب الشديد في سلوكيات عدوانية، مثل الصراخ والهتاف والتهديد، ويمكن أن يؤدي إلى إحداث أضرار نفسية وجسدية للآخرين.
- الميل للثأر والانتقام: يمكن أن يندفع الشخص المتصف بالعدوانية إلى الثأر والانتقام من الآخرين، ويمكن أن يتضمن ذلك إيذاء الآخرين أو تدمير ممتلكاتهم، كنوع من الانتقام لأي خلاف معهم أو قد يؤدي للتنمر على الآخرين خاصة إذا شعر بأنه أقوى منهم.
- التصرفات الانفعالية غير المتزنة: قد يتصرف الشخص صاحب الصفة أو السلوك العدواني بشكل غير متزن في العديد من المواقف، ويمكن أن يؤدي إلى خسائر مهنية وشخصية واجتماعية، بسبب انفعاله الشديد على المواقف المختلفة وسرعة استفزازه واستثارته.
- سرعة الغضب واستعمال التهديد: يميل الشخص المتصف بالعدوانية السلوكية إلى الشعور بالغضب والتوتر بشكل شديد، ويمكن أن يقوم بتهديد الآخرين بالعنف، والإيذاء الجسدي أو المادي أو غيره، ويكون غضبه مبالغ فيه وفي مختلف المواقف مهما كانت بسيطة.
- فقدان القدرة على التحكم بالغضب: يمكن أن يفقد المصاب باضطراب الشخصية العدوانية القدرة على التحكم في الغضب والتوتر، مما يؤدي إلى سلوكيات عدوانية وغير ملائمة، وكأنه يمر بحالة من الغضب الهستيري.
- عدم الاهتمام بحقوق الآخرين: لا يهتم صاحب الشخصية العدوانية بحقوق الآخرين ويتجاهل هذه الحقوق، ويمكن أن يتصرف بشكل غير لائق ويؤذي الآخرين دون أي اعتبار، فهو لا يهتم سوى بنفسه وبرغباته مهما تسبب من أذى للآخرين.
- السلوكيات العدوانية المتكررة: يتكرر السلوك العدواني لدى الأفراد أصحاب الشخصية العدوانية في مختلف المواقف ولأي سبب كان، فهو دائم العدوانية وردود فعله كلها تقوم على هذه الصفة، مما يؤثر على حياتهم الشخصية والاجتماعية.
- عدم الاستجابة للعقوبات: من يعاني من شخصية تتصف بالعدوانية السلوكية لا يمكن لجمه بسهولة، فهو لا يستجيب للعقوبات والروادع، وإنما قد يجد فيها دافع للتحدي والتمرد، ويمكن أن يتجاهل القوانين والمعايير الاجتماعية.
- أسباب وراثة: قد تكون السلوكيات العدوانية مرتبطة بالعوامل الوراثية، حيث يمكن أن يرث الشخص بعض الصفات الوراثية عن أهله التي تجعله أكثر عرضة للعدوانية، فقد تكون الطبيعة النفسية لأحد الوالدين متصفة بالعدوانية أو يكون لديه مشاكل نفسية مرتبطة بالعدوان أو مصاب أصلاً باضطراب الشخصية العدوانية.
- الظروف المبكرة في الحياة: الظروف التي مر بها الشخص في مرحلة الطفولة والمراهقة أو ما تسمى بالظروف المبكرة أحياناً يكون لها دور كبير في تنمية شخصية تتصف بالسلوك العدواني، مثل الإهمال والإساءة والتعرض للعنف.
- الضغوط الاجتماعية: كثيراً ما قد تؤثر الضغوط الاجتماعية في ظهور الصفات والسلوكيات العدوانية، مثل الضغوط العائلية أو العملية، وهذه الضغوط إذا بقيت مستمرة من المحتمل أن تنمي شخصية عدوانية.
- الاضطرابات النفسية: من المحتمل أن يكون الشخص المتصف بالشخصية العدوانية يعاني من اضطرابات ومشاكل نفسية أخرى أدت لبروز هذه الشخصية وصفاتها العدوانية، مثل اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع أو الاضطراب ثنائي القطب أو الاضطراب الانفجاري المتقطع أو غيرها
- الادمان على المخدرات والكحول: الإدمان على المواد المخدرة والمسكرة يذهب العقل ويضعف القدرة على القيام بالمحاكمات العقلية وتقدير نتائج السلوك مهما كان، وهنا قد يقوم الشخص بسلوكيات عدوانية أثناء حالة التخدير، أو خارج حالة التخدير كونه متأثر به.
- الضعف في التفكير المنطقي: الأشخاص الذين لا يملكون القدرة على علاج المشاكل بطريقة صحيحة وليس لديهم تفكير منطقي بالأشياء وطريقة التعامل معها، غالباً ما يستخدمون العدوانية في الوصول لأهدافهم وكأن ذلك إظهار للدوافع والطريقة الغريزية في الحياة.
- الإجهاد النفسي: يؤدي الاجهاد النفسي لشعور الشخص بالتعب الدائم وبتالي اتصاف شخصيته بالتوتر والغضب فهو لا يملك صبر ويكون أضعف بضبط النفس على الأشياء التي قد تسبب انفعال، وهذا يؤدي للقيام بسلوكيات عدوانية.
- الصراعات والنزاعات: يمكن أن تؤدي الصراعات والنزاعات الشخصية والاجتماعية إلى تطوير السلوك العدواني لدى الأفراد، حيث يتصارع الأفراد ويتبادلون الهجمات اللفظية والجسدية، وهذا لا يكون سبب في سلوك الشخص المتصرف بعدوانية فقط، وإنما قد يكون على سبيل الدفاع عن النفس أو الرد الانفعالي على الاستفزاز.
- العلاج النفسي: قد يساعد العلاج النفسي في تحسين الصحة النفسية والتحكم في السلوك العدواني، وعملية العلاج النفسي تشمل عدة أنواع مثل العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج الجماعي، والعلاج بالمشاركة الأسرية.
- أدوية علاج العدوانية: يستخدم العلاج الدوائي لمعالجة بعض الأعراض النفسية المرتبطة بالشخصية العدوانية، مثل القلق والتوتر والاضطرابات النفسية، ويتم تحديد نوع الدواء والجرعة المناسبة بناءً على تشخيص الحالة.
- التدريب على التحكم في الغضب: عملية التدريب على التحكم في الغضب تدعم التحكم في السلوك العدواني، ويتضمن ذلك تقنيات التنفس والتأمل والتخيل الإيجابي وتقنيات الاسترخاء.
- تحسين الاتصال والتواصل الفعال: تحسين الاتصال والتواصل الفعال يفيد في تحسين العلاقات الاجتماعية والتحكم في السلوك العدواني، ويشمل ذلك على تعلم مهارات الاتصال الفعال والاستماع الفعال وتحسين الاتصال غير اللفظي.
- تعزيز الثقة بالنفس: الثقة بالنفس أمر ضروري لعلاج الاضطرابات النفسية وتعزيز هذه الثقة بالنفس قد يحسن الصحة النفسية ويقلل من السلوك العدواني، مثل تعلم مهارات التفكير الإيجابي والتعامل مع الضغوط النفسية.
- ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم: التمارين الرياضية ضرورية للصحة النفسية والتحكم في الغضب والتوتر، ومن أهم هذه التمارين المشي أو الجري أو التمارين الرياضية الأخرى.
- الحصول على الدعم الاجتماعي: الدعم الاجتماعي من الأشياء الأساسية في العلاجات النفسية ويمكن أن يساعد الحصول على الدعم الاجتماعي من الأصدقاء والعائلة والمجتمع في تحسين الصحة النفسية وتغير في السلوك العدواني.
- إدارة الضغوط النفسية: يجب الحرص على إدارة الضغوط النفسية بشكل صحيح وتجنب التعرض للضغوط الزائدة، فالتخطيط والتنظيم يحسن الإدارة النفسية والتحكم بالسلوك، وبالتالي عدم التعرض للمواقف التي تثير السلوكيات العدوانية
- تعلم مهارات الحل الإيجابي للمشكلات: مهارات الحل الإيجابي للمشكلات تجعل الشخص قادر على علاج مشاكله ولا يحتاج للتعبير عن ضغطه وغضبه من خلال السلوكيات العدوانية، بالإضافة أصلاً لأنها تقلل من الظروف التي تسبب السلوكيات العدوانية، وتتضمن تحديد المشكلات وتحليل الأسباب والتفكير في الحلول الإيجابية.