علم نفس الشخصية وأنواعها
علم نفس الشخصية يدرس شخصية الإنسان كعالم معقد من المكونات والعناصر والتطورات والمكتسبات، كل شيء يؤثر في بناء الشخصية منذ أن يولد الإنسان وحتى نهاية حياته، حتى الصفات الوراثية لها دور في تكوين الشخصية، وهنا سوف نتعرف على علم نفس الشخصية الذي يحاول شرح طبيعة هذه المكونات وكيفية بنائها.
علم نفس الشخصية (بالإنجليزية: Personality Psychology) هو فرع من فروع علم النفس يدرس الطرق التي يمكن من خلالها فهم شخصية الفرد وصفاتها الفريدة، والتي تشمل العواطف والسلوك والتفكير والملامح البدنية والميول والاهتمامات والقدرات والميزات الأخرى التي تحدد الهوية الفردية.
إذا الشخصية باختصار هي الصورة الظاهرة للإنسان بكافة جوانبها، الجسدية، النفسية، العقلية، الاجتماعية، الفكرية، العقائدية، وعلم نفس الشخصية هو العلم الذي يلقي الضوء على تعريف هذه الشخصية ويحلل الصورة العامة لها ويدرس مشاكلها واضطراباتها، وكيف يتم التأثير بها سلباً أو إيجاباً.
يعتمد علم نفس الشخصية على الدراسات والأبحاث العلمية التي تركز على تحليل الصفات الشخصية وتأثيرها على سلوك الفرد في الحياة اليومية وعلاقاته الاجتماعية والعملية.
وتنقسم دراسة الشخصية إلى عدة نظريات ومناهج، من أشهرها نظرية الاتجاهات الخمسة "Big Five" التي تركز على الصفات الأساسية للشخصية وتصنفها إلى خمسة مجالات هي:
- الانفتاحية.
- المسؤولية.
- الاندفاعية.
- التعاونية.
- الاستقرار العاطفي.
إذاً يهدف علم نفس الشخصية إلى توفير فهم أعمق للشخصية ومساعدة الأفراد على فهم أنفسهم وتحسين حياتهم الشخصية والاجتماعية والمهنية وتطويرهم بشكل فعال، وذلك من خلال دراسة أنواع الشخصية، والمكونات أو العناصر الأساسية للشخصية، وطرق تحليل الشخصيات.
- شخصية الأنا: وتعني هذه الشخصية الحالة العقلية والنفسية للفرد والتي تحتوي على جميع تجاربه وأفكاره ومشاعره ورؤاه الفريدة.
- الشخصية النمطية: وتتمثل في تلك الصفات والخصائص التي يشترك فيها العديد من الأفراد وتجعلهم يتصرفون وفق نمط معين، مثل الشخصية النمطية المندفعة، والشخصية النمطية المعتدلة، والشخصية النمطية الهادئة.
- شخصية المجموعة: وتتعلق هذه الشخصية بالتأثيرات الاجتماعية والمجتمعية التي تؤثر على سلوك الفرد، وتشمل الضغوط والتوقعات الاجتماعية والعادات والقيم المجتمعية، والتأثر بالأعراف والقوانين والمشاكل والخصاص الاجتماعية والعائلية والأسرية التي يتربى الفرد في سياقها.
- الشخصية الناضجة: وتشير إلى الشخصية التي تتسم بالنضج العاطفي والذهني والاجتماعي، والقدرة على التفكير النقدي وحل المشكلات.
- الشخصية الإيجابية: وهي الشخصية التي تتميز بالتفاؤل والإيجابية والتحفيز الذاتي وتحقيق النجاحات.
- الشخصية السلبية: وهي الشخصية التي تتميز بالتشاؤم والإحباط وعدم القدرة على التحفيز الذاتي وتحقيق النجاحات.
- الشخصية الاضطرابية: وهي الشخصية التي تتعرض لانفصامات واضطرابات في السلوك والتفكير، وتحتاج إلى علاج ورعاية خاصة.
مكونات الشخصية هي الأقسام أو الأجزاء أو المقومات أو حتى الأركان التي تجتمع معاً لتشكيل الصيغة النهائية لشخصية الفرد، وهي في الأساس تنقسم إلى (المكون الجسمي، المكون الانفعالي، المكون الاجتماعي، المكون النفسي، المكون العقلي) وتندرج تحت هذه المكونات الكثير من العناصر أو الأجزاء الفرعية، وأهمها:
- السلوك الشخصي: هو الطريقة التي يتصرف بها الشخص في مواقف مختلفة، وردود الأفعال التي تميز هذا الشخص عن غيره تجاه أي مشاعر أو مواقف يتعرض لها، وذلك بناء على خبراته وتجاربه السابقة وتوازنه النفسي والانفعالي وميزاته الفردية.
- العواطف والمشاعر: وتشمل مدى قدرة الشخص على التحكم في مشاعره ومواجهة الضغوط العاطفية في المواقف المختلفة، مثل المواقف السعيدة والمواقف الحزينة والخسارة والربح وغيرها الكثير.
- القيم والمعتقدات: وهي المبادئ والمعتقدات التي يؤمن بها الشخص والتي توجه تصرفاته واختياراته، والتي تأتي مما اكتسبه الفرد وتعلمه سواء من مجتمعه أو مرجعيته الدينية أو علاقاته والأشياء التي تعلمها خلال حياته، بالإضافة طبعاً للتربية التي تلقاها في أسرته وعائلته.
- العقلانية التفكيرية: وهي القدرة على التفكير بطريقة منطقية والتعامل مع المشاكل والتحديات بشكل فعال، وذلك بالاعتماد على قدرة الشخص على تحليل المواقف وتوقع النتائج واختيار الحلول الأنسب للموقف الحالي بشكل عقلاني يقوم على عملية عقلية تشمل جميع أبعاد المشكلة وفق القدرات الشخصية.
- الشخصية الاجتماعية: وتشمل مدى قدرة الشخص على التفاعل مع الآخرين والتأقلم مع البيئة الاجتماعية وما بملكه من مهارات وأدوات في التواصل، وقدرات على التحدث والاقناع ولفت النظر.
- الشخصية الجسدية: وتشمل مظهر الشخص وصحته ولياقته البدنية والحضور أمام الآخرين وطريقة العناية بالمظهر.
- الذات الشخصية: وهي صورة الشخص الذاتية وتصوره لنفسه ومدى ثقته بها، بمعنى صورة الشخص عن ذاته أمام ذاته، وما يتدرج منها من صفات سلبية مثل الشعور بالنقص أو الثقة بالنفس أو الغرور وغيرها.
- المهارات الشخصية: وهي المهارات والقدرات التي يتمتع بها الشخص في مجالات مختلفة مثل التواصل والقيادة والتفكير الإبداعي، وأي مهارات أو قدرات خاصة أخرى.
- الهوية الثقافية: وهي مجموعة العادات والتقاليد والقيم التي يقتنع بها الفرد وتوجه سلوكه وأفكاره وجزء من هويته الاجتماعية والثقافية والإنسانية.
- الخبرات والتجارب: وهي المواقف التي يتعرض لها الشخص خلال حياته والتي تؤثر على تشكيل أفكاره ومعلوماته ووجهات نظره حول مختلف مجالات ومواقف الحياة.
- القدرة على التعلم: وهي القدرة على اكتساب المعرفة والخبرات والتطور بشكل مستمر، فحتى هذه المسألة تعتبر من المكونات الأساسية للشخصية لما للتعلم من دور كبير في تحديد صفات الإنسان الشخصية وكيفية تطورها وتأقلمها مع مختلف الاحداث والظروف.
تحليل الشخصية هو عملية تقييم الصفات الشخصية لشخص ما وتحديد مدى تأثير هذه الصفات على سلوكه وتفاعلاته مع الآخرين، ومن الممكن القيام بتحليل الشخصية باستخدام العديد من الطرق والأساليب، منها الاستنتاجات المستندة إلى السلوك والتفاعلات الاجتماعية، واستخدام اختبارات الشخصية الموحدة، والمقابلات الشخصية، وتحليل الخطاب والتعبيرات الجسدية والأخلاقية والثقافية والاجتماعية.
ومن الجدير بالذكر أن تحليل الشخصية لا يكون دقيقًا بنسبة 100٪، حيث أن الشخصية هي مجموعة متنوعة من الصفات والخصائص والتفاصيل الشخصية التي تختلف من شخص لآخر، والتي يمكن أن تتغير مع مرور الوقت وتجارب الحياة.
- اختبار الشخصية من خلال مؤشرات مايرز بريجز: يعتمد هذا الاختبار على الإجابة على سلسلة من الأسئلة المتعلقة بالصفات الشخصية المختلفة مثل الحساسية والتحليلية والانطوائية والانفتاحية والاجتماعية والثقة بالنفس والاعتمادية والتنظيم والعاطفية والأخلاقية وغيرها.
- اختبار حركات واختيارات العين: يعتمد هذا الاختبار على مراقبة حركات العين والتفاصيل الصغيرة في الوجه والجسم والتي يمكن أن تكشف عن صفات شخصية مختلفة.
- اختبار بيرسون للشخصية: يعتمد هذا الاختبار على الإجابة على سلسلة من الأسئلة التي تساعد في تحديد الصفات الشخصية المختلفة، مثل الانطوائية والانفتاحية والتحليلية والاستقلالية والانضباط والتعاطف وغيرها.
- اختبارات الشخصية الموحدة: تتميز هذه الاختبارات بأنها تستخدم نظاماً موحداً لتقييم الصفات الشخصية، وتشمل اختبارات مثل اختبار MBTI واختبار Big Five واختبار HEXACO وغيرها.
- اختبارات الاختيارات المفضلة: تعتمد هذه الاختبارات على اختيارات الشخص للأشياء المفضلة لديه، مثل الألوان والحيوانات والطعام والأفلام والموسيقى وغيرها، وتساعد في تحديد بعض الصفات الشخصية المختلفة مثل الانفتاحية والحساسية والرومانسية وغيرها. [3]
تطورت نظرية فرويد للشخصية على مر السنين، ولكن في الأساس، اعتمد فرويد على فكرة أن الشخصية متكونة من ثلاثة أجزاء رئيسية بالإضافة إلى عناصر ومكونات أخرى، وهي:
- الجزء الأول من الشخصية(الوعي): وهو المستوى الذي ندرك به الأفكار والمشاعر والتصرفات التي تحدث في الوقت الحالي، ويشمل الوعي أيضاً المعرفة الذاتية القائمة على الذكريات والمعلومات التي نتذكرها بشكل واضح.
- الجزء الثاني من الشخصية(اللاوعي): وهو ما يتعلق بالأفكار والرغبات والمشاعر التي قد تكون موجودة في العقل ولكن ليست متاحة للوعي الحالي، ويشمل اللاوعي أيضاً الأنماط السلوكية الخاصة بالفرد والتي قد تكون تعلمتها من خلال الخبرات السابقة.
- الجزء الثالث من الشخصية(الوساطة): وهو الجزء الذي يعمل على توازن الوعي واللاوعي، ويساعد على التعامل مع الواقع بشكل فعال، وتشمل الوساطة العمليات النفسية التي تساعد على التعامل مع الشعور بالقلق والتوتر والتوازن بين المتطلبات الداخلية والخارجية.
- الهيكل النفسي: وهو ما يشمل الأنا والنفس الوسيط واللاوعي، ويعتقد فرويد أن الشخصية تتشكل من خلال تفاعل هذه الأجزاء مع بعضها البعض.
- الأنماط السلوكية: وهي الطريقة التي يتصرف بها الفرد في مختلف المواقف، وتتأثر بالتجارب السابقة والثقافة والتربية والبيئة.
- الرغبات الجنسية: ويعتبر فرويد الرغبات الجنسية من المحفزات الرئيسية للسلوك البشري، وتؤثر بشكل كبير على تكوين الشخصية.
- الآليات الدفاعية: وهي الطرق التي يستخدمها الفرد للتعامل مع المشاعر الغير مرغوبة مثل القلق والخوف والغضب والاكتئاب، وتشمل هذه الآليات الدفاعية النسيان والتشكيك والتحيز والتعلق بالآخرين.
- الأحداث النمائية: وهي الأحداث التي يتعرض لها الفرد خلال مراحل نموه وتشكل تجربته وخبراته الشخصية.