ما هو اللسان الجغرافي عند الأطفال وما هي أعراضه!

هل سمعت عن اللسان الجغرافي عند الأطفال! تعرف إلى أعراض اللسان الجغرافي وأسبابه وأهم طرق العلاج
ما هو اللسان الجغرافي عند الأطفال وما هي أعراضه!
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

حالة اللسان الجغرافي من الحالات الشائعة التي قد تكون مؤقتة أو مزمنة أو متواتر، قد تصيب الأطفال أو الكبار، قد ترتبط بالعديد من الحالات الصحية التي تعتبر عوامل في انتاجها، وقد تسبب آلام للطفل المصاب بالإضافة لغرابة شكل اللسان، في هذا المقال نتعرف على حالة اللسان الجغرافي، وعلى أهم أسبابها المتوقعة وأعراضها وبعض طرق العلاج لها.

اللسان الجغرافي Geographic Tongue أو التهاب اللسان المهاجر الحميد Benign Migratory Glossitis، حالة التهابية حميدة غير ضارة تصيب سطح اللسان والغشاء المخاطي للسان، تتميز بوجود آفات على سطح اللسان بشكل مناطق ملساء وبقع خالية من الحليمات، ففي الحالة الطبيعية يكون سطح اللسان العلوي بأكمله مغطى بالحليمات الذوقية معطية مظهر خشن بلون أبيض زهري للسان.

في حالة اللسان الجغرافي تكون هناك بقع خالية من هذه الحليمات بلون أحمر وذات سطح ناعم وقد تلاحظ بحدود بيضاء مرتفعة تنتشر بشكل متفرق على سطح اللسان، فيبدو شكل اللسان مثل شكل الخريطة بسبب انتشار هذه البقع عليه ومن هنا أتت تسمية الحالة باللسان الجغرافي.

وعلى الرغم من أن لون وشكل اللسان الغريب قد يبدو مثيراً للقلق بحالة اللسان الجغرافي، إلا أن الحالة حميدة تماماً لا تسبب مشاكل صحية ولا تتعلق بسرطان الفم أو العدوى، وقد تدوم حالة اللسان الجغرافي لعدة أيام أو لشهور أو لسنوات، تخفتي وتظهر من تلقاء نفسها دون سبب واضح لذلك، ولا توجد طريقة للوقاية منها.

animate

لا يوجد سبب مباشر معروف للإصابة باللسان الجغرافي ولا يستطيع الأطباء تحديد سبب ظهور اللسان الجغرافي بشكل مؤكد وقاطع، قد تكون أحياناً حالة اللسان الجغرافي مرتبطة ببعض المشاكل الصحية لكن ليس بالضرورة أن تكون سبب حقيقي مباشر، مثل:

  • مرض الصدفية: الصدفية مرض جلدي ينجم عن مشكلة بالجهاز المناعي يقوم بها الجسم بمهاجمة خلايا الجلد السليمة مسببة عدة مشاكل جلدية وطفح جلدي يتفاوت كثيراً بالشكل بين حالة وأخرى، وهو مرض شائع ومزمن ويصاب به الأطفال، وفي العديد من الدراسات لوحظ تشابه في الآفات الأساسية بين الصدفية واللسان الجغرافي على المستوى الوراثي، مما جعل أكثر الأسباب المحتملة لظهور اللسان الجغرافي هو الإصابة بالصدفية، كما أن بعض الآراء الطبية تعتبر اللسان الجغرافي شكلاً فموياً من مرض الصدفية.
  • الأكزيما: الأكزيما عند الأطفال أو التهاب الجلد التأتبي، هو مرض جلدي يحدث في مختلف المراحل العمرية لكنه أكثر شيوعاً لدى الأطفال الصغار، يتميز بجلد جاف متقشر مع طفح جلدي واحمرار وحكة وزيادة سماكة الجلد وأعراض متنوعة أخرى، وقد يرتبط ظهور اللسان الجغرافي عند الطفل بالإصابة بالأكزيما حيث ترتبط بوجود عوامل وراثية ومشاكل جينية تؤثر في الجلد واللسان.
  • التهاب المفاصل: التهاب المفاصل كذلك من مشاكل المناعية الذاتية المزمنة التي يهاجم بها الجسم نفسه بالخطأ، فيتلف الأنسجة السليمة في المفاصل ويؤثر في عدة أعضاء أخرى أبرزها الجلد، قد تظهر في بعض الأحيان عند الأطفال، وقد تترافق في حالات معينة مع حالة اللسان الجغرافي.
  • داء السكري من النوع الأول: يترافق السكري من النوع الأول بحدوث عدة أنواع من الآفات الفموية مثل تقرحات الفم والتهاب اللثة ومشاكل الأسنان وغيرها، وفي عدة حالات نلاحظ وجود اللسان الجغرافي عند الإصابة بمرض السكري النمط الأول عند الأطفال لذا يكون السكري النمط الأول سبب مقترح لظهور اللسان الجغرافي عند الأطفال.
  • نقص العناصر الغذائية: نقص بعض العناصر الغذائية الأساسية من غذاء الطفل وعدم حصوله على كميات كافية منها قد تكون عوامل محفزة لظهور اللسان الجغرافي عند الأطفال، أهم هذه العناصر هو الحديد، الزنك، حمض الفوليك، فيتامين B6 وفيتامين B12.
  • التوتر والتغيرات الهرمونية: ارتبط التوتر والقلق والاكتئاب والتغيرات الهرمونية والإجهاد العاطفي في العديد من الحالات بتفاقم أعراض اللسان الجغرافي أو زيادة احتمالات الإصابة به خاصة عند عدم وجود أمراض أخرى.
  • أسباب وراثية: وجود تاريخ عائلي ووراثي للسان الجغرافي يزيد من احتمال الإصابة به، مما يجعل اللسان الجغرافي حالة قد ترتبط بالوراثة والجينات فتظهر عند الأطفال الصغار بمراحل عمرية مبكرة نتيجة لذلك.

الأعراض الرئيسية للسان الجغرافي هي البقع الحمراء على سطح اللسان العلوي، وأحياناً على السطح السفلي وجانبي اللسان، وفي حالات نادرة قد تنتشر هذه البقع إلى داخل الخدين وسقف الفم، وللتفريق بين البقع التي تصيب اللسان بحالة اللسان الجغرافي وبين الحالات الأخرى يتم وصف هذه البقع بالأعراض التالية:

  • خالية من الحليمات: يتصف اللسان الجغرافي بشكل أساسي بوجود مناطق وبقع خالية من الحليمات بلون أحمر ذات ملمس ناعم مقارنة بالمناطق السليمة، وبالتالي عدد حليمات أقل من المعتاد على ظهر اللسان.
  • لها حدود بيضاء: تكون البقع الحمراء الخالية من الحليمات محاطة بخطوط بيضاء أو رمادية أو صفراء أو بلون فاتح عموماً، وأيضاً تكون متعرجة وبشكل مرتفع قليلاً عن باقي البقعة.
  • بقع متعددة: من النادر أن يكون اللسان الجغرافي مكوناً من بقعة واحدة وغالباً يتكون من عدة بقع في أكثر من منطقة من اللسان، حيث تبدأ البقع في منطقة وتنتقل لمنطقة أخرى معطية شكل الخريطة المعروف للإصابة باللسان الجغرافي.
  • أشكال وأحجام مختلفة: حيث تكون البقع مختلفة بالشكل والحجم بين شخص وآخر، وعند الشخص نفسه أحياناً، فتأخذ أحجام متنوعة منها الصغير ومنها المنتشر، وكذلك تظهر بعدة أشكال قد تكون بشكل دائري أو بشكل بيضوي أو غير منتظم.
  • مؤلمة أحياناً: ليس في كل الحالات وإنما في بعضها قد يكون اللسان الجغرافي أكثر حساسية وألماً بتأثير بعض المحفزات مثل الأطعمة الحارة والتوابل ومكونات معجون الأسنان والأطعمة الحامضة.

لا يوجد علاج مؤكد ومباشر لحالة اللسان الجغرافي عند الأطفال وهي حالة تظهر وتختفي من تلقاء نفسها بأوقات لا يمكن التنبؤ بها، وذلك نظراً لعدم وجود أسباب واضحة مباشرة أو مخاطر للإصابة باللسان الجغرافي، والنهج العلاجي الوحيد والأساسي هو طمأنة الطفل أو أهل الطفل بأن الحالة حميدة تماماً ولا تسبب أي نوع من المخاطر خاصة لو ظهرت أعراض مرضية أخرى على الطفل، وبعض التدابير المتبعة بطريقة غير مباشرة قد يكون لها دور بعلاج أعراض اللسان الجغرافي والتخفيف من احتمال تفاقم الانزعاج الذي يحدث بسببه:

  • علاج الحالة الأساسية: بما أن اللسان الجغرافي يترافق مع عدة مشاكل مرضية كامنة أخرى وأبرزها مرض الصدفية، فالعلاج الأساسي يكون بعلاج هذه الحالة من الأصل، مثلاً إعطاء أدوية لضبط السكري النمط الأول عند الأطفال، واستخدام الكورتيكوسيروئيدات لعلاج الصدفية والمشاكل المناعية وما إلى ذلك.
  • المسكنات: في حال وجود ألم مترافق مع اللسان الجغرافي مثل الإحساس بالوخز والحرقان والانزعاج ينصح بالعديد من الحالات بالاستعانة بالمخدرات الموضعية التي يتم تطبيقها مباشرة على اللسان، أو استخدام الأدوية المسكنة المناسبة لعمر الطفل التي تخفف من حدة الألم والانزعاج.
  • المكملات الغذائية: بعد التأكد من ارتباط حالة اللسان الجغرافي الظاهرة عند الطفل بوجود مشاكل نقص في الفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية الأساسية يمكن الاستعانة بالمكملات الغذائية التي تعوض النقص الحاصل في العناصر الغذائية وتدعم الجسم بكميات كافية ومناسبة لعمر الطفل، خاصة المكملات الغذائية الحاوية على معدن الزنك، حيث أنه يلعب دور في السيطرة على أعراض اللسان الجغرافي عند تناول كمية زائدة منه، هذا قد يساعد بعض الأحيان في علاج مشكلة اللسان الجغرافي عند الأطفال.
  • تجنب المحفزات: يتأثر اللسان الجغرافي ببعض المحفزات التي قد تفاقم الألم والانزعاج وتؤخر الشفاء من اللسان الجغرافي، مثل الأطعمة الحارة والحامضة والمالحة والمكسرات والأطعمة الحاوية على كمية كبيرة من التوابل، ومن أساليب علاج اللسان الجغرافي وتقليل أعراضه هو تجنب هذه المحفزات قدر الإمكان عند الطفل.
  • الغسول الفموي: الغسول الفموي الحاوي على مضادات الهيستامين يقلل من حساسية اللسان وردود الفعل التحسسية التي ترافق اللسان الجغرافي بعض الأحيان ويخفف من تفاقم الانزعاج الذي يسببه للطفل، يمكن استخدامه مع الأطفال الكبار لتجنب تعريض الطفل الصغير لابتلاع هذا الغسول.
  • هل يمكن الشفاء من اللسان الجغرافي؟ حالة اللسان الجغرافي تظهر وتختفي من تلقاء نفسها ولا يمكن التنبؤ بها أو التمكن من علاجها تماماً، وفي معظم الحالات هي لا تحتاج لعلاج فيما لم تحدث آلام ومشاكل في اللسان، ولا يمكن ضمان الشفاء منها تماماً لأن أسبابها غير محددة بدقة.
  • كم يستمر اللسان الجغرافي؟ قد يستمر اللسان الجغرافي عند الطفل مدة أيام، أو قد يمتد لأشهر وأحياناً تبقى الحالة عدة سنوات، حيث يمكن أن ترافق الطفل فترة طويلة مستمرة من حياته أو تختفي وتظهر مرة أخرى.
  • هل التوتر يسبب اللسان الجغرافي؟ التحولات العاطفية والاضطرابات النفسية ومشاكل التوتر والقلق والاكتئاب عند الطفل تندرج ضمن المحفزات المحتملة لظهور اللسان الجغرافي لكنها ليست أسباب مؤكدة ومباشرة للإصابة باللسان الجغرافي عند الأطفال، وإنما في بعض الحالات قد يوجد ارتباط بين التوتر وظهور اللسان الجغرافي.
  • الفرق بين اللسان الجغرافي والفطريات: فطريات اللسان هي نوع من أنواع العدوى الفطرية تدعى عدوى المبيضات البيض تسبب آفات بيضاء اللون ونتوءات بيضاء كريمية أيضاً تشبه الجبن ومؤلمة قد تترافق مع نزيف مع شعور بوجود قطن في الفم وفقدان حاسة التذوق، أما اللسان الجغرافي يتمثل ببقع حمراء بحافة بيضاء وذات سطح ناعم غير منتظمة الشكل غالباً غير مؤلمة عادةً وأحياناً وقد يتعلق ألمها بتناول أطعمة حارة وحامضة.

المراجع