هل أساعد خطيبي مادياً! حدود العلاقات المادية في الخطوبة

خطيبي يطلب مني المال هل أساعده! تعرفي إلى حدود العلاقات المالية والمادية في فترة الخطوبة وكيفية ضبطها
هل أساعد خطيبي مادياً! حدود العلاقات المادية في الخطوبة
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تختلف طرق مساعدة الفتاة لخطيبها مادياً تبعاً لعوامل عدة مثل حالتها وحالته المادية وطبيعة العادات الاجتماعية في بلدهما حول الواجبات المادية على كل من الشاب والفتاة في فترة الخطوبة، والتحضير للزواج والمناسبات والإجراءات المرتبطة بهما، ولكن غالباً ما جرت العادة على أن المسؤوليات المادية تقع على عاتق الشاب وخاصة في مجتمعاتنا العربية، فهل يمكن للبنت أن تساعد خطيبها مادياً؟ وما هي حدود مساعدة البنت لخطيبها من الناحية المالية؟ وكيف تفرق الفتاة بين المساعدة لخطيبها واستغلاله لها؟

الأعراف الاجتماعية هي أول ما يحدد حدود العلاقات المادية والمالية بين الشاب والفتاة في فترة الخطوبة، وعادةً ما يتكون هناك واجبات مالية ومادية واضحة لكل من الخطيبين ومرنة في نفس الوقت يتم الاتفاق عليها بموافقة الأهل من الطرفين.

ولكن في بعض الحالات قد يحتاج الشاب لمساعدة مادية أو مالية من خطيبته، وأفضل طريقة للمساعدة هي إعفاؤه من بعض المصاريف غير الضرورية أو الزائدة وليس إعطاءه المال عيناً أو نقداً، وحتى إذا قررت البنت مساعدته مادياً بشكل مباشر لا بد أن يكون ذلك بالتشاور مع أهلها وموافقتهم وليس بشكلٍ سري! وبطريقة تضمن حقّها.

ومن الخطأ أن تتعامل البنت المخطوبة مع خطيبها بالأمور المالية باعتباره زوجها لأنه ببساطة ليس كذلك! فعندما ينتقلان إلى بيت الزوجية يحكمهما الاتفاق بينهما وتنظيم شؤونهما المالية مع مراعاة حقوق الزوجين التي يصونها الشرع والعرف الاجتماعي، وتصبح هذه الأمور من أسرار الزوجية، أما في الخطوبة الأفضل أن تكون أي مساعدة مالية للخطيب معلنةً وبمعرفة الأهل.

animate
  • موافقة الأهل أولاً: إذا كان خطيبكِ مصمماً على طلب المساعدة المالية أو المادية وأنتِ قادرة وترغبين بتقديمها له فلا بد من استشارة أهلكِ أولاً، لكن أخبري خطيبكِ أنك لن تقدمي له المساعدة دون موافقة أهلكِ ومعرفتهم، وإذا صمم على المساعدة السرية ربما عليكِ أن تقلقي!
  • قيّمي السبب الذي يطلب المال من أجله: إذا كان خطيبك يطلب منك المال، فمن الأفضل الحديث معه لمعرفة السبب وراء طلبه، فيمكن أن يكون هذا السبب ظروف مالية صعبة يواجهها، أو احتياجات ملحة تتطلب دعماً مادياً، وقد يطلب البعض المال لعدم القدرة على تغطية نفقات الزفاف، وهنا يمكن أن تساعد الخطيبة حسب استطاعتها، أما إذا كان لأسباب مجهولة أو للترفيه أو بدون سبب واضح أو تلفيق الأعذار والحجج، فهنا يجب على الخطيبة رفض تقديم أي مساعدة مالية.
  • ضعي شخصية الشاب وأخلاقه في عين الاعتبار: يجب أن تتأكدي من أن الطلب ليس بمثابة انتهازية للفرصة أو استغلال للعلاقة بينكما، إذا كان الأمر كذلك، فمن المهم أن ترفضي تقديم أي دعم له وأن تعاتبيه على ذلك وربما إعادة الحسابات بالعلاقة برمتها، فهذا الشخص يحاول الكسب من علاقته بك، إما إذا كان شخص صاحب مسؤولية وغير متطلب وكريم، فربما يكون في ضائقة فعلاً وهنا إذا رغبتي وكانت لديكي القدرة فيمكن تقديم المساعدة البسيطة خاصة فيما يخص نفقات الزواج.
  • هل تثقين به ثقةً عقلانية: العلاقة بينك وبين خطيبك أيضاً لها دور في تحديد ردة الفعل المناسبة عندما يطلب خطيبك مساعدة مالية، فإذا كانت العلاقة جديدة ولم تصلا بعد إلى هذه المرحلة من التعاون والمشاركة فمن الأفضل عدم تقديم أي مساعدة إلا على سبيل التجربة والاختبار لمعرفة نواياه، أما إذا كانت العلاقة في مرحلة ومتطورة ويوجد ثقة حقيقية وليس فقط عاطفية وكنتما على بعد أيام قليلة من الزفاف وفعلاً يوجد الكثير من النفقات والمسؤوليات التي تثقل كاهله فيمكنك بهذه الحالة تقديم بعض المساعدة.
  • حجم المبلغ المطلوب بلعب دوراً: دعم الفتاة لخطيبها مادياً يمكن أن يكون عبارة عن مساعدة صغيرة أو دعم في بعض النفقات المعقولة أو تحمل جزء من مصاريف الزفاف، أما عندما يطلب الخطيب مبلغ كبير فيجب التفكير جيداً في السبب وهل فعلاً هو شخص يستحق هذا قبل قبول تقديم هذا المبلغ، ومن الأفضل رفض ذلك وتأجيله حتى تصبحا شريكين في الحياة بشكل فعلي وتتحققي بأنه يريد تحسين حياتكما وليس استغلالك.
  • ساعديه على إيجاد حلول أخرى: من الأفضل عدم التعامل مع الأمور المالية بشكل عاطفي والتأكد من التفكير الواعي والمنطقي قبل اتخاذ أي قرارات، إذا كنت مهتمة بدعم خطيبك ولكن ليس لديك القدرة على ذلك، فيمكنك البحث عن خيارات أخرى مثل توجيهه إلى مصادر مالية أخرى كالقروض والمنح أو المشاركة في مساعدته بطرق أخرى غير المادية مثل المساعدة في إيجاد عمل معين أو البحث عن مؤسسات لتقسيط مصاريف الزواج والأدوات المنزلية، أو القبول بشروط زواج غير مجحفة.

موضوع التعامل المادي في العلاقات العاطفية أمر حساس للغاية، فلا يوجد ما يمنع من مساعدة الفتاة لخطيبها مادياً من الناحية القانونية أو الشرعية، ولكن الخوف من حالات الاستغلال والاحتيال توجب الحذر في هذه المسألة وعدم الخلط بين الأمور العاطفية والأمور المادية، وهذه بعض الأمور التي تساعدك على اتخاذ القرار إذا طلب منكِ خطيبكِ مساعدة مالية:

  • الوضع المادي للشاب: تقدير الوضع المادي للخطيب من قبل الفتاة أمر ضروري وهي تفكر في ما إذا كان يجب عليها مساعدته أم لا، فإذا كان ميسور الحال وطلب مساعدتها فهذا يشير إلى وجود صفة البخل لديه، أما إذا كان ضعيف مادياً وعليه تغطية نفقات كثيرة خاصة ما يتعلق منها بتلبية متطلبات الأهل وحاجات الزفاف وتجهيز المنزل، فيمكن للفتاة مساعدته إذا رغبت بذلك.
  • طبيعة الأشياء المطلوب المساعدة فيها: يوجد بعض النواحي التي يعتبر من المشروع والجيد المساعدة فيها بين الخطيبين، فقد تريد الفتاة مثلاً أشياء معينة في حفلة الزفاف أو الخطبة وتحتاج هذه الأمور لمتطلبات أكبر من طاقة الشاب على تحملها هنا عليها المساعدة، أو إذا كان الخطيب يمر بضائقة مالية صعبة أو ظروف قاهرة، أما الأشياء التي تتعلق بشؤون الخطيب الشخصية كالمشاريع أو المصاريف الشخصية أو مصاريف الترفيه فلا يفضل أن تساعد الخطيبة في هذه الأمور.
  • إذا كان الخطيب عاجزاً فعلاً عن تغطية جميع النفقات: أصبحت نفقات الزواج كبيرة في حياتنا المعاصرة، فمن تحقيق شروط أهل الفتاة إلى شروطها هي إلى تأمين مستلزمات المنزل ومصاريفه تأمين المهر بالإضافة لمتطلبات حفل الزفاف ومراسم الزواج، وقد يعجز الكثير من الشبان عن تغطية كل هذه النفقات، وإذا كانت الفتاة تريد هذا الشاب وتثق به فلا ضير في تقديم بعض المساعدة ضمن الإمكانات والمعقول.
  • الحالات الملحة والضرورية: أخلاقياً فإن الظروف الاستثنائية والحالات الملحة والضرورية تتطلب منا تقديم المساعدة في بعض الأحيان حتى للغرباء بدافع الشهامة والمروءة، وقد يمر الخطيب في ظروف مشابهة كدخوله المشفى هو أو أحد ذويه، أو التعرض لحوادث أو كوراث معينة، أو خسارة العمل بشكل مؤقت لسبب ما، وهنا أيضاً من واجب الخطيبة تقديم يد العون لخطيبها ضمن الإمكانات المتاحة وبعد استشارة أهلها.
  • الوضع المادي للفتاة: لا يمكن للفتاة ذات الإمكانيات المادية المحدودة تقديم مساعدة للخطيب في الأمور المالية، فهي غالباً لديها مصاريفها الخاصة التي بالكاد تغطيها، أما الفتاة المقتدرة إذا رغبت بتقديم بعض المساعدة بغية تيسير وتسريع أمور الزواج فلا ضير في ذلك ما دامت على ثقة بأخلاق ونوايا خطيبها، ويفضل ألا تكون تلك المساعدة بطلب منه وإنما من طيب نفسها.
  • المساعدة في تخفيف الأعباء عنه: أعباء الزواج المالية كبيرة وليس كل الشبان لديه القدرة على تحملها، وغالباً فإن الفتاة لا تشعر بهذه المسألة، لذا فالأفضل من أن تعطي الفتاة لخطيبها المال بشكل مباشر للمساعدة، يكفي أن تخفف عنه بعض الأعباء وخاصة التي تتمثل بالمتطلبات الكمالية وغير الضرورية التي تضعها الخطيبة أو أهلها كشرط على الخطيب.
  • البحث عن حلول للمشاكل المادية: بعض المشاكل المادية قد لا يستطيع الشاب علاجها حتى لو ساعدته الخطيبة، فقد يحتاج شراء المنزل لمبلغ كبير أكبر من طاقتهما، وهنا يمكن الخطيب البحث عن مصادر تمويل كالقروض أو معارض البيع بالتقسيط ومساعدة الخطيب في تغطية أقساطها.
  • المساعدة في بعض النفقات الشخصية: يمكن أيضاً أن تساعد الخطيبة خطيبها على الأقل في تحمل مصاريفها الشخصية، مثل فواتير الهاتف وشراء الملابس والحاجات الشخصية، وتغطية تكاليف المتطلبات الخاصة مثل الحفلات الجانبية مع الأصدقاء أو العائلة.
  • المساعدة في مصاريف الزواج: قد ترغب الفتاة ببعض الأشياء الخاصة سواء في حفلة الزفاف أو مراسم الزواج بشكل عام أو بعض الأغراض المنزلية، وقد يكون لديها القدرة على دفع تكاليفها بينما تشكل عبء إضافي على الشاب بالإضافة لواجباته الكثيرة، وهنا إذا رغبت الفتاة بهذه الأشياء مثل ارتداء فستان غالي الثمن أو بعض المجوهرات الثمينة أو إحضار فرقة موسيقية معينة، فيمكن للفتاة أن تساعد في هذه التكاليف الإضافية وتخفيف العبء عن خطيبها.
  • الطلب من الأهل مساعدته: قد يتعامل خطيبكِ مع أي مساعدة مادية مباشرة منكِ باعتبارها هبةً أو واجباً عليكِ! لذلك يمكنك الطلب من والدكِ أو أهلك مساعدته بشكل رسمي من خلال إقراضه أو التعاون معه بما يضمن حقوقكِ.

لا يوجد حكم شرعي يمنع الفتاة من مساعدة خاطبها مالياً لكن بغير أكراه وباتفاقٍ واضحٍ على تسمية هذه المساعدة أصولاً هل هي هبة أم إقراض أم غير ذلك، والأصل في الشرع أن يكون الرجل قادراً على تحمّل نفقات الزواج والقيام بها، وأي مساعدةٍ من البنت أو أهلها للخاطب وإن كانت مستحبّةً من باب تيسير الأمر فإنها لا بد أن تكون مبنيّةً على معرفةٍ عميقة بأخلاق الشاب ومحدودةً فلا تثير فيه طمعاً ولا تجعله يستخفّ بواجباته الشرعية تجاه خطيبته وبيت الزوجية في المستقبل.

والأولى عند أهل العلم أن تكون المساعدة بتخفيف الأعباء والامتثال لوصية الرسول صلى الله عليه وسلّم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير". مع وجوب قيام الرجل بواجبه من دفع المهر والنفقة التي لا يجوز إعفاؤه منها لكن التخفيف عنه.

المراجع