أعراض الحمل العنقودي أو الحمل الرحوي وأسبابه

الحمل العنقودي أو الرحوي (بالإنجليزية: Molar Pregnancy) هو حالة من مضاعفات الحمل النادرة وشكل من أشكال داء الأورمة الغاذية الحملي GTD، حيث تكون عملية تخصيب البويضة بشكل غير طبيعي أو غير صحيح، يؤدي لنمو الأورام في الرحم على شكل كيسات صغيرة مملوءة بالسوائل تشبه عنقود العنب عند تخصيب البويضة، وهي من الأورام الحميدة التي تمنع التغذية عن الجنين، لذا في الغالب لا يستمر الحمل، وهي من الحالات النادرة في الحمل حيث يصيب أقل من 1% من جميع حالات الحمل.

وفي حالة الحمل العنقودي يحدث تشكل لبعض الأنسجة التي تشبه الحمل الكاذب أو الزائدة الدموية في الرحم، بدلاً من تشكيل جنين طبيعي، ويمكن أن يحدث الحمل العنقودي الكامل أو الجزئي.

يوجد اتفاق على أن السبب الرئيسي لحالات الحمل العنقودي، هو طفرات جينية وراثية لا يمكن التنبؤ بها، ويرى المختصين أن بعض العوامل قد تزيد من حالات الحمل العنقودي، ومنها:

• العامل الوراثي: الحمل العنقودي في الأساس هو خلل وراثي يتعلق بالكروموسومات في البويضة الأنثوية القابلة للتخصيب، لذلك فإن وجود تاريخ عائلي من الإصابة بحالات الحمل العنقودي يزيد احتمال تكراره.
• الحمل في سن مبكر: يعتقد أن حدوث الحمل بعمر مبكر للأنثى أقل من 15 سنة يزيد احتمال حدوث الحمل العنقودي، حيث لا تكون البيوضة عند الأنثى جاهزة للتخصيب.
• الحمل في سن متأخر: أيضاً في العمر المتأخر فوق 40 سنة بالنسبة للمرأة يزيد احتمال حدوث الحمل العنقودي، حيث يرى البعض أنه في هذا العمر قد يحدث مشاكل أو تراجع في البويضة الأنثوية القابلة للتخصيب.
• وجود تاريخ من الحمل العنقودي: وجود تاريخ للحمل العنقودي عند المرأة وحالات سابقة يرفع احتمال تكرار إصابتها بالحمل العنقودي، وذلك أولاً كون الطفرة الجينية التي تؤدي إليه تكون موجودة لدى المرأة، وثانياً بسبب إمكانية عدم علاج مضاعفات الحمل العنقودي بشكل صحيح سابقاً.
• التعرض للإجهاضات المتكررة: حدوث حالات الإجهاض المتكرر عند المرأة قد يكون إشارة لاحتمال أكبر لحدوث حالة الحمل العنقودي، حيث أن هذا يشير لإمكانية وجود خلل في البويضة الأنثوية القابلة للتخصيب.
• مشاكل في الجهاز اللبيدي: وجود تشوها أو أمراض أو التهابات في الجهاز اللبيدي تزيد احتمالات حدوث الحمل العنقودي.
• التدخين: يعتبر التدخين من الأسباب التي تؤدي لحدوث تشوهات في عملية الالقاح، وهذه التشوهات بدورها كثيراً ما تكون عامل مساهم في حدوث الحمل العنقودي.
• العرق والموقع الجغرافي: لأسباب غير معروفة تزداد حالات الحمل العنقودي في بعض البلدان والأعراق، حيث يلاحظ أن البلاد الأسيوية مثل الفلبين، وبعض البلدان الأوربية، والمكسيك يحصل فيها تسجيل أكثر لحالات حمل عنقودي.

• الحمل العنقودي الكامل: الحمل العنقودي الكامل هو نوع أو شكل من الحمل العنقودي يحدث فيه تخصيب لبويضة أنثوية فارغة لا تحتوي كروموسومات من حيوان منوي أو أثنين يحتوي على ضعف مجموعة الكروموسومات الذكرية دون تكوّن جنين، وإنما يؤدي لتكون كتلة من الأنسجة المشيمية أو زوائد دموية تشبه الحمل الكاذب تزداد وتنمو في الرحم على شكل أكياس ورمية مملوءة بالسوائل تشبه العنقود بدلاً من تكون الجنين، ويزداد حجمها بسبب زيادة انتاج هرمون الحمل HCG (موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية) والذي تصنعه المشيمة السليمة أثناء الحمل، وقد يجعلك هذا تشعرين بأنك حامل ويعطيك اختبار حمل إيجابي.
• الحمل العنقودي الجزئي: وهو النوع الآخر من الحمل العنقودي ويعتبر أيضاً حالة نادرة، يحصل فيه تخصيب للبويضة الأنثوية الطبيعية التي تحتوي على (23) كروموسوم من حيوانين منويان يحتويان على مجموعة مضاعفة من كروموسومات الأب (46) كروموسوم ويؤدي ذلك لتشكل جزء من الجنين في الرحم، والجزء الآخر يتكون من أنسجة تشبه الحمل العنقودي الكامل، لكون الجنين لديه مجموعة إضافية من الكروموسومات (69) كرموسوم حيث تتشكل مشيمة غير طبيعية مع الجنين، وقد يبدأ الجنين في النمو ولكنه لا يستطيع البقاء على قيد الحياة بشكل عام.
• الحمل الشبيه بالعنقود: الحمل الشبيه بالعنقود وهو الحالة الأكثر ندرة من الحمل العنقودي، يحدث فيه تمزق في جدار البويضة ويتم تكوين تجمع من الأنسجة المشيمية بشكل غير طبيعي داخل تجويف الرحم.

• نزيف مهبلي في الأشهر الأولى: من الأعراض المهمة في حالات الحمل العنقودي حدوث نزيف رحمي ومهبلي خاصة في الأشهر الأولى، ويكون هذا النزيف عميق وغزير ولا يشبه الحالات الطبيعية أثناء الدورة الشهرية سواء بالكمية أو حتى شكل الدم، وقد يؤدي لمضاعفات كثيرة بسبب خسارة كمية من الدم.
• الغثيان والقيئ الشديدين: أيضاً يترافق مع حالات الحمل العنقودي زيادة الشعور بالغثيان والدوار ما يؤدي لكثرة التقيؤ.
• خروج كيسات من المهبل: يحدث في حالات الحمل العنقودي وخاصة الحمل العنقودي الكامل خورج مع النزيف كتل كيسية مليئة بالسوائل تشبه العنقود.
• فقر الدم: يمكن أن تؤدي كثرة النزيف الناتجة عم الحمل العنقودي لإصابة المرأة بحالات فقر الدم.
• الألم في منطقة البطن والحوض: يعتبر الألم في الحوض ومنطقة البطن عند المرأة الحامل حالة طبيعية، ولكن في حالات الحمل العنقودي يكون هذا الألم أكثر من اللازم.
• ارتفاع غير طبيعي لهرمونات الحمل: يؤدي الحمل العنقودي أيضاً إلى حالة ارتفاع في مستويات هرمون الحمل بشكل غير طبيعي، وقد ينتج عن ذلك حصول مضاعفات صحية خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم واضطرابات الجهاز العصبي المركزي والتهاب الكبد، والشعور بالتعب والدوار والغثيان والقيء.
• نمو الرحم بشكل غير طبيعي: في حالات الحمل العنقودي قد تلاحظ المرأة نمو غير طبيعي في الرحم يظهر على منطقة بطنها لا يشبه حالة الحمل الطبيعية، وذلك بسبب نمو كتلة الأنسجة الناتج عن زيادة هرمون الحمل.
• اضطرابات في حركة الجنين: في العادة تشعر الأم بحركة الجنين في الرحم، ولكن بحالة الحمل العنقودي الكامل لا يوجد جنين أصلاً، وهذا يؤدي لشعور الأم بعدم وجود حركة أو اضطرابات فيها.

• الفحص السريري: يمكن للطبيب المختص تقدير احتمالية إصابة المرأة بالحمل العنقودي، من خلال الفحص الجسدي وسماع القصة السريرية، وملاحظة الأعراض الجسدية، قبل الذهاب للتحاليل الطبية.
• فحص الدم: يفيد فحص وتحليل الدم في الكشف عن مستويات هرمون الحمل في الدم، حيث تكون مستويات هذا الهرمون أعلى من المعدل الطبيعي في حالة الحمل العنقودي.
• فحص الأنسجة: يمكن الكشف عن الحمل العنقودي بفحص الأنسجة المشيمية التي تم إزالتها خلال العلاج الجراحي، حيث يمكن للأطباء رؤية التجمعات غير الطبيعية للأنسجة المشيمية تحت المجهر.
• تحليل البول: يمكن لتحليل الحمل عن طريق البول قراءة العديد من المعلومات حول طبيعة الحمل، مثل وجود خلايا سرطانية أو نمو غير طبيعي للحمل، أو وجود حالات الحمل العنقودي.
• صورة الأمواج فوق الصوتية: يعتبر الفحص الأكثر دقة بالأشعة فوق الصوتية حيث تظهر الأنسجة الخاصة بالمشيمة على شكل تجمعات صغيرة ومتعددة داخل الرحم، وتبدو هذه التجمعات على الأشعة فوق الصوتية كمناطق ذات كثافة عالية ومناطق ذات كثافة منخفضة.

• الإجهاض الصناعي: في بعض الحالات يمكن استخدام محرضات الإجهاض، لأحداث انقباضات مصطنعة (الإجهاض الصناعي) بهدف اخراج أي أنسجة عنقودية مشيمية في الرحم، بدلاً من اللجوء للعمل الجراحي.
• تنظيف الرحم جراحياً: من العلاجات التي تكون ضرورية في حالات عدة، لإزالة الأنسجة المشيمية غير الطبيعية المتبقة في الرحم بعض الإجهاض، أو فيء حالات عدم حدوث الإجهاض، أو حالات نمو خلايا سرطانية بسبب الحمل العنقودي، وبعد العملية الجراحية، يتم مراقبة مستويات هرمون الحمل في الدم للتأكد من أن جميع الأنسجة المشيمية قد تمت إزالتها، وأنه لا توجد علامات على عودة الحمل العنقودي.
• تنظيم الدورة الشهرية بعد الجراحة: تعد عملية تنظيم الدورة الشهرية بعد العملية الجراحية ضرورية لعودة جسم المرأة إلى طبيعته، وملاحظة وجود أي آثار متبقة لأنسجة مشيمية.
• المراقبة والمتابعة: تحتاج المرأة بعد علاج الحمل العنقودي للمراقبة، ففي كثير من الحالات لا تزال بقايا النسج الورمية من الرحم، وقد يكون لذلك مضاعفات كثيرة من نمو خلايا سرطانية أو عودة الحمل العنقودي.
• أدوية تنظيم النزيف: النزيف المهبلي والرحمي من الحالات الخطيرة التي ترافق الحمل العنقودي، وعلاج هذا النزيف دوائياً يحمي المرأة من مضاعفات صحية خطيرة، وخسارة كمية كبيرة من الدم.
• استئصال الرحم: في بعض الحالات يكون من الصعب علاج أو شفط أو اجهاض الأنسجة المشيمية من الرحم، أو يوجد خطر نمو خلايا سرطانية، ويكون لدى المرأة قرار بعدم الحمل مرة أخرى، وهنا يمكن أن يلجأ البعض لاستئصال الرحم للتخلص من المشكلة نهائياً.

• كيف يتم إجهاض الحمل العنقودي؟ في بعض الحالات يتم إعطاء أدوية محرضة للمرأة المصابة بالحمل العنقودي، لتحرض انقباضات الرحم، وبالتالي اجهاض الحمل العنقودي.
• كم يستمر الحمل العنقودي؟ يمكن أن يستمر الحمل العنقودي لعدة أشهر وقد لا يتم اكتشافه قبل الشهر الثالث من الحمل.
• كيف يكون شكل الحمل العنقودي؟ تختلف أعراض الشكل الخارجي في منطقة البطن للمرأة التي لديها حمل عنقودي، حسب نوعه وحسب نموه، وفي داخل الرحم يكون على شكل كيسات مليئة بالسوائل تشبه العنقود.
• هل الحمل العنقودي خطير؟ قد يكون للحمل العنقودي مضاعفات خطيرة من نواحي عدة إذا لم يعالج بشكل جيد ومبكر، فيمكن أن سبب حالات العقم، أو التسمم الحملي، أو زيادة هرمون الحمل في الدم، أو إمكانية التسبب بنمو خلايا سرطانية، هذا بالإضافة للأعراض الخطيرة مثل النزيف الحاد الذي قد يؤدي لفقر الدم.
• هل ينزل الحمل العنقودي لوحده؟ من غير المرجح أن ينزل الحمل العنقودي لوحده تماماً، فهو يحتاج لأدوية أو عملية جراحية، لأن جوف الرحم يجب أن ينظف بشكل جيد من بقايا أنسجة الحمل العنقودي.
• هل يمكنني الحمل بعد الحمل العنقودي؟ يجب على المرأة الحامل الانتظار لفترة من الوقت (عادة 6 أشهر إلى سنة) قبل محاولة الحمل مرة أخرى، للتأكد من أن الجسم قد تعافى بشكل كامل.