أسباب حرقة البول وطرق علاج حرقان المسالك البولية
تعتبر حرقة البول من أكثر المشاكل الشائعة التي يعاني منها الرجال والنساء وحتى الأطفال، وذلك لأن عدد كبير من الأمراض تشترك بحرقة البول كأحد الأعراض الرئيسية لها، فما هي أسباب الحرقة أثناء التبول وخصوصاً عند النساء وكيف يمكن علاج حرقة البول بالأدوية والعلاجات الطبيعية والأعشاب؟
غالباً ما تكون الحرقة أثناء التبول عرضاً لأحد الأمراض البولية أو التناسلية، والعدوى البكتيرية والطفيلية هي أكثر الأسباب شيوعاً لحرقة البول، ومن هذه الأمراض التي تسبب حرقة في البول:
- التهاب المسالك البولية: يعتبر التهاب المسالك البولية من أكثر الأمراض الشائعة التي تسبب حرقة أثناء التبول، والتي تنتج عن إصابة أحد المسالك البولية (الإحليل أو المثانة أو الحالبين أو الكلى) بعدوى بكتيرية.
- حصوة في المسالك البولية: يتسبب وجود حصى في المسالك البولية في حدوث تخريش في المجرى البولي، الأمر الذي يتسبب في حدوث حرقة بالبول والذي غالباً ما يرافقه نزول دم بسبب هذا التخريش.
- التهاب البروستاتا: التهاب البروستاتا هو التهاب يصيب غدة البروستاتا عند الرجال بسبب عدوى بكتيرية وتتسبب في الشعور بحرقة وألم أثناء التبول بالإضافة إلى الألم أثناء القذف وصعوبة في التبول وتغيرات في تدفق البول.
- آثار جانبية لبعض الأدوية: أحد أنواع المدرات البولية "مدرات عروة هنلي" تزيد من تشكل الحصى في البول والتي تقوم بتخريش المجرى البولي وتسبب حرقة أثناء خروج البول.
- الرمل في المجاري البولية: يتشكل الرمل في المجاري البولية نتيجة ارتفاع نسبة حمض البوريك في البول بسبب قلة شرب الماء، مما يؤدي إلى ترسبه بشكل رملي في المسالك البولية، فعند خروج هذا الرمل مع البول يتسبب بالشعور بالحرقة.
- مرض السكري: في مرض السكري يزيد طرح السكر في البول، مما يجعل هذا البول بيئة مناسبة لنمو البكتريا في المثانة وحدوث الالتهابات التي تتسبب بالشعور بحرقة أثناء التبول.
- الأمراض المنقولة جنسياً: قد تكون حرقة البول عرض لأحد الأمراض المنقولة جنسياً وخاصة السيلان والكلاميديا والهربس، وغالباً ما ترافق الحرقة أعراض أخرى شائعة منها الإفرازات غير الطبيعية التي تخرج من الأعضاء التناسلية أو وجود تقرحات تناسلية.
تعتبر الأسباب التي تؤدي للشعور بحرقة أثناء التبول أكثر عند النساء منها عند الرجال، وذلك بسبب التركيب الفيزيولوجي لها والذي يجعلها أكثر عرضة لحدوث الالتهابات والعدوى المسببة لحرقة البول، فبالإضافة إلى الأسباب العامة السابقة يوجد أسباب خاصة عند النساء لحرقة البول، نذكر أهمها:
- الحمل: خلال فترة الحمل يزداد طرح البروتينات والسكريات في البول المتراكم في المثانة مما يجعلها بيئة مناسبة لنمو البكتريا وحدوث الالتهابات، الأمر الذي قد يؤدي إلى الشعور بحرقة خلال التبول، كما أن حرقة البول يمكن أن تكون أحد الأعراض المبكرة للحمل.
- العدوى المهبلية: يمكن أن تؤدي العدوى المهبلية إلى تهيج في أنسجة المهبل، فعدما يلامس البول هذا النسيج يتسبب بالشعور بالحرقة والحرارة، والعدوى المهبلية الأكثر شيوعاً هي عدوى الخميرة المهبلية، وغالباً ما يرافق حرقة البول إفرازات بيضاء وحكة مهبلية ورائحة كريهة للمهبل.
- مضاعفات الولادة: غالباً ما تعاني النساء بعد الولادة الطبيعية مباشرة من حرقة في البول، ويعود السبب في ذلك إلى حدوث تمزقات خلال الولادة في المنطقة بين المهبل وفتحة الشرج، فإذا لامس البول هذه التمزقات فيؤدي للشعور بالحرقة.
- حساسية المهبل: قد تؤدي بعض المواد عند تطبيقها مباشرة على المهبل إلى تهيجه، مما يسبب ألم وحرقة أثناء ملامسة البول لفتحة المهبل، ومن أكثر المواد التي تتسبب في تهيج المهبل هي الصابون والعطور والاستخدام المفرط للغسول المهبلي.
- النشاط الجنسي المفرط: يتسبب النشاط الجنسي المفرط أو حتى الإفراط في العادة السرية إلى تهيج أنسجة المهبل الأمر الذي يؤدي للشعور بحرقة أثناء البول ولكنها تزول خلال يومين تقريباً.
إن التخلص من الحرقة أثناء التبول يعتمد على علاج السبب الأساسي لحرقة البول فيما إذا كان ناتجاً عن التهاب أو عدوى أو مشكلة في المثانة أو البروستاتا أو غير ذلك، وهذه الأسباب يحددها الطبيب بعد التعرف على الأعراض الأخرى والحصول على التحاليل المطلوبة، ومن العلاجات المستخدمة في التخلص من حرقان البول نهائياً:
- المضادات الفطرية: إذا كانت الحرقة ناتجة عن عدوى فطرية كما في حالة عدوى الخميرة المهبلية فقد يصف الطبيب المضادات الفطرية بشكل أقراص أو تحاميل مهبلية.
- المضادات الحيوية: غالباً ما يصف الطبيب المضادات الحيوية بعد تشخيص الحالة والكشف عن وجود التهابات مسببة للحرقة كما في حالة التهاب المسالك البولية والتهاب البروستاتا، يجب التنبيه إلى أن المضادات الحيوية لا تؤخذ بدون استشارة طبيب.
- المضادات الفيروسية: إذا نتجت حرقة البول عن عدوى فيروسية كما في أغلب الأمراض المنقولة جنسياً فيصف الطبيب مضادات فيروسية للقضاء عليها مما يعالج حرقة البول نهائياً.
- مسكن لآلام حرقان البول: يطلب أغلب المرضى الذين يعانون من حرقة البول مسكن للتخلص من هذا الألم، يمكن تناول دواء فينازوبيريدين لمدة يومين والذي يستخدم من أجل تسكين ألم حرقة البول الناتج عن التهيج في غشاء المثانة، لا يعالج هذا الدواء أسباب الحرقة وإنما يوصف مع المضادات الحيوية لتسكين الألم حتى يبدأ تأثير هذه المضادات.
- أدوية السكري: في حال كانت حرقة البول بسبب الالتهاب الناتج عن مرض السكري، فيصف الطبيب مضادات حيوية لعلاج الالتهاب بالإضافة إلى أدوية لضبط مستوى السكر في الدم لتجنب عودة هذه الحرقة من جديد.
- تفتيت الحصى: في حال كانت حرقة البول ناتجة عن وجود حصى في المسالك البولية، فيلجأ الأطباء إلى تفتيت هذه الحصى بالأدوية أو الجراحة أو الليزر، وهذا ما يعالج حرقة البول نهائياً.
يمكن تجربة بعض العلاجات المنزلية عند الشعور بحرقة أثناء التبول، لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن هذه العلاجات ليست بديلاً عن العلاجات الطبية ولكنها تساعد في التقليل من الحرقة مؤقتاً لحين علاج السبب الرئيسي، ومن هذه العلاجات المنزلية نذكر:
- بذور الحلبة: يمكن أن تعمل بذور الحلبة كعلاج منزلي مناسب للتخلص من المشاكل البولية وحرقة البول وخاصة الناتجة عن العدوى الفطرية، كما أنها تساعد في التخلص من سموم الجسم، فتضاف ملعقة من بذور الحلبة إلى كوب من اللبن ويشرب مرتين يومياً.
- بذور الكزبرة: بذور الكزبرة مفيدة جداً في تقليل حرقة البول والألم أثناء التبول حيث تعمل على تطهير الجهاز البولي من الجراثيم، تغلى ملعقتين من بذور الكزبرة مع 3 أكواب من الماء ويغطى ويترك لمدة ساعتين، يجب تناول هذا المشروب مرتين يومياً لمدة أسبوع على الأقل.
- مغاطس البابونج: يعتبر البابونج من أقوى العلاجات المنزلية التي تساعد في التخلص من البكتريا والفطريات في المناطق التناسلية والبولية، يمكن الاستفادة منه في التخلص من حرقة البول من خلال الجلوس في ماء دافئ مضاف إليها كوب من عشبة البابونج لمدة نصف ساعة يومياً.
- الليمون: يحتوي الليمون على خصائص مضادة للبكتريا وتساعد في التقليل من حرقة البول الناتجة عن الالتهابات وتنظيف المثانة، يمكن إضافة عصير نصف ليمونة إلى كوب من الماء الدافئ ويشرب يومياً على الريق إلا إذا كان المريض يعاني من ارتجاع في المريء أو قرحة في المعدة فينصح بتجنب هذا المشروب.
- التوت البري: يعتبر التوت البري من الفاكهة التي تفيد في علاج الالتهابات المسببة لحرقان البول وخاصة التهاب المسالك البولية، لما تحتويه من مضادات قوية للبكتريا، يشرب يومياً كوبين من عصير التوت البري لمدة أسبوع.
بعد أن ذكرنا أسباب وعلاج حرقة البول سنقدم بعض النصائح والعادات الصحية التي تعتبر جزء لا يتجزأ من العلاج والوقاية من الأمراض التي تسبب حرقة في البول، حيث ننصح بـ:
- عدم إهمال علاج حرقة البول: لا يعتبر حرقة البول مرض بحد ذاته بل يعتبر مؤشراً أو عرضاً لمرض آخر لذلك لا يجب إهماله أبداً منعاً لتفاقم الحالة، لذلك ينصح بمراجعة طبيب مختص بالأمراض البولية والتناسلية لتشخيص الحالة ووصف العلاج المناسب.
- شرب الكثير من الماء: من أكثر الأشياء التي ينصح بها الأطباء لمنع تكرار حرقة البول خاصة الناتجة عن الالتهابات البكتيرية هو الإكثار من تناول المياه بمعدل لترين يومياً، وذلك لتنظيف المثانة بشكل دوري ومنع حدوث الالتهابات المسببة لحرقة البول.
- العناية بالنظافة الشخصية: العناية بالنظافة الشخصية مهم جداً للوقاية من أغلب الأمراض التناسلية والبولية وحرقة البول، يجب غسل المنطقة التناسلية جيداً بعد التبول وبعد ممارسة العلاقة الحميمة، وينصح باستخدام الغسول النسائي المهبلي باعتدال.
- إفراغ المثانة مباشرة عند الشعور بالرغبة بالتبول: يعتبر حصر البول من أكثر العادات السيئة التي تسبب مشاكل وأمراض خطيرة وأحد أعراضها حرقة البول، لذلك ينصح إفراغ المثانة مباشرة عند الشعور بالرغبة بالتبول.
- تجنب العطور على المنطقة الحساسة: يجب تجنب العطور نهائياً أو أي منتجات تحتوي على مواد عطرية منعاً لتهيج المنطقة وحدوث حرقة عند التبول.
- الملابس الداخلية القطنية: ينصح بارتداء الملابس الداخلية القطنية والتي تساعد في امتصاص الرطوبة من المنطقة التناسلية ومنع تكاثر البكتريا والفطريات المسببة للحرقة.