بحث عن تلوث ماء الشرب كيفية الحد من تلوث المياه
يعتبر تلوّث مياه الشرب من التحديات الكبرى في العصر الحديث، من جهة كشف العلم في القرنين الماضيين عن الكثير من الأمراض السارية والمعدية المرتبطة بمياه الشرب، ومن جهة أخرى تزايدت مصادر تلوّث الماء العذب بشكل كبير خلال العقود الأخيرة مع تطور الصناعة والتزايد السكاني وغيرها من العوامل، فكيف يمكن الحد من تلوث مياه الشرب!
تعرّف مياه الشرب على أنها المياه الصالحة للاستخدام البشري اليومي والذي يستخدم للشرب والاستخدامات المنزلية الأخرى، وتلوث مياه الشرب هو وصول إحدى المواد الضارة للمياه الصالحة للشرب كبعض المواد الكيميائية أو الكائنات الدقيقة أو المعادن أو غيرها من الملوثات، مما يغير من صفات المياه ويجعلها غير صالحة للشرب وتحتاج إلى معالجة لكي تصبح صالحة للاستخدام البشري مرة ثانية.
لا يمكن رصد تلوّث ماء الشرب بالعين المجردة دائماً، وفي كثير من حالات تلوث مياه الشرب تحافظ على خصائص الماء الأساسية من انعدام اللون والطعم والرائحة، لكنها تحتوي على ملوّثات خطيرة لها نفس الخصائص! ولذلك يعتبر الفحص المخبري الدوري لمصادر المياه هو الوسيلة الأكثر فاعلية للكشف عن تلوّث مياه الشرب.
- تلوث المياه الجوفية: هنالك العديد من الطرق التي تؤدي في نهاية المطاف إلى تلوث المياه الجوفية مثل وصول الأمطار الحامضية عبر الشقوق الأرضية أو وصول بعض المواد الكيميائية إلى المياه الجوفية بفعل العوامل الطبيعية والانجراف والتسرب، أو وصول بعض المعادن من الأسمدة الزراعية إليها أيضاً وهذا كله يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية التي تغذي المنازل السكنية وهذا يجعل مياه الشرب ملوثة وغير قابلة للاستخدام البشري.
- تلوث المياه السطحية: تتعرض المياه السطحية أيضاً للعديد من الملوثات منها فضلات الكائنات الحية والمخلفات البشرية وتسرب بعض المواد النفطية إليها من السفن مما يجعلها غير قابلة للشرب أيضاً.
- تسرب الصرف الصحي: إن وجود أي خلل أو تسرب بأنظمة الصرف الصحي سوف يكون سبب رئيسي في تلوث مياه الشرب وجعلها غير قابلة للاستخدام من قبل البشر.
- مكبات النفايات القريبة من المنازل: تعتبر مكبات النفايات القريبة من المناطق السكنية أو القريبة من أنابيب المياه المغزية للمناطق السكنية أحد الأسباب الهامة لتلوث مياه الشرب حيث يحصل تسرب من هذه المكبات نحو مصادر المياه القريبة وهذا يجعل المياه غير صالحة للشرب أو الاستخدام البشري على الإطلاق.
- المخلفات الزراعية: أحد الأسباب المباشرة لتلوث المياه القابلة للشرب هي المخلفات الزراعية والأسمدة التي تتسرب إلى هذه المياه بالعديد من الطرق والتي تجعلها غير قابلة للشرب.
- المبيدات الحشرية: تصل المبيدات الحشرية أيضاً عن طريق العديد من العوامل الجوية وغيرها من العوامل الأخرى إلى المياه القابلة للشرب وتؤدي إلى تلوثها حيث تحتوي على مواد كيميائية ومعادن سامة.
- خلل أو تآكل الأنابيب المائية: قد يكون السبب في تلوث مياه الشرب أيضاً وجود خلل في الأنابيب التي توصل المياه إلى المناطق السكنية وينتج عن هذا الخلل تسرب بعض المواد الملوثة إلى المياه والتي قد تكون عبارة عن أتربة وأوساخ أو مواد كيميائية تمتزج مع المياه وجميع هذه الملوثات تجعل المياه غير قابلة للشرب ويحتاج إلى معالجة عميقة. [1-3]
ينتج عن تلوث مياه الشرب العديد من المخاطر التي تؤدي بشكل أو بآخر إلى إيذاء الأشخاص عند تناول هذه المياه، ومن هذه المخاطر نذكر:
- المشاكل الهضمية: ينتج عن شرب المياه الملوثة العديد من الآثار الهضمية المزعجة والتي قد تكون سامة في بعض الأحيان، حسب نسبة التلوث الموجود في المياه ونوعيتها، فأبسط أشكال التلوث ينتج عنه تقيؤ وإسهال ولكن قد يتطور للعديد من الآثار الخطيرة في حال لم يتم الحد منه.
- طفح جلدي: إن تناول المياه الملوثة أو حتى السباحة فيها قد يؤدي إلى رد فعل تحسسي في الجسم ويتبعه طفح جلدي واحمرار وحكة وقد تؤدي الجراثيم التي انتقلت إلى الإنسان عبر المياه الملوثة إلى التهابات جلدية تتطلب تدخل علاجي واستخدام صادات حيوية.
- التهابات الكبد: يعتبر تناول مياه ملوثة من قبل البشر سبب في انتقال العديد من البكتريا والفيروسات التي قد تسبب التهابات كبدية بدرجات مختلفة وقد تكون خطيرة في حال تم إهمالها وعدم تقديم العلاج الصحيح للسبب الأساسي.
- التهابات طفيلية: تنتقل العديد من الطفيليات عبر مياه الشرب الملوثة إلى الإنسان والتي قد تؤدي للعديد من الأمراض مثل الجيارديا الذي يسبب الإسهال الزحاري والبلهارسيا.
- الإصابة بالكوليرا: تعتبر مياه الشرب الملوثة سبب أساسي للإصابة بالكوليرا والإسهال الخطير الذي يترافق معها والذي يتطلب علاج فوري.
يمكن الحد منزلياً من تلوث مياه الشرب عن طريق العديد من الخطوات منها:
- استخدام كميات قليلة من المنظفات الكيميائية المنزلية: يمكن الحد من تلوث مياه الشرب بشكل فردي عن طريق تقليل كمية المنظفات الكيميائية المستخدمة في المنزل، لأن هذه المواد سوف يتم التخلص منها في مياه الصرف الصحي وسوف تتسرب بشكل أو بآخر إلى المياه السطحية القريبة وتؤدي إلى تلوثها، لذلك يمكن الحد من هذا التلوث من خلال تقليل استخدام هذه المواد.
- عدم استخدام المرحاض كسلة للمهملات: من العادات الخاطئة جداً والتي تكون من الأسباب الرئيسية في الحاق الضرر بمصارف الصرف الصحي هي رمي النفايات في المرحاض مما يؤدي إلى خلل بالمصارف وانسدادها في بعض الأحيان، وهذا بدوره يؤدي إلى تسرب مواد ضار من النفايات وامتزاجها مع المياه السطحية التي تغذي المنازل.
- وضع النفايات في الأماكن المخصصة لها: يمكن الحد من مشكلة وصول النفايات إلى المياه الصالحة للشرب عن طريق الالتزام بوضع هذه النفايات في الأماكن المخصصة لها فهي أماكن محكمة الإغلاق ومصممة بشكل يضمن عدم تسربها.
- التنظيف بالمواد الطبيعية بدلاً من الكيميائية: يمكن الحد من أسباب التلوث عن طريق استبدال مواد التنظيف الكيميائية بمواد طبيعية ومعطرة وهذا يضمن عدم وصول هذه المواد للمياه القابلة للشرب.
- تجنب استخدام المبيدات الحشرية: من الممكن أن يتم تجنب رش المبيدات في حال كانت المناطق الزراعية قريبة من المنزل وقريبة من مصدر المياه بنفس الوقت لتجنب تسرب المواد الكيميائية والمعادن من المبيدات إلى مياه الشرب.
- المساهمة في تنظيف النفايات في المناطق القريبة من المياه: أحد طرق الحد من التلوث الوقائية هي المساهمة في تنظيف كافة النفايات التي تتواجد بالقرب من مكان السكن لضمان عدم وصول أي من هذه الملوثات إلى مياه الشرب.
- نشر الوعي حول خطر تلوث مياه الشرب: من خلال نشر الوعي يمكن السيطرة على نسبة كبيرة من أسباب تلوث مياه الشرب، وعلى الأقل تجنب الأخطاء الفردية.
معايير جودة المياه تعني تحديد تراكيز مكونات المياه لضمان نقاؤها من الملوثات، ومن جهة أخرى تعني إجراء بعض الاختبارات على المياه للتأكد من نقاوتها، ويمكن تصنيف هذه المعايير إلى: [1-2]
- مقاييس فيزيائية للتأكد من جودة المياه: ويتم فيها البحث عن درجة الحرارة المناسبة للمياه والتي تضمن عدم تكاثر البكتريا، كما يتم قياس درجة التعكر والتي تتغير نتيجة لوجود بعض الملوثات الواضحة كالرمال والمواد العالقة، ويعتبر تغير صفات المياه الفيزيائية وتراكيزها دليل على وجود التلوث في المياه.
- مقاييس كيميائية معيارية للتأكد من جودة المياه: المقاييس الكيميائية يتم فيها الكشف عن التلوث مثل فحص درجة الملوحة والكشف عن وجود النترات والأكسجين ومراقبة درجة الحموضة والكشف عن المعادن الثقيلة.
- مقاييس بيولوجية: يحدث هذا التقييم عن طريق تقييم نسبة وجود الكائنات الحية ضمن هذه المياه، وبشكل خاص تقييم وجود اللافقاريات لأنها تعتبر من الكائنات الحساسة جداً لوجود التلوث، وكلما ارتفعت نسبة معامل القياس الحيوي أو الإحيائي باتجاه عشرة كانت المياه أنقى وأنظف وكلما انخفضت النسبة إلى صفر كانت المياه ملوثة وغير قابلة للشرب.
- مقاييس إشعاعية: يتم فيها الكشف عن المواد المشعة التي تلحق الضرر في المياه الصالحة للشرب والتي تؤدي إلى العديد من السرطانات لأنها تؤثر على خلايا DNA وتسبب حدوث طفرات.