اضطرابات الشهية عند المراهقين وكيفية التعامل معها

ما هي اضطرابات الشهية والأكل عند المراهقين! تعرف إلى أهم مشاكل الأكل والشهية في مرحلة المراهقة وكيفية التعامل معها
اضطرابات الشهية عند المراهقين وكيفية التعامل معها
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

اضطرابات الأكل والشهية عند المراهقين بين زيادتها أو فقدانها من المشاكل الشائعة جداً في مرحلة المراهقة وبخاصة بالنسبة للفتيات، والحقيقية أن هذه المشكلة كثيراً ما تشعر الأهل بالقلق من حيث دوافعها وأسبابها وآثارها على المراهق، وفي هذا المقال سوف نبحث في بعض اضطرابات الشهية التي تصيب المراهقين، وما أسبابها وآثارها وطرق علاجها.

في بعض الحالات قد تكون اضطرابات الشهية والأكل عند المراهقين ناتجة عن أمراض أو مشاكل نفسية تؤثر على السلوك الغذائي، وقد تنجم عن عوامل متعددة مثل الضغوط الاجتماعية، والصور النمطية الخاطئة للجسم، والتوتر النفسي، والقلق، والاكتئاب، وغيرها من العوامل.

وهناك أنواع مختلفة من اضطرابات الشهية التي يمكن أن تؤثر على المراهقين، وهذه الأنواع تشمل فقدان الشهية العصابي العصبية والنهم أو الشراهة العصابية البوليميا واضطراب الأكل اللاإرادي بالإضافة إلى الاضطرابات الغذائية غير المحددة.

يتم تشخيص اضطرابات الشهية بواسطة المختصين في الصحة العامة والصحة النفسية ومشاكل التغذية، وتتضمن العلاجات المختلفة لهذه الاضطرابات العلاج النفسي والعلاج الدوائي والتغذية السليمة والتدريب على التحكم في الضغوط النفسية وتعلم الأساليب الصحية للتعامل مع الضغوط الاجتماعية.

يجب على الوالدين والمربين البحث عن المساعدة المناسبة لأي مراهق يعاني من اضطرابات الشهية، وتوفير الدعم النفسي والعلاج اللازم وتحفيزهم على تحسين نمط الحياة والتغذية السليمة والتعامل بطريقة صحية مع الضغوط النفسية.

animate
  • فقدان الشهية: يعتبر اضطراب عصبي وقد يكون أساسه عصبي أو عقلي، ويحدث هذا الاضطراب بسبب فكرة المراهقين عن الجسد وكيف يكون الجسد المثالي وهو أكثر شيوعاً لدى المراهقات الإناث، حيث تسعى البنت المراهقة للحصول على جسد مثالي من خلال التوقف عن الطعام أو الحفاظ على الحصول على المستوى الأدنى من الطعام، وهنا يتحول الموضوع لديها لهاجس يفقدها الشهية على الطعام.
  • فقدان الشهية اللاإرادي: ويحدث في هذه الحالة فقدان مفاجئ للشهية وعدم الرغبة بتناول الطعام دون سبب واضح رغم حاجة جسم المراهق إلى الطعام، وعادةً ما تحدث هذه الحالة بسبب عوامل مثل الإجهاد النفسي والعاطفي، الاكتئاب، القلق، الإصابة بمرض مزمن، الآثار الجانبية لبعض الأدوية، أو نقص الفيتامينات والمعادن في الجسم.
  • فقدان الشهية العصابي أو القهم (Anorexia Nervosa): وهي حالة تتميز بالقلق المفرط من الوزن والشكل الجسدي، والتي يمكن أن تؤدي إلى فقدان الوزن الشديد وانخفاض الشهية والإصابة بأمراض مثل فقر الدم والعدوى والاكتئاب، وهذه الحالة غالباً ما تصيب الفتيات المراهقات قد يكون لها نتائج كارثية على صحة المراهقة.
  • البوليميا أو النهم العصابي (Bulimia Nervosa): وتتميز بتناول كميات كبيرة من الطعام في فترة قصيرة ثم التخلص منه بواسطة القيء أو استخدام ملينات أو ممارسة الرياضة بشكل مفرط، والتي يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات في الكهارل الدماغية.
  • اضطراب الأكل اللاإرادي: وهي حالة من الشره حيث يتم تناول كميات كبيرة من الطعام في فترة قصيرة دون الشعور بالسيطرة على الشهية، والتي يمكن أن تؤدي إلى الوزن الزائد والإصابة بأمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والكولسترول.
  • الاضطرابات الغذائية غير المحددة: تأتي على شكل أنماط غير صحية في تناول الطعام والسلوك الغذائي، والتي لا تتوافق مع أي من أنواع الاضطرابات الغذائية الأخرى، وتشمل مثلاً تناول الطعام بشكل مفرط في فترات الإجازات أو الأعياد.

الكثير من العوامل تسبب أو تتفاعل معاً لإحداث اضطرابات الشهية والطعام عند المراهقين، ومعرفة هذه الأسباب يمكن أن يساعد في علاجها، ومنها:

  • الضغوط النفسية: يمكن أن تؤدي الضغوط النفسية المرتبطة بالمدرسة والأصدقاء والعائلة إلى فقدان الشهية لدى المراهقين، بالإضافة لمشاعر مثل القلق والاكتئاب والتوتر والحزن، فكل هذه المشاكل النفسية تسبب مشاعر سلبية لدى المراهق لا يحدث معها شهية على الطعام، وكذلك قد تكون سبباً للنهم والأكل العاطفي.
  • الأمراض النفسية: بعض الأمراض النفسية قد تكون سبب مباشر أو غير مباشر بإصابة المراهقين باضطرابات شهية سواء فقدان شهية أو شره على الطعام، فمثلاً بعض الفوبيات تجعل المراهق يخاف من الأكل لتوهم وجود أشياء ضارة به أو سامة، وبعض الامراض تسبب مخاوف من البدانة الزائدة وخاصة بالنسبة للفتيات مثل اضطراب الشهية العصبي عند المراهقات (الأنوركسيا)، وبعض الأمراض الأخرى تسبب شره على الطعام وغالباً ما يكون ذو منشأ عصبي مثل حالات اضطراب الشره القهري (البوليميا).
  • المعاناة من أمراض وحالات صحية لها تأثير على الشهية: المعاناة من حالة صحية مزمنة أو إصابة المراهق بمرض خطير قد يؤدي إلى فقدان الشهية لدى المراهقين، بسبب التـأثيرات الهرمونية لهذا المرض أو حتى التأثير على وظائف بعض الأعضاء المرتبطة بدورة الطعام في الجسم، كما تسبب أمراض مثل: التهاب المعدة والأمعاء، الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، الإصابة بالتهاب اللوزتين، الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية، الإصابة بالتهاب الكبد، كلها لها تأثيرات على حالة الشهية عند المراهق وقد تسبب زيادة أو نقصان فيها.
  • الإجهاد الجسدي: الإجهاد الجسدي عند المراهق بسبب ممارسة أحد التمارين الرياضية أو العمل القاسي، كلها يكون لها آثار على شهية المراهق إما بفقدان الشهية أو زيادتها، بسبب حاجة الجسم لزيادة السعرات الحرارية التي يتم حرقها أو بسبب عدم تفاعل الجسم مع الطعام والرغبة بالراحة.
  • الاضطرابات الغذائية: يمكن أن تؤدي الاضطرابات الغذائية، مثل الأنوركسيا والبوليميا، إلى فقدان الشهية لدى المراهقين أو زيادة الشهية لحد الشراهة للطعام ثم محاولة التخلص منه عن طريق التقيؤ.
  • الصدمات النفسية والعاطفية: تعرض المراهق لصدمة نفسية أو عاطفية، مثل فقدان أحد الأشخاص الأحباء، أو صدمات الانفصال العاطفي قد تسبب فقدان تام للشهية عند المراهق وقد تصل لمراحل خطيرة.
  • فقدان الوزن الشديد: قد يؤدي الإصابة بالأنوركسيا إلى فقدان الوزن الشديد، مما يمكن أن يسبب ضعف الجهاز المناعي وفقر الدم ونقص الفيتامينات والمعادن الأساسية، وبالتالي تدهور صحة المراهق والحاجة إلى عناية طبية.
  • زيادة الوزن بشكل كبير: إصابة المراهق باضطراب (البوليميا) النهم أو الشره العصبي قد يؤدي بدوره لتناول المراهق كميات كبيرة من الطعام، وعدم سيطرته على شعور الشره لديه فهو حالة عصبية، وهذا يسبب زيادة كبيرة في وزنه يترتب عليها الكثير من الأعراض الصحية.
  • مشاكل صحية متعددة: يمكن أن يسبب فقدان الوزن الشديد الإصابة بمشاكل صحية متعددة، مثل الإصابة بالأمراض القلبية والأوعية الدموية والزهايمر وسوء الهضم والتهابات المفاصل والكسور العظمية.
  • تأثيرات نفسية: اضطرابات الشهية عند المراهقين تسبب لهم مشاكل نفسية عديدة، مثل القلق والاكتئاب والتوتر والعزلة الاجتماعية وانخفاض الثقة بالنفس، وذلك حسب نوع هذا الاضطراب، فزيادة الوزن الناتجة عن الشرح تشعر المراهق بالفشل والكسل، ونقص الوزن الحاد وسوء التغذية يزيد مشاعر القلق والاكتئاب والتوتر.
  • تأثيرات اجتماعية: كثيراً ما قد تسبب أيضاَ اضطرابات الشهية مشاكل اجتماعية للمراهق، مثل الشعور بالعزلة وبالاختلاف عن الآخرين، وقد يتعرض بسبب ضعف أو زيادة وزنه إلى حالات تنمر وربما سخرية، ما يزيد من عزلته وعدم قدرته على تكوين علاقات جيدة.
  • تأثير على الأداء الدراسي: مشاكل زيادة الطعام أو نقصانه إلى حد كبير التي تنتج عادةً عن اضطرابات الشهية عند المراهقين، يكون لها تأثير مباشر على سلوكه الدراسي وبالتالي تحصيله، فهذه المشاكل تؤثر على التركيز والنشاط والذاكرة وسرعة البديهة، وهذه الأمور تنعكس فوراً على التحصيل الدراسي والنجاح.
  • تأثير على الحياة اليومية: تسبب اضطرابات الشهية حالات من ضعف النشاط والكسل وفي بعض الأحيان البلادة وعدم الرغبة بفعل شيء، وكل هذه الأمور تؤثر على الحياة اليومية للمراهق، مثل عدم الرغبة في الخروج والاختلاط وعدم القدرة على ممارسة تمارين رياضية أو القيام بالمهام اليومية.
  • خطر الوفاة: قد يتسبب فقدان الوزن الشديد المرتبط بأنواع معينة من اضطرابات الشهية بحدوث حالات الوفاة بسبب مشاكل صحية متعددة، مثل العدوى والفشل الكلوي والقلب والتنفس، ومن هذه الاضطرابات فقدان الشهية العصابي.
  • تشجيع الأسلوب الحيوي الصحي: يجب على الأهل أن يشجعوا المراهق على نمط الغذاء الصحي والسليم، من خلال تعليمه كيف يصل لغايته بتحسين شكل جسمه بالاعتماد على الموازنة بين ممارسة التمارين الرياضية بشكل سليم وتناول الطعام الكافي الذي يحتاجه جسمه دون زيادة أو نقصان، مع إمكانية اتباع برامج غذائية صحية موصوفة من قبل أطباء مختصين وتحت رقابتهم.
  • الاهتمام بالجسم والمظهر الصحي: وذلك من خلال تعزيز الثقة بالنفس وتحفيز الاهتمام بالصحة والجمال الطبيعي، ولكن وفق برامج صحية تناسب حالة الجسم وحاجاته، وليس بطريقة هستيرية تؤدي لتدهور الصحة.
  • الحوار الصحي والمفتوح: ويكون هذا الحوار بين الأسرة والمراهق، وذلك من خلال التحدث عن المشاعر والضغوط النفسية والتحدث عن المشاكل الغذائية، وكيف يجب التعامل معها وما أسباب مشاكل الشهية عند المراهق، والطريقة الصحيحة لعلاجها.
  • الثقافة الغذائية السليمة: تعليم المراهقين عن الأغذية الصحية والأكل الصحي، وكيفية اتباع أنظمة غذائية سليمة تحافظ على صحة الجسم وتحسنها، وتحسن الثقيف الصحي الغذائي بأن يتعرف المراهق على مكونات الأغذية وأهميتها وحاجة الجسم لكل عنصر غذائي
  • تشجيع الرفاهية النفسية الصحية: وذلك من خلال تحفيز المراهقين على القيام بالأنشطة الترفيهية والاجتماعية والتعليمية، وتحفيزهم على الاستمتاع بالحياة بشكل عام.
  • طلب الاستشارات الصحية: في بعض الحالات التي يكون المراهق يعاني فيها من حالات صحية جسدية أو نفسية أو عصبية أو غيرها، ولا تجدي الحلول الطبيعية نفعاً، فالأفضل الحصول على الاستشارة لمعرفة النهج العلاجي الأنسب.

المراجع