ما هي الأفكار الوسواسية وكيف تتخلص من التفكير القهري

كيف أتعامل معه الأفكار الوسواسية! تعرف إلى أهم الوسائل والنصائح للتخلص من الأفكار الوسواسية
ما هي الأفكار الوسواسية وكيف تتخلص من التفكير القهري
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

كثيراً ما نفكر بشكل مركّز ومستمر بجوانب معينة من حياتنا، ونحصر تركيزنا ونكرس طاقاتنا الفكرية في هذه الجوانب، وربما نشعر أنه من الصعب التخلص من هذه الأفكار أو تجاوزها، هذا ما يمكن أن نصفه بأنه أفكار وسواسية، فما هي الأفكار الوسواسية؟ وما الفرق بين الأفكار الوسواسية والوساوس القهرية وكيف يمكن التغلب على الأفكار الوسواسية؟ هذا ما سوف نتعرف عليه في هذا المقال.

يمكن تعريف الأفكار الوسواسية بأنها خليط من الدوافع والأفكار والتصورات الذهنية التي تسيطر على تفكير الإنسان وتتكرر بشكل مضطرد ومستمر، وهي قد تكون مخاوف من أشياء معينة أو رغبات وأمنيات حول موضوع معين يهم هذا الشخص، وتكتسب حالة من الخروج عن السيطرة أو التفكير القهري المفرط.

وغالباً ترتبط الأفكار الوسواسية بحالات من القلق والتوتر عند الفرد، بسبب التركيز المبالغ فيه عليها وعدم القدرة على طردها من التفكير، وقد تسبب تشتت انتباه الشخص عن الواقع أثناء مرورها في خاطره، مثل الأفكار الوسواسية حول النظافة الشخصية، أو رأي الناس بصاحب هذه الأفكار، أو الشكوك في أشياء معينة مثل نظريات التآمر، أو التركيز على الدقة في أداء بعض الأمور، أو تجنب بعض الأمور.

تعتبر الأفكار الوسواسية عموماً حالة طبيعية قد يمر بها أي شخص ولا تسبب بالضرورة حالات مرضية أو اضطرابات نفسية.

animate

يكمن جوهر الفرق بين الأفكار الوسواسية والوسواس القهري في أن الأخير يعتبر اضطراب عقلي نفسي وسلوكي مشخّص، بينما الأفكار الوسواسية تعتبر مجرد أفكار أو حالة من الهوس والتوجس قد تؤثر على المزاج أو السلوك أو الحالة النفسية، وقد ترتبط باضطرابات نفسية معينة أو تكون مجرد حالة من "سوء إدارة التفكير" وفقدان السيطرة على الفكرة ما يجعلها تشبه الوسواس.

من الفروق المهمة أيضاً بين الأفكار الوسواسية والوسواس القهري السلوك المصاحب، فبالنسبة للوسواس القهري يستدعي أو يصاحب بسلوكيات قهرية ليس لصاحبها سلطة عليها أو قدرة على استدعائها أو إيقافها، ففي حالة الأفكار الوسواسية قد تزعج التصورات المتعلقة بالنظافة الشخصية والآثار المترتبة على عدم الاهتمام بها صاحب هذا الأفكار لفترة من الوقت، أما في حالة الوسواس القهري فإن هذه الأفكار قد تؤدي لذهاب صاحبه لغسيل يديه مرات عديدة ومتكررة بشكل مبالغ فيها لدرجة قد يؤذي نفسه، أو يعود ليتأكد من إغلاق الباب أكثر من مرة خوفاً من تصورات تتعلق بالسرقة أو السلامة العامة.

وبالنسبة للتأثير على الأداء فإن الأفكار الوسواسية قد تشتت انتباه الشخص وتفقده تركيزه في بعض الأعمال بينما تزيدها في أنواع أخرى من الاعمال، وفي ذات الوقت فإن الوساوس القهرية غالباً ما تعيق الأداء العام لصاحب الوسواس، وإذا كان هذا الوسواس يتعلق بإنجاز عمل معين فإن الشخص المصاب بالوسواس القهري سوف يتحرى الدقة في كل الخطوات ويتأكد منها ربما عشرات المرات، بما يحقق الدقة فعلاً ولكن قد يؤثر على الإنتاجية بشكل عام.

ومن الناحية النفيسة فإن كلا الحالتين قد يسببان نوع من القلق العام والتوتر لدى الشخص، ولكن بحالة الوسواس القهري فإن هذا التأثير يكون أعمق وأكثر فاعلية لدرجة قد يتحول أحياناً ويتسبب بنشوء اضطرابات نفسية وعاطفية، مثل أنواع الهوس المختلفة، والفوبيا، وحتى حالات الاكتئاب الحاد.

كيف أوقف الفكرة الوسواسية؟ أول خطوة للتخلص من الأفكار الوسواسية المسيطرة العمل على إعادة تقييم هذه الأفكار بشكل واقعي واكتشاف بعض التقنيات والأساليب التي تساعد على وقف الإفراط بالتفكير، ونذكر منها:

  • إعادة تقييم الفكرة الوسواسية: أي فكرة وسواسية تتكرر على الذهن بشكل مكثف وتسبب إزعاج لصحابها تحتاج أولاً لعملية إعادة تقييم لهذه الفكرة، من حيث مدى ضرورة أن يبالغ الشخص بالتفكير بتفاصيلها وشغل نفسه بها، وهل هي فعلاً تستحق أن تزعجه، وهل يمكنه تغيير شيء بنتائجها، وعلى هذا الأساس يتوصل لقرارات تريحه من كثرة التفكير بدون معنى.
  • كسر الفكرة الوسواسية: تحتاج الفكرة الوسواسية لعملية كسر للتخلص منها بشكل مباشر، ويمكن كسرها بوسائل عدة، مثل القيام بنشاط صاخب، أو الاجتماع مع أشخاص كثر، أو استدعاء ذكرى قوية، أو الخروج للقيام بأي نشاط يبعد الذهن عن هذه الفكرة، مثل الخروج للمطعم أو حضور حفلة.
  • تحضير أشياء يشغل بها الشخص تفكيره: يجب أن يعتاد الشخص على توزيع وقته بحيث يكون لديه دائماً ما يمكنه اشغال نفسه به عن الفكرة الوسواسية التي تتردد على تفكيره، مثل مشاهدة حلقة من مسلسل أو برنامج يجذبه بشدة، أو قراءة كتاب، أو القيام بعمل معين، ويجب أن تكون هذه الأشياء متوافقة مع ميول الشخص بحيث تشغله فعلاً وتشتت انتباهه.
  • وضع خطة لأسوء الاحتمالات: بعض الأفكار الوسواسية تكون متعلقة بنتائج معينة تخيف الشخص أو ترهبه، وهنا عليه تقييم أسوء احتمال قد يحدث، ووضع خطة مناسبة له، والتحضير لتنفيذ هذه الخطة، بحيث يجد نفسه جاهز ويعرف ما الذي يستطيع فعله عند حدوث نتائج غير مرغوبة، وبالتالي تخف لديه حالة التفكير القهري.
  • عدم الاستغراق في التفاصيل: تتعلق غالباً الأفكار الوسواسية بتفاصيل معينة، مثل الخوف من الأمراض، أو من الموت، أو الرغبة بتحقق شيء معين، أو الرغبة بظهور بطريقة معينة، وهنا يجب على الأنسان أن يقوم بالسلوكيات التي تضمن أفضل النتائج بشكل عام، والانتباه فقط للتفاصيل المهمة، وعدم الاستغراق بالتفكير بالنتائج السلبية بأدق تفاصيلها، فيجب أن يقتنع المرء أنه بجانب ما يجب أن يسلم أمره للنصيب.
  • الاستعانة بالقرآن الكريم وذكر الله: ذكر الله عز وجل وقراءة القرآن الكريم تريح الإنسان من هواجسه وافكاره المزعجة أو الوسواسية مهما كانت، قال تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد 28، فإيمان الشخص بقضاء الله وقدره وأن الله عز وجل معه وسوف يحميه يجعله يشعر بالراحة، كما أن قراءة القرآن تصرف الذهن عن الأفكار المزعجة.
  • التسبب بالقلق والتوتر: يشعر الأنسان الذي يعاني من أفكار وسواسية بحالات القلق والتوتر من التوقعات حول النتائج السلبية التي تتعلق بهذه الأفكار، فهي بطبيعتها إما تكون حول مخاوف وهواجس، أو حول ضغوط نفسية وعاطفية، وهذا يسبب نمو مشاعر القلق والتوتر.
  • تشتيت الذهن والتفكير: تكرار الفكرة الوسواسية وسيطرتها على فكر الإنسان تسبب تشتت ذهنه وعدم التركيز في شؤون حياته اليومية، وهذا يكون له نتائج سلبية مختلفة على شخصيته وأفعاله ومشاعره.
  • توجيه السلوك في بعض الأحيان: أحياناً كثرة استغراق الشخص في أفكاره الوسواسية قد توجهه للقيام بأفعال وسلوكيات معينة، بغية الاستجابة لهذه الأفكار وتوقعاتها والنتائج المتوقفة عليها، وهذا قد يدفع الشخص لارتكاب العديد من الأخطاء في سلوكياته.
  • تراجع الأداء وإعاقة الإنتاجية: العديد من جوانب الأداء العام والإنتاجية التي يحتاجها الإنسان سواء في العمل أو الدراسة أو غيرها، تتأثر بالأفكار التي تخطر على باله، وتكرار الأفكار الوسواسية على ذهن الإنسان كثيراً ما قد تكون سبب في تراجع أداءه وتقليل إنتاجيته.
  • سوء المزاج العام: كما ذكرنا فإن الأفكار الوسواسية غالباً ترتبط بنتائج أو توقعات مزعجة أو غير مريحة أو مخاوف وهواجس معينة، وهذا يضفي حالة تشاؤمية على مشاعر الشخص، ما يسبب سوء المزاج العام لديه.
  1. تغيير الحالة الجسدية، فكثيراً ما يكون لتغيير الحالة الجسدية فائدة في الخروج من دوائر التفكير الوسواسية.
  2. عدم مقاومة الأفكار والاكتفاء بصرف النظر عن التفاصيل، فمقاومة الفكرة الوسواسية تسبب زيادة التركيز عليها.
  3. التفكير بالنتائج ومواجهتها، فكثيراً ما تكون النتائج التي يخاف منها الفرد أقل ضرراً من توقعاته، والتفكير بهذه النتائج قد يشعره بالراحة ويخرجه من حالة التفكير الوسواسي.
  4. علاج أسباب الأفكار الوسواسية إن وجدت، فقد تكون ناتجة عن مشاكل عاطفية أو نفسية أو مخاوف ترتبط بموقف معين، وعلاجها يبعد هذه الأفكار.
  5. التفكير خارج الصندوق، بما يتعلق بعلاج المشكلات المرتبطة بالأفكار الوسواسية.
  6. استخدام طرق توجيه التركيز مثل تمارين الاسترخاء واليوغا.
  7. زيادة الثقة بالنفس وتقبل الذات، حيث أن الكثير من الأفكار الوسواسية تنبع عن ضعف الثقة بالنفس.

المراجع