ماذا تفعل إذا شاهدك طفلك خلال العلاقة الجنسية؟
العلاقة الحميمة أحد أعمدة العلاقة بين الزوجين، وهي غريزة طبيعية، ولكن بعد إنجاب الأطفال، يتحسس الأزواج منها، خشية من رؤية أطفالهم لهم أثناء العلاقة الحميمية، مما يضعهم في موقف محرج، وكذلك يسبب الأذى النفسي للأطفال.
لنتعرف أكثر على كيفية التصرف في حال رآك أحد أولادك في العلاقة الزوجية.
لا شك أنها لحظة مؤلمة ومحرجة أن يقتحم الطفل غرفة الوالدين أثناء العلاقة الحميمة، لذلك عليك الانتباه على الأطفال أثناء العلاقة حتى لا يتأثر الأطفال نفسياً بتلك العلاقة، لكن من حسن الحظ أن الخبراء النفسيين يؤكدون أن رؤية الطفل الزوجين في هذا الموقف لا يؤدي لمشاكل نفسية خطيرة، لكنه يسبب نوعاً من القلق والتوتر، بسبب اعتقادهم أن الأب يؤذي الأم، ويعتمد التصرف السليم مع الطفل حسب عمر الطفل، وإليك الطرق الأمثل للتعامل مع هذا الموقف.
- الأطفال الأقل من عام والعلاقة الحميمة : في تلك الفترة غالباً يبقى الطفل مع والديه في الغرفة ذاتها، ولا يشعر بما يحيط به، لذلك لا بأس من ممارسة العلاقة الحميمة ولكن يفضل أن يكون الطفل نائماً، لأنه على الرغم من عدم وعيه، إلا أن تلك المشاهد قد تخزن في اللاوعي لديه.
- الأطفال من عمر عام لـ 3 أعوام في تلك الفترة، لا يكون الطفل واعياً بشكل خاص لمعنى الجنس، لذلك قد يعتقد البعض منهم أن هناك فعلاً عنيفاً أو أن أحدهما يؤذي الآخر، خاصة إذا كانت هناك أصوات عالية، فيجب أولاً سؤال الطفل عما شاهده، وماذا يعتقد عن هذا الأمر، حتى يمكن معرفة ما يدور بداخله، ومعرفة الرد المناسب فقد يكون الطفل لم يشاهد الكثير.
- وفي كل الأحوال يجب أن تقوم بشرح الأمر بأن الأب يعتني بالأم وأن الأمور على ما يرام، وأن الوالدين يحظيان بوقت خاص، ويجب أن ينتهي النقاش عند هذا الحد إلا إذا طرح الطفل المزيد من الأسئلة.
- الأطفال من عمر 6 سنوات لـ 9 سنوات الأطفال في هذه المرحلة يتكون لديهم الفضول حول معرفة ماهية الجنس، لكنهم قد يجدون الحرج أو الخجل من التحدث في الأمر، لذلك يجب التحدث معهم حول ما شاهدوه بهدوء، وبما يتناسب مع طبيعة الطفل، ولكن إذا وجدت الطفل لا يرغب في التحدث، فيمكن تأجيل الأمر إلى وقت لاحق، والأهم هو التأكيد على أن الأمور بخير، وأن والديه بخير ولم يؤذوا بعضهم البعض.
- مرحلة الأطفال من 9 أعوام لـ13 عام في هذه المرحلة يكون الطفل على دراية عن العلاقات الحميمة، ولكنهم يشعرون بالاضطراب إذا سمعوا أصوات والديهم أثناء المرور أمام الغرفة، أو رؤية والديهم بشكل مباشر، وفي تلك المرحلة عليك أن تخبر طفلك أن الجنس هو أمر خاص بين الوالدين، وأن البالغين يمارسونه في إطار الزواج بسبب الروابط العاطفية التي ترتبط بالشخص الآخر.
- مرحلة المراهقة "أكبر من 13 عاماً" هذه المرحلة يكون الطفل على دراية كاملة عن معنى الجنس، ويمكنه فهم ما يحدث وهو يعرف تمام المعرفة أنه أمر طبيعي، لكنهم يشعرون بعدم الراحة، والتوتر عند رؤية هذا المشهد، فأغلب المراهقين لا يرغبون في رؤية هذا الموقف تحت أي ظرف من الظروف.
في الغالب النسيان يكون طبيعة في الطفل، لذلك لا تعطي الأمر أكبر من حجمه، لكن إذا وجدت أن سلوك الطفل قد تغيّر، مثل الخوف الشديد من أحد الوالدين، أو اضطرابات النوم، وهنا سيكون الحل الأمثل هو عرضه على أخصائي نفسي.
لكن في المجمل لا يجب أن تقلق من رؤية طفلك لمشاهدة العلاقة الحميمة، بل يجب أن تقلق من رؤية الطفل الأفلام الإباحية أو الألعاب الجنسية، لذلك يجب أن تبادر بالتحدث مع طفلك وإخباره أن تلك الأفلام الجنسية ليست مخصصة للأطفال.
ومهما كان الأمر يجب التحدث مع الطفل حول جميع التساؤلات حول الجنس، ويجب أن يكون كلا الوالدين هادئين وبدون عاطفة، فكن ايجابياً مع الطفل وأجب عن جميع الأسئلة التي تدور بذهنه.
وبالفعل، يستقبل حلوها العديد من الأسئلة من الأزواج الذين شاهدهم أطفالهم أثناء العلاقة الحميمية، ومنها سؤال إحدى الأمهات، والذي تحكي فيه عن رؤية طفلتها لها ووالدها في وضع حميمي، وتطلب مشورة الخبراء.
وردت عليها خبيرة تطوير الذات الدكتورة سناء عبده، أن الطفل الصغير يتأذى أكثر من الطفل الكبير من مشاهدته العلاقة بين أبويه، لأن التقدم في العمر يجعل الطفل قادراً على طرح الأسئلة، ناصحة الوالدين بالتحلي بالهدوء، والإجابة على الأسئلة التي توجهها الطفلة لهما، مشيرة إلى ضرورة استمرار الحياة بشكل طبيعي دون خجل أو قلق، قائلة: "إن صدف وسألك أجيبي إجابات لها علاقة بأن كل زوجين ينامان في نفس السرير، وأننا نحب بعضنا، ويمكن أن يقوم زوجك بإظهار بعض الدلال، والكثير من الحب والرعاية لك ولها، ويمكن ان يقبلك بلطف، لتعرف أن الأمور طبيعية".
لعل أفضل طريقة للتعامل مع هذا الموقف هو منعه من الأساس واتخاذ التدابير المختلفة التي تضمن عدم تعرض الطفل لمثل هذا الموقف من خلال بعض الاحتياطات:
- افصل الطفل عن حجرة الوالدين، خاصة في النوم، وهذا من عمر العام، لأن الطفل في هذا العمر يكون واعٍ لكل ما يحدث حوله، لذلك يجب أن تكون له غرفته الخاصة، وإذا كان الطفل يحتاج إلى أحد والديه للنوم معه، فيمكن أن يبقى مع الطفل حتى النوم، وبعدها يمكنه العودة إلى غرفته.
- أغلق الأبواب بشكل جيد، ومن الممكن إغلاقه بمزلاج داخلي أو وضع قطع أثاث بسيط على الباب لتنبيه إذا حاول أحد الأطفال الدخول.
- الأهم من هذا هو أن يتعرف الطفل على أداب الاستئذان والدخول، فلا يجب أن يدخل إلى غرفة أي شخص بدون الاستئذان، وانتظار الموافقة أولاً.