سبب نفص هرمون الذكورة عند الرجل المتزوج وطرق العلاج
هرمون التستوستيرون أو هرمون الذكورة هو الهرمون الأساسي المسؤول عن الصفات الجنسية الذكورية لدى الرجال وله دور محوري في عملية إنتاج الحيوانات المنوية والقدرة على الإنجاب، لذا يشكل انخفاضه مخاوف وهواجس عديدة لدى المتزوجين فيما يتعلق بجودة الحياة الزوجية وفرص الإنجاب، فما هي أسباب نقص هرمون الذكورة عند الأزواج؟ وكيف يمكن علاج نقص هرمون التستوستيرون عند الرجال؟
- هل يؤثر نقص هرمون الذكورة عند الرجل على العلاقة الزوجية!
- سبب نقص هرمون الذكورة عند الرجل المتزوج
- ماذا يحدث إذا نقص هرمون الذكورة عند الرجل المتزوج؟
- هل انخفاض التستوستيرون يؤثر على الإنجاب؟
- علاج نقص هرمون التستوستيرون عند الرجال
- تأثير نقص هرمون الذكورة عند الزوج على العلاقة
- زوجي يعاني من نقص هرمون الذكورة كيف أتعامل معه؟
- المصادر و المراجع
يؤثر نقص هرمون الذكورة التستوستيرون عند الرجل المتزوج على العلاقة الزوجية بطرق مختلفة، من جهة يرتبط نقص إفراز التستوستيرون بانخفاض الرغبة الجنسية وانخفاض الطاقة الجنسية أيضاً وازدياد المشاكل المرتبطة بالعلاقة الحميمة، كما يسبب نقص هرمون الذكور بعض المشاكل المزاجية للرجل التي قد تزيد من توتر العلاقة بين الزوجين.
من جهة أخرى قد يكون نقص هرمون الذكور عن مستويات معينة سبباً في ضعف الانتصاب وضعف أو قلة الحيوانات المنوية ما قدي يسبب مشاكل في الحمل والإنجاب.
انخفاض هرمون التستوستيرون عند الرجال يتعلق بمشكلة صحية تدعى قصور الغدد التناسلية Hypogonadism، ويكون لهذه المشكلة شكلين أساسيين، يندرج تحت كل شكل منهما الأسباب الأساسية لنقص هرمون التستوستيرون عند الرجال:
- قصور الغدد التناسلية الأولي عند الذكور primary male hypogonadism: أو ما يدعى باضطراب الخصية، حيث تكون مشكلة انخفاض مستويات التستوستيرون ناجمة عن وجود أذية أو مشكلة مباشرة بعمل الخصية بما يمنع إنتاج مستويات طبيعية من هرمون التستوستيرون، يمكن أن يحدث ذلك بسبب مشكلة وراثية أو مشاكل مكتسبة خلال مرحلة ما من الحياة بسبب المرض أو عن طريق الصدفة، وله عدة أسباب منها:
- عدم نزول الخصيتين: وهي حالة يتعرض لها الجنين قبل الولادة، حيث تبقى الخصيتان في جوف البطن ولا تنزل إلى كيس الصفن، قد تحدث الحالة مع إحدى الخصيتين أو كلاهما وتسبب مشاكل في الخصوبة ومستويات التستوستيرون في مراحل لاحقة عند الرجل.
- التهاب الخصية: وهو التهاب يحدث في إحدى الخصيتين أو كلاهما، وقد تتأثر مستويات التستوستيرون إثر هذا الالتهاب خاصة عند التهاب كلا الخصيتين، قد يكون الالتهاب بكتيري مثل العدوى المنقولة جنسياً، أو فيروسي مثل النكاف.
- إصابة الخصية أو إزالتها: الإصابة الجسدية لكلا الخصيتين معاً يسبب مشاكل بعمل الخصية فتؤثر على مستوى هرمون التستوستيرون بالجسم، وكذلك الأمر في حال إزالة الخصية بسبب وجود حالة صحية معينة مثل سرطان الخصية.
- استخدام الستيروئيدات الابتنائية: تؤثر المنشطات الابتنائية المستخدمة لزيادة الكتلة العضلية على عمل الخصيتين وتسبب مخاطر عدة مثل ضمور الخصيتين وضعف إنتاج التستوستيرون وانعدام الحيوانات المنوية ومشاكل خصوبة.
- مشاكل وراثية خلقية: مثل نقص تنسج خلايا لايدنغ وهي خلايا خاصة بالخصية تقوم بإنتاج هرمون التستوستيرون، ومتلازمة نونان وهي حالة وراثية يمكن أن تسبب عقم أو عدم نزول خصية فتسبب نقص إنتاج التستوستيرون، وضمور العضلات وغيرها.
- متلازمة كلايفنتر Klinefelter’s syndrome: وهي حالة وراثية يولد بها الطفل الذكر بكروموسوم إضافي من نوع X، مما يؤثر على نمو الخصية ويؤدي إلى انخفاض هرمون التستوستيرون ويقلل من إنتاج الحيوانات المنوية.
- قصور الغدد التناسلية الثانوي عند الذكور secondary male hypogonadism: وهي الحالات التي يحدث فيها خلل في منطقة تحت المهاد أو الغدة النخامية، وهي المناطق التي تنظم عمل الخصية والغدد التناسلية، مما يسبب قصور غير مباشر بعمل الخصية ينتج عنه نقص في إنتاج هرمون التستوستيرون:
- الحالات الوراثية: مثل متلازمة كالمان وهي حالة عصبية نادرة تسبب فشل البلوغ بسبب فشل الخلايا العصبية الوطائية وبالتالي فشل إنتاج الهرمونات الجنسية مستقبلاً والعقم، وكذلك متلازمة براد ويلي وهي اضطراب يسب خلل بمنطقة تحت المهاد وغيرها.
- مشاكل وأمراض الغدة النخامية: أي مشكلة تؤثر على عمل الغدة النخامية تسبب مشاكل بعمل الخصية وبالتالي تقلل إنتاج هرمون التستوستيرون كحدوث عدوى في الغدة النخامية، أو ورم غدي أو إصابة أو جراحة تؤثر على الغدة النخامية أو علاج إشعاعي، كما يمكن أن يؤثر الفشل الكلوي أو بعض أنواع الأدوية على عمل الغدة النخامية.
- استخدام بعض الأدوية: مثل الأدوية الهرمونية خاصة المستخدمة لعلاج سرطان البروستات، وبعض أنواع مسكنات الألم كالمسكنات الأفيونية والأدوية الستيروئيدية وغيرها.
- البدانة والوزن الزائد: هناك ارتباط عالي الأهمية بين زيادة دهون الجسم وحدوث قصور في الغدد التناسلية عند الرجال، مما يؤدي بدوره إلى تقليل عملية إنتاج هرمون التستوستيرون في الجسم.
- عوامل أخرى: مثل الإصابة بفيروس الإيدز (فيروس نقص المناعة المكتسبة HIV) أو الإجهاد الشديد، تعاطي الكحول، السكري غير المعالج من النمط الثاني، إصابة الدماغ أو الرأس والتقدم بالسن.
تظهر مجموعة من الأعراض عند نقص هرمون التستوستيرون عند الرجل أبرزها:
- انخفاض بالرغبة الجنسية: يلعب هرمون التستوستيرون دوراً هاماً في التحفيز الجنسي والرغبة الجنسية عند الذكور، وعند حدوث انخفاض بمستوياته عن الحد الطبيعي يسبب تقليل الرغبة الجنسية، مما يؤثر بشكل خاص على حياة الرجل المتزوج مسبباً مشاكل عدة وتوتراً في العلاقة الزوجية الحميمية.
- ضعف الانتصاب: يمكن أن يعاني الرجل المتزوج من صعوبة في تحقيق الانتصاب أو الحفاظ عليه أثناء العلاقة الزوجية في حال وجود انخفاض في مستويات هرمون التستوستيرون، وهو عرض قليل الحدوث حيث لا يعتبر انخفاض التستوستيرون سبباً مباشراً لحدوث ضعف الانتصاب لأن زيادة التستوستيرون أيضاً تسبب ضعف انتصاب.
- مشاكل في الإنجاب: تنطوي مشاكل الإنجاب الناتجة عن انخفاض هرمون التستوستيرون لدى الرجل المتزوج على حدوث مشاكل تعيق حدوث العلاقة الزوجية، مثل ضعف الرغبة الجنسية وحدوث تقلبات مزاجية واضحة وضعف تحقيق الانتصاب، أكثر من كونها مشاكل خصوبة وضعف إنجاب بشكل مباشر.
- ظهور أعراض جسدية: مثل ضعف الكتلة العضلية وانخفاض القوة العضلية، صعوبة النوم، تساقط شعر الإبط والعانة وخفة في شعر اللحية، انكماش الخصيتين، هشاشة عظام، التعب والإرهاق.
- مشاكل المزاج: من أبرز تأثيرات انخفاض مستويات التستوستيرون عند الرجل هو حدوث تقلبات في المزاج وميل للاكتئاب وسرعة الغضب مما يؤثر على الرجل المتزوج بشكل خاص ويسبب له حالة من التوتر الدائم في التعامل مع زوجته أو أفراد أسرته.
- حالات العقم: في حالات النقص الشديد لمستويات هرمون التستوستيرون في الجسم والمستمر لفترات طويلة قد يسبب ذلك حدوث عقم عند الرجل المتزوج.
- انخفاض عدد الحيوانات المنوية في السائل المنوي: يلعب هرمون التستوستيرون دوراً في إنتاج وتكوين السائل المنوي والحيوانات المنوية، وعند انخفاضه عن الحدود الطبيعية، خاصة لو كان الانخفاض كبير، تتأثر جودة السائل المنوي إلى حدٍّ ما وتنخفض كميته مما تسبب مشاكل في العلاقة الزوجية عند الرجل المتزوج.
قدرة الإنجاب تتأثر بمستويات مختلفة عند انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون عند الزوج، إلا أن هذا التأثير لا يكون مباشراً على الخصوبة حيث تتدخل هرمونات أخرى في عملية إنتاج السائل المنوي والحيوانات المنوية وبالتالي يحافظ على قدرته على الإنجاب في كثير من الحالات، كما يمكن اتباع عدة إجراءات لتحسين ورفع مستويات هرمون التستوستيرون مما يقلل من العوائق التي تقف بوجه الإنجاب والحمل، والخلاصة أن القدرة على الإنجاب تنخفض بانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون لكنها لا تنعدم ويمكن معالجتها.
بحسب جمعية المسالك البولية الأمريكية AUA أن انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون عند الرجل عن 300 نانوجرام/ديسيلتر للبالغين تعتبر قيمة منخفضة يبدأ عندها العلاج، وبعض الأطباء يختلفون في ذلك ويعتبرون أن الانخفاض عن 250 نانوجرام/ديسيلتر هو الذي يبدأ عنده العلاج، وتتمثل أبرز طرق العلاج فيما يلي:
- معاوضة هرمونية للتستوستيرون: الطريقة الأساسية لعلاج مشاكل قصور الغدد التناسلية عند الذكور التي تسبب انخفاض في هرمون التستوستيرون هو معاوضة الهرمون خارجياً عن طريق الأدوية الهرمونية باستخدام بدائل التستوستيرون، ويمكن أن يأتي الدواء على شكل جل يطبق على الجلد والبشرة أو جل أنفي، أو لصاقات جلدية يمكن أن تطبق بشكل يومي، وكذلك من أشكال الإعطاء الشهيرة هي حقن التستوستيرون التي تعطى كل أسبوع إلى أسبوعين بحسب شدة الحالة، ويمكن أن تعطي على شكل حبيبات تزرع تحت الجلد أو أقراص فموية تؤخذ تحت اللسان، وهناك نوع من هرمون التستوستيرون يعطى فموياً على شكل حبوب أيضاً.
- الأدوية المساعدة في علاج نقص هرمون الذكورة: يمكن أن يكون هناك حاجة لأدوية أخرى في بعض الحالات، مثل المضادات الحيوية التي تساعد في علاج الحالات الالتهابية مثل التهاب الخصية، أو المنشطات الجنسية التي تحسن جودة الانتصاب، أو أدوية علاج السكري غير المضبوط وما إلى ذلك.
- إعطاء هرمونات الغدة النخامية: في حال وجود مشكلة تؤثر في عمل الغدة النخامية يمكن إعطاء هرمونات الغدة النخامية لمعاوضة النقص الحاصل وتحفيز الخصيتين على إنتاج التستوستيرون واستعادة الخصوبة.
- تغيير نمط الحياة: تكون تغييرات نمط الحياة مساعدة في تحسين مستويات هرمون التستوستيرون خاصة عند المرضى الذين يعانون من سكري نمط ثاني غير مضبوط أو زيادة في الوزن، حيث تكون تعديلات نمط الحياة التي تشمل ممارسة الرياضة وخسارة الوزن وتحسين النشاط والحركة وتنظيم النوم واتباع نمط غذائي صحي، ضرورات ومن الخطط الأولى للعلاج بالمشاركة مع المعالجة الدوائية.
أعراض نقص هرمون الذكورة عند الرجل المتزوج تؤثر باستقرار الحياة الزوجية وتنعكس بشكل سلبي على الزوجة، مما قد يسبب ظهور مشاكل عند الزوجة:
- نفور الزوجة من زوجها: قد يحدث نفور عند الزوجة من زوجها بسبب نقص هرمون الذكورة لديه، فمن جهة تتراجع الصفات الشكلية للزوج فيما يخص بعض الصفات الذكورية مثل الكتلة العضلية وشعر اللحية وما إلى ذلك، ومن جهة أخرى يصبح لدى الزوج مشاكل جنسية وتقلبات مزاجية تشكل عبئاً نفسياً على الزوجة مما يسبب نفورها من الزوج ومن الحياة الزوجية.
- قلق الزوجة من مضاعفات نقص هرمون الذكورة عن الزوج: تتعرض الزوجة أحياناً للخوف من شكل العلاقة الزوجية المستقبلي بوجود مشكلة نقص هرمون الذكورة عند الزوج، خاصة عندما يتعلق ذلك بمشاكل العقم وعدم القدرة على الإنجاب، مما يشكل خوف من عدم القدرة على إيجاد علاج مناسب يضمن لها حياة زوجية طبيعية من ناحية ممارسة علاقة حميمية مريحة وتكوين أسرة.
- شعور الزوجة بالاكتئاب والإحباط: إصابة الزوج بمشكلة انخفاض إنتاج هرمون التستوستيرون لفترة طويلة دون نجاح العلاج ومع وجود مشاكل التوتر والتقلبات المزاجية والانفصال العاطفي والحميمي والعقم، يجعل الزوجة تشعر بضعف الثقة بنفسها وبخيبة أمل من شفاء الزوج والحصول على حياة زوجية طبيعية تضمن لها ممارسة العلاقة الحميمية بطريقة مرضية أو تكوين أسرة، وبالنهاية النتيجة حدوث اكتئاب وإحباط لدى الزوجة.
- فتور العلاقة وخلق مسافات عاطفية: يحدث ذلك لأسباب عديدة، أبرزها الضغط النفسي الذي يتعرض له الزوج من إحراج وضعف ثقة بالنفس وشعور بخسارة ملامح الرجولة إثر مرضه بنقص هرمون الذكورة خاصة بوجود مشاكل جنسية، ومن ناحية أخرى أيضاً تتعرض الزوجة لمشاكل ضغط وإرهاق نفسي نتيجة كثرة التوتر وعدم القدرة على التعامل مع الزوج والنفور منه والخوف من المستقبل معه وما إلى ذلك.
- سيطرة التوتر والعدوانية على الزوجين: بسبب تعب الزوجة ونفورها من حالة زوجها التي تتدهور من الناحية الشكلية والحميمية والعاطفية، قد تسيطر العدوانية على طريقة التعامل مع حالة مستمرة من التوتر والمشاكل والنزاعات والنفور.
مواجهة تحدي نقص هرمون الذكورة عند الزوج قد يشكل عبء وتجربة صعبة قاسية على الزوجة، لكنّ يجب أن تتمتع الزوجة بالوعي والصبر في التعامل مع هذه المشكلة، وفيما يلي أهم النصائح للتعامل مع الزوج الذي لديه نقص في هرمون الذكورة التستوستيرون:
- الدعم المعنوي والنفسي: يكون ذلك بالاهتمام بالزوج وعدم محاولة تأجيج الخلافات والاستماع لمخاوف الزوج وطمأنته والتأكيد على الوقوف بجانبه ودعمه دائماً، يساعد ذلك في تخفيف الضغط النفسي وشعور الخجل والحرج عند الزوج ويهيئه للعلاج.
- الصبر وتقدير الموقف: كذلك من المهم أن تقوم الزوجة بتقدير الموقف وتتعاطف مع زوجها وتصبر على تقلبات المزاج اللاإرادية التي يتعرض لها في فترة معاناته من مشكلة انخفاض هرمون الذكورة، فصبر الزوجة مفتاح تخطي هذه المرحلة الصعبة ودعم الزوج وتسريع شفاءه والعودة للحياة الزوجية الطبيعية.
- تشجيع البحث عن علاج: من أهم خطوات تعامل الزوجة مع الزوج المصاب بانخفاض هرمون الذكورة هو تشجيعه لإجراء الفحوصات والحصول على استشارة طبية والخضوع للعلاج المناسب، الذي قد يكون بتعويض الهرمون أو بتناول نوع معين من الأدوية أو بتحسين نمط الحياة الصحي مع الحرص على الإشراف على التزام الزوج بالعلاج ودعمه في ذلك.
- الحفاظ على السرية: مشكلة ضعف إنتاج هرمون الذكورة عند الزوج خاصة وحساسة جداً ومحرجة بالنسبة للزوج، فهي ليست متاحة للمشاركة مع الآخرين سواء من ضمن أفراد الأسرة والعائلة أو من الأصدقاء والمقربين، لذا من واجبات الزوجة تجاه زوجها الحفاظ على السرية بهذا الموضوع واحترام خصوصية زوجها وعدم إحراجه.
- التواصل الصريح: يساعد التواصل الصريح بين الزوجين حول مشكلة انخفاض هرمون الذكورة أو أعراضه في تخفيف الضغط والعبء النفسي عن كلا الطرفين، بحيث يعبر كل طرف عن مشاعره ومخاوفه بصدق وبطريقة هادئة وباستماع جيد، بما يضمن الفهم المتبادل لاحتياجات الآخر والشعور بالثقة ولتحقيق التعاون في اتخاذ القرارات.