هل تنسى المرأة أول رجل في حياتها والحب الأول!
يمكن للمرأة فعلاً أن تنسى الرجل الأول في حياتها، إذا كانت لديها رغبة حقيقة في ذلك وكانت ظروف حياتها مساعدة على النسيان، ولا يمكن القول أن الحب الأول مستحيل النسيان أو أن المرأة تستطيع التخلص من ذكرياتها بسهولة! لأن ذلك مرتبط بالكثير من العوامل الذاتية والموضوعية والظروف التي قد تساعد على نسيان الحب الأول أو تجعل الأمر أكثر صعوبة.
أول رجل في حياة المرأة يبقى له أثر كبير في قبلها، فهو أول اختبار لمشاعر الحب والعاطفة لديها، وغالباً ما يكون خلال مرحلة المراهقة ويكون حباً بريئاً لطيفاً مليئاً بالذكريات، وترتبط قدرة المرأة على نسيان أول رجل في حياته أو الحب الأول بوعيها بطبيعة هذه العلاقة وبتجاربها العاطفية اللاحقة التي إمّا أن تساعدها على النظر إلى هذه التجربة بوعي بوصفها مجرد ذكرى، أو تدفعها لاسترجاع هذه العلاقة مع توقعاتها والحنين إليها ربما!
بمعنى أن أمر نسيان أول رجل في حياة المرأة يعود للظروف المحيطة بها وطبيعة شخصيتها ومدى وعيها وتقبلها للواقع، فقد تنسى تماماً حبها الأول وربما تستمتع بذكريات الماضي فحسب، فحتى إن لم تستطع المرأة نسيان أول حب في حياتها فهذا لا يعني أنها لا تستطيع تجاوز العلاقة والدخول في علاقة جديدة وحقيقية في المستقبل، فقد يبقى الرجل الأول مجرد ذكرى مرت بها وتجاوزتها وكل منهما قد تابع حياته ومصيره.
كيف أتخلص من ذكريات الحب الأول! إن أول خطوة لنسيان الحب الأول وأول رجلٍ في حياتكِ هي إعادة تقييم هذه العلاقة نفسها والنظر إليها من وعي مختلف، فهل كانت هذه العلاقة حقيقية وجادة أم كانت مجرد علاقة "استكشافية"، هل انتهت لأن أحدكما كان سيئاً أم أنكما لم تكونا ناضجين بما يكفي لإتمام العلاقة أو ربما ما كان بينكما لم يكن حبّاً حقيقياً! وأهم النصائح لنسيان الحب الأول والتعافي من التفكير بأول رجل في حياتك:
- التركيز على الحاضر: إذا كنتِ تبحثين عن طرق لنسيان الرجل الأول في حياتكِ يجب أن تبدئي من التركيز على الحاضر والعمل على تأمين مستقبلكِ والوصول لطموحاتكِ، وعدم الانغماس في الذكريات الماضية، وذلك بتحديد أهداف جديدة ولعمل على تطوير نفسكِ.
- الاهتمام أكثر بنفسكِ: للخروج من حالة الانفصال والتأقلم مع الواقع ونسيان الرجل الأول في حياة المرأة يجب عليها أن تهتم بنفسها وتحسن من جودة حياتها، عن طريق العمل على شخصيتها وتعليمها وتحقيقها لاستقلاليتها والاهتمام بأنوثتها وثقتها بنفسها.
- الحصول على الدعم العاطفي: الحصول على الدعم العاطفي للمرأة من أصدقائها وعائلتها، والتحدث معهم عما تشعر به، والحصول على المشورة للتخلص من أزمتها وتجاوزها بسهولة دون أن تؤثر على حياتها اليومية لفترة طويلة.
- تحديد السلوكيات الخاطئة: يجب عليكِ تحديد السلوكيات الخاطئة التي قد تجعل نسيان أول رجل في حياتك أمراً صعباً ثم العمل على تجاوز هذه السلوكيات والتوقف عنها، مثل الاتصال المتكرر به أو البحث عنه على وسائل التواصل الاجتماعي وتتبع أخباره.
- عدم تتبع أخبار حبك الأول: أكثر الأشياء التي تصعب نسيان المرأة لعلاقتها الأولى، هي أن تحبس نفسها في ذكريات هذه العلاقة وتفاصيلها، وتلجأ لتتبع أخبار الرجل الذي كانت مرتبطة بها، وتوقع تصرفاته وانتظار مبادراته، فهذا يجلها دائماً أسيرة عواطفها وذكرياتها ويمنعها من المضي قدماً.
- إعطاء فترة كافية لتجاوز الأزمة: من طرق تجاوز المرأة للرجل الأول في حياتها بشكل نهائي هو عدم المكابرة على الألم والظهور بمظهر اللامبالاة، حيث أن فترة ما بعد الانفصال يجب أن تعيشها المرأة وتقتنع تماماً بصحة قرارها، وابتعادها عن الرجل، فإن لم تعطِ نفسها الفترة الكافية لتخرج من بعدها قوية، قد تقع في علاقات أخرى خاطئة أيضاً دون أن تستفيد من تجربتها.
- علاقة مهمة في التطور العاطفي: الرجل الأول في حياة المرأة له أهمية عاطفية كبيرة، خاصة إذا كانت العلاقة التي جمعتها معه مليئة بالمشاعر العميقة والذكريات الجميلة، وتبعاً لأهمية العواطف التي شعرت فيها المرأة للمرة الأولى يكون من الصعب عليها نسيان هذه العلاقة.
- لها أثر نفسي عميق: قد يترك الرجل الأول في حياة المرأة أثراً نفسياً عميقاً، لأن العلاقة الأولى لها تأثير قوي على مشاعر المرأة ونفسيتها فهي المرة الأولى التي تشعر فيها بالحب والحنان وتشعر أن هنالك شريكاً حقيقياً لها، ولأن المرأة بالفطرة كائن عاطفي تتأثر نفسيتها بالمشاعر بشكل أكبر فيكون من الصعب عليها تجاوز هذه المشاعر.
- الحب الأول له ذكريات قوية: من الصعب أيضاً نسيان الرجل الأول في حياة المرأة لشدة تعلقها بالذكريات، فقد يوجد مشاعر تجاه هذا الشخص لا تفكر فيها ولا تدري بوجودها إلا في كل مرة تصادف فيها الذكريات التي عاشتها معه.
- شخصية المرأة وطباعها تلعب دوراً: تعود أيضاً صعوبة نسيان الرجل الأول في حياة المرأة إلى طباع المرأة وشخصيتها، فمثلاً إن كانت ذات شخصية ضعيفة هشة يكون من الصعب جداً عليها تجاوز العلاقة بينما إن كانت شخصية عملية واعية وقوية تكون قادرة على تجاوز الأزمة بسهولة أكثر.
- الشعور بالوحدة: يكون أيضاً من الصعب تجاوز الرجل الأول في حياة المرأة في حال كانت وحيدة دون دعم عاطفي عائلي ومن الأصدقاء وتوعية للمرأة من قبل المحيط، فأن تدخل الفتاة في مرحلة الانفصال بعد علاقة حب هو أمر طبيعي ولكن ألا تجد من يوعيها ويدعمها هو ما يجعل الأمر أكثر صعوبة.
- ظروف الحياة: إذا لم تحصل المرأة على ظروف حياة أفضل وفرص أفضل بعد انتهاء علاقتها مع الرجل الأول في حياتها، فسوف يصبح نسيان هذه العلاقة أكثر صعوبة على المستوى العاطفي والاجتماعي.
من الطبيعي أن تبقى آثار الحب الأول في ذهن المرأة وكذلك الرجل، ولا يمكن مسح ذكريات الحب الأول سواء كانت إيجابية أو سلبية، لكن هذه الآثار تختلف في شدتها وطبيعة تأثيرها على حياة المرأة من الناحية العاطفية والاجتماعية والنفسية.
فأحياناً قد تتجاوز المرأة أول علاقة في حياتها تماماً وتدخل في حياة جديدة تساعدها على نسيان كل ما يتعلق بالعلاقة الأولى بحياتها بإيجابياتها سلبياتها، حتى قد يصل الأمر لنسيان اسم من كانت مرتبطة به أصلاً.
وفي حالات أخرى قد يكون تأثير الحب الأول أو الرجل الأول أكثر عمقاً في عاطفة المرأة، حيث تبقى تراجع ذكريات هذه العلاقة وربما تتمنى استعادتها أو تأمل ذلك، إلى درجة قد تعوق قدرتها على التعافي العاطفي وبدأ حياة جديدة، وتخطي أزمة الانفصال.
إضافة لذلك فإن بعض النساء قد يكون لديهن مستوى أفضل من الانضباط العاطفي واستطاعة على فهم أسباب انتهاء هذه العلاقة دون آثار عاطفية سلبية، وربما تكون متفاهمة مع الشخص الذي انفصلت عنه وتوصلا معاً لأفضلية انهاء هذه العلاقة وتحولا لمجرد أصدقاء يحترما بعضهما، وفي هذه الحالة قد يتحول أثر العلاقة الأولى إلى أثر إيجابي من حيث التعلم من الأخطاء، وتجربة عاطفية تزيد الخبرة، وذكرى جميلة ليس لها أي آثار سلبية.
تؤثر العديد من العوامل في القدرة على نسيان أول رجل في حياة المرأة، ولكن الذي يجب التذكير به هو أن القدرة على النسيان تعتمد بشكل كبير على الطريقة التي يتعامل بها الشخص مع الذكريات والمشاعر المرتبطة بتلك العلاقة السابقة، ومن أهم العوامل:
- عمر المرأة ووعيها: يؤثر العمر بشكل مباشر بقدرة المرأة على نسيان أول رجل في حياتها، فالارتباط العاطفي الذي يحدث لأول مرة بعمر المراهقة يحمل معه مشاعر حقيقية صادقة واندفاعية يصعب نسيانها والتخلص منها، على عكس العلاقة العاطفية التي تحدث بعد بدء الوعي والنضج والتي تكون أكثر عقلانية، فإن لم يجد الشخصين أنهما مناسبين يمكنهما الانفصال دون أن تترك العلاقة ألم وأثر كبير في وقت لاحق وحتى ولو كانت هذه هي العلاقة الأولى للمرأة ولكنها تكون أكثر واقعية وفي كلا الحالتين الحياة تستمر وتبدأ المرأة بالنسيان شيئاً فشيئاً.
- طبيعة العلاقة: أيضاً طبيعة العلاقة ومدى عمقها وصدقها له أثر على نسيان أول رجل في حياة المرأة، فعندما تكون العلاقة قوية مليئة بالذكريات والحب يكون من الصعب نسيانها، على عكس العلاقة العابرة التي تملؤها الذكريات السلبية التي يسهل نسيانها والتخلص منها.
- مدة العلاقة: طول فترة العلاقة التي قضتها المرأة في الحب تؤثر بشكل كبير على نسيان أول رجل في حياتها فالفترة الطويلة تحمل ذكريات أكثر ومواقف أجمل ونهاية مؤلمة أكثر، فيكون من الصعب نسيانها، أما العلاقة القصيرة التي يشعر فيها كلا الطرفين بأنهما غير مناسبين للاستمرار في العلاقة، تكون سهلة النسيان.
- الفرص الجديدة في الحياة: ما تمر به المرأة من ظروف وعلاقات والفرص التي تحصل عليها بعد انتهاء علاقتها مع الرجل الأول، تحدد بشكل كبير قدرتها على تخطي هذه العلاقة ونسيان الرجل الأول في حياتها، مثل الدخول في عمل جديد، أو الحصول على تجربة عاطفية جديدة أفضل تنسيها العلاقة السابقة، أو البعد عن الرجل وعدم مقابلته أو الاحتكاك به أو تتبع أخباره.
- تجارب الحياة: يمكن أن تؤثر تجارب الحياة في القدرة على نسيان أول رجل في حياة المرأة، فعلى سبيل المثال، إذا كانت تعيش حياة سعيدة ومليئة بالأحداث الإيجابية، فقد يكون نسيان الشخص الأول أسهل، بينما إذا كانت تعيش حياة صعبة ومليئة بالتحديات، فقد يكون من الصعب نسيان الحب الأول والعكس قد يكون صحيح في بعض الحالات تبعاً لاختلاف شخصية المرأة، فالتجارب المؤلمة قد تجعلها ترى أن ألمها وحزنها العاطفي سخيف أمام الصعوبات التي تمر بها، على عكس المرأة التي لا تعيش صعوبات فتجد أن ألم الفراق كبير جداً.
- طريقة التعامل مع العلاقة السابقة: الطريقة التي تتعامل فيها المرأة مع العلاقة السابقة يمكن أن تؤثر في قدرتها على النسيان، فإذا كانت تتعامل مع العلاقة السابقة بشكل واعي وصحيح يمكنها أن تنفصل وتكمل حياتها بشكل طبيعي، أما إذا كانت تتعامل مع العلاقة على أنها كل حياتها وإنجازها وليس لديها أي طموح تسعى لأجله فقد يكون من الصعب تجاوز الأزمة ونسيانها.