تأثير السكر والحلوى على أطفال فرط الحركة والنشاط

هل يحب حرمان طفل فرط النشاط والحركة من السكر! تعرفي إلى تأثير السكريات على الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة
تأثير السكر والحلوى على أطفال فرط الحركة والنشاط
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يعد السؤال عن تأثير تناول السكر على أطفال فرط الحركة والنشاط موضوع جدل قديم في الأوساط العلمية بدأ من آراء ومشاهدات بعض الآباء، حيث يميل معظم الآباء للاعتقاد بوجود علاقة بين تناول طفلهم للسكر وبين حالة فرط النشاط لديه، وتنوعت الإجابات العلمية حول هذا الموضوع، في مقال اليوم سوف نتعرف على تأثير السكر على سلوك الأطفال، وفيما إذا يوجد علاقة بين السكر وفرط الحركة والنشاط عند الأطفال.

لا يسبب السكر إصابة الأطفال باضطراب فرط النشاط وتشتت الانتباه ADHD، مع ذلك تعتبر السكريات من العناصر الغذائية التي قد تزيد من نشاط الأطفال على وجه العموم وقد تعطل مسيرة علاج الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لكن السكر ليس سبباً مستقلاً للاضطراب.

في الواقع لم يتم التأكيد بشكل قطعي عن علاقة مباشرة وأكيدة بين تناول السكر وحالات فرط النشاط والحركة ونقص الانتباه عند الأطفال حتى الآن، كما لم يتم نفي ذلك بشكل قطعي، واتجهت معظم الدراسات للقول إن مشكلة فرط الحركة والنشاط عند بعض الأطفال هي حالة نفسية عصبية، وإن تأثرت أحياناً بعوامل أخرى مثل العامل الغذائي لكنه لا يعد مسبباً لها.

وآراء علمية أخرى ذهبت لاعتبار العلاقة بين تناول السكر واضطراب فرط النشاط مجرد أسطورة، وأن هذه الأسطورة تكونت من أكثر من عامل أهمها الاعتقاد أن السكر عادةً يعطي طاقة للجسم، وحصول الطفل على نسبة عالية من الطاقة من الأكلات المحلاة بالسكر يجعله أكثر نشاطاً لتفريغ هذه الطاقة، ما يعني أن تنال السكريات يجعل الطفل يصل إلى فرط الحركة.

وحسب بعض وجهات النظر أنه عادة يتناول الأطفال السكر في مواقف تستدعي النشاط مثل الاحتفالات الشخصية مثل أعياد الميلاد أو المناسبات العامة ومواقف اللعب التي فيها اجتماع مع الأطفال الآخرين، ففي هذه المواقف عادةً يتناول الأطفال الأطعمة المحلاة وفي نفس الوقت يشعرون بالحماس المرتبط بالمناسبة أو الاجتماع واللعب مع الأطفال الآخرين فيزيد نشاطهم، ولكن بالصورة العامة يظهر أن تناول الأطعمة المحلية هو ما زاد نشاط الطفل.

animate

من أشهر النظريات التي يعتمد عليها أصحاب الرأي الذي يربط بين تناول السكر عند الأطفال وفرط نشاط هي نظرية للطبيب الأمريكي بنجامين فينغولد عام 1973 التي تفسر علاقة النظام الغذائي بالسلوك، اقترح فيها أن الأطعمة المضافة والملونات الصناعية والمنكهات والساليسيلات لها علاقة مباشرة بسلوك الطفل وزيادة حركته ونشاطه، وعلى اعتبار أن السكر هو أهم مادة تضاف عادة للأطعمة والحلويات المفضلة من قبل الأطفال، فذهب الكثير من الأهالي للربط بين السكر وفرط النشاط عند الأطفال وهذا ما أدى لشيوع هذه الفكرة.

ولكن العديد من الدراسات اللاحقة نفت هذه العلاقة المباشرة بين السكر وفرط الحركة، ورأت أنه في حالات عديدة تؤثر تصورات الأهل واعتقاداتهم على أحكامهم ومشاهداتهم، ودعمت هذه الرؤية دراسة أجريت لفحص تأثير السكر على سلوك الأطفال نشرت في العدد 22 نوفمبر 1995 من مجلة الجمعية الطبية الأمريكية.

حيث تم فيها إعطاء مجموعة من الأطفال دواء وهمي لا يحتوي على السكر وإيهامهم وأهلهم أنهم حصلوا على السكر -بلاسيبو- وكانت النتائج أن السكر في النظام الغذائي لم يكن له في سلوكيات الطفل، دون استبعاد إمكانية أن يكون له تأثير طفيف على غرار أي عنصر غذائي آخر.

كما بينت دراسة أخرى نشرت في مجلة علم نفس الطفل غير الطبيعي في 1994 أن الآباء الذين يعتقدون أن سلوك الطفل يتأثر بالسكر هم أكثر عرضة لتصور أطفالهم على أنهم مفرطو النشاط عندما يتم تضليلهم للاعتقاد بأن الطفل قد تناول للتو مشروباً سكرياً.

وحسب طروحات طبيب الأطفال السلوكي مارك ولرايتش لا يؤثر السكر على السلوك أو الوظيفية الإدراكية حتى من يفيد أهاليهم بأنهم أكثر حساسية للسكر، وذلك بمقارنتهم مع باقي الأطفال ذوي السلوك العادي، حتى مع زيادة تناولهم للسكر عن الحدود المعتادة.

كما أكدت أحد الدراسات المنشورة في مجلة علم السموم الغذائية ومستحضرات التجميل في عام 1978 أن الأطفال ممكن لديهم نشاط زائد تبين أنهم لديهم نقص سكر الدم عند اجراء اختبارات تحمل الجلوكوز عليهم.

  • السمنة وزيادة الوزن: كثرة تناول السكر عند الأطفال سواء السليمين منهم أو من لديهم فرط حركة ونشاط، تسبب إصابة الطفل بالسمنة بسبب حصوله على سعرات حرارية أكثر من اللازم لجسده، وبالتالي تحول كمية السكر الزائدة لدهون تتوزع في جسده.
  • الإصابة بداء السكري: إذا تناول الطفل المأكولات الحاوية على السكر بشكل أكبر من القدر المسموح لفترة طولية فإن هذا يعرضه لزيادة نسبة السكر في الدم، وبالتالي زيادة مقاومة الأنسولين، ما يسبب في حالات كثيرة الإصابة بداء السكر من النوع الثاني.
  • عدم الرغبة بتناول الأطعمة الأخرى: تناول الطفل كثير الحركة للمأكولات التي تتضمن نسبة عالية من السكر والمحليات الصناعية، يفقده الشهية نحو الأغذية الضرورية لنموه السليم، سواء بسبب شعوره بالشبع بعد تناول السكر، أو بسبب زيادة شهيته نحو الأطعمة الحاوية على السكر والشراهة لها.
  • تسوس الأسنان: من المعروف أن تناول الأطفال بشكل عام لكمية كبيرة من الأطعمة الحاوية على السكر والمحليات الصناعية، تسبب لهم تسوس الأسنان، وبالنسبة لأطفال فرط الحركة ونقص الانتباه فهم أكثر عرضة لهذه المشكلة، بسبب عدم تركيزهم أو عنايتهم الجيدة بتنظيف أسنانهم، بعد تناول هذه الأطعمة أو عند الذهاب إلى النوم.
  • ارتفاع ضغط الدم: في بعض الحالات يتم الربط بين كثرة تناول السكر عند الأطفال وبين ارتفاع ضغط الدم لديهم، وذلك من أكثر من عامل أو باب، فمثلاً زيادة وزن الطفل الناتجة عن استهلاك السكر بشكل كبير تؤدي لارتفاع ضغط الدم، وزيادة نسبة الأنسولين تضغط على عمل الكلى وبالتالي زيادة ضغط الدم.
  • ادمان السكر: كثرة تناول السكر من قبل الأطفال بشكل عام، قد تسبب اعتياد الطفل على هذا الطعم وتفضيله بشكل كبير على باقي الطعوم، وفي حالات كثيرة قد يسبب ذلك حالة إدمان على السكر، خاصة لأطفال فرط الحركة ونقص الانتباه، الذين يعتبر علاجهم من هذه المشكلة أكثر صعوبة.

لا يوجد ما يستوجب حرمان أطفال فرط الحركة والنشاط ونقص الانتباه من السكر تماماً، فحسب معظم الدراسات التي أجريت لم يثبت وجود علاقة مباشرة بين استهلاك الطفل للسكر ومشكلة فرط الحركة والنشاط لديه، ولكن مع ذلك تختلف التوصيات حول حرمان الطفل من السكر بين حالة طفل وآخر، فمثلاً:

بشكل عام يحتاج الطفل والإنسان الطبيعي لبعض السكر يومياً للحصول على الطاقة، وتوصي جمعية القلب الأمريكية بأن لا تتجاوز الحصة التي يستهلكها الطفل بين عامين وثمانية عشر عام 100 سعرة حرارية من السكر المضاف ما يساوي حوالي 25 غرام من السكر، وهذا ما يجب أن يستهلكه طفل فرط الحركة والنشاط بالحالات الطبيعية.

ولكن إذا كان الطفل يعاني من مشكلة أخرى إلى جانب فرط الحركة والنشاط، مثل البدانة، أو الإصابة بداء السكري، أو أمراض القلب والأوعية، فهنا يختلف الأمر، وقد يحتاج لحمية عن السكر يقررها الطبيب بناء على اختبارات وتحاليل وتشخيصات يقوم بها، وتخص كل طفل بذاته ولا يمكن تعميمها على جميع الأطفال.

إذاً فمسألة حرمان طفل فرط الحركة والنشاط من السكر تتوقف على عوامل أخرى، وليس كل طفل يعاني من فرط نشاط يجب حرمانه من السكر.

  • الأغذية الغنية بالروتين: يعتقد بعض خبراء التغذية أن الأغذية الغنية بالبروتينات مثل اللحوم والمكسرات والبقوليات والأجبان، تحسن عمل الدماغ، لذا تعد مفيدة لزيادة التركيز، وبالتالي ينصح بها للأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
  • الكربوهيدرات المعقدة: يحتاج جسم الطفل للكربوهيدرات لتحويلها إلى جلوكوز وبالتالي استخدامها في الطاقة التي يبذلها الطفل كثير الحركة، بدلاً من الاعتماد على مصادر داخلية في الجسم التي قد تؤدي لنقص وزن الطفل بصورة كبيرة، بالإضافة لأنها تساعد الطفل على الهدوء والنوم، ويعتبر أفضل مصدر لهذا النوع من الكربوهيدرات الفواكه والخضروات بأنواعها.
  • المعادن والفيتامينات: ربطت بعض الدراسات بين حصول الطفل على الفيتامينات والمعادن مثل فيتامين د وتقليل أعراض اضطراب فرط الحركة والنشاط والعمل على زيادة التركيز، ويمكن الحصول على الفيتامينات والمعادن من الفواكه بأنواعها والخضراوات، وبشكل أساسي الحمضيات، السبانخ، البروكلي، الأفوكادو، التفاح.
  • الحديد والكالسيوم: يجد البعض أن تضمين الحديد والكالسيوم في النظام الغذائي للطفل ينعكس بشكل إيجابي على عمل الدماغ ووظائفه بطريقة أفضل، وهذا يحسن التركيز لدى الطفل المصاب بفرط الحركة والنشاط، ويمكن الحصول عليها من البيض والأجبان، والأسماك والخضراوات الورقية.
  • أحماض أوميغا 3 الدهنية غير المشبعة: تعتبر أحماض أوميغا 3 من العناصر المفيدة في بناء الخلايا وتحسين تفاعلاتها، وهي على وجه التحديد تفيد في بناء خلايا الدماغ ويحسن بنيتها، ما يساعد في تحسين التركيز عند الطفل، وبالتالي تقليل مشكلة نقص الانتباه المصاحبة لحالات اضطراب فرط النشاط، وتتركز هذه الأحماض في المأكولات البحرية وخاصة سمك السلمون وسمك التونا، كما تتركز في الجوز وزيت الزيتون.

المراجع