بكاء الطفل بالليل بدون سبب وكيفية التعامل معه

ما سبب بكاء الطفل وهو نائم بدون سبب؟ اكتشفي أهم الأسباب التي تجعل طفلك يبكي وهو نائم وكيفية التعامل معها
بكاء الطفل بالليل بدون سبب وكيفية التعامل معه
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

بكاء الطفل في الليل بدون سبب يمكن أن يدل على مسائل وجوانب عدة صحية أو نفسية، وهي مسألة تزعج الوالدين وتثير قلقهما على الطفل، ما يدفعهما للبحث عن أسباب هذه المشكلة، فلماذا يبكي الطفل ليلاً وبدون سبب وكيف يمكن تهدئة الطفل عند البكاء ليلاً؟

بكاء الطفل وهو نائم بدون سبب واضح قد يرتبط بحالة تعرف بالكوابيس الليلية أو الرعب الليلي أو صرخة النوم، (بالإنجليزية: (Night Terrors وهو نوع من اضطرابات النوم يحدث أثناء التنقل بين مراحل النوم العميق وغير العميق وعادة ما يكون وقت حدوثها في الساعات الأولى من نوم الطفل.

على الرغم من تعرض البالغين لهذه الحالة -الرعب الليلي- إلا أنها حالة شائعة بشكل خاص عند الأطفال لأنها ترتبط بعدم تطور الجهاز العصبي المركزي بما فيه الكفاية، وتعد من أبرز أسباب بكاء الطفل الشديد وهو نائم دون وجود أسباب واضحة لذلك.

يترافق بكاء الطفل وهو نائم بدون سبب مع أعراض أخرى مثل الصراخ والخوف والحركة العشوائية والتعرق، وأبرز ما يميز هذه الحالة أن الطفل لا يستجيب للكلام لأنه بالفعل هو داخل إحدى مراحل النوم وغير واعي لما يحدث من حوله، وغالباً لا يتذكر الأطفال في اليوم التالي ما حدث لهم لأنها تحدث في منتصف النوم عند الطفل، وذلك على عكس الكوابيس العادية التي يتحدث عنها الأطفال.

على الرغم أن بكاء الطفل وهو نائم أمر مقلق للآباء إلا أنه في معظم الحالات لا يشكل مصدر قلق لأن هذه الحالة جزء طبيعي من مرحلة نمو الجهاز العصبي عند الأطفال وبمجرد اكتمال نمو الجهاز العصبي المركزي يتخلص معظم الأطفال من صرخة النوم بشكل تلقائي.

ومن الأسباب التي تحفز بكاء الطفل المفاجئ خلال النوم بدون سبب هو عدم حصول الطفل على قسط كافي من النوم في الليلة الواحدة، التعرض للأمراض خاصة الحمى، التعرض للضوضاء والضجيج أثناء النوم، انقطاع النفس أثناء النوم ووجود عوامل وراثية، وأسباب أخرى.

animate
  • الكوابيس والأحلام المزعجة: تسبب الأحلام المزعجة الغريبة للطفل حالة من الخوف تجعله يستيقظ من النوم مفزوعاً خاصة الأطفال الصغار بعمر أقل من 6 سنوات، حيث أنهم لا يدركون مفهوم الكوابيس والأحلام بما فيه الكفاية فيتعرضون لنوبات بكاء ليلي تبدو غير مفهومة السبب أحياناً.
  • انقطاع النفس أثناء النوم: انقطاع النفس أثناء النوم نوع من اضطرابات ومشاكل النوم عند الأطفال يحدث فيه انسداد جزئي أو كلي لمجرى التنفس عند الطفل مسبباً صعوبة في التنفس، ومن أعراض هذه الحالة بكاء الطفل دون سبب في الليل مع نوبات من الفزع والخوف، وقد لا يفهم الطفل الصغير ما حدث له ليعبّر عنه وكذلك بعض الآباء ليس لديهم معلومات كافية عن هذه الحالة مما يجعلها تبدو مجهولة السبب.
  • الحرارة والحمى: ارتفاع درجة حرارة الجسم عند الطفل ليلاً تعطل أنماط النوم الطبيعية وتسبب هلوسات وإرهاق جسدي تدفع الطفل للبكاء المفاجئ أثناء الليل، وأحياناً لا تكون الحرارة واضحة على الجسم وتحتاج لميزان حرارة، لذا تكون نوبات بكاء غير مفهومة السبب بعض الأوقات.
  • قلق الانفصال: وهي حالة تنتج عن خوف الطفل من الابتعاد والانفصال عن والديه والرغبة بالبقاء والنوم بجانبهما وعدم تقبل النوم وحده، مما ينتج عنه نوبات من البكاء الليلي عندما يستيقظ الطفل ليجد نفسه وحيداً في الغرفة خاصة لو تأخر الآباء في تعليم الطفل النوم وحده أو اتبعوا طرق خاطئة قائمة على الصراخ والإجبار في تعليم الطفل النوم وحده.
  • القلق والخوف: قد يكون سبب بكاء الطفل بدون سبب في الليل هو تعرضه لمواقف أو مشاهد مخيفة أو عنيفة كان قد رآها في مكان ما أو سمع عنها من بعض القصص أو تعرض لها بشكل واقعي في وقت ما، مما يؤثر على جودة نوم الطفل ويجعله يعاني من الكوابيس بسبب كثرة التفكير، فتظهر حالات البكاء غير مفهوم السبب ليلاً ومع الفزع والرعب.
  • وجود أمراض غير مكشوفة: بعض الأمراض قد تسبب آلام جسدية غير واضحة وغير مفهومة تماماً عند الأطفال مما يؤدي لمشاكل في النوم، مثل الالتهابات الداخلية وصعوبات التنفس والحساسية واضطرابات الجهاز الهضمي وغيرها.
  • الانزعاج وعدم الراحة: حالات التوتر والانزعاج عند الأطفال قد تؤثر في جودة النوم لديهم وتسبب نوبات بكاء بدون سبب ليلاً وكوابيس مزعجة تسبب رعب ليلي أيضاً، مثل التغيرات في روتين الحياة اليومية وتغيير المنزل والمشاكل الأسرية والحزن والاكتئاب وما إلى ذلك.
  • البحث عمّا يزعج الطفل وهو نائم: الخطوة الأولى للتخلص من حالات البكاء عند الأطفال غير المفهومة ليلاً هو البحث في المسببات والتأكد منها والتفكير بما يمكن أن يزعج الطفل وهو نائم، ثم البحث عن أسلوب علاج مناسب للعامل المسبب.
  • إجراء الفحص الطبي: الفحص الطبي ضروري في حال وجود نوبات بكاء متكررة أثناء الليل عند الطفل خاصة لو استمرت لفترات طويلة أو ترافقت مع نوبات رعب وذعر وفزع ليلي، وذلك للتأكد من عدم وجود مشكلة صحية تؤثر في جودة نوم الطفل وتسبب له نوبات البكاء الليلي المفاجئة، وفي حال وجودها تحديد العلاج الأنسب لها.
  • التحدث مع الطفل عن مخاوفه: يساعد التحدث مع الطفل في تحفيزه للتعبير عن مخاوفه والكشف عن تعرضه لمآزق أو مواقف مزعجة سببت له حالات البكاء بدون سبب أثناء الليل والتعرض لكوابيس مخيفة، كما أن التحدث معه بهدوء وبطريقة مناسبة لعمره يلعب دور في تقليل هذه المواقف وتصحيح أفكار الرعب والخوف التي تراوده أثناء النوم وتساعده ف التعامل مع القلق.
  • وضع خطة تعويد الطفل النوم وحده: القسوة والإهمال والإجبار والتجاهل ليست أساليب مناسبة لتعويد الطفل على النوم وحده خاصة لو تم التأخر في بدء تطبيق ذلك، والموضوع ليس بسيط يحتاج للصبر والتأني ووضع خطة مناسبة لعمر الطفل ومدى تعلقه بأهله، فلو بدء الطفل بالبكاء ليلاً دون سبب مباشر بشكل مستمر أثناء تعويده على النوم وحده يجب تعديل الخطة.
  • تقديم الدعم العاطفي للطفل: دعم الأهل عاطفياً لطفلهما من أهم خطوات التخلص من البكاء بدون سبب أثناء الليل، خاصة في حال وجود ظروف صعبة أثرت على الاستقرار النفسي للطفل مثل تغيير المنزل أو انفصال الوالدين أو وجود مشاكل نفسية واكتئاب عند الطفل وغيرها، كما أن الدعم العاطفي كافي لمساعدة الطفل في تجاوز الكوابيس والأحلام المزعجة التي تزعجه أثناء النوم وتسبب له بكاء وخوف، لأنها مرحلة طبيعية يمر بها معظم الأطفال، يكون ذلك بالاحتضان والتعبير عن الحبّ وقضاء وقت مع الطفل والتخفيف من مخاوفه وزرع أفكار إيجابية تقلل من تعرضه للكوابيس.
  • منع الطفل عن المشاهد العنيفة: فمشاهد العنف وقصص الرعب تزيد من الكوابيس عند الطفل مما يسبب له حالات بكاء متكررة غير مفهومة السبب أثناء الليل، فالطفل غير جاهز للتعامل مع هذه الأفكار والمشاهد لذا يجب منع تعرض الطفل لها بأي شكل.
  • علاج الأمراض الجسدية والنفسية: في حال وجود مرض ما غير معالج يؤثر على نوم الطفل، لن نستطيع التخلص من بكاء الطفل دون سبب ليلاً، لذا نحتاج لمعالجتها بالطريقة المناسبة التي يحددها المختصون قد يكون ذلك بالأدوية أو لعمليات جراحية في بعض الحالات مثل حالة انسداد مجرى التنفس أثناء النوم، كما أن بعض المشاكل النفسية لا يمكن للأهل وحدهم التعامل معها وتحتاج لتطبيق نُهج علاجي مختص للمساعدة في تخطيها مثل العلاج السلوكي المعرفي وغيرها.
  • تأمين بيئة نوم مريحة: قد يساعد ذلك في زيادة استرخاء الطفل عند الخلود للنوم وحصول الطفل على نوم أفضل وبالتالي تقليل حالات البكاء بدون سبب أثناء الليل عند الطفل.
  • عدم إيقاظ الطفل: عندما يكون بكاء الطفل دون سبب أثناء النوم مترافق مع صراخ وعدم إدراك الكلام، فيفضل عدم إيقاظ الطفل لتجنب تعريضه لنوبة ذعر ورعب قد تؤثر عليه، وينصح بمحاولة إعادته إلى سريره بهدوء والبقاء بجانبه لحين التأكد من زوال الحالة، يكون ذلك بإعادته إلى وضعيه الاستلقاء بهدوء وتجليس الوسائد وتغطيته وإزالة مسببات الضجيج.
  • تهدئة الطفل: عندما يبكي طفلك ليلاً بشكل مفاجئ لكنه مستيقظ، أول خطوة تكون هي تهدئة الطفل بحمله وحضنه والطبطبة عليه إلى أن يشعر بالاطمئنان والأمان ويتوقف عن البكاء والصراخ.
  • سؤال الطفل عن وجود أوجاع: أول شيء يجب أن نتحرى عنه بعد أن يهدأ الطفل هو وجود أوجاع في مكان ما من الجسم ومحاولة جعل الطفل يشير إلى مكان الألم، وذلك لفهم ما إذا كان الطفل يعاني من مشكلة صحية ما، ثم طلب المشورة الطبية بحسب ذلك.
  • قياس حرارة الطفل: يجب قياس حرارة الطفل بميزان الحرارة ولا يجب الاكتفاء بلمس جسد الطفل لأنها قد تكون غير دقيقة بتقصي وجود ارتفاع في الحرارة.
  • إعطاء العلاج المتوفر: في حال التأكد من وجود مشكلة صحية ما يمكن الاستعانة ببعض العلاجات المتوفرة لهذه الحالة، مثلا لو عانى الطفل من ارتفاع في الحرارة يمكن الاستعانة ببعض الأدوية المتوفرة دون وصفة طبية بجرعة مناسبة لعمر الطفل لتخفيض الحرارة أو يمكن وضع كمادات لتخفيض درجة الحرارة، ولو عانى الطفل من المغص يمكن تدفئة الطفل جيداً وكذلك إعطاءه نوع مخصص من الأدوية بعد الحصول على مشورة مناسبة.
  • الانتظار حتى النوم مرة أخرى: بعد حل المشكلة التي كانت تسبب بكاء الطفل دون سبب ليلاً يتم إعادة الطفل للنوم مرة أخرى والبقاء بجانبه حتى يغفو تماماً ويعود لحالته الطبيعية.
  • إسعاف الطفل إلى المشفى: لو استمر الطفل بالبكاء ليلاً دون سبب مفهوم وعجز الأهل عن فهم السبب ولم يستطع الطفل الخلود للنوم مرة أخرى فيفضل مراجعة المشفى للكشف عن الطفل ومعرفة سبب انزعاجه.
  • التحدث مع الطفل في اليوم التالي: في حال الشعور بوجود أفكار أو تخيلات تخيف الطفل وتسبب له كوابيس ونوبات بكاء دون سبب أثناء الليل، يجب التعامل مع النوبة بوقتها، ثم محاولة الاستفسار عن مصدر وسبب هذه التخيلات عند الطفل والاستماع جيداً له في اليوم التالي، والعمل على إبعاد الطفل عن هذه المصادر وطمأنته وإزالة الأفكار والصور السلبية من مخيلته.
  • تنظيم روتين نوم الطفل: تنظيم روتين نوم الطفل ووضع روتين ثابت لنومه مهم لضمان حصوله على قسط كافي من النوم، وبالتالي يكون نمط النوم عند الطفل أكثر راحة ويقلل من حالات التعرض للكوابيس ولحالات الذعر الليلي فتقل معها نوبات البكاء عند الطفل دون سبب ليلاً.
  • تأمين بيئة نوم مريحة: وذلك للمساعدة في الحصول على نوم صحي بعيد عن المشاكل والمخاوف ويقلل من مشاكل البكاء أثناء الليل دون سبب عند الأطفال، تكون بأن ينام الطفل بمكان هادئ بعيد عن الضجيج والضوضاء وبغرفة مظلمة ومضبوطة ومعتدلة بدرجة الحرارة، وارتداء الطفل ملابس مريحة وتشجيع الطفل على النوم بطريقة مريحة والذي يتحقق بقراءة قصة ما قبل النوم والابتعاد عن الصراخ والتوبيخ.
  • إبعاد الطفل عن الحركة والنشاط قبل النوم: فمن ناحية يسبب النشاط الزائد قبل وقت قصير من النوم صعوبة في الاسترخاء للطفل وبالتالي قد يتعرض لمشاكل واضطرابات بمراحل النوم تجعله يستيقظ مفزوعاً مع نوبات بكاء دون سبب مفهوم، ومن ناحية أخرى كثرة النشاط يسبب إرهاق وتعب جسدي قد يظهر أثناء نوم الطفل مسبباً آلام تظهر على شكل نوبات بكاء مفاجئة خلال الليل.
  • مراقبة ما يشاهده الطفل: سواء على شاشات التلفاز أو الهواتف الذكية أو في المدرسة أو في الحي أثناء اللعب، وذلك للتدخل بوقت مناسب ومنع الطفل من التعرض لمشاهد عنف غير مناسبة لعمره أو لسماع قصص مرعبة أو للتعرض لمواقف مزعجة تؤثر في أفكاره وتزيد مشكلة الخوف عنده أثناء النون والكوابيس والبكاء الليلي.
  • الابتعاد عن المنبهات للطفل: خاصة قبل النوم بساعتين على الأقل لأن المنبهات تؤثر في جودة النوم وتسبب اضطرابات نوم قد تظهر على شكل كوابيس ونوبات ذعر ليلي وصراخ وبكاء دون سبب عند الطفل ليلاً.

المراجع