كيفية تدريب الطفل على التوازن أثناء تعليم المشي

وما أسباب عدم توازن الطفل في المشي! تعرفي إلى أفضل التمرينات والنصائح لتدريب الطفل على التوازن خلال تعليم المشي
كيفية تدريب الطفل على التوازن أثناء تعليم المشي
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

خطوات المشي الأولى للطفل تمثل فرحة كبيرة لأهله، فهم يرون ابنهما يكبر ويتعلم مهارات الحياة وأساسيتها، ولكن تكون مشية الطفل غير متوازنة وكثيراً ما قد يتعثر أو يصطدم بموجودات المنزل، وقد يكون الأمر خطير أحياناً، فيلجأ الأهل للبحث عن أفضل السبل لتدريب طفلهم على التوازن أثناء المشي، في هذا المقال نقدم بعض الاقتراحات والنصائح المهمة لتدريب الطفل على التوازن أثناء المشي.

تعلم المشي الصحيح للطفل مسألة متدرجة تمر بمراحل مختلفة، ومن الخطأ أن نتوقع أن الطفل سوف يتقن المشي والتوازن فجأة بمجرد قدرته على الوقوف واتخاذ عدة خطوات، ففي البداية بين 8 شهور و14 شهراً تقريباً يبدأ الطفل بخطواته الأولى التي تكون غير متزنة ويكثر فيها السقوط والاصطدام بالأشياء الموجودة حوله، حيث أن قوته الجسدية وخبرته لم تصقل بعد حتى يتعلم المشي تماماً.

في عمر سنة ونصف يصبح الطفل أكثر قدرة على الاعتماد على نفسه في المشي وتبدو خطواته أكثر احترافية واتقان، ولكنه ما زال يبدي صعوبة في التوازن في الطرقات المتعرجة التي لم يختبرها أو المشي في الزحام والأماكن التي يحتاج فيها لتغير تسارعه في المشي والانعطاف مرات كثيرة أثناء المشي.

وبعد أن يصل الطفل لعمر من عامين إلى ثلاث أعوام يكون قد حصل على مران ونمو كافيان يساعدانه على تحسين قدرته على المشي، كما قد يكون مر بتجارب كثيرة للمشي في المواقف والطرقات والأسطح المختلفة، وأصبح المشي عنده حركة غريزية لا تحتاج إلى تركيز كبير وإنما يقوم بها بشكل لا إرادي متى رغب ودون وعناء، ويبدأ بتطوير مهارات جديدة أكثر تعقيداً وصعوبة في المشي.

animate
  • صغر سن الطفل: أحياناً لا يكون الطفل ضعيف التوازن كما يتوقع الوالدين، وإنما يكون الامر مجرد أن الطفل ما زال صغير ولم يتعلم المشي بشكل جيد بعد، وهنا يكون الطفل طبيعي ولكن الأهل يبالغون في توقعاتهم حول طريقة حركته ومشيته.
  • وجود مشاكل في النمو: بعض الأطفال يكون لديهم مشاكل جسدية في النمو تمنعهم من التوازن، مثل اختلاف الحجم أو الطول بين الساقين، أو انحراف أحد أصابع القدم ونموها باتجاه يزعج الطفل ويعوقه أثناء المشي، أو وجود تشوهات دماغية تضعف نموه، أو ضعف في عضلاته بسبب تأخر نمو وأسباب كثيرة تنتج عدم تعلم المشي من قبل الطفل أو بقاء مشيته دون توازن.
  • ضعف البنية الجسدية: لأسباب وراثية أو شخصية عديدة، قد تكون البنية الجسدية للطفل ضعيفة، مثل عدم ممارسة المشي وتعلمه بطريقة صحيحة، أو عدم التغذية بشكل صحيح، أو ضعف وراثي منتشر في العائلة، وكلها عوامل تؤثر على مشي الطفل وتوازنه.
  • قلة التدريب والممارسة: عملية تمرين الطفل على الوقوف والمشي عملية ضرورية وتبدأ قبل أن يتمكن من فعل ذلك وحده، فهو يحتاج لأدوات أو مساعدة من قبل الأهل، أو عربة المشي، أو الاستناد إلى قطع الأثاث، ومن ثم تركه وحده للوقوف والسقوط وأخذ خطوات صغيرة والسقوط مرات عديدة وكثيرة حتى يتعلم الوقوف والمشي، ومن ثم ممارسة المشي بشكل طبيعي ويومي حتى يتقنه بشكل أفضل ويصبح أكثر توازن.
  • فرط الحركة والنشاط وضعف التركيز: وجود حالة فرط الحركة والنشاط ونقص الانتباه عند الطفل تؤثر على حركته بشكل عام وعلى المشي والجري بشكل خاص، فالطفل يتحرك بسرعة كبيرة دون أن ينتبه إلى خطواته والعراقيل أمامه، فيفقد توازنه في كثير من الأحيان ويتعثر ويسقط أو يختل توازنه.
  • تمارين التنسيق الحركي: تمرين الطفل على التنسيق بين حركاته ورغباته ويساعده في فهم تقنيات التوازن لكل حركية يريد القيام بها بما فيها المشي، فيجب أن يتمرن الطفل على التنسيق بين الطريقة التي يضع فيها قدمه على الأرض ويفكر بنفس الوقت في المكان الأنسب، بحيث يفهم أنه عندما يدوس على سطح طري أو متعرج أو غير مستقر فإن ذلك يحتاج لبطء في الحركة وثبات في الخطوة، وإلا فإنه قد يسقط، وأي تدريبات تنمي المهارات الحسية الحركية يكون لها انعكاس إيجابي مباشر أو غير مباشر على تحسن التوازن مشية الطفل.
  • الممارسة اليومية لتمارين المشي: ممارسة الطفل لنشاط المشي بشكل يومي في المنزل وخارج المنزل تجعله يختبر نفسه في كل مرة ويتعرف تلقائياً على أسباب والسقوط أحياناً، وكيف يضع قدمه بشكل أفضل في المرات القادمة ليكون أكثر ثباتاً، كما يتعرف على أماكن وأسطح مختلفة يمشي عليها ويحفظها، وهذا كله يؤثر إيجاباً على توازنه أثناء المشي.
  • المشي بمسارات معينة: رسم مسارات معينة على الأرض والطلب من الطفل السير وفق هذه المسارات وعدم الخروج منه، يدفعه للتركيز في خطواته وفي المكان الذي يضع فيه قدمه أثناء المشي، ومع الممارسة والتمرين يتحسن التوازن في المشي لديه بشكل تطوري.
  • المشي على أسطح متعرجة ومختلفة: سير الطفل على الأسطح المختلفة، مثل السير على الوسائد الطرية، أو الأرضيات المتعرجة، يجعله يقترب من السقوط ويحاول الحفاظ على توازنه، وهذه العملية وإن أدت لسقوطه عدة مرات، إلا أنها تعلمه على أفضل طرق ووضعيات للتوازن على الأسطح المختلفة.
  • ممارسة بعض التمارين الرياضية: ممكن التركز على التمارين التي تقوي وتنشط بنية جسد الطفل، مثل القيام والجلوس والانبطاح على الأرض ومن ثم النهوض لوضعية الجلوس أو الوقوف أو السير على أربعة، والركض والقفز أيضاً ينميا العضلات الحركية لساقي واقدام الطفل، ما يساعده ليكون أكثر جهوزية من الناحية الفيسيولوجية لتعلم التوازن أثناء المشي.
  • تمارين المشي الجانبي: يحب الأطفال عادة الحركات الغريبة غير النموذجية على سبيل اللعب، ويمكن استغلال هذه النقطة في تدريب الطفل على المشي الجانبي، فهذا النوع من التمرينات يحتاج من الطفل لتركيز بخطواته واتجاه حركته، وهذا ينعكس مباشرة على توازنه أثناء المشي الطبيعي.
  • تمرين القفز بين المربعات أو المسارات أو الحواجز وصعود الأدراج: جميع الألعاب الحركية تقريباً تساعد الطفل على النمو الحركي، لذا يجب تشجيعها وإن أدت أحياناً لسقوط الطفل أو إصابات بسيطة، وذلك مثل القفز بأنواعه من الحواف الآمنة أو بين مربعات أو حواجز معينة، أو الركض مثلاً بين مسارات أو خطوط مرسومة على الأرض، أو اللعب بصعود ونزول الأدراج مرات عديدة متكررة.
  • تمرين الوقوف على قدم واحدة: الوقوف على قدم واحدة يعتبر من أصعب تمرينات التوازن وأهمها تقريباً، فالطفل بعد أن يتعلم الوقوف على القديمين ويبدأ بالمشي، يصبح جاهز للبدء بتعلم حركات جديدة، وهنا يمكن تحفيزه على الوقوف على قدم واحدة، حتى ولو فشل وسقط أرضاً الكثير من المرات، ففي النهاية سوف ينجح وهذا يساعده بشكل كبير في زيادة توازنه.
  • التغذية الجيدة وتمرين العضلات: في البداية ومنذ العمر الصغير يجب التأكد من حصول الطفل على التغذية الجيدة والكافية والحركة اليومية الضرورية، فهذا من أهم الأشياء للنمو الطبيعي والكامل للطفل، حتى يكون جاهز مستقبلاً من الناحية الجسدية لتعلم المشي والتوازن، وإذا كان لدى الطفل نقص في التغذية أو ضعف عضلي في جانب معين، فإن هذا يساعد على علاج هذه الجوانب، وبالتالي تحسين توازن الطفل لاحقاً.
  • علاج المشاكل الجسدية إن وجدت: قد يكون ضعف التوازن أو عدم تعلم المشي اطلاقاً عند الطفل ناتج عن أسباب مرضية أو إعاقات جسدية معينة، مثل حالات تقوص الساقين أو وجود مشكلة في الأقدام، أو وجود خلل في أذن الطفل أو دماغه، تسبب حالات فقدان التوازن أو ضعفه، وإذا وصل الطفل لعمر معين ولم يتعلم المشي، أو ظهرت عليه أي علامات تشير لمشاكل جسدية لديه، فيجب عدم التهاون والذهاب لعلاجها بشكل فوري قبل أن يكبر الطفل.
  • استخدام أجهزة طبية تساعد الطفل على المشي: يوجد بعض الأجهزة الطبية المخصصة للأطفال الذين لا يستطيعون المشي أو التوازن في العمر الطبيعي لأي سبب كان، ويمكن لهذه الأجهزة مساعدة الطفل على تجاوز بعض العقبات وتعلم التوازن، ولكن يجب استخدامها بعلم وإشراف طبيب وبطريقة صحيحة.
  • علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إن وجد: أحياناً لا تكون المشكلة في ضعف نشاط أو قدرات الطفل في تأخر توازنه أثناء المشي، وإنما على العكس من ذلك، فقد يعاني الطفل من حالة فرط نشاط ونقص انتباه تؤدي لضعف التوازن لديه، فهو يتحرك بشكل سريع ولا يسير بشكل طبيعي ومتوازن، وقد يرتطم بأشياء في طريقه أو يتعرقل بأقدامه ويفقد توازنه، وبالتالي فإن علاج هذه المشكلات يعد ضرورة في تعليم الطفل المشي والتوازن.
  • المعالجة الفيزيائية للتأكد من صحة أطراف الطفل: أحياناً قد يعاني الطفل من مشاكل جسدية معينة لا تحتاج إلى علاجات طبية معقدة، وإنما تكون ناتجة عن نقص مهارة وممارسة أو ضعف عضلي معين، أو سوء تغذية أو غير ذلك، ويمكن في هذه الحالات للعلاج الفيزيائي، أن يساعد على تحسين قدرات الطفل لتعلم المشي والتوازن خلاله.
  • التشجيع الدائم للطفل: الطفل الصغير يحتاج للتشجيع والتحفيز دائماً ليصبح لديه دافع أكثر لتعلم المشي بطريقة أفضل، وحصوله على حالة توجيه وتشجيع بوقت واحد لتعلم المشي الصحيح، يشعره بالسعادة والرغبة بالحصول أكثر على الاطراء وبالتالي يندفع أكثر لتعلم المشي بشكل صحيح، وهذا كله ينعكس على تمرينه وممارسته وبالتالي توازنه.
  • دعم ثقة الطفل بنفسه: لدعم الطفل وزيادة ثقته بنفسه يجب إشعاره أنه يقوم بإنجاز رائع ينال إعجاب كل من حوله، وثقة الطفل بنفسه تجعله أقل خوف من العقبات والسقوط أو الاصطدام وبالتالي يكرر المحاولات مرات عديدة حتى ينجح بالسير بشكل صحيح ومتوازن.
  • التدرج في مساعدة الطفل وتوجيهه على التوازن: لا تتوقع أن يسير طفلك فوراً بشكل صحيح ومتوازن واحترافي، فمن الطبيعي أن يتدرج في تعلم المشي، وعليك أن تتدرج في التدريبات والمهمات التي تتوقعها وتطلبها منه، وإلا فإنه سوف يشعر بالعجز والفشل وهذا يحبط همته على تعلم المشي.
  • استخدام عربة أو عجلة المشي: عربة المشي المعروفة بالنسبة للطفل الذي لم يتعلم بعد الوقوف والمشي بمفرده، تعتبر ضرورية في تقوية أطرافه واندفاعه نحو المشي، وتساعده على الحركة بجميع أرجاء المنزل واستكشافه، وعند بدأه بالمشي، يكون أكثر إدراكاً لمحيطه وأكثر جهوزية جسدية لتعلم التوازن.
  • أنشطة التركيز والهدوء: كثيراً ما تكون الحركة الزائدة دون تركيز هي السبب في إظهار الطفل أنه غير متوازن في المشي والحركة، والتمرينات والأنشطة التي تحتاج لتركيز وهدوء، تجعل الطفل أكثر انتباهاً ودقة في خطواته، وهذا ينعكس على طريقة مشيه وتنقله ليظهر بشكل أكثر توازن.
  • تدريب الطفل على الاعتماد على نفسه: لا يصح دائماً مساعدة الطفل في كل شيء، وإنما يجب الاعتماد على نفسه خاصة في تجاوز العقبات، حيث يكتفي الأهل فقط بالإشارة له للطرق التي تساعده على الوقوف والمشي دون مساعدة، ووضع حافز معين له يشجعه على السير نحوه بخطوات ثابتة وواثقة، وبعد ذلك تركه وحده ليتحدى العقبات.
  • الاحتفال بالتطورات مع الطفل: كما ذكرنا فإن عملية تعلم المشي واتقانه من قبل الطفل هي عملية تطورية تراكمية تمر بمراحل عدة، وإشعار الطفل بالنجاح والسعادة عند تعلمه شيء جديد يعطيه حافز للتطور أكثر وثقة أكثر بنفسه وبقدراته، لذا يجب الاحتفال مع الطفل بكل تطور جديد، من خلال الاطراء عليه وإشعاره بالسعادة، وإغداق الكثير من الحب عليه وكأنه فعل شيء عظيم، ومكافئته إن أمكن ذلك.

المراجع