صفات الشخصية المازوخية أو المازوشية وأعراضها
كثيراً ما نسمع عن الشخصية المازوخية أو المازوشية والصفات والسلوكيات المرتبطة بهذه الشخصية، والتصور البسيط للشخصية المازوشية أنها شخصية تميل للتعرض للإذلال والإهانة وتشعر بمتعة ولذة بالتبعية لشخص متفوّق عليها، فما هي أعراض اضطراب الشخصية المازوخية وصفاتها!
اضطراب الشخصية المازوخية أو المازوشية (Masochistic Personality Disorder) هو اضطراب نفسي نادر عكس السادية، يتميز بنمط مستمر وقهري من الرغبة بالتعرض للألم والإذلال والإهانة والتشويه والتبعية أو التسامح مع هذه الحالات، والذي يمنح المصاب بالاضطراب شعوراً بالرضا والراحة، ويسمى أيضاً اضطراب الشخصية المحبطة للذات (Self-defeating Personality Disorder).
يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية المازوخية من انخفاض التقدير الذاتي والثقة بالنفس، ويميلون إلى تحمل الألم والإذلال بشكل متعمد، ويشعرون بالراحة والتحسن عندما يتعرضون للألم والإهانة، كما يظهر لديهم شعور بالاستسلام والتبعية، ويميلون إلى البحث عن شخصيات قوية قادرة على التحكم بهم.
يصنّف الدليل الإحصائي التشخيصي للأمراض العقلية الإصدار الخامس (DSM-5) المازوخية ضمن اضطرابات الولع الجنسي وليس في اضطرابات الشخصية، وأهم أعراض اضطراب المازوشية الجنسية (Sexual Masochism Disorder) الشعور باستثارات جنسية متكررة لمدة 6 شهور على الأقل مرتبطة بالتعرض للإذلال وكل سلوكيات تنطوي على الإساءة مثل التقييد والضرب والشتم والإهانة والخيالات والاندفاعات المشابهة، وهو عكس السادية الجنسية.
وتصنف الحالات المتقدمة عندما تشكل هذه المشاعر والممارسات عائقاً نفسياً في الأداء اليومي مرتبطاً بالشعور بالذنب أو العار، وبعض العلامات التي تدل أيضاً على الحالات المتقدمة من المازوخية الجنسية الاستثارة الجنسية بالتعرض للخنق والاقتراب من الموت.
قد تؤثر المازوشية الجنسية على الشخصية في الحياة العادية أو غير الجنسية، حيث تتقاطع السلوكيات المازوخية الجنسية مع المواقف التي يميل الفرد لاتخاذها بحياته.
لا يمكن تحديد أسباب مباشرة للمازوشية، وغالباً ما تقف خلفها مجموعة من العوامل البيئية والتربوية والنفسية والوراثية التي تلعب دورها في تطوير حالة اللذة والرضا المرتبطة بالإذلال والتعرض للإهانة، وأهم هذه العوامل:
- أزمات الطفولة المبكرة: قد تلعب العوامل التربوية وخصوصاً في الطفولة المبكرة دوراً قوياً في تطوير سلوكيات وصفات الشخص المازوخي، مثل التعرض للإهانة والتعرض للعنف أو الإذلال وتدمير ثقة الطفل بنفسه وتعويده على التذلل والانكسار للحصول على رغباته أو النجاة من العقاب.
- اضطرابات الصحة النفسية: تتسبب بعض الاضطرابات العاطفية والنفسية الأخرى مثل الاكتئاب واضطراب القلق واضطراب تشوّه صورة الجسم، خصوصاً إذا ترافقت هذه الاضطرابات مع ظروف معينة مثل التعرض للتنمر أو الصدمات النفسية.
- الإهمال العاطفي: الإهمال العاطفي قد يشعر الفرد بأن ليس له قيمة وخاصة في مرحلة الطفولة والمراهقة، ويمكن أن يتسبب الإهمال العاطفي وعدم الاهتمام بالشخص في الطفولة في تطوير اضطراب الشخصية المازوخية، حيث تتطور شخصية لدى الطفل تتحمل أنواع الإهانة والإذلال والألم مقابل إشعاره بالقبول من الآخرين.
- الإساءة الجنسية: التعرض للإساءة الجنسية في الطفولة قد يساهم في نشوء شخصية تعاني من صفات الشخصية المازوخية، وتحدث هذه الحالة أكثر مع الإناث، حيث أن التعرض لتجربة الإساءة الجنسية ينمي لديها اعتقاد بأن هذه الطريقة المفضلة لدى الجنس الآخر واتباعها يجعلها أكثر قبولاً من قبلهم.
- الشعور بالرفض والإنكار: شعور الشخص بالإنكار والرفض من الآخرين يقلل من قيمته في نظر نفسه، وهذا يجعله أكثر تقبلاً لتحمل الإهانة والتعرض لاضطراب الشخصية المازوشية اعتقاداً أنه لا يستحق أكثر من ذلك.
- الاستجابة للمحتوى الجنسي المازوخي: من الأسباب المحتملة لتطوّر اضطراب المازوشية الجنسية التعرض المبكر لمحتوى جنسي يركّز على هذا النوع من اللذة، ويرى الخبراء أن الكثير من الانحرافات الجنسية مكتسبة بشكل مباشر من التعرض لمحتوى جنسي يربط تلك الانحرافات باللذة بشكل مباشر، سواء كان المحتوى الإباحي المصور أو المكتوب أو المنقول شفوياً من الأقران أو أي وسيلة أخرى.
- العوامل الوراثية: قد يكون للعوامل الوراثية دور في تطوير الشخصية المازوشية، حيث يمكن أن تنتقل بعض الصفات الوراثية التي تؤثر على الطريقة التي يتفاعل بها الشخص مع الآخرين، حيث يزيد احتمال الإصابة بالمازوخية بوجود أحد الوالدين مصاباً بالاضطراب.
كيف تعرف أن الشخص مازوشي؟ تتضمن صفات وعلامات الشخصية المازوخية الآتي:
- تحمّل الألم والإذلال: يميل الشخص المصاب باضطراب الشخصية المازوخية إلى تحمل الألم والإذلال بشكل متعمّد ويشعر بالرضا عند التعرض لهذه المواقف، وقد يصل الأمر لحد الطلب من الآخرين إيذائه أو وضع نفسه في مواقف خطرة.
- الميل للتبعية: يظهر عند صاحب الشخصية المازوشية شعور بالاستسلام والتبعية، ويبحث عن شخصيات قوية يمكنها التحكم به، فهو يرغب برؤية شخص ما يتحكم به ويسيطر عليه بل ويتعمد أذلاله، وقد يميل إلى إيجاد شخص أضعف منه في الحقيقة بدنياً أو اجتماعياً ليكون هو المسيطر.
- الثقة المنخفضة بالذات: يعاني الشخص المصاب باضطراب الشخصية المازوخية من القلق والتوتر والعجز، ويعاني من انخفاض في التقدير الذاتي والثقة بالنفس، ويشعر بالإحباط والعجز عن تحقيق الأهداف.
- الاكتئاب والقلق: تسبب حالة المازوخية لدى الشخص المصاب بالاضطراب المازوخي من مشاعر الاكتئاب وجلد الذات وتحقيرها أحياناً، وهذه المشاعر تؤثر على الحياة اليومية التي يعيشوها.
- التغييرات المزاجية الشديدة: تتغير الحالة المزاجية للمصاب باضطراب الشخصية المازوخية بشكل كبير وسريع ومتكرر، ويمكن أن يصبح ودوداً لدرجة كبيرة أحياناً ويكون عدائيًا في أحيان أخرى.
- الميول الانتقامية: قد تظهر لدى الأشخاص المازوخيين سلوكيات وأفكار انتقامية، قد تتوجه نحو بعض الأشخاص أو المجتمع بشكل كامل، وكأنه يعرض نفسه للإهانة من جهة ويعود لينتقم في مكان آخر من جهة أخرى.
- البحث امرأة مسيطرة: يسعى الرجل المصاب باضطراب الشخصية المازوخية إلى البحث عن شريكة تستطيع أن تسيطر عليه وتسيطر على العلاقة، وقد يجد صعوبة في التعاطي مع شريكة غير قادرة على إدارة العلاقة والتحكّم بها.
- التحمل النفسي: يشعر الرجل المازوخي بالرغبة في التحمل النفسي والإذلال، ويتجلى ذلك بميله لوضع نفسه موضع الضحية دائماً، وقد يحاول البحث عن شريكة تلبي هذه الرغبات، وقد يصبح مستعبدًا لشريكته، ويميل أيضاً لسلوكيات جنسية غريبة مثل الرغبة بالضرب والتكبيل أو التألم أثناء الجماع.
- العلاقية الاعتمادية والتبعية مع المرأة: غالباً ما يكون الرجل المازوخي تابعاً لزوجته وليس له دور كبير في العلاقة سوى ما تملي عليه الزوجة، ويشعر بالاستسلام لشريكته ورغباتها، وقد يجد صعوبة في الوقوف لنفسه والتعامل مع العلاقة بشكل صحيح.
- صعوبة التواصل: لا يتمتع الرجل المازوخي بقدرات كبيرة على التواصل مع الآخرين وبناء علاقات صحية، وبل ربما يكون غير مقبول في مجتمع الرجال ويمكن أن يتعرض للرفض والإهانة والتنمر، وقد يشعر بالإحباط والعجر عن التواصل مع شريكته والقدرة على تلبية حاجاتها.
- الإدمان على الإثارة: يبدو الرجل المازوخي وكأن لديه حالة من الإدمان على مواقف الأثارة والتحمل النفسي، وخاصة في العلاقة الجنسية مع المرأة، وقد يسعى لإيجاد شريكة توفر له هذه الإثارة والتحمل.
- صعوبة الالتزام: لا يصلح الرجل المازوخي بالأمور التي تحتاج للالتزام، فكل ما حاول التغير من شخصيته غير المقبولة، يميل إلى العودة إلى سلوكياته السابقة بعد فترات قصيرة من التحسن، وقد يصعب عليه الالتزام بالعلاقة العاطفية والزواجية.
- ربط السعادة بالألم: تشعر المرأة المصابة باضطراب المازوخية برغبة في تحمّل الألم والإذلال وتجربة الألم والإهانة، وقد تحاول البحث عن شريك يمكنه تلبية هذه الرغبات، وأكثر ما تظهر هذه الرغبة في العلاقة الجنسية حيث قد ترغب المرأة في التعرض للضرب والإهانة أثناء ممارسة العلاقة وتربط بين الألم والمتعة.
- الثقة الذاتية المنخفضة: تعاني المرأة ذات الشخصية المازوخية من ضعف تقدير الذات وقلة الثقة بالنفس، وقد يتسبب لها هذا الشعور في الفشل في الكثير من المواقف وعدم القدرة على الاستقلال والشعور دائماً بأنها بحاجة الرجل.
- الاكتئاب والقلق: لا تشعر المرأة المازوخية بالإشباع لرغباتها أو تلبية لأفكارها الغريبة، وهذا الأمر يجعلها كثيراً ما تمر بحالة من الاكتئاب والقلق والتوتر ومشاعر العجز والضعف، وقد يؤثر ذلك على حياتها اليومية وعلاقاتها الاجتماعية والعاطفية.
- التغييرات المزاجية الشديدة: تتقلب المرأة في عواطفها وحالتها المزاجية بين السعادة الكبيرة والنشوة أحياناً، ثم تنتقل إلى الاكتئاب والمعاناة والأفكار اليائسة.
- الاعتماد الشديد على الشريك: تميل المرأة المازوخية إلى الاعتماد الشديد على الشريك في حياتها العاطفية والاجتماعية، وتشعر بالراحة عندما يتحكم الشريك في الأمور التي تخصها.
- الخوف من الوحدة: تخاف المرأة المازوخية بشكل كبيرة من الوحدة وخاصة في خالات الانفصال عن الشريك أو الطلاق وتحتاج إلى الثبات والاستقرار في العلاقة العاطفية، وقد تصل مخاوفها لحد الإهانة أو الترجي أو فقدان أي تقدير أو احترام للذات.
- الشعور بالذنب: يتولد لدى المرأة المازوشية شعور بالذنب تجاه أي شيء وخاصة خلال التعامل مع الشريك، فهي ليس لديها ثقة بنفسها وقد يتجلى الشعور بالذنب في نظرتها لنفسها على أنها مخطئة دائماً ولا تستحق المحبة أو الاحترام من الشريك الذي تحبه، وتشعر دائماً أنها بحاجة للاعتذار والتسامح من قبل الآخرين.
لا يوجد علاج محدد لاضطراب المازوخية الجنسية أو سلوكيات الشخصية المازوشية، ويمكن أن يتضمن العلاج استخدام بعض الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق، والتي يمكن أن تخفف من بعض الأعراض المرتبطة بالاضطراب ومضاعفاته النفسية، بالتزامن مع العلاج النفسي المناسب.
يشمل العلاج النفسي للمازوخية عدة أساليب وتقنيات علاجية، مثل العلاج السلوكي المعرفي والعلاج النفسي الديناميكي، ويهدف هذا العلاج إلى مساعدة الشخص على فهم سلوكياته وأفكاره وعواطفه، وتحديد الأنماط السلوكية السلبية والتعامل معها، والمساعدة على بناء استجابات مختلفة مبنية على الوعي بروابط لذة وسعادة مختلفة.
إلى جانب التدريب السلوكي الذي يركز على تعليم الفرد مهارات التواصل والتفكير الإيجابي والتعامل مع الضغوط النفسية وتحسين القدرة على التحكم في العواطف، ومعرفة كيفية المواجهة وإظهار شخصية قوية والدفاع عن النفس.
- من هي المرأة المازوخية؟ تميز المرأة المازوخية بالشعور بالرضوخ والتعرض للألم الجسدي والنفسي، وتحتاج إلى التحكم والسيطرة من الآخرين، وتتمتع هذه الشخصية بعدة صفات وسلوكيات، مثل الاعتماد الشديد على الشريك والخوف من الوحدة والشعور بالذنب والحاجة إلى التسامح والتحكم العاطفي والقلق والتوتر.
- ما هي صفات الشخصية المازوشية؟ تشمل صفات الشخصية المازوخية، الضعف في احترام وتقدير الذات، التبعية للآخرين، ضعف الثقة بالنفس، الرغبة بالتحكم العاطفي، الرغبة والمتعة أحياناً بالتعرض للإذلال والإهانة والألم.
- كيف أعالج نفسي من المازوخية؟ يمكن أن يتمكن الشخص من تطوير سلوكه لعلاج الصفات المازوخية لديه، وذلك من خلال احترام الذات وزيادة الثقة بالنفس والعمل على تحقيق الاستقلال المادي والعاطفي، والاقتداء بالشخصيات القوية والمستقلة.
- هل يحب الرجل المرأة المازوشية؟ بعض الرجال قد يكون لديهم رغبة بالارتباط بمرأة مازوخية، وخاصة إذا كان يملك شخصية لها صفات سادية أو نرجسية، أو الذين لديهم شخصية تحب السيطرة والشعور بالتحكم بالعلاقة، ولكن الرجل القوي يرغب بالارتباط بامرأة قوية واثقة من نفسه مستقلة، ولديها قدرة على أن تكون شريكة حياته ويمكنه الاعتماد عليها.
- هل تحب المرأة الرجل المازوخي؟ أحياناً تحب المرأة الرجل المازوخي، وخاصة تلك النساء اللواتي لديهن محبة للسيطرة على الرجل أو لديهن ميول سادية، ولكن بالحال الطبيعية تميل المرأة أكثر للارتباط برجل قوي يمكنها الاعتماد عليه.