ما هي القيم؟ اكتشف مفهوم القيم وأهم خصائص القيم

ما معنى قيم اجتماعية أو قيم أخلاقية! اكتشف مفهوم القيم وخصائصها وأنواع القيم المختلقة
ما هي القيم؟ اكتشف مفهوم القيم وأهم خصائص القيم
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تتحكم القيم بالبشر ومسارات حياتهم وعلاقاتهم بشكل كبير، ولا يوجد شخص لا يملك بقيم خاصة مهما كانت مكانته الاجتماعية فهي جزء لا يتجزأ من شخصية الإنسان وهي ما يميزه عن غيره من الكائنات الأخرى، فما المقصود بالقيم؟ وما هي خصائصها؟ ولماذا هي مهمة في الحياة؟ وكيف تتشكل وتتطور؟ وكيف تصنف وما هي مكوناتها ومصادرها؟ وهل معرفة القيم الشخصية الخاصة بالشخص يغير من طبيعة حياته؟

القيم في اللغة هي جمع كلمة قيمة وتعني الشيء الذي له مقدار، ويشير مصطلح القيم لمجموعة الصفات القيمة والمعتقدات الثابتة التي يتمتع بها الأشخاص وتقوم بها الحياة الشخصية والتي تعبر عنها طبيعة الأشخاص من أقوال وأفعال وردود أفعال والتي يتم من خلالها أيضاً تقييم الفرد، كما تعني مجموعة الأخلاق الفاضلة التي توجه الإنسان للعمل الخير والقول الخير بحسب قناعاته الخاصة.

وبمعنى آخر القيم هي الأفكار والمفاهيم العامة ومجموعة التوجهات التي تدفع الفرد وراء العمل الهادف والاستمرار والثبات لتحقيق هذا الهدف أو الغايات التي يعمل لأجلها للوصول إلى شيء يستحق العناء، وتلعب دور في توجيه الفرد لاتخاذ القرارات بشكل صحيح بما يتناسب مع أفكاره وتطلعاته.

animate
  • القيم متغيرة وليست ثابتة: القيم الشخصية قد تتأثر بحسب الظروف والمجتمع المحيط فلا يمكن القول أن القيم الشخصية ثابتة وتولد مع الإنسان وإنما تتأثر بتفاصيل حياته وفي المراحل العمرية المختلفة.
  • تختلف القيم من شخص إلى آخر: تختلف القيم من شخص إلى آخر فالقيم الشخصية تتأثر بالثقافة والعادات والتقاليد والعوامل الداخلية والخارجية والتجارب الشخصية المختلفة بين شخص وآخر.
  • القيم عملية: فالقيم الشخصية هي مجموعة من الأفكار التي تعمل على تحقيق الأهداف المرغوبة فهي غالباً ما تكون عملية وذات مشاعر محايدة خاصة في مجال العمل.
  • القيم مكتسبة وليست وراثية: يتم تعلم معظم القيم الأساسية في مراحل مبكرة من العمر من خلال الأسرة والأصدقاء والمدارس، فلا توصف بأنها القيم ثابتة بل هي مكتسبة بحسب المراحل والتجارب التي يمر بها في مسار حياته.
  • ترتبط القيم بالإنسانية: تعتبر القيم وبشكل خاص الأخلاقية منها ذات طابع انساني لكون الشخص ذو القيم الحسنة لديه حس التعاون والمساعدة للآخرين.
  • ترتبط القيم بنفسية ومشاعر الشخص: تعبر القيم عن جوهر الشخص فهو دائم الشعور بالطمأنينة والرضى عن الذات لقدرته على التحكم في حياته بشكل صحيح ما يمنحه شعور بالسعادة والاستقرار.

تكتسب القيم وتتطور بشكل تدرجي ومرحلي وتختلف مع اختلاف العمر والظروف المحيطة ومن الطرق التي تعمل على تشكل القيم الخاصة بكل فرد:

  • التربية والبيئة: يبدأ تعلم القيم الشخصية الأساسية من خلال التربية الصحيحة في مراحل عمرية مبكرة التي تتناسب مع المجتمع الذي يعيش فيه الطفل والتي تنشأ معه من خلال غرسها من قبل الوالدين.
  • الثقافة الذاتية: تبدأ القيم الشخصية بالتبلور من خلال الثقافة الذاتية التي يكتسبها الفرد من خلال دراسته وكذلك اطلاعه وخبراته التي يبدأ باكتسابها من خلال ثقافته الخاصة.
  • العادات والتقاليد الاجتماعية: تلعب العادات والتقاليد دوراً كبيراً في تشكيل القيم الخاصة بالفرد فترتبط القيم بالمعتقدات السائدة بين أفراد المجتمع الواحد التي تكون متشابهة نوعاً ما.
  • تحمل المسؤولية: تتشكل القيم أيضاً من خلال التعود على تحمل المسؤولية من المراحل المبكرة من اتخاذ القرارات وتحمل نتيجة الأخطاء والعمل وغيرها.
  • التجارب الشخصية: التجارب الشخصية هي من أكثر الأمور التي تساهم في تشكل القيم الشخصية وهي أساس اختلاف هذه القيم من شخص إلى أخر في المجتمع الواحد، فعند تعرض الشخص لموقف ويصبح مجبراً على التصرف فهذه من الأشياء التي تبلور القيم لديه.
  • الخوض في مجال العمل: يساعد الخوض في مجال العمل على صقل القيم لدى الأشخاص خاصة مع التجارب الأولى في العمل من خلال التعامل مع مجموعة مختلفة من الأفراد والسعي لإثبات الذات وكذلك مواجهة بعض العقبات ومعرفة تأثيرها.
  • القيم الاجتماعية: وهي القيم التي يكتسبها الفرد من خلال المجتمع الذي يعيش به وتتضمن كل ما يتعلق بالمجتمع والأسرة والحياة الاجتماعية للأفراد مثل الزواج والاستقرار الأسري والتربية والأمن الاجتماعي، والتي تظهر من خلال التعامل مع أفراد المجتمع بحسب العادات التي توارثتها الأجيال مثل التعاون والإنسانية.
  • القيم الذاتية: وهي القيم التي ينظر إليها الفرد على أنها الغاية الفضلى التي يسعى الفرد لأجل تحقيقها من خلال السعي إلى التعلم والتطور بشكل مستمر مثل النجاح والراحة والشجاعة والخصوصية.
  • القيم الدينية: تمثل القيم الدينية مجموعة المبادئ والسلوكيات والصفات التي يتمتع بها الأشخاص وفقاً لتعاليم العقيدة الدينية التي يؤمنون بها، وتشكل أخلاق الفرد رادع قوي لضبط مشاعر الغيرة والأنانية وغيرها من الصفات السلبية التي تتنافى مع أخلاق التعاون والاحترام.
  • القيم الاقتصادية: وهي القيم التي يسعى بها الفرد لتحقيق الربح والحصول على المكاسب المادية ويتميز أصحاب هذه القيم بالاهتمامات العملية ذات النفع المادي وهم أصحاب نظرة علمية في تقييم الأشياء والأشخاص بحسب منفعتها فتكون نظرة هؤلاء نظرة مادية ومن زاوية اقتصادية والفائدة منها في سبيل تحقيق أهدافهم والحصول على الثروة وزيادتها، والجدير بالذكر أن القيم الاقتصادية قد تتنافى مع باقي القيم.
  • القيم الجمالية: هي مجموعة القيم التي تحددها العلاقات بين العناصر المادية والمعنوية وغالباً أصحاب هذه القيم ينظرون إلى الأمور من الناحية الجمالية ويقدرون الجمال في الشيء ويتمتعون به ما يبعث لهم السعادة مثل جمال الشكل وجمال الروح وتناسق الألوان والشعر والفنون.
  • القيم السياسية: وهي لا تعتبر قيم بقدر ما تعتبر طريقة من طرق إثبات الذات والرأي الخاص وتشمل حب السيطرة والقوة والاهتمام بالنواحي السياسية كالسلطة والحرية والديمقراطية.
  • القيم العاطفية: وهي القيم التي تدور حول الحب والمودة والقبول، والعلاقات بين الأشخاص التي يتم التحكم بها بحسب الروابط العاطفية وتحكم سلوك الفرد في التعامل على أساس المشاعر والعاطفة مثل التعامل مع الوالدين والزوجة والأقارب والأصدقاء.
  • الأسرة: الأسرة هي المصدر الرئيسي للقيم الشخصية التي يتعلمها الطفل، من خلال الوالدين الذين يعلمان الأبناء مجموعة القيم التي تتوافق مع المجتمع الذي يعيش به خلال عملية التنشئة الاجتماعية للفرد وممارسات تربية الأطفال وطريقة التعامل مع الأفراد الآخرين التي يستخدمها الآباء لتشكيل شخصيته وتوجيه سلوكه عن طريق الثواب والعقاب وإظهار الحب والعاطفة.
  • المدرسة: تعتبر المدارس من المصادر الأساسية التي تلعب دوراً فعال في تكوين القيم الشخصية في مرحلة الطفولة فلها دور قوي في تقديم القيم للطفل بشكل يتناسب مع تفكيره في عمره من جهة وتقاليد مجتمعه من جهة أخرى.
  • المجتمع المحيط: يعيش في المجتمع فئات مختلفة ولكون الشخص جزء من هذا المجتمع يبدأ بتعلم القيم من خلال حياته الاجتماعية ضمن هذا المجتمع والتي تلبي الاحتياجات اللازمة للتعايش مع أفراد هذا المجتمع باستقرار.
  • العمل: يعد العمل أيضاً من المصادر الهامة للقيم حيث يساعد العمل مع مجموعة من الأشخاص بالإضافة للمرور بالكثير من التجارب الفاشلة والناجحة خلال مسيرة العمل في تشكل القيم الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية بهدف التطور والإصرار على النجاح.
  • العوامل الشخصية: وهي من المصادر التي تساهم في تطوير قيم الفرد مثل الكفاءة والمظهر والمهارات على المستوى العلمي والفكري فكلما ازدادت هذه السمات عند الفرد كلما فهم القيم وأهدافها بشكل أفضل.
  • العقيدة والدين: العوامل الدينية من المصادر الرئيسية في تشكيل القيم الأخلاقية والاجتماعية بشكل خاص والتي تكون مذكورة في الكتب السماوية والنصوص الحديثية، حيث يتألف الدين من مجموعة من القيم التي تنتقل من جيل إلى جيل مع اختلاف في طريقة تطبيقها.
  • العادات والتقاليد: وهي الثقافة الاجتماعية الحاملة مجموعة من القيم والمبادئ التي تنتقل من جيل إلى آخر ضمن المجتمع نفسه والتي تحدد سلوك الشخص ضمن الحدود المناسبة لمعايير مجتمعه ما يجعلها مصدر هام لتكوين قيم الشخص.

من منظور علماء الاجتماع تتكون القيم من ثلاث مكونات لا يمكن فصلها عن بعضها البعض لأن القيم في النهاية تنعكس على سلوك الفرد من خلال اندماج هذه المكونات:

  • المكون المعرفي: هو تمييز موضوع القيم من خلال الادراك والتفكير بالعقل في هذه القيمة والوعي والرغبة التي تتشكل من معتقداته الخاصة وأفكاره ومعلوماته عن هذه القيمة.
  • المكون الوجداني: وهو ميول الفرد العاطفي لقيمة معينة ويشمل الانفعالات والمشاعر والأحاسيس التي تجعل الفرد يقدر هذه القيمة والفخر بها والتمسك بها.
  • المكون السلوكي: وهو ترجمة القيمة التي يتمتع بها الفرد إلى سلوك فعلي تظهر بممارسته في حياته اليومية.

من الضروري أن يعرف كل شخص قيمه التي يتمتع بها ويفهمها ويستغلها في مسار حياته بشكلها الصحيح للوصول لأهدافه واستقراره في الحياة، ومن فوائد معرفة قيمك:

  • تجاوز العقبات: إن فهم قيمك الخاصة يساعد بشكل كبير في قدرتك على تجاوز العقبات والمشكلات التي قد تتعرض لها في الحياة بالتركيز على الأسباب التي تدفعك للاستمرار في الحياة والتقدم والتحلي بعقلية إيجابية والنظر لهذه العقبة ومواجهتها باتخاذ القرارات الإجراءات اللازمة لدعم الذات والاستمرار.
  • القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة: معرفة القيم مهمة للغاية لكونها تشكل قوة الشخصية المرتبطة بشكل وثيق مع الثقة عند اتخاذ القرارات الحازمة في الوقت المناسب وفي كافة مجالات الحياة من خلال معرفة الشخص لقدرته على استغلال الفرص واختيارها بما يتناسب مع القيم الأساسية التي يحملها.
  • تحديد الأولويات في الحياة: عند معرفة القيم التي يحملها الفرد والاقتناع بها سوف يساعده هذا بشكل كبير على قدرته في تحديد أولوياته وتجنب الفوضى في حياته من أبسط الأمور، فالقيم تتمثل على شكل تصرف والسير بشكل منتظم لتحقيق هذه الأولويات بما يحقق هدفه في الحياة.
  • تعزيز الثقة بالنفس: عندما لا يؤمن الشخص بقيمه الخاصة لا يمكن أن يكتسب احترام الآخرين فعند الايمان بقيمك يعطيك ثقة كبيرة في النفس لزيادة قدرتك على النقاش الجاد والاقناع فهي طريقة رائعة لبناء احترام الذات وفرضه على الآخرين، فصحاب القيم دائم الاعتزاز بنفسه.
  • تحسين الاختيارات المهنية: إن معرفة القيم الخاصة بك تساعدك في تقدير فرص العمل التي تناسب مع قيمك المهنية وبالتالي تحسن من خياراتك المهنية التي تناسب قدراتك العقلية والجسدية، كما تزيد من قدرتك على تحديد ما هو مهم في عملك واتخاذ القرارات المهمة بالنسبة للعمل أو الحصول على المنصب الوظيفي الذي ترغب به وإن لم تجد ما يتناسب مع قيمك المهنية تساعدك في بناء علاقاتك بشكل صحيح وتطويرها من خلال العمل في أي مجال كان.
  • تساعد على الاستمتاع بالحياة: تحديد قيمك الخاصة وتصديقها تعتبر من الأمور التي تشعرك بالسعادة في حياتك اليومية لكونها تساعدك في تنظيم حياتك وإيجاد الوقت للراحة والاسترخاء فلا تفكر فيما سوف يحدث لكون صاحب القيم يضع في اعتباراته دائماً أنه قد يحدث ما يكون غير متوقع ولكن لديه القدرة على حله وتجاوزه بنجاح.

المراجع