ما هي القيم الإسلامية؟ القيم في الإسلام وخصائصها

القيم في الإسلام هي مجموعة الصفات الأخلاقية والقواعد والمبادئ التي يجب اتباعها لبناء الشخصية الإسلامية الصحيحة، وتستمد هذه القيم من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة التي تتضمن الكثير من أوامر الله عزّ وجل من حسن الخلق والتعامل والفعل والعبادة، وتجنب الصفات التي نهى عنها الله سبحانه وتعالى من التكبر والغرور والطمع وغيرها والتي تترسخ في عقيدته وتنعكس على سلوكه.

وقد عرّف الأستاذ عبد الرحيم الرفاعي القيم الإسلامية على أنها مجموعة المعايير والفضائل التي جاء بها الإسلام ثم أصبحت اعتقاداً ثابتاً واعتزازاً عن قناعة واختيار وأصبحت موجه لسلوكه ومرجعاً لأحكامه في كل ما يصدر عنه من قول أو فعل لتحسين علاقته بربه وكذلك مع الأشخاص الآخرين والمجتمع.

والجيدر بالذكر أن القيم الإسلامية الصحيحة لا تتعارض مع التقدم والتطور، فهي أيضاً تحث على الاستمرار في العلم وتطوير الذات والشجاعة وقوة الشخصية والحضور الاجتماعي.

• القيم الإسلامية مصدرها الله تعالى: تعتبر القيم الإسلامية ذات مصدر رباني فهي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، حيث أمر بالله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بمجموعة من القيم التي يجب على المسلم أن يتبعها.
• القيم الإسلامية متكاملة وشاملة: ولأن القيم الإسلامية هي مجموعة الأخلاق والمبادئ الموصى بها عن الله سبحانه وتعالى فلا بد أنها شاملة ومتكاملة فهي جميعها تصب في مصلحة الإنسان والمجتمع الذي يعيشه، فهي تحدد سلوكياته وتوجهاته وطريقة تعامله مع الآخرين.
• القيم الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان: تتمثل القيم الإسلامية بالتحلي بالأخلاق الفاضلة التي هي لازمة لكل زمان ومكان، فالتسامح وحب الخير والصدق والأمانة ليست من الأمور التي تتغير بتغير الحقبة الزمنية ولا الظرف الذي يمر به المسلم وإنما هي صفات صالحة لكل زمان ومكان.
• القيم الإسلامية توافق العقول البشرية: لا تتعارض القيم الإسلامية والأخلاق الإسلامية مع الأنواع الأخرى من القيم بل على العكس فهي متناسبة مع العقول البشرية خاصة، فالإنسان بالفطرة يهدف للعيش بسلام مع مجموعة القواعد التي تهدف لصلاح النفس وصلاح المجتمع، فلا يمكن فصلها عن القيم الاجتماعية والأخلاقية والتربوية.
• القيم الإسلامية ترتبط بالدنيا والآخرة: إن القيم الإسلامية من شعائر الله التي خص بها عباده المؤمنين في الدنيا والآخرة، فمن يحسن في الدنيا يقابل بالإحسان في الدنيا وله جزاءه في الآخرة، وهذا وعد الله في القرآن الكريم بقوله عز وجل: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) سورة الزمر الآية 10.
• القيم الإسلامية ترتبط بالمسؤولية: حيث لا يوجد رقيب للقيم الإسلامية إلا المسلم نفسه، فهو المسؤول عن كل سلوك يصدر منه سواء كانت على نفسه أو مع غيره لأنه يعلم أن الله متطلع عليه بما يخفي وما يبدي وكله بحساب.

• تعزز الثقة بالنفس: من يتبع القيم الإسلامية بشكلها الصحيح يعلم جيداً ما هي قيمته الحقيقة، ويعلم أن الله مدبر كل شيء ورفيقه في كل درب وأنه يفرض عليه السعي لإثبات ذاته وتطويرها، ما يبعث له شعور عالي بالثقة في النفس، والثقة بالنفس وقوة الشخصية من الصفات المحمودة في الدين الإسلامي والمقصود في القوة هو تحلي المسلم بالأمل والقوة والشجاعة.
• تشكل رادعاً للمسلم للوقوع في المعاصي: إن القيم الإسلامية تجنب المسلم من الوقوع في المعاصي، فهي الدرع الواقي للمؤمن من خلال معرفة أن الله يرى كل ما يقوم به العبد ما يجعله يتعامل بحذر ويقوم بمراقبة نفسه ومحاسبتها.
• القيم الإسلامية تقوّم السلوك: من أهمية القيم الإسلامية أنها تقوم سلوك الأفراد، فهي مجموعة من القواعد الدينية التي تضبط سلوك المسلم مع نفسه ومع المجتمع المحيط به بكل ما هو أخلاقي، فيعيش حياته ملتزماً بهذه القوانين والقيم التي لا تتنافى مع الحضارة، فهي سمات يرتقي بها الإنسان والتي تترجم إلى سلوك يومي.
• اتخاذ القرارات: من يتمتع بالقيم الإسلامية ويفهمها بشكل صحيح سوف يكون أكثر قدرة على اتخاذ القرارات الجادة في الأوقات الصعبة والحرجة بما يتناسب مع هذه القيم.
• تحسين الروابط الاجتماعية: تدعم القيم الإسلامية حسن التعامل مع الآخرين من خلال فرض الاحترام للآخرين والتعاون والمساعدة وحب الخير، كما يحث على زيادة الروابط الاجتماعية من خلال مشاركتهم في أفراحهم وأحزانهم ونجاحاتهم وتقديم الدعم لهم في المشاكل.

• القرآن الكريم: من المصادر الرئيسية للقيم الإسلامية هو القرآن الكريم، والدليل على هذا قوله سبحانه وتعالى: (إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) سورة الإسراء الآية 9، وقد ورد الكثير من القيم التي يجب على المسلم اتباعها في القرآن الكريم.
• السنة النبوية الشريفة: ومن المصادر الثانية للقيم الإسلامية هو الامتثال للسنة النبوية الشريفة، ففي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه أبي هريرة رضي الله عنه: "إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ صالحَ الأخلاقِ" حدثنا به الألباني، فالأخلاق الصالحة هي أساس القيم الإسلامية بالإضافة إلى العقيدة والإيمان.
• مجالس العلم والذكر: تساعد مجالس العلم في توضيح القيم الإسلامية للمسلم، فتزيد من التنشئة الصحيحة على هذه القيم وكيفية تطبيقها في المجتمع الإسلامي للحصول على مجتمع مترابط ومستقر.
• الأعراف والتقاليد في المجتمع الإسلامي: وهي ما يتم غرسه منذ الصغر في الطفل، فيجب قبل تعليم الطفل الخوف من الله والصلاة والصيام وغيرها من العبادات تعليمهم أهمية العمل الصالح، من خلال شرح ضرورة التسامح والتعاون والرحمة والتي هي من الأخلاق الأساسية لفهم الدين الإسلامي بشكل صحيح.
• ما أجمع عليه علماء الدين: وهي مصدر للقيم الإسلامية من خلال اثبات حقائق والأدلة على اثبات هذه القيم التي يتم الحكم عليها من قبل الجماعات الإسلامية.

• الاحسان: يعتبر الإحسان من القيم الإسلامية فقد أمر الدين الإسلامي بالإحسان للآخرين بكافة أشكاله، كالإحسان للوالدين والفقراء واليتامى، ومن يتمتع بهذه القيمة ينال محبة الله عز وجل في قوله تعالى: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) سورة البقرة الآية 195.
• الرحمة: والرحمة والرأفة أيضاً من القيم الإسلامية التي حث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: "ليسَ منّا من لَم يَرحَمْ صغيرَنا، ويعرِفْ حَقَّ كَبيرِنا" أخرجه أبو داوود، وفي هذا الحديث الذي رواه جد عمرو بن شعيب إشارة إلى أن الرحمة من قيم المسلم التي تشير إلى انتمائه.
• التواضع: التواضع يرفع من قدر المرء ويزيده نبلاً ويولد الألفة ويرفع الحقد من قلوب الآخرين فهي من القيم الإسلامية التي تزيد الشريف شرفاً بين الناس، وكذلك التواضع لله سبب في رفع العبد في الدنيا والآخرة.
• الشجاعة: الشجاعة من القيم الإسلامية المحمودة، وتشمل أشكالها كافة في المواجهة خاصة بالحق وحضور الذهن عند الشدائد التي هي من أكبر مظاهر الشجاعة.
• التعاون: تتمثل القيمة الإسلامية في التعاون فهو من ثمرات الأخوة الإسلامية والاستفادة من خبرات وتجارب الآخرين في كافة نواحي الحياة، كما يساعد في توفير الوقت والجهد.
• الجود والكرم: الكرم من القيم الإسلامية التي تدل على كمال الإيمان كما تعزز محبة الناس وتحث على التكافل والتودد الاجتماعي.
• الأمانة: من أعظم القيم الإسلامية التي تعبر عن طبيعة الشخص وصورته أمام الآخرين، وتشمل الأمانة فيما فرضه الله عز وجل على عباده، والأمانة في أموال الآخرين، والأمانة في العرض مثل حفظ الزوجة، والأمانة في نشر العلوم والمعارف.
• العدل: وهو من القيم الإسلامية التي حث عليها الدين في القرآن والسنة في قوله سبحانه وتعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ) سورة النحل الآية 90.
• الستر: وتشمل هذه القيمة الإسلامية ستر النفس والستر على الآخرين، وقد حث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث رواه أبي هريرة رضي الله عنه: "كُلُّ أُمَّتي مُعافًى إلّا المُجاهِرِينَ، وإنَّ مِنَ المُجاهَرَةِ أنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ باللَّيْلِ عَمَلاً، ثُمَّ يُصْبِحَ وقدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عليه، فَيَقُولَ: يا فُلانُ، عَمِلْتُ البارِحَةَ كَذا وكَذا، وقدْ باتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، ويُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عنْه" صحيح البخاري، وفي حديث آخر رواه أيضاً أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ومن سترَ على مسلمٍ سترَهُ اللَّهُ في الدُّنيا والآخرةِ" أخرجه مسلم.
• الصدق: من أهم القيم الإسلامية الصدق فالمؤمن لا يكذب، وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدق وأكد على أهميته في عدة أحاديث ففي حديث ورد في صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حتّى يَكونَ صِدِّيقاً، وإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حتّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذّاباً"
• المحبة: تعزز المحبة من العلاقات بين أفراد المجتمع وهي دلالة على حسن الإسلام وصفاء القلب وتظهر آثار المحبة عند الشدائد، وهو من القيم الإسلامية التي وردت في السنة النبوية الشريفة في حديث رواه أبي هريرة رضي الله عنه: "لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتّى تَحابُّوا" أخرجه مسلم في صحيحه.
• الوفاء بالعهد: الوفاء بالعهد من أكثر القيم الإسلامية شمولاً لكونها تحمل الصدق والعدل والرحمة والأمانة والإحسان، وقد وردت في القرآن الكريم في قوله تعالى: (وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً) سورة الإسراء الآية 34.