هل يتخلى الرجل عن حبه بسهولة ومتى يتعب في الحب!
ليس من السهل أن يتخلى الرجل عن المرأة التي يحبها، لكن مع ذلك قد يصل الرجل في العلاقة إلى مرحلة يتمرد فيها على مشاعره ويتخلى عن المرأة التي يحبها ويهجرها، وربما تشعر المرأة أن حبيبها تخلى عنها بسهولة وأن هذا طبع في الرجال، لكن هل فعلاً الرجل يتخلى عن حبه بسهولة!
لا يتخلى الرجل عن حبّه بسهولة! وغالباً ما يعاني الرجال من ألم الفراق والهجر بشكل عميق قد يتفوق على مشاعر الانكسار التي تعاني منها المرأة عند الفراق، خصوصاً وأن الرجل في هذه الحالة التي نشير إليها هو من يتخذ القرار بالرحيل، مع ذلك قد يمتلك البعض قدرةً أكبر من غيرهم في التخلي عن الحب بسهولة وقسوة أحياناً.
هناك بعض العوامل والظروف التي تجعل الرجل يتخلى عن امرأة يحبها ومدى تأثّره بذلك، منها السبب المباشر للفراق، ومدى قوة وعمق العلاقة التي كانت بينه وبين المرأة، وشخصية الرجل وطريقة تفكيره ومدى قدرته على التحكّم بعواطفه ومشاعره.
ومن الجدير بالذكر أن العوامل التي تدفع الرجل للتخلي عن الحب متفاوتة، فقد يكون السبب في بعض الأحيان هو عدم التوافق بين الشريكين، أو الخيانة، أو عدم القدرة على التكيّف مع تغيرات الحياة، أو ظروف أخرى تؤثر على العلاقة، وكل ذلك له تأثيره الخاص في مدى قدرة الرجل على التخلي عن حبه وصعوبة أو سهولة ذلك عليه نفسياً وعاطفياً.
في نهاية المطاف، فإن قرار التخلي عن الحب يعتمد على الرجل نفسه وعلى مدى قوة وثبات مبادئه وقيمه، وعلى ما يعتقد أنه أفضل له ولحياته المستقبلية.
متى يتخلى الرجل عن حبه بسهولة! غالباً لا يكون قرار الرجل بالانفصال عن حبيبته عشوائياَ أو مفاجئاً إذا كان حبه صادقاً، وقد يظل الحب في قلب الرجل حتى بعد الهجر والتخلي عن حبيبته، وأهم الأسباب التي تجعل الرجل يترك امرأة يحبها:
- عدم التوافق بينهما: إذا كان هناك اختلافات كبيرة في الشخصية أو الأهداف أو القيم بين الرجل والمرأة التي يحبها، فقد يصعب عليهما الحفاظ على علاقة صحية ومستقرة، فكل التفاصيل والرغبات والحاجات والتوقعات تصبح أصعب وأكثر تعقيداً، وبالتالي تجعل العلاقة تبدو وكأنه لا طائل أو أمل منها، وهذا يحكم على العلاقة بالفشل وإن كان بشكل غير مباشر، يبقى فقط ظهور أسباب مباشرة واضحة وتكون مثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، وجعلت الحبيب يتخلى عن حبه وحبيبته رغم مشاعره القوية تجاهها.
- التعرض للخيانة: عندما يكتشف الرجل أو يشك بأن المرأة التي يحبها خانته، فقد يفقد الثقة فيها ويشعر بالخداع والألم، والحقيقة أن الألم الذي ينتج عن الخيانة العاطفية من أصعب المشاعر التي قد يمر بها إنسان سواء كان الرجل أو المرأة، ومع الخيانة يأتي الشك والريبة وفقدان الشعور بإمكانية عودة الثقة أو الأمان في العلاقة، وهنا يختلف الرجال في ردة فعلهم على هذه الموضوع، لكن غالباً في نهاية الأمر سوف يصل الرجل لقرار التخلي عن حبه مهما كان عميق لفقدانه الأمل في عودة أي شيء جميل للعلاقة أو الأمل بأي نتائج جيدة من استمرارها والخوف من تكرار التجربة مع شعور الخيانة.
- الضغوط الخارجية: قد يواجه الرجل ضغوطًا خارجية، مثل ضغوط العمل أو الأصدقاء أو العائلة، التي تؤثر على العلاقة وتجعله يشعر بالإرهاق والتعب، وهذه الضغوط قد تترافق مع كثرة الخلافات وعدم الاتفاق على الأمور الأساسية مع المرأة وفقدان الشعور بالشغف العاطفي والرغبة بالاستمرار، وهنا يقع الرجل في حالة من الفتور والملل ويبدأ بالبحث عن أي أسباب ومبررات لإنهاء العلاقة والانسحاب منها.
- صعوبات التكيف في العلاقة: عدم التكيف بين المرأة والرجل في مجمل النواحي الثقافية والاجتماعية والدينية والنفسية والعاطفية، تؤدي لحالة من الانفصال الفكري والعاطفي حتى قبل الانفصال الحقيقي، وهذه الصعوبات بالتكيف تمثل ضغط كبير على الرجل في بعض الأحيان، وتصور له أن هذه العلاقة منتهية ولا أمل من نجاحها، وهنا حسب طبيعة الرجل النفسية وطريقته في علاج أموره يلجأ بعض الرجال للانسحاب والتخلي عن الحبيبة.
- فتور المشاعر وموت العلاقة: يمكن أن يحدث انتهاء طبيعي للعلاقة بين الرجل والمرأة التي يحبها، وهذا يمكن أن يكون بسبب اختلافات في الأهداف أو الرؤى المستقبلية لكل منهما، وفي هذه الحال يكون الرجل مضطراً للبحث عن مستقبل جديد له لا وجود للحبيبة فيه، وهنا يقرر التخلي عن حبه والانسحاب لصالح حياته ومستقبله.
- التباعد بين الحبيبين: البعد في المسافة الجغرافية بين الحبيبين سواء كانا زوجين أم لا يخلق فجوة عاطفية كبيرة بينهما، فكل منهما يتعرض لتجارب ومواقف وظروف خاصة ليس بالضرورة أن يكون للآخر معرفة أو علاقة بها، وهذه التجارب تسبب تغير في سلوكياته وأفكاره ورغباته، وبالتالي تغير في رأيه تجاه العلاقة والاستمرار بها، وبالتالي في بعض الحالات التخلي عن الحب والحبيبة.
- عدم الرضا الجنسي بين الزوجين: في حالات الزواج يعتبر الرضا الجنسي بين الشريكين أمر في غاية الأهمية وله تأثير على مجمل العلاقة الزوجية والعاطفية بين الزوجين، والشعور بعدم الرضا الجنسي لأي أسباب نفسية أو عاطفية أو حتى جسدية يعتبر بمثابة فجوة كبيرة تتعمق مع الوقت في العلاقة حتى تنهيها تماماً، لذا فإن شعور الرجل بعدم الرضا الجنسي يعد من الأسباب القوية لإنهاء العلاقة مع زوجته والتخلي عنها رغم حبه لها.
- كثرة الاختلافات الشخصية: إذا كان هناك اختلافات كبيرة في الشخصية أو الأهداف أو القيم بين الرجل والمرأة التي يحبها، فقد يصعب عليه الحفاظ على علاقة صحية ومستقرة، مما يؤدي إلى التعب في الحب، وربما الملل وفقدان الأمل بالنجاح في العلاقة.
- زيادة الالتزامات: وقد يشعر الرجل بأن الالتزامات تثقل كاهله وتستنزف موارده وطاقته، وبالتالي يشعر بالتعب من الحب وربما يرى في التراجع عن الزواج والارتباط والتخلي عن حبيبته وسيلةً في الهروب من الضغوط والالتزامات المطلوبة منه.
- الشعور بالعجز تجاه حبيبته: من الأسباب التي قد تجعل الرجل يتخلى عن امرأة يحبها شعوره بالعجز وعدم القدرة على تحقيق رغبات وطلبات حبيبته أو صعوبة الوصول بالعلاقة إلى الارتباط الرسمي والجاد بسبب الظروف المادية أو الاجتماعية أو الفروق التي من شأنها تعطيل الارتباط وربما جعله مستحيلاً.
- الإهمال في العلاقة: حالة الإهمال العاطفي حالة متعبة ومؤلمة لكلا الطرفين، وعندما يجد الرجل أنه يحب شريكته ويقوم بكل ما امكنه لتكون راضية وسعيدة في العلاقة ويقدم لها اهتمامه ومحبته وهي لا تبادله هذا الاهتمام، فبالتأكيد سوف يأتي الوقت الذي يشعر به بالتعب من العلاقة والمشاعر غير المتبادلة.
- اختلاف الأهداف والنظرة للمستقبل: عندما يكون لدى الرجل وحبيبته اختلافات كبيرة في الأهداف والتطلعات المستقبلية، فقد يصعب عليهما الحفاظ على علاقة حب قوية ومستقرة، فليس بالضرورة أن تتوافق رؤية كل منهما للمستقبل والطموحات، وفي بعض الأحيان قد يصل الاختلاف إلى حد التناقض وبالتالي يجب على أحدهما الاستغناء عن هذه الطموحات أو الاستغناء عن العلاقة برمتها، وهذا يشعر الرجل بالتعب والضجر من العلاقة.
- الاختلافات الثقافية: الخلفية الثقافية لها دور كبير في تحديد طريقة الحياة التي يرغب بها الإنسان، سواء بالنواحي الاجتماعية أو الاقتصادية أو الدينية وغيرها، وهذه الاختلافات تحدث فرق في طريقة الحياة التي يرغب بها كل من الشريكين، ومسايرة أحدهما للآخر قد تشعره بالضغط والتعب من العلاقة رغم وجود المحبة.
- عدم القدرة على تقبّل العلاقات السابقة: قد يكون لدى الرجل علاقات سابقة أو تجارب سيئة في الحب، مما يؤثر على قدرته على الاستمرار في العلاقة الجديدة، ويمكن أن يجعله يفكر في التخلي عن حبيبته.
لا يمكن تحديد وقت أو فترة البعد الذي يمكن للرجل أن يتحمله بعيداً عن حبيبته، يعتمد ذلك على طبيعة العلاقة بينهما، ومدى قوة وصدق الحب بينهما، والسبب الذي جل الرجل يبتعد عن حبيبته، وبكل تأكيد شخصية الرجل وطريقة تفكيره وتعامله مع المواقف المختلفة وخصوصاً العاطفية والاجتماعية.
بشكل عام طول فترة بعد الرجل عن حبيبته قد يؤدي إلى زيادة الشوق والحنين، ويمكن أن يكون صعبًا على الرجل، خاصة إذا كانت العلاقة بينهما قريبة ومتينة، أو إذا كان الحب الذي يشعر به قويًا، أو حال معرفته أن الفرص أمامه قليلة وربما ليست أفضل من البقاء من حبيبته.
ولكن يوجد حالات معينة يكون فيها الرجل أكثر قوة في مواجهة هذا الموضوع، إما لأسباب تتعلق بالعلاقة نفسها مثل أن تكون ضعيفة ولم تصل لمرحلة الحب القوي والتعلق الكبيرة، أو تتعلق بالطبيعة النفسية للرجل كأن يكون شخص يستطيع التخلي عن أي أحد بسهولة، أو أمور تتعلق بالسبب الذي نتج عنه البعد كحالات المشاكل التي لا يمكن التسامح بها مثل الخداع والكذب والخيانة والضرر، ففي مثل هذه الحالات يصبح البعد أمر لا بد منه وربما يكون أفضل له من ناحية المصلحة.
ووفق هذه العوامل تتغير المدة التي يمكن للرجل بعدها عن حبيبته، فإما أن يكون البعد مؤقت حتى يشعر كل منهما بقيمة الآخر، أو يشعر المخطئ بحجم الخطأ الذي ارتكبه بحق الآخر، أو حتى يتخذا القرار بالعودة، أو في بعض الحالات إنهاء العلاقة والبحث عن فرص جديدة مع شخص آخر في مكان آخر.
يعتمد رد الرجل على جرح حبيبته له على عدة عوامل، مثل طبيعة الجرح ومدى أهميته، ومدى قوة العلاقة بين الرجل وحبيبته، ومدى التزام الطرفين ببناء علاقة صحية ومستقرة.
في العادة، يميل الرجال إلى التسامح مع الحبيبة إذا كان الجرح غير مقصود أو ناتج عن سوء فهم، وإذا كانت العلاقة بينهما قوية ومبنية على الثقة والاحترام المتبادل، وفي أحيان أخرى قد يكون من الصعب على الرجل التسامح خاصة إذا كان الأمر الذي أدى للجرح مقصودًا أو نتيجة لسلوك غير مقبول، وإذا كان هناك تاريخ سلبي في العلاقة بينهما، مثل الخيانة أو الكذب المتكرر.
عموماً قد يحتاج الرجل إلى بعض الوقت للتفكير والتأمل في الأمر، وقد يحتاج إلى التحدث مع حبيبته لفهم السبب والتعلم من الخطأ، وقد يتطلب الأمر أيضًا العمل على بناء الثقة وإعادة بناء العلاقة بينهما.
مسألة السماح والمغفرة يعتمدان على قوة العلاقة بين الرجل وحبيبته، وعلى المدى الطويل، قد يساعد التسامح والمغفرة على بناء علاقة صحية ومستقرة بين الطرفين، ولكن يجب أن يتم التعامل مع الجرح ومعالجته بشكل صحيح، والعمل على إصلاح العلاقة بشكل جاد ومتعاون، ومن المهم أن يتحلى الرجل بالصبر والاحترام، وأن يتعامل مع حبيبته بطريقة إيجابية وبناءة، وأن يعمل على بناء الثقة والاحترام المتبادل، وذلك لتجنب حدوث أي مشاكل أو انفصال في المستقبل.