دواء كلوميد لتنشيط الإباضة Clomid وواعي استعماله
دواء كلوميد من أكثر محفزات الإباضة شهرةً ويعتبر من الخيارات الأولى لعلاج مشاكل الإنجاب المرتبطة بالإباضة أو العقم مجهول السبب، في هذا المقال سنقدم أهم المعلومات التي يجب أن تعرفيها حول استخدام دواء كلوميد لتنشيط الإباضة، وما تأثيراته ومضاعفاته وطريقة استخدامه الصحيحة.
دواء الكلوميد هو الاسم التجاري للكلوميفين (Clomifen) وهو منشط إباضة غير ستيروئيدي، يؤخذ عن طريق الفم لزيادة فرص الحمل عند المرأة التي تعاني من العقم بسبب ضعف الإباضة، من خلال تعزيز عملية الإباضة لدى النساء وبالتالي زيادة فرصة الحمل والحمل بتوأم.
يعمل المستحضر كمنظم انتقائي لمستقبلات الأستروجين في أماكن مختلفة من الجسم ويتفاعل معها، مثل الغدة تحت المهاد والغدة النخامية والمبيض وبطانة الرحم والمهبل وعنق الرحم، فيعطي إشارة للدماغ بأن تركيز الأستروجين قليل في الجسم، فيعمل على إنتاج الهرمونات الموجهة للغدة التناسلية (GrH) والذي بدوره يحفز إنتاج الهرمون المنبه للجريب FSH والهرمون اللوتيني LH الذي يؤثر على المبايض، مما يؤدي إلى تطور جريب المبيض ونضجه وحدوث الإباضة وبعدها نضج الجسم الأصفر والقيام بوظيفته كإفراز البروجسترون ما يؤدي لحدوث الحمل وثباته.
- العقم بسبب عدم الإباضة: يستخدم دواء كلوميد لتنشيط الإباضة بشكل رئيسي لعلاج حالات العقم المرتبطة بغياب الإباضة عند بعض النساء، وتعطي نتائج فعالة جداً خاصة إذا تم استخدامها في سن قبل 35 سنة لتحفيز المبيضين، ولمدة ثلاث إلى 4 دورات متتالية وتكون نسبة الحمل من 29%.
- العقم بسبب المبيض متعدد الكيسات: من المعروف أن النساء اللواتي يعانين من متلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCOS) يكون لديهن ضعف الإباضة وصعوبة بالحمل، فيزيد دواء الكلوميد من تحفيز الإباضة وبالتالي زيادة فرصة الحمل، حيث تزداد نسبة الحمل 15% عند استخدام كلوميد عند النساء المصابين بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات تحت سن 35 بعلاج لمدة 3 أو 4 دورات.
- حالات العقم غير المبرر: رغم أن الكلوميد يعد الخيار الأول لعلاج حالات العقم الغير مبرر إلا أنه غير كافي لعلاج حالات العقم لوحده وإنما يفضل مشاركته مع محفزات إباضة وأدوية خصوبة أخرى، فبحسب دراسات تقول أن 13% من النساء استجابوا للعلاج بالكلوميد عند العلاج لمدة ستة أشهر، كما أوجدت دراسات أخرى أنه لا يوجد دليل على أن الكلوميد لوحده علاج فعال للعقم الغير مبرر.
- تحفيز إنتاج البويضات للتلقيح الصناعي: قد يستخدم دواء الكلوميد لتنشيط الإباضة لتحضير المرأة للتلقيح الصناعي لكونه يحتاج لثلاث بويضات ناتجة للتلقيح الأنبوبي، وإن كانت الإباضة عند المرأة طبيعية، وإن كانت المشكلة أيضاً عند الرجل.
- كلوميد لعلاج العقم عند الذكور: يستخدم الكلوميد أيضاً لعلاج حالات العقم عند الرجال، حيث يسبب زيادة إنتاج هرموني FSH وLH وبالتالي زيادة إنتاج هرمون التستوستيرون وإنتاج الحيوانات المنوية، يستخدم لمدة تتراوح من 3 إلى 4 أشهر وهو الأمر الذي يستغرقه تشكل الحيوانات المنوية (من 90 إلى 108 يوم من بدء تكوين الحيوانات المنوية حتى القذف).
يتم استخدام دواء كلوميد لتنشيط الإباضة بإشراف الطبيب للتأكد من الطريقة الصحيحة ومتابعة تفاصيل تطور العلاج، وفي الغالب يحتاج علاج التبويض بالكلوميد لمدة 3 دورات متتالية إلى 6 دورات حسب الحالة والاستجابة، ويتم أخذه غالباً بالطريقة التالية:
- تحديد الوقت المناسب لبدء تناول دواء كلوميد لتنشيط الإباضة: يجب البدء بتناول دواء كلوميد لتحريض الإباضة في اليوم الثالث من الدورة الشهرية، حيث يساعد البدء بوقت مبكر من الدورة الشهرية على تنشيط عدد أكبر من البويضات الناضجة في مرحلة الإباضة.
- تحديد جرعة دواء كلوميد لتحريض الإباضة: يتم تحديد الجرعة بدقة من الطبيب لكن في الغالب يتم تناول دواء كلوميد بجرعة 50 ملغ صباحاً و50 ملغ مساءً لمدة خمسة أيام من اليوم الثالث إلى اليوم السابع من الدورة الشهرية.
- مراقبة حالة المبيض بعد تناول دواء كلوميد لتحريض الإباضة: في اليوم الحادي عشر أو الثاني عشر من الدورة الشهرية، يتم إجراء مراقبة بالموجات فوق الصوتية لتحديد ما إذا كانت الجريبات نضجت أم لا، ولتحديد عدد البويضات الناضجة داخل الجريبات، ولكي تنجح عملية التبويض يجب أن تكون عدد الجريبات الناضحة الواضحة في هذه المرحلة 2-3 جريبات.
- مراقبة حالة بطانة الرحم بعد حدوث التبويض: بعد التأكد من الجريبات الناضجة يجب مراقبة حالة بطانة الرحم، حيث تبدأ الجريبات الناضجة بإنتاج الأستروجين المسؤول عن تجهيز بطانة الرحم للبيضة الملقحة، فيجب المراقبة بالأمواج فوق الصوتية للتأكد من أن الكلوميفين لن يؤثر بشكل سلبي على بطانة الرحم.
- استخدام بعض الأدوية المساعدة لحدوث الحمل: في معظم الحالات يتم استخدام حقن هرمون الغدد التناسلية المشيمية البشرية (Human Chorionic Gonadotrpine) والمعروفة أيضاً بحقن تحفيز الإباضة الذي يساعد على إفراز هرمون البروجيسترون والاستراديول، أو بعد عملية التبويض يتم إعطاء هرمون البروجستيرون الخارجي على شكل أقراص مهبلية أو جل مهبلي لدعم بطانة الرحم لاستقبال البيضة الملقحة وثبات الحمل.
- فحص اختبار الحمل المنزلي: يطلب الطبيب من المرأة بعد التبويض بأسبوعين إجراء فحص الحمل المنزلي، فإذا كان النتيجة إيجابية ينصح بإعادة التحليل في المخبر للتأكد من النتيجة، والتصرف بشكل يتناسب مع الحالة.
تسبب الأدوية الهرمونية الكثير من الأعراض الجانبية بسبب التغيرات الهرمونية الناتجة عنها، وقد لا تظهر أي من هذه الأعراض على المرأة وقد تظهر شديدة عند أخرى، ومن هذه التأثيرات:
- زيادة حجم المبايض: قد يسبب تناول دواء كلوميد لتنشيط الإباضة زيادة حجم المبايض بسبب نضوج عدد من الجريبات، وعادةً ما يتراجع تلقائياً خلال عدة أيام أو أسابيع بعد التوقف عن العلاج.
- الهبات الساخنة: من الأعراض الشائعة لتناول دواء كلوميد الهبات الساخنة وهي مشابهة للهبات الساخنة التي تعاني منها النساء في سن اليأس عند انقطاع الطمث، وقد تكون مزعجة لدرجة تجعل المرأة تتوقف عن العلاج.
- أعراض هضمية: يسبب دواء كلوميد لتنشيط الإباضة بعض الأعراض الهضمية المزعجة مثل آلام البطن والنفخة والغثيان والإسهال، إذا كانت الأعراض شديدة يجب التحدث مع الطبيب مباشرةً.
- ألم في الثدي: من الآثار الجانبية المحتملة لدواء كلوميد التهاب الثدي وألمه وهذا يعد من الأعراض الطبيعية رغم أنها مقلقة، نتيجة التغيرات الهرمونية التي يسببها الدواء في الجسم، وتنتهي بمجرد التوقف عن تناول الدواء.
- زيادة الوزن: من الأعراض الجانبية لدواء كلوميد ملاحظة زيادة في الوزن بسبب احتباس السوائل التي تسببها الأدوية الهرمونية، لكن إذا كانت زيادة سريعة وغير منطقية يجب التحدث للطبيب للتأكد من عدم الإصابة بفرط نشاط المبيض.
- نزيف مهبلي: من الأثار الجانبية غير الشائعة لاستخدام دواء الكلوميد لتنشيط الإباضة حدوث نزيف مهبلي أو ظهور بقع دم خارج وقت الدورة الشهرية المعتاد، ولكن إذا كانت شديدة ومثيرة للقلق يجب التحدث للطبيب.
- مشاكل في الرؤية: من الآثار الجانبية المنتشرة عند استخدام دواء كلوميد لتنشيط الإباضة الاضطرابات البصرية ومشاكل الرؤية وانخفاض حدة البصر، لذا يجب تجنب الأنشطة التي تحتاج للبصر مثل قيادة السيارة خلال العلاج بدواء كلوميفين.
هناك العديد من المخاطر والمضاعفات لاستخدام تناول كلوميد لتنشيط الإباضة، وفي الغالب تستدعي توقف العلاج فوراً، ومن هذه المخاطر:
- متلازمة فرط نشاط المبيض: من المخاطر المرتبطة بتناول دواء كلوميد لتنشيط الإباضة عند النساء متلازمة فرط تحفيز المبيض (Ovarian Hyperstimulation syndrome) والتي قد تكون خطيرة وتسبب تورم في المبيضين وألم بهما وتسرب سائل منهما، يجب التوقف عن تناول الدواء والتحدث مع الطبيب المختص عند ملاحظة هذه الأعراض.
- التهاب البنكرياس: يسبب دواء كلوميد المحرض للإباضة انخفاض مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة ويرفع مستويات الدهون الثلاثية والبروتين الدهني عالي الكثافة ما يسبب التهاب البنكرياس عند تناوله لفترات طويلة من العلاج.
- سرطان المبيض: أوجدت الدراسات ارتفاعات طفيفة في معدل الإصابة بسرطان المبيض عند النساء اللواتي تلقين العلاج بدواء كلوميد لتنشيط الإباضة، تظهر الأبحاث أيضاً أن الخطر الأكبر كان عند النساء اللواتي تلقين العلاج بأدوية الخصوبة لأكثر من سنة.
- الحمل خارج الرحم: من المخاطر التي تتعرض لها المرأة عند العلاج بدواء كلوميد هو الحمل خارج الرحم، حيث يسبب الدواء تحفيز المبايض وأيضاً تغيير النشاط الكهربائي المسؤول عن الدفع لقناتي فالوب ما يزيد من احتمال الحمل خارج الرحم وتعد من الحالات الخطيرة.
- مشاكل في الكبد: يجب تجنب تناول دواء كلوميد عند النساء اللواتي يعانين من مشاكل في الكبد، لكون إطراحه كبدي فقد تصاب النساء بسمية الدواء.
تختلف نسبة الحمل بعد الكلوميد باختلاف العديد من العوامل، منها سبب العقم عند النساء والعمر ونظام الحياة والعامل الوراثي، لذا هناك العديد من الشروط يجب أخذها بعين الاعتبار قبل قياس نسبة الحمل بعد الكلوميد.
حيث تتراوح فرص الحمل عند النساء اللواتي يعانين من العقم بسبب ضعف الإباضة أو عدم التبويض في كل دورة شهرية خلال تناول الكلوميفين من 10 إلى 12%، وبالتأكيد تختلف النسبة باختلاف العمر ونظام الحياة.
كما أن معدل الحمل بتوأم عندما تتناول المرأة دواء كلوميد لتنشيط الإباضة يتراوح من 5 إلى 8%، وفرصة الحمل بثلاث توائم أقل من 1%.
ويجب الأخذ بعين الاعتبار أن العقم الناتج عن انقطاع الطمث المبكر أو سن اليأس أو قصور المبايض أو حالات العقم غير المرتبطة بالمبايض لا يعطيها فيها دواء الكلوميد أي نتيجة.
- هل يحدث حمل أثناء استخدام دواء كلوميد؟ عادةً لا يحدث الحمل خلال تناول دواء كلوميد لتحفيز الإباضة، إلا إذا كانت الدروة الشهرية غير منظمة، حيث يبدأ تناول الكلوميد في الفترة التي لا يكون بها إباضة بالحالة الطبيعية وهي من اليوم الثالث لليوم السابع من الدورة وعادةً في هذه الفترة احتمال الحمل ضعيف ونادر، لكن الكلوميد بحد ذاته لا يمنع الحمل.
- هل الكلوميد منشط قوي؟ يعتبر دواء كلوميد من الأدوية المنشطة للإباضة الفعالة في حال كان سبب العقم هو ضعف الإباضة، وهو من العلاجات الناجحة جداً في هذا الصدد.
- متى ينصح بالجماع بعد استخدام الكلوميد؟ ينصح للاستعداد للحمل بالجماع قبل يوم أو يومين من حدوث الإباضة ويعد الوقت الأمثل لأن النطاف قادرة على العيش في الرحم وقناة فالوب أكثر من يومين، وتحدث الإباضة في الغالب بعد الانتهاء من تناول دواء كلوميد بخمسة أيام إلى عشرة أيام، ويمكن التأكد من خلال الأمواج فوق الصوتية من موعد الإباضة، أي من اليوم 12 إلى اليوم 17 من الدورة الشهرية.
- متى يبدأ التبويض بعد أخذ الكلوميد؟ متى تكبر البويضة بعد أخذ الكلوميد؟ عادةً تنضج البويضة ويزداد حجمها من اليوم الخامس لليوم العاشر بعد الانتهاء من تناول حبوب كلوميد وتحدث الإباضة.