كيفية التعامل مع الطفل في عمر 7 سنوات
بالحديث حول كيفية التعامل مع طفل عمره 7 سنوات يجب أن نعلم أن الطفل الآن تحول من مرحلة الحاجة للإشراف الدائم والمباشر عليه وتلبية كل أو أغلب حاجاته الأساسية من المربين، لمرحلة جديدة أصبح فيها يقوم بأغلب المهام بمفرده وقد يساعدك أيضاً في مهام أخرى، فهو الآن أصبح بحاجة للتوجيه والإشراف أكثر من تلبية الحاجات، نتعرف في هذا المقال على كيفية التعامل مع طفل سبع سنوات.
سيلاحظ الوالدان تغيرات كبيرة في سلوك وشخصية الطفل في عمر 7 سنين، حيث أصبح الطفل في هذا العمر قادراً على مناقشة الأفكار بشكل أكثر وعياً وتعقيداً، كما بدأت تظهر ملامح شخصيته بشكل أوضح، ربما تتطور لديه أشكال جديدة من المشاعر والسلوكيات أيضاً متل التعبير عن السخط الاجتماعي وتقديم حلول لقضايا لا تمسّه بشكلٍ مباشر! كما تتطور قدرته على الكذب والخداع.
يحتاج الطفل في عمر 7 سنوات لمتابعة حثيثة من الوالدين ومقدمي الرعاية، رغم أنه أصبح قادراً على القيام بالكثير من المهام بمفرده لكنه ما زال بحاجة للمراقبة والمساعدة، وعلى مستوى الدراسة سيبدأ الطفل في هذا العمر أيضاً التعامل مع مستوى جديد من المعلومات، كلما كان استيعابه لها جيداً وسلساً أصبحت المراحل المقبلة أكثر سهولة بدورها.
- التركيز على تعليمه قواعد السلامة: الطفل في عمر 7 سنوات أصبح يخرج من المنزل وحده، ويذهب إلى المدرسة أو للعب مع الأصدقاء أو غيرها من الأنشطة، وخلال وجوده وحيداً خارج المنزل يجب أن يعرف قواعد السلامة، مثل أخذ الحيطة من السيارات في الشارع، والالتزام ببعض الحدود عند التعامل مع الغرباء، وحتى داخل المنزل فإن فضولية الطفل قد تعرضه للمخاطر ويجب تأمينه منها، مثل وجود حمايات للنوافذ والشرف للمنازل العالية وتحذير الطفل منها، وابعاد الأدوات الحادة أو القابلة للاشتعال عن متناول يده، واخفاء أي أدوات أو مواد خطيرة مثل بعض المطهرات أو الأدوية أو الأسلحة النارية إن وجدت، وتحذير الطفل من العبث بهذه الأشياء والشرح له باستمرار عن مدى خطورتها.
- الاستماع لأفكار وآراء الطفل: يصبح الطفل بعمر السابعة كثير التفكير حول أي شيء يطلب منه أو يتعرف عليه، وقد يبدي آراء تجاه هذه الأشياء أو تجاه رغباته وحاجاته وطريقة تلبيتها، ويجب في هذا العمر البدء بالاستماع للطفل وأخذ كلامه على محمل الجد، وذلك إما من خلال إقناعه بخطأ أفكاره دون اجبار أو إهانة، وإما الاستجابة لها إذا كانت صحيحة.
- بناء علاقة قوية وثقة متبادلة مع الطفل: حتى يستجيب طفل السابعة لنصائح وإرشادات الأهل من ناحية، وحتى لا يتعلم الكذب والمراوغة ويعرض نفسه لارتكاب الأخطاء، يجب أن تكون علاقته مع الأهل علاقة إيجابية، مبنية على قواعد الصداقة والثقة المتبادلة والمحبة.
- كن قدوة جيدة للطفل: الطفل في عمر السابعة يلاحظ كل أفعال أهله ويتعلم منها ويقلدها، للأسف تعتبر تصرفات الأهل الخاطئة أكثر اغراءً للتقليد بالنسبة له، وهذا ما يحتم ضرورة أن يمثل الأهل قدوة حسنة من حيث التصرفات والعادات وطريقة الكلام.
- دعم التطورات البدنية للطفل في السابعة: يستمر الطفل بالنمو والتطوري بدنياً في عمر السابعة، وهذا يحتاج من الأهل للدعم والمساعدة، من خلال تشجيع الطفل على ممارسة التمارين الرياضية سواء مع الاهل أو ضمن نوادي ودورات للرياضيات المتنوعة مثل السباحة وكرة القدم أو غيرها، ويفضل خروج الطفل بشكل شبه يومي للحدائق والمنتزهات ليلعب ويتحرك.
- دعم التطورات المعرفية والعاطفية: يبدي طفل السابعة تطورات جديدة غير مسبوقة من النواحي المعرفية والنفسية والعاطفية، فيصبح أكثر فضولاً ورغبة وقدرة على التعلم وفهم وتفسير كل ما حوله، ويحتاج لعلاقة عاطفية ورابطة أقوى مع الأبوين والأصدقاء، ويجب على الأهل دعم هذه الجوانب لدى طفلهم.
- التركيز على العلاقات الاجتماعية: الطفل في عمر السبع سنوات مازال يتعرف بشكل أقرب للعالم الخارجي والمجتمع المختلف عن الأسرة والأشقاء والأشخاص المألوفين، وهو في هذا العمر يحدد ميوله الاجتماعية ووسائل تواصله مع الآخرين ومهاراته في هذا الجانب، وهذا يتطلب اتاحة الفرصة له لبناء قدر أكبر من العلاقات مع الأقران، والتعرف حتى على الكبار الموثوقين من قبل الأهل.
- تنمية القدرات الخاصة واكتشافها: في عمر السابعة يصبح من الضروري البدء باكتشاف أي إمكانات أو مواهب خاصة لدى الطفل، ومساعدته على اكتشاف ذلك، وعند وجود أي جانب يبدي فيه الطفل موهبة خاصة، يجب العمل على تطويره وتوفير كل ما يلزم لتنميته.
بالسؤال عن ماذا يجب أن يتعلم الطفل في عمر 7 سنوات؟ فإنه يجب التركيز على الأشياء الضرورية لهذه المرحلة العمرية، وتعليمه ما يمكن أن يدعم تطوره وتحصيله الدراسي، وهنا بعض الجوانب حول ما يجب أن يتعلم الطفل في عمر 7 سنوات:
- متابعة الواجبات المدرسة: أهم الأشياء التي يجب التركيز عليها في مرحلة الطفولة هي واجباته المدرسية، والمراجعة اليومية للدروس التي يأخذها في المدرسة، فهو في مرحلة التأسيس الأكاديمي، وبقدر ما يحصل عليه من معلومات ومن نجاح في مدرسته، فإنه سوف يستمر على هذا في باقي المراحل التعليمية.
- التركيز على الأنشطة التعليمية: يجب في عمر السابعة التركيز بشكل أكبر على الأنشطة التعليمية والأفضل أن تكون مشتركة مع الأهل، مثل قراءة القصص للطفل وتشجيعه على القراءة بنفسه، ممارسة الألعاب التي تعلم الطفل أكثر عن الحروف والأرقام والعمليات الحسابية البسيطة، استخدام التطبيقات والبرامج الالكترونية التي تتضمن أهداف تعليمية، مشاهدة البرامج التعليمية على التلفاز.
- تلقين الفضائل وقواعد الأخلاق: في عمر السابعة يكون الطفل جاهز لتعلم قواعد ومعايير الأخلاق والفضائل، سواء الاجتماعية أو الدينية أو الثقافية، وخاصة ما يتعلق منها بالأطفال والسلوكيات المقبولة أو المرفوضة وفق مفهوم الحلال والحرام أو الأشياء المعيبة، لذا يفضل البدء بالتركيز عليها لتربية طفل صالح.
- تعليم الطفل قواعد السلامة العامة: قد لا يكون الأهل دائماً مع الطفل بعد أن أصبح بعمر السابعة، وهذا يتطلب منهم البدء بتعليمه قواعد السلامة العامة، مثل الابتعاد عن المخاطر بمختلف أنواعها، كيفية طلب المساعدة، من الأشخاص الذين يمكنه الوثوق بهم عند التعرض للمشاكل.
- تعليم الطفل مهارات حل المشاكل: خلال اللعب أو الدراسة أو الأنشطة المختلفة يمكن أن يتعرض الطفل للكثير من العوائق والمشاكل، وبدلاً من تعويد الطفل على علاج أي مشكلة من قبل الأهل، يجب تعليمه كيفية حل بعض المشاكل المناسبة لعمره بنفسه، فاعتياده على حل مشكلاته بنفسه، سوف يجعله أكثر قدرة في المستقبل على بناء شخصية مرنة قادرة على الاعتماد على النفس، والتصرف في مختلف المواقف.
- توجيه السلوكيات: يرغب الطفل بعمر السابعة القيام بالكثير من الأشياء ولكنه قد لا يملك المعرفة حول هذه الأشياء، وهنا يكون دور الأهل في توجيه سلوك الطفل لبلوغ الأهداف بأفضل طريقة، كما قد يخطئ الطفل ويقوم بتصرفات ليست جيدة، وأيضاً في هذه الحالة يكون بحاجة للتوجيه من قبل الأهل الأكثر خبرة في شؤون الحياة.
- تعليم الطفل العادات الجيدة: سن السابع يعتبر مناسب جداً للبدء بتعليم الطفل بعض العادات الجيدة، التي تتعلق بكيفية الحفاظ على الصحة أو النظافة الشخصية، أو ترتيب غرفته واشياء الخاصة والحفاظ عليها، أو كيفية اتباع نظام في حياته وتخصيص وقت للعب ووقت للطعام ووقت للدراسة وغير ذلك من أنشطة.
- الحاجة للعاطفة والحب: يحتاج الطفل بعمر السابعة وبكل الأعمار للشعور بمحبة أهله والإشباع العاطفي من قبلهم، فهو كثير التفكير بالأمور العاطفية ويتأثر بأي موقوف، مثل الشجار أو التوبيخ أو الإهمال وغيرها، ووفق للظروف العاطفية التي يمر بها تتحدد العديد من جوانب شخصيته.
- الحاجة للتحفيز والتشجيع: يعتبر أسلوب التحفيز والتشجيع هو الأفضل في التعامل مع الطفل في عمر سبع سنوات، فهو يحب الثناء والاطراء وعند خصوله عليه يحتاج لتكراره، ويحب أن يكون مقبول ومحبوب من قبل والديه وأن يشعر بإعجابهما، وهذا يعطيه دافع أكبر للتصرف بشكل صحيح والابتعاد عن السلوكيات التي لا ترضي الأهل.
- الحاجة للدعم للتوجيه: في سن السابعة يصبح الطفل كثير الفضول والتجريب ويتعرض لمواقف مختلفة يشعر فيها بالعجز أو قلة الخبرة أو الضعف، أو قد يرتكب الأخطاء ولا يعرف كيف يحل مشاكله، لذا فهو بحاجة للتوجيه المستمر من قبل الأهل، مع الحرص ألا يبدو هذا التوجيه على شكل إلغاء للشخصية واجبار وفرض سلطة.
- الحاجة للتفهم والتقدير: يمر الطفل في سن السابعة ببعض المشاعر المتضاربة وبحالات من عدم الاستقرار وعدم الفهم، كما يكون عرضة لارتكاب العديد من الأخطاء بسبب قلة خبرته ومعرفته، وهذا يحتاج من قبل الأهل لبعض الصبر والتفهم لدوافع طفلهم ومشاعره، وتقدير لإنجازاته وسلوكه الصحيح حتى يستمر بذلك.
- الحاجة للاهتمام بالجانب التعليمي: الطفل بعمر السابعة يكون في مرحلة التأسيس الأكاديمي ويكون بحاجة دائماً للمساعدة في مهامه وواجباته المدرسة، وإيجاد الحلول لنقاط ضعفه، وهذا يتطلب اهتمام كبير من قبل الأهل بالجانب التعليمي، حتى يصبح في المستقبل قادر على أداء واجباته التعليمية بنفسه.
كيف اتعامل مع طفل 7 سنوات عنيد؟ قد يكون السؤال الأساسي في هذه المرحلة نظراً لما يبديه الطفل من تصرفات عناد ناتجة عن عمليتي التطور والتأقلم العاطفي والنفسي والسلوكي، وهنا بعض النقاط حول كيفية التعامل مع الطفل العنيد في عمر 7 سنوات:
- تجنب المبالغة بفرض القواعد: المبالغة في فرض القواعد وتحديد سلوكيات الطفل بعمر سبع سنوات قد يثير لديه مشاعر التمرد والتحدي، وبالتالي قد يتعلم المعاندة كطريقة لرفض هذه القواعد المبالغ بها والحصول على جزء من حريته، وتجنب الفرض المفرط للقواعد يساعد في التقليل من نمو ميول التحدي والتمرد عند الطفل.
- عدم الرضوخ لسلوك العناد: يجب ألا يرضخ الأهل لسلوك العناد الذي يقوم به الطفل وإشعاره أن المعاندة تحقق له النتائج المرجوة، وهذا ليس من باب تحدي الطفل وفرض السلطة الأبوية، وإنما من باب عدم السماح لسلوك العناد بالانتصار وبالتالي إعادة استخدامه من قبل الطفل وترسخه في شخصيته.
- تعويد الطفل على ثقافة الحوار والاقناع: من الأفضل أن يعمل الاهل منذ البداية على تربية طفلهم على ثقافة الحوار المتبادل والاقناع وتنفيذ وجهة النظر الأفضل، وهذا الحوار يكون باتجاهين بالاقتناع من الطفل بعض الأحيان إذا كان على حق، وتحفيزه على القيام بالسلوك الصحيح وقبول رأي الأهل عندما يكون تصرف الطفل خاطئ.
- احترام حرية وخصوصية الطفل: يصبح لدى الطفل في سن السابعة بعض الأسرار البسيطة ويحتاج للحرية لفعل ما يريد في بعض الأحيان حتى لو أخطئ في تصرفات، ويجب احترام هذه الجوانب لدى الطفل، حتى لا يواجه ذلك بالرفض من خلال سلوك العناد أو العدوان.
- إدانة سلوك العناد باستمرار: يجب أن تكون إدانة سلوك العناد ثقافة سائدة يرفضها كل افراد المنزل، ويجب أن يقتنع الطفل بسوء وخطأ هذه الصفة، فهذا من شأنه منعها من النمو في شخصيته منذ البداية.
- إيجاد قنوات التواصل الأفضل مع الطفل: كثيراً ما تنشأ سلوكيات المعاندة عند الطفل من عدم وجود قنوات للتواصل تتيح تفهم الطفل لطلبات أهله واقتناعه بضرورتها وصحتها، وإيجاد هذه القنوات المتناسبة مع شخصية كل طفل من شأنه استبعاد سلوكيات المعاندة لديه.
- التحدث بجدية: قيام الأهل بالتحدث بجدية وحزم وشرح خطأ تصرف الطفل وأن هذا قد يعرضه لبعض العواقب، وذلك بتوجيه النظر مباشرة للطفول والوقوف بشكل موازي وجهاً لوجه، قد يفيد في تقدير الطفل لخطأه والتوقف عنه فوراً.
- التوبيخ الكلامي: أحياناً يجب توبيخ الطفل على أفعاله السيئة خاصة إذا ابدى سلوكيات عدوانية أو خطيرة أو معاندة أو قلة أدب، ولكن يجب عند توبيخ الطفل شرح خطأه وعدم إهانته أو إذلالة أو المبالغة بالصراخ أو الضرب.
- الامتناع عن تنفيذ بعض الرغبات: عند قيام الطفل بخطأ ما، يمكن معاقبته من خلال الامتناع عن قيام الأهل بتنفيذ بعض رغباته، حتى يتعلم أن السلوك السيء لن يمر وأنه سوف يسبب له الخسارة.
- تحميل العواقب والمسؤوليات: أي خطأ يرتكبه الطفل سوف يترتب عليه عواقب، ويجب أن تكون هذه العواقب موجهة للطفل مع الربط بينها وبين سلوكه، حتى يعرف أن تكرار نفس الخطأ سوف يؤدي لنفس العواقب، فعند عدم استماعه ووضعه ملابسه في مكان الغسيل فإنه لن يرتدي الملابس المحببة لفترة من الوقت لكونها متسخة.
- إلغاء بعض الامتيازات: قيام الأهل بإلغاء بعض الامتيازات التي كانت معطاه للطفل، يجعله يشعر بقيمة خطأه وأن تصرفاته الخاطئة سوف يكون لها رد غير مرغوب من قبله، وسوف يحرمه من بعض الامتيازات التي يحبها.
- التحفيز الإيجابي: إذا كانت أخطاء الطفل غير مؤثرة ولا يوجد احتمال لتطورها ونموها في شخصية الطفل، فهنا يفضل استخدام أسلوب التحفيز للحصول على السلوك الإيجابي، بدلاً من البحث عن العقوبات، فالتحفيز بشكل عام يعتبر طريقة افضل من العقاب في تربية الطفل.