معلومات عن الولادة المائية وكيفية الولادة في الماء!
الولادة في الماء من الخيارات الحديثة للولادة التي أصبحت أكثر انتشاراً مع انتشار فيديوهات الولادة المائية، لكن قبل اللجوء للولادة بالماء لا بد أن تدركي فوائدها والحالات التي تكون فيها الولادة المائية مفيدة وأيضاً أضرار ومضاعفات الولادة المائية المحتملة.
الولادة في الماء (Water Birth) من التقنيات التي تستخدم لتسهيل الولادة الطبيعية وتسمى أيضاً العلاج المائي، وتعني أن جزءاً من الولادة أو المخاض أو الولادة الكاملة يحدث داخل حوض من الماء الدافئ، تبدأ من المرحلة الأولى للمخاض، وكما هو الحال في جميع خيارات الولادة هناك مجموعة من المخاطر والفوائد والشروط يجب التفكير بها قبل اتخاذ القرار، وتتم عملية الولادة المائية في المستشفى أو مركز الولادة أو في المنزل تحت إشراف الأطباء المختصين أو القابلة.
وفكرة الولادة في الماء هي أن الطفل يكون في كيس من الماء لمدة 9 أشهر وهو الكيس الأمينوسي، وأن الولادة في بيئة مماثلة ألطف للطفل وأقل إجهاد للأم، ورغم هذا لا توصي الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء بالولادة المائية لأنها لم تحدد بعد مدى سلامتها ولكونه لا يوجد أي ضرورة طبية تستدعي الولادة في الماء.
رغم عدم التأكد من الفوائد المحتملة للولادة المائية للأم، إلا أنه هناك بعض الفوائد المتاحة من خلال بعض التجارب، وغالباً تكون هذه الفوائد في المرحلة الأولى من الولادة والتي تجعل المرأة تفكر بالولادة في الماء ومنها:
- التخفيف من ألم المخاض: يساعد الماء الدافئ الذي تغمر به المرأة خلال الولادة المائية في التخفيف من آلام المخاض، حيث يزيد من تدفق الدم إلى عضلات الرحم وزيادة إفراز الأندروفين الذي يساعد على الاسترخاء والتخلص من الخوف قبل الولادة والتخفيف من الألم.
- تقليل مدة المخاض: أوجدت إحدى الدراسات التي أجريت في إيران على 53 امرأة ولدت في الماء و53 ولدن ولادة عادية أن الولادة في الماء تلعب دوراً في تقصير فترة المخاض بمدى تتراوح من 114 دقيقة إلى 186 دقيقة مقارنةً باللواتي ولدن بالطريقة العادية، وقد يكون السبب الحالة النفسية وسهولة الحركة بالماء واسترخاء العضلات.
- عدم استخدام التخدير: لكون الولادة الطبيعية بحد ذاتها في الغالب لا تحتاج للتخدير إلا أن الولادة المائية لا تحتاج للتخدير أبداً، لكون الاسترخاء والراحة وقلة الألم يتوافر بوجود الماء الدافئ، بينما في بعض الأحيان قد تحتاج المرأة للتخدير بسبب الألم.
- عدم الحاجة لاستخدام المحرضات: في نفس الدراسة الإيرانية السابقة وجد أن الولادة المائية لم تحتاج لاستخدام حقن التحريض كهرمون الأوكسيتوسين الصناعي بنسبة 0% مقارنةً مع 94.3% من النساء الذين يلدون ولادة طبيعية، اللواتي في معظم الحالات احتاجوا للمحرض للولادة.
- تجنب احتمال تمزق المهبل: قد تتعرض المرأة خلال الولادة الطبيعية للصدمة العجانية وهي حالة تمزق في المهبل وفوهة الشرج، وفي الدراسة التي تحدثنا عنها سابقاً في إيران وجد انخفاض معدل تمزق عنق الرحم بنسبة 23% عند النساء اللواتي قاموا بالولادة المائية، بينما عند النساء اللواتي ولدن طبيعياً لوحظ ازدياد معدل التمزق بنسبة 12%.
لا يوجد فوائد مثبتة للطفل عند الولادة في الماء لذا من الأفضل استخدام الولادة المائية فقط في المرحلة الأولى من المخاض، ومن الفوائد المحتملة للطفل في الولادة المائية:
- تأمين بيئة ملائمة بالنسبة للجنين: يعيش الطفل لمدة 9 أشهر في رحم الأم في السائل الأمينوسي المائي وعند الخروج من بطن الأم قبل انقطاع الحبل السري يؤمن الماء بيئة مماثلة لتلك البيئة حيث يتلقى الجنين الأوكسجين من الحبل السري من الأم، ولا يواجه الوسط الخارجي مباشرةً.
- سهولة الحركة: تقي الولادة في الماء الجنين من الضغط الزائد خلال الولادة لكونه يسهل ويلطف الحركة عند سحب الطفل دون الحاجة للأدوات كالشفاط وغيره لإتمام الولادة، والتي قد تسبب بعض المضاعفات.
- تحسين الدورة الدموية: يساعد الماء الدافئ في تحسين تدفق الدم من الأم للجنين ما يسهل عملية الولادة وإيصال الأوكسجين الكافي للجنين حتى تتم الولادة، وبالتالي تسهيل الولادة.
- خطر انتقال العدوى للجنين والأم: قد تزيد الولادة المائية من خطر انتقال العدوى للطفل والأم، وهذا بسبب صعوبة الحفاظ على الوسط المائي نظيف ومعقم خاصةً مع وجود الدم والمفرزات الناتجة عن الولادة، فقد يسبب عدوى خطيرة تؤدي لمضاعفات لدى الأم أو الطفل.
- تأخر التدخل الطبي: في بعض الأحيان قد تحتاج الولادة الطبيعية لتدخل طبي جراحي فوري، وقد تؤخر الولادة في الماء القيام بالإجراءات اللازمة بالسرعة المطلوبة، ويقول الدكتور آرون كوجي رئيس قسم أمراض النساء والتوليد في جامعة أوريجون للصحة والعلوم: "إذا كان على المرأة إجراء عملية قيصرية طارئة، فمن الحماقة المخاطرة بخمس دقائق إضافية لإخراجها من الماء".
- انقطاع الحبل السري خلال الولادة: من المخاطر المحتملة للولادة المائية انقطاع الحبل السري خلال إخراج الطفل من رحم الأم، وإن كان الأمر نادر الحدوث، لكنه إذا حدث سيسبب للطفل مخاطر لوجوده في الماء كاستنشاق الماء وعدم وصول الأوكسجين الكافي.
- دخول الماء في رئتي الجنين: يعد من المخاطر النادرة الحدوث، لكن يمكن أن يستنشق ويبتلع الطفل من الماء الموجود في الحوض وتكون هذه الماء ملوثة بالدماء والمفرزات الضارة للطفل، ما يسبب مضاعفات خطيرة.
- تأثر درجة حرارة الطفل: لكون درجة حرارة الماء مرتفعة قد تسبب الولادة المائية ارتفاع في درجة حرارة الطفل وحتى الأم، خاصةً أن جسم الطفل غير معتاد على التعامل مع الطقوس الخارجية المختلفة.
في المرحلة الأولى من الولادة المائية يتم تجهيز حوض من الماء الدافئ لتتمكن الحامل من تغطية الجزء السفلي من جسدها في الماء الدافئ وتبقى لوحدها في الماء، وتعتبر الولادة المائية خيار جيد خلال المرحلة الأولى من المخاض من بداية الانقباضات حتى اتساع عنق الرحم بالكامل، وبعدها إما أن يتم إخراج المرأة من الحوض وإتمام الولادة الطبيعية، أو يتم إكمال الولادة داخل الحوض.
بعد اتساع عنق الرحم بالكامل تكون الولادة في الماء ليست خياراً مثالياً، حيث لا يوجد معلومات كافية حول الأمان والفائدة لولادة الطفل في الماء، وهنا يتدخل المختصون كالقابلة أو طبيب النساء والتوليد لمراقبة حالة المرأة والطفل والتوليد وهم خارج الحوض ما يصعب مهمة التوليد.
- متى يجب الدخول في حوض الماء للولادة؟ يتم تحديد وقت الدخول للحوض لإجراء الولادة المائية من قبل الطبيب، فعندما يبدأ المخاض ويبدأ عنق الرحم بالتوسع يكون الوقت الأمثل للدخول بحوض الماء.
- هل يتنفس طفلي وهو تحت الماء بعد الولادة المائية؟ يعد من الأسئلة الشائعة لخوف الأم على الطفل من استنشاق الماء في الولادة المائية، عادةً يتنفس الأطفال عند الشعور بتغير البيئة من الماء للهواء من خلال سلسلة من الاستجابات الكيميائية والفيزيولوجية، وحتى لا يحدث هذا تتم مراقبة درجة حرارة الماء في الحوض بحرص للتأكد من البيئة الصحيحة للطفل والتأكد من أن رأس الطفل مغمور في الماء بالكامل حتى لا يتم تحفيز التنفس.
- ماذا إذا احتجت للتخدير في الولادة المائية؟ إذا وجدت المرأة نفسها بحاجة للتخدير لا يمكن التخدير في حوض الولادة ولا يمكن الاستمرار بالولادة المائية، فيجب الخروج وتلقي التخدير والولادة بشكل طبيعي.
- هل يغرق الطفل في الولادة المائية؟ من الحالات النادرة الحدوث هي غرق الطفل في الماء لكون المشرفين والمختصين يتعاملون بحذر شديد بهذا الشأن، لكن يتوجب التصرف بسرعة إذا شعر الأطباء بتحفيز التنفس عند الطفل عند خروجه للماء.
- هل يمكن تصحيح عنق المهبل في الولادة المائية؟ لا يمكن إجراء أي عملية تصحيح لعنق الرحم كالتضيق أو علاج التمزق في عنق الرحم، بل يجب الخروج من الماء وانتظار عودة البشرة لطبيعتها لإجراء أي تعديل.
- الوصول للأسبوع 37 من الحمل: يمكن اختيار إجراء الولادة المائية بعد دخول المرأة الحامل شهرها التاسع بأسبوعين، كي لا تحتاج للتخدير أو المحرضات للولادة قد يكون حوض الماء خيار مناسب لتسهيل فتح الرحم وتسهيل الولادة.
- الحمل بطفل واحد فقط: لا يمكن إجراء الولادة المائية للمرأة الحامل بتوأم لأن هذا يزيد من مدة الولادة ويعرض الطفل للمزيد من المخاطر، علاوةً على الإجراءات التي قد يضطر لها الطبيب لإتمام الولادة.
- لا تعانين من حالة طبية: يمكن اختيار الولادة المائية إذا كانت المرأة لا تعاني من حالات صحية معينة، مثل العدوى بالهربس فهذا يزيد من خطر انتشار العدوى وانتقالها للطفل خلال الولادة، أو مشاكل قلبية لكون مراقبة الأم أكثر صعوبة ويصعب التنبؤ بالمضاعفات التي قد تصيبها خلال الولادة المائية.
- إذا لم يكن لديك مضاعفات في الحمل: قد تكون الولادة المائية خيار مناسب للنساء اللواتي لا يعانين من مضاعفات خلال الحمل، لكن لا يوصى بذلك في حال وجود مضاعفات خلال الحمل، لكون المرأة في هذه الحالة إذا تعرضت لطارئ يحتاج التدخل الطبي السريع.