أعراض الشخصية الهستيرية وعلاج اضطراب الشخصية التمثيلي

ما هو اضطراب الشخصية التمثيلي! تعرف إلى أعراض الشخصية الهستيرية وكيفية علاج اضطراب الشخصية الهستيري
أعراض الشخصية الهستيرية وعلاج اضطراب الشخصية التمثيلي
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

كثيراً ما نقابل في حياتنا أشخاص غرباء الأطوار ويقومون بتصرفات مستهجنة أو غير مقبولة على المستوى الاجتماعي، والحقيقية أننا لا ندرك في بعض الأحيان أن هذه التصرفات قد تكون ناتجة عن أمراض نفسية أو اضطرابات سلوكية وعاطفية تقود هؤلاء الأشخاص لسلوكيات استعراضية قهرية! وفي هذا المقال نتحدث عن مرض نفسي يسمى اضطراب الشخصية الهستيرية أو الدرامية أو الاضطراب التمثيلي، فما أسباب هذا الاضطراب، وما أهم أعراضه، وكيف يجب التعامل معه وعلاجه.

ما هي الشخصية الهستيرية، تعرف إلى أعراض اضطراب الشخصية التمثيلية وأسبابه، ما طرق علاج الشخصية التمثيلية ومن هو صاحب الشخصية الهستيرية

كثيراً ما نقابل في حياتنا أشخاص غرباء الأطوار ويقومون بتصرفات مستهجنة أو غير مقبولة على المستوى الاجتماعي، والحقيقية أننا لا ندرك في بعض الأحيان أن هذه التصرفات قد تكون ناتجة عن أمراض نفسية أو اضطرابات سلوكية وعاطفية تقود هؤلاء الأشخاص لسلوكيات استعراضية قهرية! وفي هذا المقال نتحدث عن مرض نفسي يسمى اضطراب الشخصية الهستيرية أو الدرامية أو الاضطراب التمثيلي، فما أسباب هذا الاضطراب، وما أهم أعراضه، وكيف يجب التعامل معه وعلاجه.

animate

تعريف الشخصية الهستيرية أو اضطراب الشخصية التمثيلي (Histrionic Personality Disorder) حسب الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين بأنه اضطراب شخصية يتميز بنمط من السلوكيات المبالغ بها التي تسعى إلى الاهتمام، وتشمل الإغواء غير اللائق والرغبة المفرطة في القبول، وتسمى أيضاً الشخصية الدرامية!

يتميز المصاب باضطراب الشخصية التمثيلية الهستيرية بالبحث الدائم عن الانتباه والاهتمام من قبل الآخرين حتى لو بأساليب لا تعتبر بالضرورة متوافقة مع المعايير الاجتماعية والأخلاقية، وعادةً ما يلجأ صاحب هذه الشخصية لأساليب مثل الأغراء الجنسي والصوت العالي للتعبير عن أفكارهم ورغباتهم، كما يتميز أصحاب الشخصية التمثيلية بالنشاط والطاقة والدرامية وأنهم منفتحون جداً على الآخر ويحاولون تكوين قدر أكبر من العلاقات وهم يحبون المجاملة.

ويصنف اضطراب الشخصية التمثيلية الهستيرية على أنه أحد أنواع اضطرابات الشخصية الدراماتيكية وهو من الفئة ب، وهي الفئة التي تتعلق باضطراب الحالة العاطفية والشعورية عند المريض، ما يجعلها تتشابه في بعض جوانبها مع اضطراب الشخصية النرجسية فهما من نفس فئة اضطرابات الشخصية حسب الدليل التشخيصي والاحصائي للاضطرابات العقلية.

  • الانتباه المفرط للنفس: يتصف صاحب الشخصية الهستيرية التمثيلية بالتركيز المفرط على نفسه، وبأنه يبدي رغبة وحاجة كبيرة للشعور بالانتباه والتقدير من الآخرين والحصول على الثناء دائماً والمديح، كما يتصف بالأنانية بعلاقاته وتفاعلاته، ويرغب أن يكون دائماً هو مركز الاهتمام وكأنه لا وجود لغيره.
  • العاطفية المفرطة: من صفات صاحب الشخصية الهستيرية التمثيلية أنه يكون شديد الحساسية والعاطفية ولديه مشاعر قوية ومتقلبة، ويميل إلى التعبير عنها بشكل مفرط أو غير مناسب، ويتصرف دائماً بشكل درامي، يتجلى ذلك في كثرة المعاتبة وإشعار الآخرين بالتقصير العاطفي معه وكأنه يعيش موقف درامي تمثيلي غير واقعي.
  • السعي للمغامرة: يتميز أصحاب الشخصية التمثيلية بالمغامرة ويميلون إلى البحث عن المغامرة والإثارة، وقد يصل الأمر إلى حد المخاطرة بشكل كبير في القرارات التي يتخذونها، وكل ذلك فقط في سبيل الحصول على الانتباه والاهتمام من قبل الآخرين.
  • تحقيق النجاح الاجتماعي: بعض أصحاب الشخصية التمثيلية الهستيرية يكون لديهم قدرة مميزة على النجاح في جذب الآخرين وتكوين العلاقات خاصة في بداياتها، فصاحب الشخصية التمثيلية يكون ملفتاً للنظر وماهراً بنيل اعجاب الآخرين في بداية العلاقة معه.
  • العلاقات الاجتماعية المتغيرة بسرعة: لا يعيش الأشخاص ذوي الشخصية التمثيلية علاقات اجتماعية جيدة، فهم كثيرو التقلب وليس لديهم ثبات في علاقاتهم ويحبون تكوين العلاقات الاجتماعية بسرعة، وغالبًا ما يتغير اهتماماتهم وعلاقاتهم بسرعة كبيرة.
  • الانتقاد الشديد للذات: يهتم الشخص صاحب الشخصية التمثيلية بشكل كبير ومبالغ فيه برأي الآخرين ويتأثر بهذا الرأي، وقد ينتقد نفسه في حال تم توجيه إليه أي رأي سلبي أو انتقاد أو قلة اعجاب من قبل الآخرين.
  • السلوك الجسدي لإغراء الآخرين (الاستعراضي): من علامات الشخصية الهستيرية التمثيلية ظهور بعض السلوكيات الجسدية التي يكون الهدف منها جذب الاهتمام ولفت الانتباه، مثل الانتباه المفرط للمظهر الخارجي، وارتداء الملابس الجذابة والملفتة للنظر، والسلوك الجسدي الذي يحاكي مظاهر الجاذبية الجنسية.
  • السعي الحثيث للانتباه: يريد أصحاب الشخصية التمثيلية الشعور بأن كل من حولهم منتبه لهم ومهتم بهم ويتميزون بالسعي الحثيث للحصول على هذا الانتباه والجاذبية، ويتمتعون بمهارات التعبير اللفظي والجسدي الجذابة.
  • الاهتمام بالظهور الخارجي: يهتم صاحب الشخصية الهستيرية التمثيلية بالظهور الخارجي بشكل كبير ويقصد بذلك المظهر الجسدي، فيهتم كثيراً بارتداء الملابس الجذابة والملفتة للنظر، ظناً منه أن هذا سوف يجعله محط أنظار جميع من يتعامل معهم.
  • الانعزالية العاطفية: يشعر الشخص المصاب بالشخصية التمثيلية الهستيرية بالوحدة والانعزالية العاطفية رغم الرغبة في الاندماج مع الآخرين، والشعور بالاحتياج المفرط للاهتمام والتأكيد والقبول من الآخرين، فهو دائم الحاجة لوجود علاقة في حياته، ولا يمكنه العيش وحيداً دون شريك يشبع عواطفه ورغبته للشعور بالاهتمام.
  • إظهار المرض (التمارض): كثيراً ما يتعمد صاحب الشخصية الهستيرية التمثيلية إظهار المرض، وذلك بغية نيل الاهتمام والانتباه، وجعل نفسه محور حديث الآخرين واهتمامهم.
  • عدم الثبات في القرارات: زيادة الرغبة بالحصول على الانتباه والاهتمام من قبل الآخرين، والسعي للجاذبية الشخصية يجعل الشخص الذي يعاني من الشخصية التمثيلية يعاني من الصعوبة في اتخاذ القرارات والالتزام بها، والتغيير في الأفكار والمواقف بشكل مفاجئ ودون سبب واضح، سعياً لإرضاء رغبات الآخرين ونيل إعجابهم.

في الحقيقية لا يوجد سبب واحد وواضح لحدوث اضطراب الشخصية الهستيرية، ولكن يمكن القول أن مجموعة عوامل تتظافر معاً وتتسبب في ابراز سمات اضطراب الشخصية الهستيري التمثيلي، ومن هذه العوامل:

  • العوامل البيولوجية: يمكن أن يتسبب التوازن الكيميائي في الدماغ في تطوير اضطراب الشخصية الهستيري، حيث يحتوي الدماغ على مواد كيميائية تؤثر على المزاج والسلوك، وبالتالي الميول والرغبات والتصرفات التي تنبع عن هذه الميول، فحدوث اضطرابات في النواقل العصبية في الدماغ لأي سبب كان يؤثر بشكل ما على طريقة تفكير وقناعات وعواطف ومزاج الشخص، وهذا يجعل الإنسان مهيئ أكثر للدخول في أي اضطراب من اضطرابات الشخصية وفق لمؤثرات البيئة والتربية والأسرة التي يمر بها، وبعض هذه الظروف مع العامل البيولوجي تجتمع معاً لتسبب حالات مثل اضطراب الشخصية التمثيلي.
  • التعرض لصدمة نفسية: قد يؤدي التعرض للصدمة النفسية إلى تطور اضطراب الشخصية الهستيري بسبب الحاجة الملحة للتأكيد على الهوية الشخصية والطلب المستمر للانتباه من الآخرين، ويأتي هذا في إطار تعويض النقص الحاصل عن هذه الصدمات، مثل الذي يعاني من أزمة انفصال عاطفي يصبح لديه رغبة شديدة في لفت الانتباه والشعور بالاهتمام من قبل الآخرين.
  • العوامل الاجتماعية: أحيانا يكون الاضطراب نابع عن عوامل اجتماعية ويمكن أن يؤدي العزلة الاجتماعية وعدم وجود دعم اجتماعي إلى تطور اضطراب الشخصية الهستيري، فهذه العزلة تجعل الشخص شديد الرغبة في تنمية علاقات مرضية بالنسبة له مع المجتمع، وبهذا تتطور لديه صفات الشخصية الهستيرية التمثيلية.
  • العلاقات العاطفية السيئة: العلاقات العاطفية السيئة تجعل الشخص غير راض عن حياته العاطفية ويشعر بالحاجة للعاطفة أو الافتقاد لها، مثل حالة قلة الاهتمام من قبل الشريك، وهذا يجعله يتصرف بطريقة هستيرية للحصول على هذه العاطفة والاهتمام من قبل الآخرين.
  • العوامل الثقافية: أحياناً العوامل الثقافة في البيئة التي يعيش بها الشخص تفرض نموذج معين للحياة الصحيحة أو المطلوبة أو النموذجية المنشودة من أغلب أفراد المجتمع أو الفئة الاجتماعية، أو تشعر الشخص بأنه مختلف عن جماعته نتيجة عدم وجود العلاقات التي يتمتع بها أقرانه لديه، وهذا يجعله عرضة لتطور الشخصية الهستيرية التمثيلية للحصول على الاهتمام من قبل الآخرين، بهدف الشعور بأنه منتمي لهذه البيئة وليس شاذ عنها.

يتم تشخيص اضطراب الشخصية الهستيري بناءً على التقييم النفسي والسريري من قبل مقدم الرعاية الصحية المؤهل مثل الطبيب النفسي، يتضمن التشخيص النفسي تقييم الأعراض والسلوكيات والتاريخ الصحي والعائلي للشخص، ويتم ذلك باستخدام أدوات مثل مقابلات الحالة واختبارات الشخصية، يتم تشخيص اضطراب الشخصية الهستيري بناءً على مجموعة من الأعراض والسلوكيات التي تشمل، على سبيل المثال لا الحصر:

  • الحاجة الملحة للانتباه وطلبها باستمرار.
  • التعبير عن العواطف والمشاعر بشكل مفرط.
  • السلوك الانفعالي والعدائي في بعض الأحيان.
  • العلاقات العاطفية السطحية والغير مستقرة.
  • الرغبة الشديدة في الانتماء إلى مجموعة اجتماعية معينة.

يتطلب علاج اضطراب الشخصية الهستيري مجموعة من الخطوات تشمل العلاج النفسي والعلاج الدوائي وغيرها من الإجراءات العلاجية، يهدف العلاج إلى تحسين جودة الحياة للشخص المصاب وتعزيز مهاراته في التعامل مع العلاقات الاجتماعية وتحسين صحته النفسية بشكل عام، ومن الإجراءات العلاجية التي يمكن اتخاذها:

  • العلاج النفسي: يمكن استخدام العلاج النفسي لعلاج اضطراب الشخصية الهستيري، والذي يشمل عادة العلاج السلوكي المعرفي والعلاج النفسي الديناميكي والعلاج الجماعي.، ويهدف العلاج النفسي إلى تحسين الصحة النفسية للشخص المصاب وتطوير مهاراته في التعامل مع العلاقات الاجتماعية.
  • العلاج الدوائي: في بعض الحالات يتم استخدام الأدوية لعلاج بعض الأعراض المرتبطة باضطراب الشخصية التمثيلي، مثل الاكتئاب والقلق والتوتر والعصبية، فعلاج هذه الأعراض يجعل المريض أكثر تقبلاً لخطوات وجوانب العلاج الأخرى.
  • التدريب على مهارات التعامل مع العلاقات الاجتماعية: من جوانب العلاج الضرورية لاضطراب الشخصية التمثيلية تدريب الشخص المصاب على مهارات التعامل مع العلاقات الاجتماعية، مثل تحسين الاتصال والتواصل وتعزيز الثقة بالنفس.
  • التعرف على السلوكيات غير المناسبة: في هذه الخطوة العلاجية يعمل المريض مع المعالج على تحديد السلوكيات غير المناسبة التي تؤثر سلباً على حياته الاجتماعية والعاطفية الناتجة عن الاضطراب، ويعمل على تغيير هذه السلوكيات بعد معرفتها.
  • تطوير مهارات التحكم في العواطف: يتعلم المريض مهارات التحكم في العواطف والتعامل معها بطريقة إيجابية وصحية، حتى يشعر بالرضا عن النفس دون الحاجة بالشعور الدائم باهتمام الآخرين وانتباههم وانجذابهم.
  • هل الشخصية الهستيرية مؤذية؟ لا يمكن القول أن الشخصية الهستيرية مؤذية، وخاصة إذا بقيت رغباتها في إطار زيادة الاهتمام بالنفس، وقد تصبح مؤذية فقط في حال وجود اضطرابات نفسية أخرى، مثل الغيرة الشديدة، والسلوكيات الانتقامية، ولكن العلاقة مع البعض منهم قد تكون علاقة سامة غير مريحة وتشمل على الكثير من الضغوط العاطفية والنفسية والشعور بالذنب، وخاصة بالنسبة للعلاقات الغرامية.
  • الشخصية الهستيرية والجنس: تعتبر الشخصية الهستيرية من الاضطرابات الشخصية التي تؤثر على السلوك الجنسي للفرد، فيمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى سلوكيات جنسية غير ملائمة أو غير آمنة، وقد يؤدي إلى مشاكل في العلاقات الجنسية والاجتماعية، تتضمن السلوكيات الجنسية غير الملائمة التي قد يظهرها شخص يعاني من الشخصية الهستيرية، على سبيل المثال، البحث عن الانتباه الجنسي والرغبة في الجنس بشكل زائد، والتعرض للمخاطر الصحية مثل الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً، والاستغلال الجنسي، كما أن الشخصية الهستيرية يمكن أن تؤدي إلى صعوبة في التأقلم مع العلاقات الجنسية الطبيعية والصحية، وبالتالي يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات جنسية أخرى مثل قلة الرغبة الجنسية والعجز الجنسي.
  • التعامل مع الشخصية التمثيلية: قد يكون من الصعب في بعض الأحيان التعامل مع الشخصية الهستيرية التمثيلية كونه اضطراب نفسي عموماً، ولكن ينصح بتقديم الدعم النفسي، تشجيع السلوك الإيجابي، وضع الحدود، التعامل بهدوء.
  • شخصية المرأة الهستيرية: النساء اللواتي يعانين من اضطراب الشخصية الهستيرية يمكن أن يواجهن صعوبات في التعامل مع العلاقات الاجتماعية والعاطفية بشكل صحيح ويمكن أن يؤثر ذلك على جودة حياتهن الشخصية وعلاقاتهن الاجتماعية والعاطفية
  • الشخصية الهستيرية والزواج: الشخصية الهستيرية تؤثر على العلاقات الاجتماعية والعاطفية بشكل كبير، ويمكن أن تؤدي إلى صعوبات في الزواج والحفاظ على العلاقات العاطفية الصحية، يمكن أن تعاني الشخصية الهستيرية من صعوبة في الالتزام بالعلاقات الجادة وتجنب التزامات عاطفية طويلة الأمد، ويمكن أن يؤدي هذا إلى صعوبة في الحفاظ على العلاقات الزوجية الصحية.
  • طريقة تفكير الشخصية الهستيرية: تتسم الشخصية الهستيرية بطريقة تفكير متشوقة للانتباه والاهتمام، ويمكن أن يؤثر هذا على سلوكياتها وتفاعلاتها الاجتماعية والعاطفية، وتعتمد طريقة تفكير الشخصية الهستيرية على العوامل النفسية والثقافية والاجتماعية التي تشكل شخصيتها، تتضمن طريقة تفكير الشخصية الهستيرية، على سبيل المثال، التركيز الشديد على الانتباه والتأكيد، والتفكير بشكل مبالغ فيه في الذات والمظهر الخارجي، والتعرض للمخاطر والإثارة من أجل الحصول على الانتباه، والتفكير في الأمور بشكل مبالغ فيه وتضخيمها، والتحليل الزائد للتفاصيل الصغيرة، والتعامل مع العلاقات الاجتماعية والعاطفية بشكل متشوق للحصول على الاهتمام.

المراجع