علامات الحب عند الشاب المراهق وتأثير حب المراهقة
المراهقة مرحلة يزيد فيها الاضطراب العاطفي والجسدي، كما أن هذه المرحلة تشهد اهتمام من المراهق بالجنس الآخر لا يشبه ما كان سابقاً في مرحلة الطفولة، وهذا ما يدفع المراهق للانخراط في تجارب عاطفية رومنسية، لذا يجب التعرف على علامات الحب عند الشاب المراهق وكيفية التعامل معها، وكيف يؤثر حب المراهقة على الشاب، ورأي علم النفس في حب المراهقة.
تختلف طريقة كل مراهق بالتعبير عن حبه ومشاعره، حيث أن لكل مراهق شخصية وتجارب وطريقة تربية اكتسب منها صفاته وطباعه وطريقة تعامله، ولكن بشكل عام يكون المراهق أكثر اندفاعاً بالتعبير عن مشاعره، هذا لا يعني أنه أكثر جرأة أو صراحة، ولكن تأثير مشاعر الحب عليه يكون واضحاً حتى عندما يكون خجولاً ويحاول كبت مشاعره وعدم البوح بها.
بعض المراهقين قد يكتفون بتبادل النظرات والتلميحات وتمرير المشاعر عبر المزاح لجس نبض الطرف الآخر ومن ثم البوح بالمشاعر إذا لاقى قبولاً، لكن قد يتصرف المراهق بطريقة سيئة عند إعجابه بفتاة معينة فقد يلجأ للتحرش والملاحقة ومحاولات كثيرة لجذب انتباه الفتاة والحصول على قبولها، وأحياناً قد يعرض نفسه للوقوع بالمشاكل جراء هذه التصرفات.
وعندما يكون المراهق في حالة حب متبادلة أي علاقة عاطفية وليس حبّاً من طرف واحد، فإن طريقة تعبيره تكون مبالغاً بها وقد تصل حد الهوس في بعض الأحيان، فهو لا يريد من أحد أن يقترب من الفتاة التي يبحها، وهو يريد أن يراها في أي وقت كان، وقد يصبح عصبياً في طلب رغباته وشديد الغيرة، وأحياناً يتصرف بشكل جنوني وأرعن، كما يطلق وعوداً أكبر بكثير من إمكانياته وسنه.
- المبالغة بطلب الخصوصية: يرغب المراهق الداخل في علاقة غرامية بالحصول على الخصوصية دائماً، فهو يريد أن يكون له غرفة منفردة ولا يقترب أحد من هاتفه النقال أو كومبيوتره الشخصي، وغالباً هذا من أجل أن يكون لديه الحرية بالتحدث مع الفتاة التي يحبها في أي وقت يرغب بذلك، ويحتفظ بالرسائل النصية والصور الخاصة وبعض الأسرار فيما بينهما.
- تقلب المزاج: يصبح المراهق الذي يمر بتجربة غرامية شديد التقلب في المزاج، وذلك وفقاً لما يمر به من مشاعر أو أحداث في علاقته الغرامية، فتارة يكون لطيف المعاملة يضحك ويتحدث ويمزح مع الجميع إذا كان يمر بلحظات غرامية سعيدة، وتارة يكون ثائر وغاضب إذا كان يشعر بأن شيء ما يقف في وجهه، وتارة يكون حزين عندما يشعر بالغيرة أو الصدمات العاطفية أو الانفصال أو الإهمال.
- الابتعاد عن الأهل والتقرب من الأصدقاء: يصبح المراهق الذي لديه علاقة عاطفية أكثر ميلاً للبقاء مع أصدقائه، فهم يعرفون قصته غالباً ويشجعونه على ما يريد ويقدمون له النصائح ويستمعون لمشاعره وربما يعيشون تجارب مشابهة، فيشعر أن أصدقائه هم عالمه الحقيقي ويبتعد أن أهله لبعض الوقت.
- العناية غير الاعتيادية بالمظهر: يبالغ المراهق بالعناية بمظهره أكثر من أي وقت سابق عندما يكون داخل بعلاقة عاطفية، فهو يريد دائماً نيل إعجاب الفتاة التي يحبها والظهور أمامها بأفضل شكل، فيصبح شديد الاهتمام بملابسه وقصة شعره ونظافته الشخصية، ويضع العطور قبل الخروج من المنزل.
- تلقي مكالمات هاتفية ورسائل سرية: إذا كان المرهق يخرج من غرفة الأهل مسرعاً ليكون وحده عندما يرن هاتفه النقال، أو عندما تأتيه رسالة نصية، ثم يجلس وحيداً ويجري مكالمة طويلة وبصوت خافت، ويصمت عندما يقتحم أحد خصوصيته، فهو غالباً يقوم بمكالمة غرامية مع الفتاة التي يحبها.
- الرغبة الزائدة بالتعامل معه ككبير: المراهقين الذكور يرغبون بشدة التعامل معهم ككبار وليس كأطفال أو مراهقين، هم يريدون رؤية الاحترام والتقدير والإعجاب في نظر الجميع، والعلاقة العاطفية تؤكد هذا الشعور لديه، فهو بحاجة لأن يبدو كرجل حتى يستحق إعجاب الفتاة التي يحبها.
- الخروج في أوقات مفاجئة: يحصل في بعض الأحيان أن تلاحظ أن ابنك المراهق يرتدي ملابسه ويصفف شعره بشكل مفاجئ وهو على عجلة من أمره غالباً ما يكون في هذا الوقت قد ورده اتصال هاتفي مفاده أنه لديه الفرصة للقاء الفتاة التي يحبها.
- تراجع الأداء الدراسي والاجتماعي: قد يكون تراجع أداء المراهق بالدراسة والعلاقات العائلية مرتبطاً بالحب والتفكير المفرط بحبيبته، فعادةً ما يستغرق المراهقون في العلاقات العاطفية لدرجةٍ تجعلهم أقل قدرة على الحفاظ على التركيز والإنجاز.
- التقبّل والتفهّم والتقرب: يحتاج المراهق الذي يمر بتجربة عاطفية إلى تقبل وتفهم من قبل والديه في هذه المرحلة الحساسة، فهذه المشاعر هي مشاعر حقيقية بالنسبة له وتؤثر عليه وعلى حالته النفسية والعاطفية ولا شك في ذلك، وإذا شعر أن والديه متقبلان له ومتفهمان لمشاعره فإنه سوف يثق بهما أكثر من أي أحد، وبالتالي سوف يكون صريح معهما ويطلب بنفسه الاستشارة والنصح عند التعرض لأي مأزق.
- منع المراهق من ارتكاب الأخطاء: من خلال المتابعة والملاحظة ودون المراقبة والتحكم، يجب أن يكون الوالدين على اطلاع ببعض الأمور خول ابنهما المراهق، فهو قد ينخرط بالمشكلات بسبب علاقته العاطفية، وعند ملاحظة شيء من هذا، يجب التدخل لمنعه من ارتكاب الأخطاء وإصلاحها إذا كان قد ارتكبها، حتى لا يتورط بمشاكل كبيرة وهو وحيد لا يعرف كيف يتصرف.
- تكوبن علاقة صداقة مع ابنك المراهق: وجود علاقة صداقة بين الأب وابنه المراهق، تختصر جزء كبير من طريق الثقة بينهما وتجعل المراهق أكثر تقبلاً لإرشادات والده ونصائحه، وأكثر ميلاً لتقليده فيما يرفض أو فيما يقبل، وهنا يصبح على الوالد تقديم قدوة حسنة لابنه المراهق وبالتالي يكون أكثر حكمة في تصرفاته واختياراته بالنسبة لعلاقاته العاطفية.
- التحدث معه عن العلاقات العاطفية: حتى يتمكن المراهق من تكوين فكرة واقعية والتعرف على طرق التصرف الصحيحة حيال مشاعره ورغباته وميوله العاطفية والجنسية، يجب أن يتحدث معه الوالد كصديق مقرب حول ابعاد هذه العلاقات وكيفية تكوينها بشكل صحيح لا يعرضه للمشكلات، وكيفية التفريق بين الأشخاص المناسبين له والذين يمكن أن يطور علاقة حقيقية معهم وكيفية مقاومة جاذبية العلاقات السامة غير الصحيحة ويتجنب الانخراط بها.
- احترام الحرية الشخصية والخصوصية: من الضروري احترام شخصية المراهق وحريته وخصوصيته حتى لو علم الأهل أنه يمر بتجربة عاطفية، فحتى لو لم يكن هذا التوقيت المناسب للانخراط بهذه العلاقات وقد يكون لها آثار سلبية عليه، فمع ذلك يجب أن يعلم الأهل أن معظم المراهقين يجربون أو يرغبون بتجربة علاقة من هذا النوع، وأنه يكفي الاتفاق مع المراهق حول عدم تأثير هذه العلاقة على حياته وواجباته من ناحية، وتجنب العلاقات الخاطئة التي قد تسبب له أذى نفسي واجتماعي وعاطفي من ناحية أخرى، وتجنب التسبب بأذى الطرف الآخر وهي الفتاة التي يحبها، وبعد ذلك يجب أن يبقى الاهل على اطلاع بمسار حياتهم ابنهم المراهق بشكل عام وليس بالضرورة حجز حريته أو خرق خصوصيته.
- تجنب التعنيف والمواجهة والتقليل من شأن المراهق: مرحلة المراهقة هي مرحلة تمرد، فإذا حاولت إرغام ابنك المراهق على فعل ما تريد دائماً، سوف يؤدي ذلك لخلق حالات تحدي وتمرد من قبله، والعنف سوف يؤثر سلباً على شخصيته، والأفضل من ذلك اتخاذ دور الموجه الإيجابي والصديق الموثوق للسيطرة قدر المستطاع على المخاطر التي يمكن أن تنجم عن علاقته العاطفية.
- مساعدة طفلك المراهق على فهم مشاعره: ما يجعل حب المراهقة عنيفاً وقوياً ليس فقط أنه تجربة مبكّرة تلعب فيها الغرائز الدور الأكبر، بل أيضاً لأن المراهق غير قادر على فهم مشاعره بشكل جيد أو التعامل معها، ولديه توقعات غير واقعية عن العلاقة وعن الحب نفسه، وهنا دور الأهل في مساعدته على فهم هذه المشاعر بطريقة أقرب للواقع.
- تغير طباعه وسلوكياته: تتأثر طباع المراهق وسلوكياته عندما يدخل في علاقة غرامية، فحسب المرحلة التي يمر بها في هذه العلاقة، قد يكون سعيد ومتحمس طوال الوقت، أو قد يكون غاضب ومتوتر ولا يحتمل اقتراب أحد منه تارة أخرى، أو يكون حزين ومكتئب في بعض الأحيان، ولكن الأكيد أنه مع الوقت سوف يصبح أكثر هدوءً وفهماً لمشاعره، وفهماً لطبيعة العلاقات العاطفية واختلافها في الواقع عن ما كان يسمعه من قصص خيالية.
- التأثير على الواجبات المدرسية: كثيراً ما يتم الربط بين التراجع الدراسي عند المراهق وبين دخوله في علاقة عاطفية، والحقيقية أن سبب هذا يتعلق أولاً بانشغال المراهق دائماً بتلبية حاجات هذه العلاقة من خروج عدة مرات للقاء الفتاة التي يحبها أو على الأقل رؤيتها وهي داخلة أو خارجة من وإلى المنزل أو انتظارها أمام المدرسة، أو بسبب المكالمات الهاتفية الكثيرة، أو بسبب كثرة التفكير وتقلب المزاج بين الحماسة وبين الاكتئاب، فكل هذا يأخذ من وقته وتركيزه الذين يجب أن يكونا مخصصين لدروسه.
- زيادة متطلباته المادية: يضطر المراهق الذي لديه علاقة عاطفية لدفع الكثير من النفقات الإضافية، سواء على أناقته الشخصية وملابسه، أو كأجور لهاتفه النقال، أو الخروج مرات عديدة واستخدام وسائل النقل، أو شراء بعض الاكلات والمشاريب عندما يلتقي مع حبيبته، أو أحياناً شراء الهدايا وما إلى ذلك.
- التعرض للمشاكل الاجتماعية: بشكل عام وخاصة في مجتمعاتنا كثيراً ما يتعرض المراهق للمضايقات والمشاكل إذا كان لديه علاقة عاطفية، فهو في بعض الأحيان سوف يتعارك مع أصدقائه الذين يسخرون من فتاته، أو سوف يتعارك مع أحد المنافسين الذين يحاولن التقرب من فتاته، أو ربما يكتشف أمره ويتعرض لمشكلة مع أهل الفتاة، أو ربما يقبض عليه أثناء الوقوف أمام المدرسة والتحرش بالفتيات.
- زيادة مستوى الثقة بالنفس: تلبي العلاقة العاطفية للمراهق رغبته بالشعور أنه كبير ويستحق الحب والإعجاب من الجنس الآخر، وهذا يعطيه دفعة معنوية كبيرة، ما يزيد ثقته بنفسه واحترامه لذاته.
- مواجهة الخيبة: غالباً ما ينتهي حب المراهقة بشكل درامي، ويرتبط بالخيبة والشعور بالانكسار والجرح، وعادةً ما تترك الطريقة التي يتعامل بها المراهق مع هذه النهاية للعلاقة الغرامية أثراً بالغاً في شخصيته ونظرته للحب والارتباط في المستقبل.
يميل علماء النفس للتعامل مع حب المراهقة كتجربة تطورية في شخصية الأطفال! لا يمكن وصف هذا الحب أنه حقيقي ولا يمكن وصفه أنه مجرد وهم أو فهم خاطئ للمشاعر، يمكن القول أن المشاعر نفسها حقيقية وجارفة لكنها غضة وبريئة بما يكفي لجعلها تتبدل وتتغير بسرعة! وهي مرتبطة بالدافع الجنسي واكتشاف الجنس الآخر، والشعور بالأهمية واستحقاق الحب والاهتمام، ويمكن تفسير أهم دوافع الحب عند المراهقين بالنقاط التالية:
- الرغبة بالحصول على تجربة عاطفية: النضج الجنسي والاضطراب الهرموني الذي يمر به المراهقين، هو ما يحرك الكثير من سلوكياتهم ودوافعهم، وتنشط عند المراهق في هذه المرحلة هرمونات الذكورة ما يجعله أكثر انتباهاً وميلاً للجنس الآخر، كما أن ما سمعه أو لاحظه سابقاً من علاقات عاطفية عند أبطال الأفلام وعند الشخصيات الكبيرة حوله، يغريه للحصول على نفس هذه العلاقات.
- الاستجابة للدوافع الجنسية: قد ينطلق شعور الحب والدافعية الجنسية من نفس المصدر عند الجنسين من المراهقين، ولكن بالنسبة للفتيات يكون الدافع لديهن أكثر ميلاً نحو القصة الرومنسية ذاتها، فهي ترغب بالحصول على علاقة تكون فيها الفتاة الجميلة المحبوبة من قبل شاب، أما الدافع الغريزي الجنسي والتشبه بالرجال الكبار هو ما يحكم مشاعر المراهق الذكر أكثر.
- الرغبة بالظهور كشخص كبير: يحب الشاب المراهق أن يظهر دائماً كرجل كبير ويحب تقليد الشبان الأكبر عمراً، ويريد من الآخرين التعامل معه على هذا الأساس، وكثيراً ما يرغب الشاب بالحصول على علاقة عاطفية انطلاقاً من هذه الحاجة، فهو يرى نفسه رجل قوي استطاع نيل قلب فتاة تشعره برجولته وقوته.
- الإعجاب بشخص ما: يرغب المراهق بالحصول على علاقة عاطفية بشكل عام حتى قبل أن يتعرف على فتاة محددة تلفت نظره، ولكن هو غالباً سوف يعجب بأول فتاة تتصف بالجاذبية والجمال، وتلبي له حاجاته العاطفية بالظهور كرجل يستحق إعجاب الفتيات، وهذه ما يفسر غالباً إعجاب المراهق بالفتيات الأكبر سناً، فمن وجهة نظرة أن هذه الفتاة الكبيرة التي يرغب بالشبان بالحصول على علاقة معها، تمكن هو من نيل إعجابها وهذا يعني أنه أصبح كبير وقادر على لفت نظر حتى الفتيات الأكبر عمراً.
- الانتقال لتجارب أخرى: تجربة الحب الأولى بالنسبة للمراهق كانت مجرد اختبار لمشاعر الحب والإعجاب الشديد بشخص ما سواء من طرف واحد أو حتى بالعلاقات الكاملة، أو عبارة عن هوس بشخص معين حسب تعبير أحد علماء النفس، وعندما تنتهي أسباب هذا الحب ويبدأ المراهق بعيش أحداث جديدة والتعرف على أشخاص وعوالم جديدة غالباً سوف ينتهي المراهق من هذا الحب وينتقل إلى تجارب جديدة أكثر جدية.