فرط نشاط الغدة الدرقية الولادي عند الرضع وعلاجه

ما سبب فرط نشاط الغدة الدرقية عند الرضيع! تعرفي أكثر إلى فرط الدرق الولادي ومضاعفاته وكيفية علاجه
فرط نشاط الغدة الدرقية الولادي عند الرضع وعلاجه
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

فرط نشاط الغدة الدرقية من الأمراض النادرة في عمر الطفولة لكنها يمكن أن تظهر عند الطفل الرضيع منذ ولادته، كما يمكن أن تصيب الجنين وهو داخل الرحم، لذا يكون من الضروري فهم أسباب هذا المرض وأعراضه عند الطفل حديث الولادة والتعرف إلى طرق علاجه.

تحدث حالة فرط نشاط الغدة الدرقية عند الأجنة والرضع غالباً بسبب إصابة الأم الحامل بمرض جريفز (Graves' Disease)أثناء الحمل أو في مرحلة ما قبل الحمل، وهو مرض مناعي يسبب ارتفاع إفراز هرمونات الغدة الدرقية.

عندما تصاب الأم خلال الحمل بداء جريفز ينتج الجسم بروتينات يفرزها جهاز المناعة عادة لمقاومة الأجسام الغريبة والحالات الالتهابية في الجسم، وهذه الأجسام المضادة هي التي تحفز إنتاج كميات مفرطة من الهرمون الدرقي عند الحامل، ومن ثم تعبر الأجسام المضادة إلى الجنين عبر المشيمة وتؤثر في غدته الدرقية وتسبب إصابة الجنين والطفل حديث الولادة بفرط نشاط الغدة الدرقية.

يعتبر مرض فرط نشاط الغدة الدرقية عند حديثي الولادة والأطفال الرضع حالةً نادرة، لكنها خطيرة وقد تهدد حياة الطفل، عادة تكون فترة إصابة الرضيع حديث الولادة بفرط الدرقية الولادي المنتقل له عبر دم الأم قصيرة، لكن هذه الفترة تتباين بين رضيع وآخر وكذلك تأثيراتها تكون مختلفة ومتباينة فقد لا تضر بالرضيع وقد تسبب له مشاكل خطيرة.

animate

تظهر أعراض فرط الدرقية عند الأجنة في الثلث الثاني من الحمل يعاني الجنن خلالها من:

  • تسرع النبض: يكون نبض الجنين الطبيعي بين 110 و160 نبضة في الدقيقة، وعندما يزيد نبض الجنين عن 160 نبضة في الدقيقة خلال الثلث الثاني من الحمل يشير ذلك لوجود مشكلة قد تكون فرط نشاط الغدة الدرقية لدى الجنين خاصة لو كان للأم تاريخ من الإصابة بداء جريفز أو لو كانت مصابة به أثناء الحمل.
  • ضعف النمو داخل الرحم: يحدث خلل نمو للجنين داخل الرحم بسبب فرط هرمونات الغدة الدرقية التي تؤثر على معظم العمليات الحيوية، لذا عند ملاحظة عدم تقدم الجنين في النمو خلال الثلث الثاني من الحمل قد يكون ذلك عرض لفرط الدرقية عند الجنين.
  • تضخم الغدة الدرقية: يمكن الكشف عن تضخم الغدة الدرقية الذي يكون من أعراض فرط الدرقية الظاهرة عند الجنين من خلال الفحوص الروتينية بالسونار.

قد يرتبط ارتفاع نشاط الغدة الدرقية عند الجنين خلال الحمل بارتفاع خطر الولادة المبكرة بسبب تأثر الهرمونات التي تؤثر على عمل القلب والأوعية الدموية، وفي بعض الحالات قد لا يحتمل الجنين تأثير فرط الدرق القوي خاصة عند حدوث تسرع شديد في القلب ما يسبب وفاة الجنين.

  • مشاكل في التغذية: يتعرض الرضيع المصاب بفرط الدرقية لعدة مشاكل تتعلق بالتغذية، مثل عدم الشبع وكثرة التقيؤ وغيرها، وعلى الرغم أنها علامات غير حاسمة للإصابة بفرط الدرقية عند الرضع لكنها قد تكون أحد المؤشرات.
  • العصبية والانفعال: الرضع المصابين بفرط درقية تظهر لديهم أعراض تهيج وعصبية وانفعال بسبب عدة عوامل تؤثر عليهم منها التأثير الهرموني في الجسم ومنها صعوبات النوم والشبع وارتفاع ضغط الدم وما إلى ذلك.
  • تسارع دقات قلب: أيضاً يعاني الطفل الرضيع من حالة تسرع في القلب وارتفاع في ضغط الدم بتأثير هرمونات الدرق وقد تكون من العلامات الخطيرة عند الطفل.
  • جحوظ العينين: من العلامات المميزة للإصابة بفرط الدرقية عند الأطفال الرضع هي وجود جحوظ وبروز في العيون وتراجع في الجفن العلوي، كذلك قد تترافق مع احمرار في العيون.
  • صغر حجم الرأس: يكون حجم الرأس عند الرضع حديثي الولادة المصابين بفرط الدرقية أصغر من المعتاد عند الأطفال بنفس المرحلة العمرية ونفس الجنس، خاصة لو حدث مشاكل نمو عند الجنين داخل الرحم بسبب فرط هرمونات الدرق لفترة طويلة.
  • بروز جبهة الرضيع: تعرض الطفل الرضيع لكميات كبيرة من هرمونات الدرق تسبب له التحام مبكر لعظم الجمجمة وتعظم دروز باكر، مما يسبب بروز الجبهة عند الرضيع.
  • معاناة الرضيع من مشاكل هضمية: تظهر المشاكل الهضمية عند الرضيع المصاب بفرط الدرقية على شكل كثرة حالات التقيؤ وأيضاً إسهال متكرر وصعوبات في التغذية ووقد تحدث آلام هضمية ومغص.
  • زيادة معدل التنفس: خاصة لو ترافق ذلك مع تضخم في الغدة الدرقية التي ربما تضغط على مجاري التنفس وتسبب مشاكل في التنفس عند الطفل الرضيع.

 

  • تعظم دروز باكر: تتكون جمجمة الطفل حديث الولادة من عدة قطع عظمية غير متصلة كي تسهل مرور رأس الطفل أثناء الولادة ونمو الدماغ بعد الولادة، وإصابة الطفل الرضيع بفرط نشاط الغدة الدرقية الخلقي قد يسبب حصول التحام مبكر وتعظم باكر لهذه الدروز عند الأطفال بعمر أقل من 3 سنوات ما يسبب مشاكل عدة منها تشوه شكل الرأس عند الطفل والتأثير على النمو العقلي السليم والتعرض لمضاعفات مرضية مثل الإصابة بنوبات اختلاج ومرض الصرع وغيرها.
  • فشل النمو السليم: فرط نشاط الغدة الدرقية الخلقي عند الرضع يسبب تسريع جميع وظائف الجسم على مستويات عالية، مما يسبب اختلالات في عملية النمو السليم تظهر عند الطفل الرضيع بمراحل لاحقة من حياته على شكل مشاكل جسدية وهرمونية وعقلية ذهنية تختلف بحسب عمر الطفل، فقد يسبب ذلك مشاكل في التطور الجنسي عند الأطفال بعمر البلوغ والمراهقة، كما أنه يضعف النمو العقلي والإدراك السليم الأطفال الصغار وما إلى ذلك.
  • قصر القامة: من مخاطر حدوث فرط الدرقية عند الرضيع وفي مراحل مبكرة من عمر الطفل هو خطر الحد من الطول الطبيعي والتعرض لقصر القامة فيما بعد، وذلك لأن فرط نشاط الدرقية يؤدي لنمو متسارع للطفل في البداية بسبب تسارع جميع عمليات الجسم، لكنه يتوقف عن النمو بسن مبكر مفاجئ مسبباً قصر القامة.
  • فرط درقية بمراحل لاحقة: على الرغم من أن فرط الدرقية الولادي الذي يصيب الأطفال حديثي الولادة والرضع يشفى بعد فترة من الولادة، إلا أنه قد يزيد من مخاطر الإصابة بفرط الغدة الدرقية في مراحل لاحقة من عمر الطفل تؤثر على نموه وحياته خاصة لو تم التأخر بعلاجها.
  • الإصابة بالعاصفة الدرقية: من أخطر مضاعفات واختلاطات فرط نشاط الغدة الدرقية عند الرضع والأطفال، وتعتبر حالة إسعافية مهددة للحياة، يحدث في هذه الحالة نشاط شديد قوي ومفاجئ للغدة الدرقية يسبب تسارع عالي وخطير في جميع وظائف الجسم، بما في ذلك تسرع القلب الشديد وارتفاع درجة الحرارة وارتفاع ضغط الدم وقد تسبب فقدان وعي، ويمكن أن تسبب فشل قلبي ووفاة في الحالات الشديدة.

يتعافى حديثي الولادة والرضع من فرط نشاط الغدة الدرقية الولادي غالباً بعد عمر الستة أشهر، وخلال هذه الفترة قد يوصف نهج علاجي معين لضمان سلامة الطفل وعدم تعرضه لمخاطر صحية وضبط مستوى الهرمونات لديه ببعض الأدوية أهمها:

  • مضادات الغدة الدرقية: يعطى الأطفال جرعة قليلة من مضادات الغدة الدرقية التي تمنع تصنيع هرمونات الدرق وبالتالي يساهم في تقليل أعراض فرط الدرقية والسيطرة على أعراض المرض التي ربما تكون قاتلة للطفل، من أمثلتها دواء ميثيمازول أو كاربيمازل.
  • أدوية القلب: خاصة في حال تسرع القلب الشديد أو ارتفاع ضغط الدم الشديد، حيث يستعان بهذه الأدوية لتبطيء معدل ضربات القلب وإعادة استقرار ضغط الدم والوقاية من حدوث مشاكل قلبية تودي بحياة الطفل الرضيع، تدعى الزمرة الدوائية المستخدمة في هذه الحالة حاصرات بيتا، وأشهر مثال دوائي عليها البروبرانولول، ويوقف العلاج بها بعد أن يأخذ الأدوية المضادة للدرق مفعولها.
  • الهيدروكورتيزون: وهو دواء مشابه للكورتيزون ومن أحد مشتقاته، له تأثير إيجابي في تقليل الهرمون الدرقي، يمكن أن يعطى الطفل الرضيع أو حديث الولادة المصاب بفرط الدرقية بضع قطرات منه في الخطة العلاجية، ويتم إيقافه بمجرد اختفاء الأجسام المضادة من دم حديث الولادة.
  • هل يمكن أن يولد الطفل مصاباً بفرط نشاط الغدة الدرقية؟ نعم، يمكن أن يولد الطفل مصاباً بفرط نشاط الغدة الدرقية عندما يولد لأم مصابة بداء جريفز، أو عندما يكون للأم تاريخ سابق للإصابة بداء جريفز، حيث تنتقل الأجسام المضادة عبر المشيمة من دم الأم لدم الجنين أثناء الحمل وتسبب فرط نشاط درقية للجنين خلال الحمل وفي الفترات الأولى بعد الولادة.
  • متى تظهر أعراض الغدة الدرقية عند الرضع؟ تتباين المدة التي تظهر عندها أعراض الغدة الدرقية عند الرضيع وحديث الولادة حسب ما إذا كانت الأم تتعالج دوائياً خلال الحمل أم لا، فإذا لم تكن تتعالج بأدوية مضادة للدرق تظهر الأعراض بعد الولادة، أما إذا كانت تتناول نوع من أدوية مضادات الدرق قد تظهر الأعراض في حوالي 3 إلى 7 أيام بعد الولادة، ومعظم الأعراض بالعموم تظهر في الشهر الأول من العمر عند الأطفال المولودين لأمهات مصابات بداء جريفز، ومن النادر أن تتأخر الأعراض للشهر الثاني.
  • هل يمكن الشفاء من نشاط الغدة الدرقية لحديثي الولادة؟ يتعافى الأطفال الرضع المصابون بنشاط الغدة الدرقية في غضون 6 أشهر بعد الولادة في معظم الحالات، ونادراً ما تطول المدة عند ذلك، وخلال هذه المدة يجرى علاج الطفل بالأدوية كما يجرى مراقبة مستمرة لحالة الطفل خلال العلاج تخوفاً من حدوث قصور غدة درقية بسبب الأدوية لذا تكون المراقبة مستمرة ويتم إيقاف العلاج عند الشفاء.
  • ما أسباب إعادة تحليل الغدة الدرقية لحديثي الولادة؟ يعتبر فحص هرمونات الغدة الدرقية روتيني للطفل حديث الولادة، وفي حال الشك باحتمال وجود مشاكل غدة درقية عند الطفل حديث الولادة يجرى له فحص غدة درقية عدة مرات لتقصي ظهور أي مشكلة في نشاط الغدة الدرقية سواء كان فرط نشاط أو قصور، كما يكرر الفحص لمراقبة العلاج في حال كان الطفل الرضيع يتلقى علاجاً دوائياً للتخلص من فرط نشاط الغدة الدرقية.

المراجع