صعوبات الزواج من مريض السكري وما يجب معرفته

هناك تأثير مباشر لمرض السكر خصوصاً من النوع الأول على الحياة الزوجية، سواء من ناحية العلاقة الزوجية الحميمة والإنجاب، أو من ناحية أسلوب الحياة الخاص بمريض السكري، ما يحتّم على الرجل الإفصاح عن مشكلته الصحية قبل الزواج، ويتطلب من الفتاة التفكير جيداً بقرارها وتحمّل مسؤوليته.

قبول الزواج من مريض السكري أو صاحب مرض مزمن أمر يرجع للفتاة نفسها وهي يجب أن تفكر بسلبيات وإيجابيات هذا الزواج وقدرتها على تحمّل مسؤوليته، وهناك الكثير من الزيجات الناجحة والمستقرة رغم معاناة أحد الزوجين من مرض مزمن مثل السكر، لكن لا بد من فهم الحالة جيداً لاتخاذ القرار الصائب.

يمكن أن يؤثر مرض السكر بشكل مباشر أو غير مباشر على العلاقة الزوجية، ويعود ذلك للعديد من الأسباب ومنها:

• الحالة المزاجية للزوج: يعاني مريض السكر من تقلبات في الحالة المزاجية الناتجة عن القلق والتفكير بالمستقبل والإنجاب، وأيضاً حيال الشريك الذي يشعر بأنه يظلمه معه ويشعره بارتباك بحالته الصحية، وهذه الجوانب قد تسبب ضعف في العلاقة العاطفية بين الزوجين.
• تأثير مرض السكري على العلاقة الحميمة: يسبب مرض السكري بعض الحالات المرتبطة بالضعف الجنسي عند المريض لذا قد تتأثر العلاقة الحميمة بهذه المضاعفات، وبالتالي تؤثر صحة العلاقة الحميمة على العلاقة الزوجية بشكل كبير وقد تقلل الرغبة لدى الشريكين.
• أسلوب الحياة: ستحتاجين لتغيير روتين حياتك بالكامل عند الزواج من مريض سكر والالتزام بنمط حياة صحي، فهو بحاجة لأنظمة غذائية محددة ومتوازنة، وأنشطة بدنية وحياتية محددة، وحتى التغيير في طبيعة العلاقة الجنسية وأوقاتها.
• تأثير مرض السكر على الخصوبة: من المخاطر المحتملة للزواج من مريض سكر هو التأثير الخصوبة وفرص على الحمل الطبيعي، بسبب تأثير ارتفاع مستويات السكر على الخصوبة عند الرجل لكونها تؤدي إلى تقليل تعداد الحيوانات المنوية، ما يقلل من فرص الحمل وقد تؤدي إلى العقم.
• مضاعفات صحية متعددة: عند التفكير بالزواج من مريض سكري يجب توقع مواجهة مضاعفات صحية تحتاج لعناية خاصة، كمشاكل القلب والأوعية ومشاكل الأعصاب والجهاز التناسلي، والتي تحتاج للصبر والمراقبة والعناية اللازمة بالزوج لتفاديها والتعامل معها.

يعاني بعض مرضى السكري من مضاعفات تؤثر على الصحة الجنسية، وأهم المشاكل الجنسية التي يعاني منها الزوج المصاب بالسكري:

• ضعف الانتصاب: يعاني مريض السكري من صعوبة الانتصاب أو الحفاظ على الانتصاب لفترة طويلة، لأن مستويات السكر المرتفعة تؤثر على الأعصاب والأوعية الدموية وتقليل تدفق الدم إلى الأنسجة في القضيب وصعوبة الإحساس به، ما يجعل من الصعب الحصول على انتصاب قوي ودائم، ما يؤثر على القدرة على الاستمرار بالعلاقة الحميمة.
• سرعة القذف: يمكن أن يؤدي ارتفاع السكري في الدم إلى التخفيف من تدفق الدم إلى الأنسجة في القضيب الذكري المسؤولة عن التحكم بتدفق السائل المنوي، وبالتالي صعوبة الحفاظ على السائل المنوي لفترة أطول ما يؤدي للقذف المبكر.
• ضعف الرغبة الجنسية: يعود ضعف الرغبة الجنسية عند الرجل المريض بالسكر لسببين، الأول الحالة النفسية للمريض إذا لم يتم السيطرة عليها كالقلق والاكتئاب بسبب التحديات التي يواجهها في إدارة المرض قد تؤثر على الرغبة الجنسية عند الرجل، أو بسبب انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون المسؤول عن الرغبة الجنسية عند الرجل، كما أنا حالة ضعف الانتصاب وسرعة القذف المرتبطة بمرض السكري أيضاً يكون لها دور في تقليل الرغبة الجنسية عند الزوج.
• ضعف الأداء بالعلاقة الجنسية: ينتج الضعف بالأداء للعلاقة الحميمة عند الرجل المصاب بداء السكري نتيجة العوامل السابقة كصعوبة الحفاظ على الانتصاب والقذف المبكر وضعف الرغبة الجنسية ما يجعله غير قادر على الاستمرار بالعلاقة الحميمة وإرضاء زوجته.
• صعوبة بالوصول للنشوة الجنسية: يجد مريض السكري صعوبة بالوصول للنشوة الجنسية، وهي من المخاوف الأكثر شيوعاً، بسبب الاعتلال العصبي المحيطي الذي يعاني منه مريض السكري والمرتبط بشكل رئيسي بالعجز الجنسي لدى الرجال.
• العرضة لأمراض الجهاز التناسلي: تزداد العرضة للالتهابات البولية التناسلية عند المرضى المصابين بداء السكري نتيجة ارتفاع حموضة الدم، ما يؤثر بشكل سلبي على القدرة الجنسية والشعور بالحرقة والألم أثناء ممارسة العلاقة.
• التأثير على الحالة النفسية: مرض السكري قد يسبب توتر واضطرابات نفسية للمصاب والحالة النفسية تؤثر على العلاقة الجنسية بشكل كبير، فمن الصعب الشعور بالراحة والرغبة والنشوة في العلاقة الحميمة في حال وجود اضطراب بالحالة النفسية، مثل القلق والاكتئاب والتفكير والشعور بالعجز عن الأداء الجنسي الكافي ببعض الأحيان، ما ينعكس على الرغبة الجنسية للرجل وزوجته.

• الضغوط النفسية: مرض السكر يمكن أن يؤدي إلى ضغوط نفسية وعقلية لدى المريض وزوجته، ما يؤثر على العلاقة الزوجية واستقرارها خاصةً إذا كانت الزوجة تحاول مجاراته في أغلب الوقت للعناية بالصحة النفسية والعقلية.
• الحاجة إلى الرعاية الخاصة: المصاب بداء السكري بحاجة دائمة للاهتمام والرعاية الصحية، للتحكم بمستويات السكر في الدم وتجنب المضاعفات المحتملة، والتنسيق والاهتمام بمواعيد مراجعة الطبيب والأدوية، ما قد يسبب بعض الإرهاق الجسدي والمزيد من القلق خاصةً عندما يرتبط بالإنجاب.
• التعامل مع الأزمات الصحية: يتعرض الزوج المصاب بداء السكري لبعض الأزمات الصحية وتحتاج للتعامل معها بشكل مفاجئ، مثل انخفاض السكر ونوبات ارتفاع السكر، التي تحتاج لتدخل طبي سريع.
• التأثير على المشاركات الاجتماعية: قد تتأثر العلاقات الاجتماعية، والمشاركة في الكثير من النشاطات عند مريض السكري وزوجته، بسبب التشتت وعدم الشعور بالاستقرار، ما يجعلك وزوجك بالمستقبل تنسحبون في الغالب من المشاركات الاجتماعية كالحفلات والسهرات وغيرها من الأنشطة، خاصةً إذا كانوا لا يعلموا بالمشكلة الصحية التي يعاني منها الزوج.
• الضغوط المالية: من الأمور التي تنعكس على الحياة الزوجية المستقبلية هي الضغوط المادية الناتجة عن تكاليف العلاج وزيارة الأطباء المتكررة والأدوية والمراقبة، بالإضافة للتكاليف الإضافية للحفاظ على نمط حياة صحي.

• التعرف على المرض: لتتمكني من التعامل بشكل صحيح مع زوجك المصاب بالسكري بالمستقبل عليك توعية ذاتك بالتعرف على المرض والأمور الخاصة التي قد يحتاجها، لتتمكني من رعايته وضمان صحته، كذلك للتعرف على الآثار المرتبطة بالحمل والإنجاب والعلاقة الحميمة.
• المساندة والدعم: يحتاج مريض السكر لأن تعامليه كشخص طبيعي وتقديم الدعم اللازم لعدم شعوره بالعجز والضعف، وهذا سينعكس بشكل إيجابي على حياتك الزوجية وعلاقتك العاطفية والجنسية معه.
• المساعدة في الأمور اليومية: هناك بعض السلوكيات التي يجب أن تعتادي عليها إذا تزوجت من مريض سكري، كمراقبة السكر بشكل يومي وتحضير الأطباق الخاصة للحفاظ على مستويات السكر في الدم لدى الزوج، والعمل على تحسين الحالة النفسية لديه.
• تقديم الرعاية الطبية: قد تحتاجين لطلب المساعدة الطبية من المختص الذي يراقب حالة زوجك باستمرار، والذهاب للمستشفيات في حال حدوث أي مضاعفات، بالإضافة للاستشارة الطبية حول موضوع الإنجاب والرغبة الجنسية وغيرها من الأمور المرتبطة بحياتك الزوجية.
• الالتزام بنمط حياة صحي: تتطلب الحياة الزوجية مع مريض السكري الالتزام بنظام حياة صحي في طبيعة الطعام وتوقيته والأنشطة البدنية التي تحفظ سلامة زوجك والحفاظ على مستويات السكر لديه والوقاية من المضاعفات المرتبطة بالمرض.
• الحفاظ على العلاقة الجنسية: حاولي أن لا تتعاملي مع زوجك فقط على أنه مريض، فحافظي على التواصل العاطفي والجنسي واهتمي بالعلاقة الحميمة وتعاملي معه على أنه شخص طبيعي فممارسة العلاقة تساعد في تحسين الحالة النفسية للرجل، فلا يجب أن يشعر أنك تبتعدين عنه للبحث عن راحته.
• التشجيع على النشاطات البدنية: حاولي مشاركة زوجك ببعض الأنشطة الرياضية التي تساعد في خفض مستويات السكر في الدم، كالذهاب والمشي صباحاً معاً أو التسجيل بالنادي الرياضي، فبالإضافة إلى الفوائد الصحية تساعد التمارين الرياضية في تحسين الحالة النفسية للزوج المريض بالسكر وأيضاً العلاقة الزوجية.

• متى يبدأ الضعف الجنسي عند مريض السكر؟ من الصعب تحديد متى يبدأ الضعف الجنسي عند الرجل المصاب بداء السكري لكونه يرتبط بالعديد من العوامل كالتحكم بمستويات السكر في الدم، والحالة النفسية وطبيعة الحياة الزوجية، لكن قد يبدأ ضعف الانتصاب عند الرجل المصاب بالسكري قبل 10 إلى 15 سنة من الرجال الطبيعيين.
• هل مريض السكر ينجب أطفالاً؟ بالطبع يمكن لمريض السكر الإنجاب بشكل طبيعي إذا تم التحكم في مستويات السكر والالتزام بنمط حياة صحي للحفاظ على الصحة الجنسية وجودة الحيوانات المنوية، لكون السكر غير المنتظم يؤثر على جودة الحيوانات المنوية ويزيد من خطر الإصابة بالعقم، وهناك حالات كثير من مرضى السكر تتمكن من الإنجاب بطرق طبيعية أو بالطرق المساعدة مثل التلقيح الصناعي والحقن المجهري.
• هل يؤثر الزواج من مريض بالسكر على الأطفال؟ بالنسبة للرجل لا يؤثر مرض السكري على الأطفال إلا في حالات نادرة، فقد يرث الطفل مرض السكري من والده المصاب بداء السكري من النوع الأول بنسبة تتراوح من 1% إلى 15% من الحالات، ولكن هذه النسبة تزداد بالنسبة للأب المصاب بداء السكري من النوع الثاني بنسبة 15%، أما إذا كان كلا الزوجين مصاب بالسكر من النوع الثاني تزداد النسبة حتى 60 إلى 70%.
• لماذا مريض السكر لا يستطيع الزواج؟ لا يوجد أي مانع طبي لزواج مريض السكري، ولكن كثيراً ما قد تتردد الفتاة التي يتقدم لها رجل مصاب بالسكري، وذلك خوفاً من المضاعفات والعلاقة الجنسية والإنجاب.