حركات يد طفل التوحد وهل الرفرفة علامة أكيدة للتوحد!
يفيد فهم حركات طفل التوحد في نواحي عدة، من تشخيص بعض مظاهر التوحد، إلى التنبؤ بسلوكياته في بعض الحالات، بالإضافة لملاحظة ما يفكر أو يشعر به من خلال حركاته في بعض المواقف، في هذا المقال نسلط الضوء على حركات طفل التوحد، وبشكل خاص حركة يد طفل التوحد، وما معانيها.
هل حركات اليد تدل على التوحد! في الحقيقة لا تدل الرفرفة باليدين أو حركات اليدين عموماً على التوحد بشكل منفرد أو كعلامة وحدية، حيث أن الكثير من الحركات التي يقوم بها طفل التوحد بيديه تتشابه مع حركات الطفل السليم، مثل الرفرفة أو الرسم في الهواء، ولا تعتبر ملاحظة حركة اليد كافيةً لتشخيص التوحد وإن لم تكن حركةً اعتيادية! لكن تعتبر بعض حركات اليدين مثل الرفرفة أكثر شيوعاً بين أطفال التوحد ويقومون بها بشكل نمطي متكرر.
عند ملاحظة الطفل يحرك يديه أو يرفرف بها لا بد من النظر أيضاً إلى الأعراض والعلامات الأخرى التي قد تشير إلى إصابة الطفل بالتوحد أو طيف التوحد، مثل مهارات التواصل لديه، والتواصل البصري، ومدى استجابته لتفاعل الآخرين معه، والعديد من أعراض اضطرابات طيف التوحد الأخرى.
تشخيص التوحد عند الأطفال مسألة ليست بسيطة وتحتاج لمراقبة وتشخيص من قبل مختصين بمجالات مختلفة، نظراً لتشابه بعض سلوكيات الطفل السليم مع أطفال التوحد من ناحية، ونظراً لتشابه تلك الأعراض مع أمراض واضطرابات أخرى، إضافةً لوجود فروق في الدرجات ونوع المشاكل بين حالات عديدة من اضطرابات طيف التوحد.
إذاً الشك بأن الطفل يعاني من التوحد أو طيف التوحد من خلال حركاته والرفرفة باليدين لا يكفي، بل يحتاج لملاحظة نمط الحركات العام لديه، وليس حركة معينة يقوم بها، بالإضافة للانتباه لباقي قدراته ومهاراته ووتيرة النمو والتطور لديه، وخاصة فيما يتعلق بالتواصل وفهم اللغة، والانتباه والتركيز
ما يميز حركة يد طفل التوحد هو التكرار والنمطية والاستمرارية وغياب الدافع للحركة، حيث تكون حركات يدين طفل التوحد نمطية وعلى شكل نوبات يصعب إيقاف الطفل عنها، لأن هذه الحركات لا ترتبط بمشاعر معينة مثل الحماسة أو الغضب بل ترتبط بخلل عصبي يجعلها حركات غير إرادية، ومن أهم حركات يد طفل التوحد:
- الرفرفة بالأيدي: تعتبر رفرفة الأيدي من أشهر الحركات التي يقوم بها الكثير من أطفال التوحد، قد يصدر هذا السلوك عن الأطفال السليمين ولكن يعتبر سلوك عام ومشترك بين معظم أطفال التوحد، وهو يقوم بهذا السلوم كنوع من الاستجابة للمدخلات الحسية ما يجعله يشعر براحة أفضل، أو عند عدم وجود هذه المدخلات الحسية.
- تحريك الأصابع بصورة نمطية: تعتبر أيضاً من الحركات النمطية لأطفال التوحد مثل ثني أحد الأصابع أو أكثر ومدها بطريقة متكررة، أو لف الأصابع حول بعضها مرات عديدة متكررة، وتعتبر هذه الحركة أيضاً من سلوكيات التحفيز والتكيف.
- التلويح أو الإشارة إلى الفراغ: يمكن أن يقوم طفل التوحد بالإشارة بيديه أو إحداهما وكأنه يلوح لأحد ما أو يشير لشيء ما مع عدم وجود أي شيء يشير له، ويعتقد أن تتعلق هذه الحركة بأفكار تدور في ذهنه، وتساعده على تخيل هذه الأفكار.
- وضع اليدين على الرأس أو الأذنين: من الحركات المشهورة عند أطفال التوحد، أنه يضع يديه على الرأس أو الأذنين، وخاصة عندما يتعلق الأمر بانزعاجه من شيء أو صوت معين أو أي مثير حسي ينفعل بسببه.
- رسم ما يشبه الدوائر في الفراغ: لسبب ما يحب أطفال التوحد تدوير الأشياء والأشياء الدائرية أو الحركات الدائرية، وقد يلاحظ لدى العديد من أطفال التوحد، قيامهم بتحريك يديهم أو أصابعهم بطريقة دائرية في الهواء وكأنه يرسم دوائر بيديه.
- لف اليدين حول بعضهما وتشبيك الأصابع: يرجح أن طفل التوحد يقوم بهذه الحركة عندما يشعر بالتوتر، وهي قيامه بلف يديه حول بعضهما وتشبيك الأصابع، وتحريك كفيه وكأنه يغسل يديه.
- النقر باليد: عادةً ما يلاحظ على أطفال التوحد قيامهم بالنقر باليد أو الأصابع على الأسطح المختلفة أو حتى على الجسم، لسبب غير معروف وكأنها طريقة تساعده على التحفيز الحسي خاصة في الأوقات الهادئة.
- تحريك الأصابع بالقرب من العيون: يقوم طفل التوحد بهذه الحركة برفع قبضات اليدين إلى مواجهة العيون والتحديق بطريقة فيها تركيز عالي، وتحريك الأصابع بطرق مختلفة مثل رسم الدوائر أو ثني وفتح أحد الأصابع أو تناوب فتح الأصابع وكأنه يقوم بالعد.
رفرفة طفل التوحد تتميز بحدوثها مع حركات معينة فيها شيء من النمطية، مثل النظر للأعلى والرفرفة، أو نحو شيء معين والانبهار به خاصة الأشياء التي فيها حركات دورانية مثل العجلة أو الغسالة، أو حتى المشاهد التلفزيونية التي فيها دوران، ويمكن أن يقوم طفل التوحد بالدوران حول شيء معين أو حول نفسه وهو يرفرف بيديه.
فسلوك الرفرفة عند طفل التوحد ليس بعيد بشكل عام عن الأطفال السليمين، فحسب التفسير الأقرب لأن الطفل يقوم بهذا السلوك، إما للتفاعل أو الاستجابة لمدخلات حسية معينة، أو للقيام بتحفيز الذات كطريقة للتكيف مع عدم وجود مدخلات حسية، أو طريقة للعب والتفاعل بالنسبة للأطفال السليمين.
والطريقة الشائعة في الرفرفة هي برفع اليدين لمحاذاة الرأس وفرد الأصابع ثم تحريك اليدين للأمام والخلف بصورة متكررة وكأن الطفل يحاول الطيران، أو كأنه يرقص على أنغام معينة.
ويختلف الأطفال السليمين في الرفرفة بأنه يوجد غالباً مثير يشعرهم بالحماس والسعادة، مثل الرقص على أنغام موسيقية معنية، أو حصولهم على شيء يريدونه.
لذا لا تكفي ملاحظة سلوك الرفرفة وحده لتشخيص إصابة الطفل بالتوحد، وإنما يجب أن نلاحظ اختلاف في هذا السلوك بين الطفل المتوقع إصابته بالتوحد، وبين الأطفال السليمين من جهة، وملاحظة أعراض أخرى للتوحد، تتعلق غالباً بضعف التواصل والاستجابة العاطفية والاجتماعية.
- هل طفل التوحد يضع يده على أذنه؟ من الشائع أن يقوم طفل التوحد بوضع يديه على أذنه، وغالباً في الحالات التي يشعر فيها بالانزعاج من أصوات معينة، ويكون ذلك إما بضم يديه ووضعها على أذنيه أو جوانب رأسه، أو فرد يديه وإغلاق أذنيه بإحكام، وقد يقوم أيضاً بهذا السلوك عندما لا يرغب بالاستماع لأوامر أو توجهات معينة من قبل الوالدين.
- هل كل طفل يرفرف يده معناها توحد؟ لا يعتبر سلوك الرفرفة عرض أو علامة كافية لتشخيص التوحد أو حتى الشك به عند الأطفال، فالكثير من الأطفال يقومون بسلوك الرفرفة على سبيل اللعب أو الرقص أو التناغم مع أغاني وأصوات معينة أو تعبيراً عن الفرح والسعادة، ويجب أن يكون سلوك الرفرفة مقترن بحركات نمطية معينة أو ملاحظة مظاهر غير مألوفة، بالإضافة لوجود أعراض أخرى للتوحد.
- كيف يلعب الطفل التوحدي؟ يرتبط شكل اللعب عند طفل التوحد بعوامل عديدة، منها درجة أو مستوى التوحد لديه والجوانب التي أثر فيها في شخصيته وتفاعلاته واستجاباته، ومنها عمر الطفل، ومحيطه الاجتماعي ومدى مساعدته على التكيف، ولكن يرجح أن طفل التوحد يفضل اللعب وحده، ويوجد حركات نمطية متكررة بشكل عام لا تلاحظ عند الأطفال السليمين، كما أن طفل التوحد لا يرغب بحدوث تغيرات في أشياءه والعابه.
- ما هي تصرفات الطفل التوحدي؟ تتميز تصرفات طفل التوحد ببعض السمات العامة، مثل تفضيل الأشياء النمطية والروتينية، ضعف التواصل الاجتماعي والاستجابات العاطفية، والقيام بحركات نمطية غير معروفة السبب، وفيما عدى ذلك تختلف تصرفات أطفال التوحد بين حالة وأخرى وطفل وآخر.
- هل طفل التوحد يقلد الحركات؟ يمكن أن يقوم طفل التوحد بتقليد بعض الحركات إذا ما لفتت نظره، فمعروف عن طفل التوحد أنه ينبهر بشكل غير مفهوم ببعض الحركات ويوجه تركيزه نحوها بشكل كبير وغير مفهوم، وخاصة الحركات التي تتضمن دوائر أو نمطية وتكرار.