أهمية مرحلة الطفولة من الرضاعة وحتى بداية المراهقة

لماذا مرحلة الطفولة مهمة! تعرف إلى أهمية مرحلة الطفولة من الرضاعة وحتى المراهقة ودورها في تكوين الشخصية والسلوك
أهمية مرحلة الطفولة من الرضاعة وحتى بداية المراهقة
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تكمن أهمية مرحلة الطفولة باعتبارها أهم مراحل تكوين شخصية الإنسان وتطوره الجسدي والذهني، وتعتبر مرحلة الطفولة المبكرة حتى عمر 5 سنوات تقريباً أهم مراحل الطفولة لأن الطفل يكتسب معظم مهاراته وتتطور معظم مهاراته العقلية والجسدية في هذه المرحلة.

تعريف الطفولة هي المرحلة الأولى من حياة الإنسان والتي تمتد منذ ولادته حتى عمر 12 سنة، وتأتي أهمية مرحلة الطفولة من كونها المرحلة التي تتكون فيها معظم جوانب شخصية الإنسان، وتعرف الطفولة بحسب الجمعية الأميركية لعلم النفس أنها المرحلة التي يمر بها الإنسان منذ سن الفطام (سنتين) وتستمر حتى بداية المراهقة (12سنة).

أما تعريف الطفولة في اللغة العربية تدل على المرحلة العمرية التي يمر بها كل إنسان منذ الولادة وحتى فترة الشباب أو النضج، وقد عرّف الدكتور عبد الرحمن ذاكر الطفولة بالفترة التي يكون فيها الطفل معتمداً على الوالدين بشكلٍ كبير وهي مشتقّة من "التطفّل" ولذلك فإن التربية هي عملية تجهيز وتهيئة الطفل للانفصال عن الوالدين والاعتماد على نفسه والتي يدعوها الدكتور ذاكر "قطع الحبل السري بالتدريج".

شاهد فيديو الدكتور عبد الرحمن ذاكر حول الطفولة ومعنى التربية من خلال النقر على هذا الرابط: ما معنى الطفولة وكيف يؤثر فهم معناها على التربية

animate

كيف تؤثر الطفولة على الإنسان؟ تؤثر مرحلة الطفولة على الإنسان تأثيراً عميقاً لأنها المرحلة التي يكتمل فيها نمو الطفل العقلي والجسدية وتظهر فيها السمات الشخصية، وتؤثر تجارب الطفولة على الإنسان على الأمد البعيد وخصوصاً التجارب السيئة مثل الإهمال العاطفي وإساءة المعاملة والتنمر، وتنبع أهمية مرحلة الطفولة من التأثيرات التالية:

  • التطور الجسدي للطفل: خلال مرحلة الطفولة يحدث معظم النمو الجسدي للإنسان، ويتأثر هذا النمو بعوامل عدة مثل التربية أو التغذية أو ممارسة الرياضية أو تعلم حركات معينة واتقانها، أو التعرض لحوادث أو أمراض خلال مرحلة الطفولة، فكل هذه العوامل تؤثر بشكل مباشر على الصفات الجسدية التي سوف تتكون لدى الطفل وتستمر معه لباقي مراحل حياته.
  • تعلم الطفل للغة: على امتداد مراحل وفترات الطفولة يكتسب الطفل اللغة ومهارات الكلام، سواء اللغة المحكية أو اللغة الرسمية، والظروف المتعلقة بإتقان هذا الطفل للغة سوف تؤثر على أبعاد مختلفة في حياته، فيما يتعلق مثلاً باكتسابه لمهارات التحدث والتواصل مع الآخرين، أو التأثير على قدرات التعلم لديه، وهذا التأثير سوف يكون له تفرعاته على مختلف نواحي حياة الطفل مستقبلاً سواء المهنية أو المعيشية أو الاجتماعية.
  • التنمية الاجتماعية للطفل: خلال مرحلة الطفولة وبناء على الظروف التربوية والبيئية والاجتماعية، تتكون معظم ميول ومهارات وصفات الطفل الاجتماعية، فحسب الظروف التي يمر بها سوف يكون شخصية اجتماعية، أو شخصية انعزالية، أو ربما شخصية لديها مشاكل نفسية اجتماعية، مثل حالات الشعر بالرفض الاجتماعي، أو الاتصاف بالخجل، أو حتى الميل لمعاداة المجتمع أو الانعزال عنه والكثير غير ذلك من التأثيرات.
  • نمو الحالة العاطفية: يرتبط البعد العاطفي للشخص ارتباط وثيق بمرحلة الطفولة، حيث أن الطفل يتعلم التعبير عن مشاعره مثل الفرح والحزن والرضا أو الغضب والتحكم بها، كما يتعلم قراءة مشاعر الآخرين والتعاطف معهم من خلال التواصل الاجتماعي وتكوين الصداقات سواءً كانوا أفراداً ضمن الأسرة أو البيئة المحيطة به، كما يتعلم كيف يكون رابطة عاطفية مع الأشخاص ويفهم الرابط العاطفي مع بعضهم، وهذا يؤثر على الحالة العاطفية للطفل وبالتالي توازنه النفسي في مختلف مراحل حياته.
  • النمو العقلي والإدراكي للطفل: ونقصد بها المقدرة على إدراك الأشياء المحيطة به في مرحلة الطفولة المبكرة والتميز بينها وبداية تعلم السلوكيات البسيطة المتعلقة باللعب واستخدام الأدوات، وتطور هذه المقدرات مع الوقت ينعكس في صفات عديدة ضمن شخصية الطفل مثل مستوى الذكاء وسرعة التعلم، والقدرة على فهم واستيعاب المواقف التي يمر بها، ومدى قدرته على حل المشكلات التي قد يتعرض لها.
  • تكون الميول والاهتمامات: بناء على الطريقة المتبعة في تربية الطفل وعلى المستوى والاتجاهي الثقافي لمحيطه سواء الأسرة أو العائلة الكبيرة أو الشخصيات التي يتأثر بها الطفل، فإن مرحلة الطفولة تعتبر الأهم في تكوّن الميول والاهتمامات والقناعات وطريقة التفكير.
  • تنمية المواهب والقدرات الخاصة: في مرحلة الطفولة يكون الطفل أكثر قدرة على الحفظ والتخزين، وأكثر ليونة في تعلم المهارات المختلفة إذا تم التركيز عليها، وهذا ما يجعل مرحلة الطفولة مهمة في سياق تربية المواهب وتدريبها لدى الإنسان على اختلاف أنواعها وأشكالها.
  • مرحلة تكون العادات: في عمر الطفولة لا يكون الطفل قد اكتسب عادة معينة وأصبح من الصعب عليه تركها، فسواء كانت العادة صحية وجيدة أو سيئة مرفوضة، فإنها غالباً تتشكل في مرحلة الطفولة، لذا من الأفضل البدء مبكراً في غرس العادات الجيدة لدى الطفل، سواء عادات النظافة، أو عادات النوم، أو عادات الطعام، أو الأدب العام وغيرها.
  • التكوين النفسي للطفل: مرحلة الطفولة وما يمر به خلالها الطفل من أحداث ومواقف ومشاكل وحالات عاطفية واجتماعية، وظروف تربوية ومادية وتعليمة، لها تأثير كبير على توازنه وصفاته النفسية، حتى أن مدرسة التحليل النفسي ترجع الكثير من قضايا علم النفس لمرحلة الطفولة، فحسب الموقف الذي يمر به الإنسان وهو طفل تتأثر نفسيته على اختلاف مراحل حياته.
  • أهمية مرحلة الطفولة في بناء الشخصية الأولية: تبدأ عملية بناء شخصية الإنسان بكل ما سبق من اكتساب للميول والعواطف والصفات الاجتماعية والنفسية وحتى المهارات والعادات والقناعات والصفات الفردية، وهذه كلها تعتبر بمثابة عناصر في تكون شخصية الإنسان، وهذا ما يبرز الطفولة كمرحلة جوهرية في تكوّن شخصية الإنسان ويستدعي العمل على بنائها بأفضل شكل.
  • تكوين الرابطة العاطفية مع الأم: في مرحلة الرضاعة تبدأ الرابطة العاطفية بين الأم والرضيع بالتشكل، فعملية الرضاعة بحد ذاتها وخاصة الرضاعة الطبيعية تساعد في تأقلم الطفل مع الحياة خارج، كما تساهم في تعرف الأم على طفلها ومحبته له، ومن هنا تمنو البذور الأولى للرابطة العاطفية بين الأم والرضيع، ثم تستمر بالتطور في المراحل اللاحقة متأثرة بهذه البداية.
  • التأثر بالعوامل المحيطة: الطفل الرضيع شديد الحساسية للظروف المحيطة به، سواء ظروف المنزل أو ظروف البيئة أو ظروف التربية والثقافة، وأي حدث أو موقف أو طريقة عناية، تؤثر على صحة الطفل النفسية والجسدية والعاطفية، وهذا ما يعطي أهمية كبيرة لمرحلة الطفولة.
  • التأثر بالظروف الصحية: جسد الطفل الرضيع يكون في مرحلة بداية النمو والتأقلم، وهذا ما يجعله ضعيف المناعة وسريع التأثر بأي حوادث أو رعاية صحية وغذائية، وعلى هذا الأساس تتحدد صحة الطفل وتغذيته بشكل كبير وفقاً لما يمر به في مرحلة الرضاعة.
  • تطور طرق التواصل: منذ الولادة يبدأ الطفل بالتعرف على محيطه ويبحث وسائل للاتصال وإيصال رغباته ومشاعره وحاجاته إلى الأم، باستخدام البكاء بداية، ثم تعلم تتبع الأشياء بالنظر، ثم تطوير بعض الإيماءات والأصوات التي تدل على رغباته، وكلما كانت طرق التواصل مع الطفل أفضل وتمت العناية بها بشكل صحيح، كان لذلك تأثير على مشاعر الطفل لاحقاً وارتباطه بوالديه، ونمو قدرات ومهارات التواصل في المرحلة اللاحقة.
  • سرعة التغير والتطور: اهم ما يميز مرحلة الطفولة المبكرة في فترة الرضاعة، هي سرعة التغيرات والتطورات التي تطرأ على الطفل، من ناحية اكتساب قدرات ومهارات جديدة بشكل متتابع من جهة، ومن ناحية التأقلم مع المحيط والتأثر به من جهة أخرى، وطريقة تفاعل الأهل مع هذه التطورات والتغيرات تؤثر على بشكل في الصفات الفردية للطفل في المراحل اللاحقة، وهذا ما يجعل مرحلة الطفولة والمبكرة والرضاعة مهمة.

تبدأ هذه المرحلة بعد فترة الفطام بعمر سنتين تقريباً وتنتهي قبل دخول الطفل إلى المدرسة، وتسمى مرحلة ما قبل المدرسة، ويمكن تميز هذه المرحلة بعدة نقاط رئيسية نذكرها فيما يلي:

  • النمو الجسدي والدماغي للطفل: يستمر النمو الجسدي والعقلي بهذه المرحلة بشكل متتابع وسريع، ويتأثر بشكل كبير بالعوامل التي يتعرض لها الطفل خلال هذا النمو، ما ينعكس على شخصية الطفل وتوازنه والنفسي والعاطفي، وحتى اكتسابه للمهارات والقدرات الفردية وفي هذه المرحلة تتجلى أهمية الطفولة في التعلم.
  • تعلم الطفل النطق: في هذه المرحلة يتطور النطق لدى الطفل بتقليد الأصوات والأحرف وبعض الكلمات البسيطة في البداية، ثم تكوين الجمل والقدرة على تبادل الحديث والتعبير عن الأفكار، ثم اكتساب اللغة بشكل كامل والقدرة على استخدامها بالتواصل بشكل دائم.
  • تطور الإدراك لدى الطفل: يبدأ الطفل بتميز الخطأ والصواب بشكل بسيط خلال هذه المرحلة، لذلك يجب أن نكون واضحين مع الأطفال حول السلوكيات الصحيحة التي يجب عليهم القيام بها، والشرح لهم لماذا نقوم بها وتعليمهم القيام ببعض الأمور البسيطة مثل النظافة الشخصية وترتيب حاجاتهم حتى لو لم يتقنوها بشكل جيد، فكل شيء يتعلمه الطفل في هذه المرحلة سوف يصبح لاحقاً جزء من شخصيته وطريقة سلوكه.
  • أهمية الطفولة في التعليم: يتعلم الأطفال خلال هذه المرحلة ما يفوق أي مرحلة أخرى من حياتهم بسبب تطور دماغهم بشكل كبير وتطور قدرتهم على تعلم اللغة وفهمها والتفاعل بها مع الآخرين، كما يكون لدى الأطفال فضول كبير جداً لفهم البيئة المحيطة بهم، ويجب على الوالدين عدم الاستخفاف بالأسئلة التي قد يطرحها الطفل والإجابة عليها بشكل يستطيع أن يفهمه وتوضيح المسائل التي تثير فضوله قدر المستطاع، لبناء القاعدة المعرفية الضرورية والأساسية التي سوف يحتاجها الطفل في مختلف مراحل حياته.
  • ترسيخ العلاقة بين الطفل والوالدين: في مرحلة الطفولة المبكرة قبل المدرسة يصبح الطفل أكثر ارتباطاً بوالديه عاطفياً وفكرياً وثقافياً، ويبدأ بالاستقلال عنهما من ناحية الحاجات، وهذا ما يساهم في ترسيخ العلاقة بين والطفل ووالديه، كونه من ناحية يبدأ بالاستقلال عنهم في بعض جوانب شخصيته وحياته وحاجاته، ومن ناحية أخرى وبنفس الوقت تصبح علاقته بهما أقوى وأكثر رسوخاً بعيداً عن الحاجات المادية.

مرحلة ما قبل المراهقة تتميز بتنوع مصادر المعرفة والتربية التي يتعرض لها الطفل، حيث يتعرض لتحارب ومعلومات أكثر تعقيداً في المدرسة والمحيط الاجتماعي ومصادر المعرفة المختلفة، وهذه المرحلة اختبار شامل لجميع المعارف والعادات والصفات التي اكتسبها الطفل وطوّرها خلال مرحلة الطفولة المبكّرة.

تكمن أهمية مرحلة ما قبل المراهقة بتطور قدرة الطفل على فهم وتقييم المفاهيم المجردة والمبادئ العامة، ما يؤهله لفهم معنى القيم الأخلاقية والاجتماعية وليس تقليدها أو الاعتياد عليها فقط، وعادةً ما تكون هذه المرحلة مفتاحاً لمرحلة المراهقة، كلما استطاع الأهل بناء علاقة وثيقة مع الطفل في هذه المرحلة كان الأمر أسهل عليهم في مرحلة المراهقة.

شاهد أيضاً فيديو الدكتور هاني الغامدي عن مرحلة المراهقة من خلال النقر على العنوان: التعامل الصحيح مع المراهقين.

  • تكوين الروابط العاطفية: في مرحلة الطفولة تتكون الروابط العاطفية للطفل مع الأشخاص في محيطه، بداية بالأم والأب، ثم الأخوة، ثم الأقرباء ممن يتفاعل معهم دائماً، وبعد ذلك يبدأ الطفل باختيار الأصدقاء وتفضيل بعضهم عن بعض، وهذا ما يجعل مرحلة الطفولة في تكوين عواطف الإنسان وفقاً للمؤثرات التي تطرأ عليه خلالها.
  • بناء منظومة القيم: يرتبط تكوين الشخصية بسلسة معقّدة من القيم الأخلاقية على رأسها القيم الدينية والاجتماعية التي يكتسبها الإنسان بشكلٍ خاص في مرحلة الطفولة، وعلى الرغم من التأثير الكبير للمراحل العمرية اللاحقة وتجاربها تظل الطفولة هي المرحلة الأكثر أهمية في بناء القيم.
  • تكوين مهارات التواصل: أساليب التواصل والتفاعل مع المحيط من أهم الصفات الشخصية التي تميز فرد عن آخر والتي تؤثر على مجمل نواحي حياته، وبذور مهارات التواصل تبدأ بالتكون في مرحلة الطفولة، وتتأثر بتفاعل الآخرين مع الطفل والمكان والطريقة والثقافة التي يتربى بها.
  • تكوين المهارات الاجتماعية: إلى حد كبير تتحدد الميول ومهارات بناء العلاقات الاجتماعية في مرحلة الطفولة، وذلك على أساس التكوين النفسي والعاطفي للفرد، ومهارات التواصل التي تعلمها واكتسبها خلال مرحلة الطفولة، وهذا ما يجعل الطفولة مهمة في إطار تكوين المهارات الاجتماعية.
  • اكتساب مهارات التعلم: مرحلة الطفولة هي مرحلة التعلم، عن طريق التجربة واللعب والاستكشاف، أو عن طريق النصح والإرشاد والتوجيه، أو عن طريق التعلم والتلقين والتدريس، ووفقاً للطرق التي يتعلم فيها الفرد، يتحدد مساره التعليمي ومهاراته الإدراكية، وربما مستواه وميوله العلمية.
  • تكوين الميول الشخصية: الميول الشخصية للفرد، سواء من الناحية العاطفية أو الاجتماعية أو النفسية أو التعليمية أو الفنية أو غيرها، جميعها تبدأ بالنشوء في مرحلة الطفولة وفقاً للطريقة التي يتربى فيها الفرد وما يتلقاه من تدريب وتعليم، وهذه الميول قد تحدد طريقة تفاعله مع المحيط دوره الاجتماعي والمهني في المستقبل وبالتالي شخصيته النهائية.
  • ظهور الصفات الفردية:  أساس ما يتعرض له الطفل من طريقة تربية، وظروف عاطفية واجتماعية ونفسية، وتجارب ومواقف في مرحلة الطفولة، تتكون صفاته الفردية، مثلاً يصبح شخص فوضوي أو مرتب، شخص عاطفي أو عملي، يميل للأمور الفنية أو الأمور العملية الواقعية، ذكي وسريع البديهة أو بطيء الاستيعاب، وكل هذه الصفات تعتبر جوانب أساسية في شخصية الإنسان تتكون في مرحلة الطفولة.

المراجع