الأمراض المعدية في المدرسة وحماية الطفل من العدوى
تعرف إلى أكثر الأمراض المعدية انتشاراً في المدارس وكيفية حماية الطفل من العدوى ووقايته من الأمراض الشائعة في المدرسة
تنشر العديد من الأمراض مع بدء موسم العودة للمدرسة التي تكون معدية بكثرة بين الأطفال، بعضها يكون طبيعياً وبسيطاً وبعضها قد يكون خطيراً أحياناً، فما هي الأمراض المعدية الشائعة في المدارس؟ وكيف يمكن حماية الطفل ووقايته من العدوى في المدرسة! هذه الأسئلة وغيرها نجيب عنها في الفقرات التالية
محتويات المقال (اختر للانتقال)
- نزلات البرد: من أكثر الامراض التي تنتشر مع عودة الأطفال للمدرسة، وهي أمراض فيروسية تنتقل العدوى بها بالاستنشاق تتمثل أعراضها بالسعال والعطاس وسيلان الانف والاحتقان وإدماع العيون وقد يترافق مع التهاب بكتيري في الحلق وآلام في الجسم، لا يحتاج هذا المرض لتدخل طبي عادة ويتم الاكتفاء بالراحة وإكثار السوائل مدة أسبوع حتى يختفي وحده.
- القمل والجرب: الأكثر شيوعاً بين طلاب بعض المدارس هو الإصابة بالقمل، وهي حشرة صغيرة جداً تعيش في فروة الرأس وتتغذى على الدم وتسبب حكة شديدة مستمرة، غالباً تنتقل بين طلاب المدارس بالجلوس المتقارب والمتلاصق مدة طويلة أو مشاركة بعض الأغراض الشخصية، أما الجرب أقل انتشاراً في المدارس لكن عند وجود طالب مصاب به غالباً ينشر العدوى للطلاب القريبين منه بسبب الاتصال المطول، يظهر على شكل طفح جلدي يشبه البثور منتشر في كل الجسم مسبباً حكة شديدة في الجسم.
- التهاب الحلق: وهي عدوى تحدث بسبب سلالة من البكتيريا تنتشر عبر الرذاذ المحمول بالجو عندما يسعل أو يعطس طالب مصاب بالتهاب الحلق في الصف، أو عن طريق لمس غرض لطالب مصاب تتجمع عليه البكتيريا من يديه، لذا فهي معدية جداً خاصة في حالات الاكتظاظ في المدرسة، تتمثل أعراضها بألم في الحلق وصعوبة في البلع وتورم اللوزتين وقد يصحبها ارتفاع في درجة الحرارة.
- التهاب الملتحمة: تحدث هذه العدوى لعدة أسباب، منها ما يكون فيروسي ومنها ما يكون بكتيري، وفي كل الأحوال يكفي للطفل أن يفرك عينه ويلمس أغراض صديقه الذي بجانبه كي ينقل العدوى له، تتمثل أعراضها بحكة في العين واحمرار واضح والإحساس بوجود حبيبات في العين والحساسية تجاه الضوء وقد تخرج إفرازات منها.
- التهاب المعدة والأمعاء: من أنواع العدوى الشائعة جداً لدى أطفال المدارس هي الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء، قد تكون بسبب التهاب فيروسي أو جرثومي أو حتى طفيلي، وهي تنتقل غالباً من مشاركة الطعام الملوث، وقد تنتقل من الملامسة المباشرة بالأيدي ثم وضع اليد بالفم أو تناول طعام دون غسل الأيدي قبله، تتمثل أعراضها بالحمى والألم والإسهال والغثيان والقيء وتشنجات البطن والمعدة.
- القوباء الجلدية: وهو مرض جلدي شائع شديد العدوى يصيب الأطفال بشكل خاص وتنتشر العدوى به بسرعة، يرتكز بالوجه ويظهر بشكل قروح حمراء مع قشور صفراء تنمو بسرعة وتصبح مليئة بالصديد، تكمن خطورتها في انتشارها داخل الجسم في حالات نادرة فتضر بالدماغ والكلية.
- هربس الأطفال: وهو مرض فيروسي مسؤول عن قرحات البرد التي تظهر حول الفم ويعتبر من أنواع العدوى الشائعة خاصة لدى الأطفال، وهو معدي بشدة عند اتصال الجلد مع الجلد لذا ينقل بسهولة بين طلاب المدارس خاصة الصغار منهم، يعتبر حميد في معظم الأحيان لكن الهربس قد يكون خطير على الأطفال في بعض الحالات حيث يؤهب لحدوث التهاب سحايا وأذيات خطيرة في الدماغ منها قد يؤدي للوفاة خاصة الأطفال الصغار أو ضعيفي المناعة.
- التهاب الكبد الفيروسي: أو ما يدعى باليرقان وهو مرض معدي عن طريق تناول الطعام الملوث وعن طريق تلامس سوائل الجسم لشخص مصاب، ويعتبر من الأمراض الخطيرة على صحة الأطفال في بعض الحالات، وينتشر بشكل أكبر في بعض مدارس البلدان النامية التي تعاني من مشاكل في نظافة المياه وقلة الاعتناء بالنظافة داخل المدرسة، تحدث بهذا المرض نوبات من الغثيان والقيء وضعف الشهية والحمى يتبعها حدوث يرقان واصفرار لون الوجه والعيون، وهي تشفى دون مخاطر غالباً لكنها قد تسبب فشلاً في وظيفة الكبد مع الوقت وفي الحالات الشديدة قد يؤدي للوفاة.
- الأمراض التنفسية الوخيمة: تعتبر المدارس من الأماكن التي يسهل فيها انتقال العدوى التنفسية، ورغم أن معظم أشكال العدوى في المدراس لا تكون خطيرة، لكن في حالات انتشار فيروسات العدوى التنفسية الوخيمة مثل الكورونا تصبح المدارس من مصادر نشر الوباء المحتملة.
- السعال الديكي: وهو مرض يصيب الجهاز التنفسي بسبب نوع معين من البكتيريا يدعى البورديتيلة الشاهوقية، ويكون شديد العدوى وقد ينتشر بسبب ذلك في المدارس، أعراضه تتميز بالسعال المتقطع الحاد الذي يعقبه صوت شهيق عالي النبرة ويبدو بشكل صياح الديك، وقد قل انتشاره بعد اكتشاف لقاح المرض لكن في بعض البيئات التي لا يتلقى بها الأطفال لقاح السعال الديكي ترتفع مخاطر الإصابة عندهم.
- الأمراض التنفسية: وهي الأمراض التي يلتقطها الأطفال عن طريق جهاز التنفس، ومع وجود عدد كبير من الطلاب المحصورين في أماكن مغلقة وقريبة من بعضها في المدارس تكثر هذه الأمراض بفترة بداية المدرسة بين الأطفال، خاصة أن المدارس تبدأ مع بداية موسم الخريف وهو موسم الانتشار المرتفع لفيروسات الجهاز التنفسي، حيث تكون العدوى الفيروسية سريعة جداً في الانتشار، وأبرز مثال عليها هي الإصابة بالأنفلونزا.
- الأمراض الهضمية الفيروسية: وهي أمراض تصيب جهاز الهضم تتمثل معظمها بحدوث الحمى والإسهال لدى الطفل، وتنقل بين طلاب المدارس إما بالتلامس بشخص مصاب أو بتناول طعام أو شرب ماء ملوث في المدرسة، بعضها قد يكون خطير إلى حد ما مثل التهاب الكبد من النوع A.
- الأمراض الجلدية: وهي الأمراض التي تنتقل بالتلامس المباشر الذي يحدث في المدارس أو استخدام أحد الطلاب أغراض شخصية لطالب آخر مصاب ينتقل الطفيلي من سطح جلد طالب مصاب لجلد طالب آخر، حيث تحتاج العدوى لتلامس فترات طويلة نسبياً وهذا ما يتوفر في بعض البيئات المدرسية، وأبرز أنواع هذه الإصابات المعدية وأكثرها انتشاراً في المدارس هي عدوى القمل والجرب.
- الأمراض الطفيلية الهضمية: وهي عبارة عن طفيليات تصيب الجهاز الهضمي عند الطفل، أكثر مرحلة تنتشر بها في المدارس هي عند الأطفال الصغار وهي إما نتيجة التلامس المباشر لفترة طويلة أو استخدام ثياب وأغراض شخصية لطفل آخر مصاب، كما قد تنتقل بتناول طعام ملوث لطفل مصاب أو طعام يباع بالمدرسة أو عدم نظافة مياه الشرب بالمدارس، أكثرها انتشاراً الإصابة بالديدان وخاصة الديدان الدبوسية أو الحرقص فهي أسرعها بالعدوى.
- أمراض العيون: وهي التهابات تنتقل إلى الأغشية المخاطية في العين عن طريق تلامس الأيدي بين طالب مصاب وطالب سليم في المدرسة أو استخدام المناشف أو العناق والتقارب الجسدي وما إلى ذلك، لها أنواع عديدة قد تكون فطرية أو فيروسية أو جرثومية مثل جنجل العين أو التهاب الملتحمة.
- الكثافة العددية للطلاب: تلعب كثافة عدد الأشخاص في المدرسة وداخل الصف الواحد دور كبير في زيادة انتشار الأمراض المعدية، فعندما يتواجد عدد كبير من الأشخاص ضمن مساحة صغيرة تصبح فرص انتقال العدوى من طالب لآخر او طالب لمدرس بالتلامس الجسدي أو عن طريق التنفس أسهل وأعلى بكثير.
- إهمال نظافة المكان: انتشار مشكلة إهمال النظافة في بعض البيئات المدرسية بسبب نقص الموارد اللازمة من مياه كافية وعمال تنظيف أو نتيجة عدم الالتزام بالقواعد الصحية من الأسباب الخطيرة لانتشار الأمراض المعدية في المدارس بمختلف أنواعها، فهذا يزيد استهتار الطلاب بالنظافة الشخصية والمدرسية ويعلمهم الإهمال ويزيد من الحالات المدرسية المعدية.
- الاتصال الجسدي القريب: فعندما لا يتم توعية الأطفال في المدارس بشكل صحيح عن ضرورة تقليل الاتصال الجسدي مع الزملاء والطلاب الآخرين وعدم تشارك الطعام مع احد والعناية بشكل صحيح بالنظافة الشخصية وغسل الأيدي جيداً تزداد معدلات الأمراض المعدية في المدارس خاصة بين فئة الأطفال الصغار.
- إهمال إعطاء اللقاحات: فهناك العديد من الامراض المعدية التي قلت إلى حد كبير في المدارس بفضل اللقاحات مثل مرض السل والسعال الديكي وغيرها الكثير، وعند عدم الحصول على هذه اللقاحات الأساسية خاصة في البلدان الموبوءة بسبب نقص الموارد من اللقاحات وعدم توفرها للجميع ترتفع إلى حد كبير احتمالية الإصابة ببعض الأمراض المعدية الخطيرة داخل المدارس.
- عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية: يجب التركيز على أهمية العناية بالنظافة الشخصية لكل طالب على حدى داخل المدارس، خاصة للطلاب الكبار والمراهقين فهم المسؤولون في هذه المرحلة بشكل أساسي عن نظافتهم الشخصية، وعند إهمال ذلك وعدم توعيتهم للمخاطر الصحية التي تنتظرهم بسبب الأمراض المعدية ينشر إهمال الطلاب في المدارس لنظافتهم الشخصية ويعرضون نفسهم لإصابات عديدة.
- تناول طعام ملوث: ينتشر في بعض المدارس أوبئة وأمراض معدية عديدة بسبب تناول نوع معين من الطعام الفاسد أو الملوث الذي يصل للمدرسة بطريقة ما، وهذا ما يسبب غالباً انتشار أمراض التهاب المعدة والأمعاء والنزلات المعوية ونوبات الإسهال والقيء وما إلى ذلك، كذلك قد يسبب إصابات أخرى منوعة مثل الإصابة بالطفيليات والديدان وبعضها يكون خطير.
- تلوث المياه: تلوث مصادر المياه التي تغذي مدرسة أو مجموعة مدارس من الأسباب الخطيرة لانتشار الأوبئة والأمراض المعدية بشدة بين طلاب المدرس، وقد تنقل أنواع متعددة جداً من العدوى والأمراض مثل الإصابة بالكوليرا والزحار وداء التهاب الكبد وبعض أنواع الديدان وغيرها الكثير.
يجب على القائمين على النظافة والإدارة في المدارس أن يتخذوا تدابير معينة ومناسبة للوقاية من انتشار الأمراض فيها عن طريق بعض الخطوات المتمثلة فيما يلي:
- المحافظة على نظافة المدرسة: من المهم تخصيص عمال يقومون بتنظيف المدرسة بشكل يومي قبل مجيء الطلاب والمدرسين إليها وبعد خروجهم كذلك، خصوصاً المناطق التي كثيراً ما تتعرض للتلوث مثل الحمامات، كما من المهم إشراك الطلاب في بعض الفعاليات التي تهدف لتنظيف المدرسة والحفاظ على نظافتها في كل مكان وتوجيه تعليمات مناسبة بعدم إهمال نظافة الصفوف والحمامات وأماكن تناول الطعام وغير ذلك.
- تهوية الغرف والصفوف: كذلك يجب الحرص على تهوية الصفوف باستمرار ضمن اليوم الواحد وعدم ترك الصفوف مغلقة ومكتظة بالطلاب طيلة فترة الدوام، كما يفضل تهوية كل صفوف المدرسة بعد انتهاء وقت الدوام مدة معينة قصيرة ثم إعادة إغلاقها لليوم التالي وفتحها في ساعات الدوام الأولى.
- التأكد من سلامة الطعام: عند وجود أي وسيلة لبيع الطعام أو صنعه ضمن المدرسة يجب الحرص على مراقبة نوع هذا الطعام وطريقة تحضيره والتأكد من سلامته من المواد الضارة الملوثة التي قد تسبب أمراض تنتشر ضمن المدرسة.
- مراقبة السلوك الصحي للأطفال: كذلك يجب حرص المدرسين وبعض المسؤولين ضمن المدرسة على مراقبة سلوك الأطفال في المدرسة بما يتعلق بأمور النظافة ومراسلة الأهل في حال ملاحظة أي سلوك مزعج أو غير مناسب، فالأطفال قد لا يكونوا واعيين تماماً لطرق التصرف الصحيح فيما يتعلق بأمور النظافة الشخصية أو المدرسية.
- الالتزام ببرامج اللقاحات: يجب على كل مدرسة الالتزام بكل برامج اللقاحات للأطفال بالمواعيد الموصى بها وهي اهم خطوة لحماية الأطفال وطلاب المدارس من تفشي الأمراض والأوبئة.
- عزل الأطفال المرضى في المنزل: يفضل إعفاء الأطفال أو الطلاب المصابين بمرض معدي من الدوام اليومي في المدرسة وإعطائهم إجازة مدة معينة ريثما يم الشفاء أو تجاوز مرحلة نقل العدوى.
- تشجيع الطفل على غسل اليدين: يجب تعليم الطفل وتشجيعه على غسل اليدين باستمرار سواء داخل المدرسة أو بعد العودة من المدرسة، خصوصاً قبل تناول طعامه في الاستراحة لأن العديد من الجراثيم والبكتيريا التي قد تكون عالقة على يديه تدخل إلى جسمه عند تناول الطعام وتسبب له العدوى، كما يجب التركيز على الطريقة الصحيحة لغسل اليدين بفركهم جيداً بالصابون وعدم الاستعجال في الغسل ثم الشطف جيداً في الماء.
- تعليم الطفل العطس والسعال في المنديل: ويجب توجيه هذه التعليمات لطريقة العطس والسعال في المدرسة لجميع لطلاب وكذلك في المنزل من قبل الأهل، وذلك منعاً لانتشار الجراثيم والفيروسات في الأماكن المغلقة والصفوف، ويكون ذلك بتعليم الطفل العطس أو السعال حصراً بالمنديل أو استخدام المرفق لتغطية الأنف والفم أثناء العطس ومنع المفرزات من الانتشار بالهواء في حال عدم توفر المنديل.
- تعليم الطفل عدم مشاركة الطعام مع الآخرين: قد يرغب الأصدقاء في المدرسة بتبادل الوجبات أو المشاركة بها لكن قد يكون لهذا السلوك دور في نقل العديد من أشكال الأمراض المعدية من طالب لآخر خاصة بين الأطفال الصغار، لذا يجب محاولة تنبيه الطفل لتجنب ذلك قدر الإمكان وكذلك التنبيه بشدة لعدم شرب الماء من نفس الزجاجة مع احد الأصدقاء.
- إعطاء الطفل أدوات تعقيم شخصية: مثل علبة جيل تعقيم اليدين بحيث تساعده بتعقيم يديه بسرعة وسهولة في حال صعوبة القيام بغسل اليدين باستمرار كما تمكنه من القيام بتعقيم بعض الأغراض التي يستخدمها في المدرسة مثل بعض الأسطح كالمقعد وجهاز الكمبيوتر المدرسي وما إلى ذلك.
- تعليم الطفل حدود الاتصال الجسدي: يفضل تنبيه الطفل لتجنب الاتصال الجسدي مع الزملاء المرضى وإعطائهم مساحة شخصية لكن دون إزعاجهم أو تجاهلهم، وإنما الحرص على ترك مسافة بسيطة عنهم لتجنب العدوى.