علامات التربية السيئة وأثر سوء التربية على الطفل

اكتشف علامات سوء التربية وتأثير أساليب التربية الخاطئة على شخصية وسلوك الطفل
علامات التربية السيئة وأثر سوء التربية على الطفل
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

التربية السيئة من أكثر الأشياء التي تؤثر سلباً بشكل مباشر وبشكل مؤجل على نفسية وشخصية وعواطف الطفل، وهي لها الكثير من الأوجه والأسباب، في هذا المقال سوف نتعرف على المقصود بالتربية الخاطئة وما هي علاماتها وأسبابها وآثارها، وكيفية تعديلها.

ما هي التربية السيئة! يشير مصطلح التربية السيئة أو التربية السلبية إلى مجموعة الممارسات التي يقوم بها الآباء أو مقدمي الرعاية بشكل خاطئ بشكل مقصود أو غير مقصود، بحيث تؤثر على نمو شخصية الطفل بشكل سلبي، فينعكس ذلك على مختلف جوانب شخصية الطفل النفسية والاجتماعية والعقلية والأسرية.

ويكون للتربية السيئة أو التربية الخاطئة أسباب وأشكال عديدة، منها ما قد ينتج عن سوء المعاملة ومنها ما قد يكون بسب التساهل في التربية والمبالغة في حسن المعاملة، وقد تنتج عن قلة وعي الوالدين أو الجهل بأساليب التربية الصحيحة أو وجود مشاكل أسرية تضعف اهتمام الأهل وحرصهم على تأثير ذلك على تربية أطفالهم وغيرها.

وحتى في الظروف المثالية للأسر ومع اتباع أساليب منهجية في التربية ومع بذل الأهل قصارى جهدهم في ذلك، قد يتعرض الأطفال لمشاكل سلوكية ونفسية نتيجة التربية الخاطئة التي تكون غير واضحة المعالم، ككثرة الاهتمام والدلال الزائد والمثالية المبالغ بها وعدم تطبيق عقوبات حقيقة رادعة وغير ذلك.

animate
  • الإهمال: يتمثل إهمال الآباء المتعلق بسوء التربية بعدة نواحي، منها إهمال الاحتياجات الأساسية لنمو الطفل الجسدي والعقلي والاجتماعي مثل إهمال تقديم الحب أو الحاجات المادية عند وجود قدرة على ذلك، أو عدم تقديم الرعاية الصحية أو إهمال التواصل والتقرب منه، ومن ناحية أخرى قد يتمثل الإهمال بعدم مراقبة سلوك الطفل وتوجيه ملاحظات الأخطاء المرتكبة وعدم ومحاولة تقويمه أو تعليمه قواعد الانضباط والسلوك.
  • الإساءة والتعنيف: وهي من أسوء علامات سوء التربية وأكثرها تأثيراً على شخصية الطفل، ولها عدة أشكال منها الضرب والحبس والإهانة والحرمان وتعمد الأذى الجسدي أو النفسي بقصد التربية أو تأديب وعقاب الطفل.
  • التفرقة بين الأبناء: عند وجود تفرقة واضحة وحقيقية بين الأبناء بالاهتمام والرعاية فهي علامة واضحة من علامات سوء التربية أو التربية السلبية لأن من أهم واجبات الآباء هي عدم خلق شعور بالتفرقة بين أبنائهم تجنباً للحقد والغيرة بين الأخوة وجعل الطفل يعاني من مشاكل أسرية ونفسية.
  • التشهير بالأبناء: من أسوء أساليب التربية المتبعة هو التشهير بالطفل والذي يكون بتشويه سمعة الطفل وأداءه أمام الآخرين أو التعبير الدائم بعدم الرضا عنه والسخرية من صفاته أثناء وجوده، فهي من الأساليب المؤذية بعمق لنفسية الطفل والتي تسبب له العديد من المشاكل في مراحل عمرية لاحقة.
  • النقد المبالع به: يعتقد بعض الآباء أن أسلوب النقد وسيلة فعالة لتوجيه الطفل وتنبيهه على أخطائه، لكن في الواقع يمكن أن يكون من علامات التربية السلبية خاصة عندما يكون النقد متكرر بشكل مفرط.
  • القسوة الشديدة: كثير من الآباء يتبنون الأسلوب التربوي الصارم شديد الحزم ظناً منهم أنهم يمنعون أطفالهم عن الخطأ ويجبروهم على تعلم قواعد السلوك، لكن على عكس ما يبدو عليه الأمر، الصرامة المبالغ بها والمستمرة علامة مهمة من علامات سوء التربية لأنها تؤدي لخلق حاجز هائل بين الطفل والأهل كما يسبب له على المدى الطويل مشاكل عديدة في النفسية والسلوك.
  • الاهتمام المبالغ فيه: وعلى عكس السابق، يتعامل بعض الآباء بحنيّة وعطف ودلال زائد ومبالغ به مع طفلهم، وذلك تعبيراً عن الحب والرعاية وكذلك للبقاء بالقرب من الطفل، لكنها في الواقع علامة لسوء التربية التي ستعود بعواقب وخيمة مستقبلاً على شخصية الطفل من ضعف شخصية وعدم تحمل مسؤولية وغيرها.
  • مقارنة الأبناء: مقارنة الأطفال بأقرانهم أو بإخوتهم وغير ذلك، من الأساليب الخاطئة في التربية كثيرة الانتشار، قد يظن الأهل أنهم يحفزون من خلالها طفلهم على النمو والتقدم والسعي لكنها في الواقع قد تعود بنتائج كارثية من الحقد والغيرة والكره فيما بعد.
  • ضعف التواصل: كذلك قد يكون ضعف التواصل أحد العلامات المهمة لسوء التربية، فقد يهتم الأهل بنظام وطعام ولباس وتعليم الطفل ويتناسون أهمية التقرب منه والتواصل معه فيسببون له عدة تأثيرات سلبية ومشاعر إحباط وحزن.
  • العقاب غير المتزن: كعقاب الطفل بطريقة قاسية أو بأسلوب غير مناسب لعمر الطفل أو التهاون في العقاب أو عدم العدل في تطبيق العقاب أو اتباع أساليب التوبيخ المستمرة دون توقف والشتم والذمّ في الكثير من الأوقات وغيرها.

 

  • تسبب الاكتئاب والقلق: العديد من أساليب التربية الخاطئة تكون محرضة لوقوع الطفل في حالات حزن واكتئاب، خاصة تلك القائمة على الإهمال وضعف الاهتمام العاطفي والابتعاد عن الطفل وكثرة نقده والسخرية منه.
  • سوء التربية ينمي شخصية عدوانية: العدوانية عند الطفل من المشاكل السلوكية القابلة للظهور في شخصية الطفل إثر عيشه في بيئة تربوية سلبية، حيث يطور حقد على الأهل مع الشعور بالرغبة بالانتقام منهم ومعاقبتهم على سوء المعاملة، أو على الآخرين نتيجة الرغبة بتفريغ الغضب وفرض الهيبة خارج المنزل خاصة عند الأطفال المراهقين.
  • تعزز العناد والتمرد: وهي من آثار التربية الخاطئة على شخصية الطفل الشائعة، تكون إما نتيجة نقص الانضباط والإهمال في التوجيه الأخلاقي أو كثرة الدلال، وقد تظهر بعد فترة من التعنيف والإساءة حيث تظهر كردة فعل عند الطفل في أول فرصة تتاح له.
  • تزيد من مشاكل التواصل الاجتماعي: فعندما يفقد الطفل شعور الأمان الأسري ويتعرض لسوء معاملة يفقد قدرته على مواجهة العالم الخارجي في كثير من الأحيان ومن أول وأهم المشاكل التي قد تظهر عليه هي الرهاب الاجتماعي أو مشاكل ضعف التواصل مع الآخرين.
  • تقلل الانضباط الأخلاقي: كذلك من أكثر تأثيرات التربية الخاطئة على شخصية الطفل هي عدم وجود وازع أخلاقي يضبط تصرفات وسلوك الطفل سواء داخل إطار الأسرة أو خارجها، كما أن الإساءة التي يتعرض لها ضمن منزله يعكسها في غالب الأحيان عند تعامله مع الآخرين، فالطفل الذي يتلقى شتائم من أهله سيشتم أصدقائه في المدرسة أو جيرانه وما إلى ذلك.
  • تعزز التصور السلبي للذات: من أسوء تأثيرات التربية الخاطئة على شخصية الطفل هي جعل الطفل يعيش حالة تصور سلبي عن الذات، كأن يشعر بقلة القيمة والغباء وضعف القدرات والإمكانيات وما إلى ذلك، مما يولد قلة الثقة بالنفس وضعف في الشخصية وحالة من الاكتئاب.
  • تقود للانخراط بسلوكيات خاطئة: عندما تكون التربية غير سليمة وغير صحيحة يكون من السهل أن ينجر الأطفال لتعلم وممارسة بعض السلوكيات المنحرفة غير المقبولة، مثل سرقة وأذى الآخرين والإدمان وغير ذلك، وخاصة عند الأطفال بعمر المراهقة الذين لا يخضعون لمراقبة جيدة من الأهل.
  • تسبب صعوبات في التعلم: من الآثار السلبية السيئة للتربية الخاطئة هي ضعف تحفيز الطفل للتعلم، وانشغاله عن التحصيل العلمي، كما قد تحدث صعوبات في التركيز والقدرة على التعلم.
  • تضعف الاعتماد على الذات: وهي إما نتيجة ضعف الشخصية الذي تقود إليه التربية الخاطئة والسلبية للطفل، فتجعله غير قادر على الاعتماد على نفسه وصنع قراراته، وإما نتيجة تسلط الأهل وكثرة تدخلهم بقرارات الطفل وحرمانه من التعبير عن نفسه وكثرة دلاله التي تجعله غير مؤهل للاعتماد على الذات.
  • التسلط في التربية: تسلط الآباء على الأبناء هو ما يتمثل بممارسة الآباء لسطوة التحكم في قرارات الطفل، من أبسط الأمور إلى أهمها دون النظر إلى رغباته أو تطلعاته أو حتى السماح له بالتعبير عن نفسه وفرض القرارات والآراء وإجبار الطفل على القيام بها.
  • التعنيف التربوي: يعتقد الكثير من الأهالي أن التعنيف أسلوب ضروري لردع الأطفال عن الخطأ وتخويفهم من مخالفة القواعد، لكنّه من أسوء ما قد يؤثر على الطفل بشتى أشكاله، سواء بالضرب أو التهديد أو الإساءة اللفظية والحرمان والحبس والترهيب والأذى الجسدي والنفسي وغيرها.
  • الدلال الزائد: كذلك كثرة تدليع الطفل وتعوديه على تلبية كل متطلباته وأخذ المسؤوليات عنه وعدم وضع حدود له في سلوكياته وتصرفاته أسلوب تربوي خاطئ جداً يؤذي الطفل بشكل كبير خلال طفولته وفي مستقبله.
  • التناقض في سلوك وأقوال الوالدين: بمعنى أن يوجه الوالدين أمر أو ملاحظة أخلاقية للطفل مع عدم التزامهم بتطبيقها أمامه بشكل فعلي، كتحذير الطفل من قول الشتائم على الرغم من قيام الأهل بالشتم باستمرار أمام أطفالهم، هذا لا يجعل الأخلاق وحسن السلوك والتصرف مترسخة بشكل جيد عند الطفل فتكون النتيجة طفل سيء التربية.
  • التدخل والحماية المبالغة: وهي التي تعني كثرة الخوف على الطفل خاصة الطفل المراهق والتدخل بشؤونه والإحاطة به بشكل مبالغ فيه دون ترك مجال للطفل لتعلم الاستقلال والتمتع بالخصوصية وتعلم الاعتماد على الذات.
  • الإهمال العاطفي: المتمثل في عدم الاكتراث لمشاعر الأطفال والاستهزاء بها أو تجاهل رغباتهم على اختلافها، وكذلك يكون بعدم تقديم الحب والحنان والدعم العاطفي وعدم التعبير عن حب الأهل للطفل وما إلى ذلك.
  • قلة التوجيه والعقاب: كذلك قد يكون الآباء مقصرين في توجيه أطفالهم وتعليمهم كيفية التصرف وشرح التصرفات الصحيحة والتصرفات الخاطئة مع أسباب قبول ورفض كل سلوك، وكذلك عدم تعليمهم طرق تصحيح الخطأ الذي يرتكبونه أو عدم معاقبتهم على بعض السلوكيات.
  • استخدام أساليب عقاب خاطئة: كأساليب العنف أو الحرمان العاطفي كعقاب أو جرح مشاعر الطفل وإهانته وما إلى ذلك، كما قد يكون العقاب أحياناً غير مناسبة لعمر الطفل أو للموقف الحاصل.

عملية تعديل آثار التربية الخاطئة على الطفل والعلاج من سلبياتها ليست عملية سهلة وبسيطة فهي تحتاج للمثابرة والتجربة والجهد والتعاون حتى تنجح، وفيما يلي أهم الخطوات المساعدة في ذلك:

  • استيعاب الخطأ: إدراك المشكلة والاعتراف بها وبتأثيرها السلبي على حياة الطفل هي أول وأهم خطوة في رحلة علاج وتعديل آثار التربية الخاطئة عند الطفل، حيث يجب تحديد الأسلوب الخاطئ المتبع في التربية والتأكد من نتيجته على شخصية الطفل، مثلاً قد يكون الطفل كثير العدوانية والغضب عندما يعامل بأسلوب تربوي عنيف وغاضب.
  • تعلم مهارات جديدة والتثقف: فتربية الطفل ليست عملية سهلة وبسيطة وهي تحتاج للوعي والثقافة وامتلاك مهارات عديدة، كما أنها عملية مستمرة ومتجددة بمعنى أن كل عمر وكل عصر يوجد له طرق تربوية مختلفة تحتاج لإدراك الأهل لها، ولتعديل أسلوب التربية الخاطئة يجب على الأهل محاولة اكتساب وتعلم هذه المهارات والتعرف إلى الطرق الصحيحة في عقاب الطفل والتعامل معه بأفضل أسلوب تربوي.
  • التقرب للطفل والتشارك في حل المشكلة: يحتاج الأهل لفهم مشاعر وأفكار أطفالهم حتى يحددوا المشكلة والخطأ الحاصل في التربية، كما من المهم التحاور معه والتقرب منه لخلق أسلوب تربوي أفضل وأكثر صحة وتناسباً، بالإضافة لأهمية شرح القواعد التربوية الجديدة للطفل ومشاركتها معه وتوضيحها له.
  • اختيار العقاب المناسب: يخطأ كثير من الأهل في التعامل مع العقاب على أنه طريقة لتخويف الطفل أو إذلاله كي لا يكرر الخطأ، وإنما الهدف من العقاب يجب أن يكون جعل الطفل يتعلم درساً إيجابياً يفهم من خلاله الخطأ وعواقبه، لذا يجب أن يكون العقاب مناسباً لعمر الطفل ونوع الخطأ المرتكب وكذلك يكون ذو قيمة إيجابية في النهاية.
  • طلب المساعدة من مختصين: قد يحتاج الأمر أحياناً لطلب المساعدة من مختصين يساعدون في طرح أفكار تربوية صحيحة ومجدية ولا تؤثر على شخصية الطفل، أو للمساعدة في علاج الآثار التي ظهرت سابقاً على الطفل بسبب التربية السلبية، فتصحيح هذه الآثار ليست سهلة وتحتاج لجهد ووقت وتجربة وخبرة في التعامل مع الطفل.
  • الاهتمام وإعطاء وقت للطفل: وهو من أهم طرق علاج تأثيرات التربية السلبية على الطفل، ويكون ذلك بدعم الطفل وقبوله والتقرب منه والاهتمام برغباته واحتياجاته، وقضاء وقت ممتع معه والتعامل بمودة جسدية وإظهار الحب والاهتمام له.
  • ترك الطفل يرتكب الخطأ: التعامل مع الطفل في التربية يكون من خلال استخدام الأخطاء كفرصة للتعلم وجعل الطفل يفهم كيف يقدر المواقف ويتعلم استراتيجيات التعامل مع أخطائه مثل الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه، وليس من خلال المثالية المبالغ بها التي تهدف لمنع الطفل من الخطأ.
  • التقرب من الطفل ومشاركته الرغبة بحل المشكلة: خاصة للأطفال بعمر المراهقة حيث يجب أن يشعر أن رأيه مهم وسيكون جزء من حل المشكلة وأن الأهل يسعون للحفاظ عليه وليس للسيطرة عليه وإيذائه، وبهذا تكون استراتيجيات التربية الجديدة المتبعة أكثر نفعاً في تعديل آثار التربية السلبية على شخصية الطفل.

المراجع