طرق تساعد الأب على تقوية علاقته بأبنائه
ترتبط الأم بأطفالها منذ اللحظة الأولى لتكونهم في رحمها، وتمنحهم كل الحب والرعاية لدرجة التضحية بكل ما لديها في سبيل إسعادهم، وفي مقابل ذلك، نجد الأب يكتفي بمسئوليات محددة، غالباً ما تنحصر في الإنفاق المادي، ملقياً بعبء تربيتهم والعناية بهم على كاهل الأم، ويغفل عن أن وجوده ضروري مثل الأم تماماً، ليكبر أبنائه في بيئة صحية، يشعرون فيها بالاتزان وأنهم أسوياء.
الحياة الأسرية وتربية الأبناء معادلة بين طرفين هما الأم والأب، ولا يجب بأي حال من الأحوال الاعتماد على طرف دون الآخر، فهذا يضر بصحة الأبناء النفسية، ويقلل من شعورهم بالأمان والحب والعطف.
ومن المهم أن تبدأ العلاقة بين الأب وأبنائه في وقت مبكر حتى يشعروا بوجوده، ويتعاملون معه دون حاجز من الخجل أو الاغتراب، ويتواصلون معه كأب ومرشد وناصح، وليس كأداة ترهيب تستخدمها الأمهات عند ارتكاب الأطفال للأخطاء.
ولابد أن يصبح الأب الحبيب الأول للفتاة، والصديق الأقرب للصبي، فينمو كلاهما بنفسية متزنة، وقدرة على تكوين العلاقات بشكل سوي، وكذلك برغبة في تحقيق المزيد من النجاح ليحصلوا على رضا وفخر والدهم.
1- الطفل مرآة للوالدين فانتبه إلى تعاملك
الطفل يشبه صفحة بيضاء، يمكنك أن تكتب عليها ما تشاء، فهو مرآة لأفعالك وتصرفاتك، لذلك إذا أردت أن تؤثر فيه، فلابد أن تكون قدوته في التعامل مع الآخرين، فبدلاً من أن تطلب من الطفل التصرف بطريقة معينة، يمكن أن تقوم أنت بهذا التصرف، وسيقوم الطفل بتقليدك، لأن الأطفال بوجه عام يعتقدون أن تصرفات الأب مثالية.
2- معاملة الأب مع الأم أمام الأطفال
رؤية الولد والفتاة لوالدهما أثناء تعامله مع الأم بشكل جيد، يجعلهما يشعران بالتوازن النفسي، ويكتسبان القدرة على التعامل مع الآخرين بطريقة جيدة، وبشكل متميز، ولن يقبلا أن يتهاون أحدهم في حقهما، ولن يفعلا العكس، وتقع هنا على الأم مهمة التقريب بين الأب وأبنائه.
3- تخصيص وقت للأبناء
تحديد الأب موعد ثابت لا يمكن إلغاءه لقضاء بعض الوقت مع أبنائه، يساعده على التقرب منهم، ويشعرهم بأنهم جزء مهم من حياة الأب، ويزيد شعورهم بالأمان والثقة بالنفس.
4- تناول وجبة طعام مشتركة مع الأبناء
يعتبر حرص الأب على تناول وجبة حتى وإن كانت واحدة فقط على مدار اليوم يمكن أن تساعد في التقرب بينه وأبنائه، فهي فرصة سانحة للتحدث عن كل ما مروا به على مدار اليوم، ويمنحه مناسبة جيدة لتوجيههم وإرشادهم بشكل مثالي، فيمارس دوره الرقابي بدون سيطرة أو انفعالات تنفر الأبناء منه.
5- التدخل في حياة أبنائه بشكل حميمي
تأسيس علاقة صحية بين الأب والأبناء قائمة على الاحترام المتبادل والاستماع إليهم أكثر من انتقادهم، يمكن أن يجعلهم يتحدثون عن كل ما يدور في حياتهم، ويتقبلون الاستماع إلى نصائح والدم، بدلاً من أن يكون الأب مختفي طوال الوقت، وينحصر دوره في الأوامر أو الترهيب.
6- اختيار نشاط مشترك بين الأب والأبناء
يجب أن يكون هناك نشاط مشترك يقوم به الأب مع أبنائه، مثل قراءة قصة قبل النوم، أو ممارسة رياضة معينة، أو أي شيء من هذا القبيل، حيث تقرب هذه الأنشطة بينه وأبنائه، وتدخلهم في علاقة الصداقة الأبوية.
7- تجنب التفرقة بين الأبناء
كثير من الآباء يفضلون جنس عن الآخر، وعلى الأخص في الوطن العربي الذي يفضل الآباء الذكور عن الإناث مما يجعل الفتاة تشعر بالغيرة من شقيقها، وتشعر بقلة قيمتها، بل ويصل الأمر للشعور بالاضطهاد، مما يؤثر على نفسيتها، لذلك يجب إظهار العاطفة والحب لجميع الأبناء.
8- دور الأب مستمر في جميع المراحل
دور الأب في حياة أبنائه لا ينتهي أبداً، وعليه أن يتواجد دائما، وأن يكون على دراية بكل تفاصيل حياتهم، ولا يجب أن يجعل مشاغله تلهيه عن متابعة تطورهم ونموهم وانتقالهم من مرحلة إلى أخرى.
وقد أكدت بعض الدراسات في مجال علم النفس أن تواجد الأب باستمرار في حياة أبنائه يخلق لديهم توازن أسري ويبعدهم عن التفكك والشعور بالعدوانية والوقوع في الكثير من الأخطاء الاجتماعية.
9- استخدام أسلوب الثواب والعقاب
تعتبر أفضل طرق تربية الأبناء، القرب والمشاركة في كل ما يفعلون، لتقديم النصح والإرشاد، وخلق مساحة من التحاور والتفاهم وإزالة الفجوة في التفكير خاصة الفجوة بين الأجيال.
ويجب على الأب إدخال طرق الثواب والعقاب في التربية، وبالطبع ليس المقصود العقاب الجسدي، وإنما العقاب المعنوي، بتجنب الحديث معهم وقت قصير، أو حرمانهم من الأشياء التي يحبونها، والعكس، فإذا تصوفوا بأسلوب حسن، يقدم لها المكافآت.