تعريف التنوع الحيوي وطر ق الحفاظ على التنوع البيولوجي

ما معنى التنوع الحيوي! اكتشف مفهوم التنوع الحيوي وأنواعه ومخاطر تحدد التنوع البيولوجي
تعريف التنوع الحيوي وطر ق الحفاظ على التنوع البيولوجي
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

على سطح الكرة الأرضية تعيش آلاف الكائنات الحية في تناغم وتوازن ضمن نظام بيئي معين، وهذه الكائنات تختلف في التصنيف والشكل والوظيفة وهذا الاختلاف يدعى التنوع الحيوي، فما هو التنوع الحيوي؟ وما أسس تصنيفه؟ وكيف نحافظ عليه؟ كل هذه الأسئلة سيتم الإجابة عليها في هذا المقال.

التنوع الحيوي أو التنوع البيولوجي (بالإنجليزية: Biodiversity) وهو تنوع أشكال الحياة على الأرض ويشمل كل كائن حي من البشر إلى أصغر الكائنات والتي يعرف القليل عنها كالميكروبات والفطريات واللافقاريات، وهو مقياس للتباين بين كل الكائنات على المستوى الجيني والنظم البيئية وسبب للحفاظ على توازن الحياة ودعم الطبيعة.

تتفاوت درجة التنوع باختلاف المكان على سطح الأرض فالتنوع الحيوي يكون غنياً بالمناطق الاستوائية تليها المدارية، أما بالنسبة للتنوع البحري فيبلغ أشده في غرب المحيط الهادئ وخاصة بالشعاب المرجانية ومنه لاحظ العلماء أن التنوع الحيوي يكثر في النقاط الساخنة وقامت الكثير من الدراسات حوله، وعلى الرغم من كثرة المعلومات ودقتها إلا أن أغلب الكائنات الحية مازالت مجهولة للبشر. [1]

animate

يوجد ثلاث أنواع يندرج في نطاقها التنوع الحيوي حيث وُجِدت هذه التصنيفات لتسهيل فرز الكائنات الحية بشكل علمي ومدروس، وهي:

  1. التنوع البيولوجي الجيني: ويشمل تنوع الأفراد على مستوى جيناتهم، والجين هو شدف أو قطع من الحمض النووي والمسؤول عن إعطاء الصفات الوراثية للكائن الحي، لذلك يعزى الاختلاف بين الأفراد لاختلاف جيناتهم، وذلك يولد أنواع مختلفة وسلالات مختلفة من الكائنات.
  2. التنوع البيولوجي للأنواع: وهو تنوع الكائنات التي تعيش في منطقة محددة ويشمل كل الأنواع من النباتات للحيوانات والكائنات الحية الدقيقة، ولا يوجد فردان من النوع ذاته متشابهان تماماً فالبشر يظهرون اختلاف كبير فيما بينهم على الرغم من أنهم يتبعون النوع ذاته، ويتم تجميع الأنواع معاً في عائلات تبعاً للخصائص المشتركة فيما بينهم.
  3. التنوع الحيوي البيئي: وهو تنوع النظم البيئية في مكان محدد، ويقصد بالنظام البيئي مجموعة من الكائنات الحية ينشأ فيما بينها علاقات وتفاعلات مادية أي العلاقة بين الكائنات الحية والمنطقة التي تعيش بها، وبشكل أدق يشير إلى تنوع الكائنات النباتية والحيوانية والتي تتصل فيما بينها بسلاسل غذائية.

أغلب المؤشرات لا تبشر بمستقبل مبهر وجيد للتنوع الحيوي بسبب المخاطر التي تحيط به وتهدد استمراره، وفقدان التنوع الحيوي يعني فقدان الكثير من أشكال الحياة على الأرض لذلك من المهم الاطلاع على هذه المخاطر لتجنبها:

  • الاستهلاك الجائر للموارد: بالطبع إن النشاطات الصناعية والتجارية والعمرانية التي يقوم بها الإنسان في الحياة المعاصرة هي أكثر ما يهدد التنوع الحيوي، وذلك لأن هذه الأنشطة تركز على تلبية الحاجات البشرية على حساب التنوع الحيوي كقطع الغابات وتجفيف المستنقعات من أجل التوسع السكني ويتم ذلك بغض النظر عن أن هذه الأماكن تعد موطناً للكثير من الكائنات الحية التي يكون مصيرها الموت، وتكرار هذه النشاطات في أماكن مختلفة يؤثر سلباً في التنوع الحيوي ويحدث خلل في التوازن البيئي.
  • التغيرات المناخية: تأخذ حرارة الأرض بالارتفاع يوماً بعد يوم وهذا يعني محيطات وبحار أكثر دفئاً، في الآونة الأخيرة أصبحت حرارة المياه في العالم المائي غير مناسبة لاستمرار حياة الكائنات البحرية أو القطبية مما أدى إلى موت الملايين من هذه الكائنات حول العالم وهذا أحدث انهيار في اقتصاد الدول المتقدمة وخاصة الدول التي تعتمد على هذه الكائنات في اقتصادها.
  • التلوث البيئي: يكاد يكون هذا العامل هو الأخطر على التنوع البيئي لأنه يؤثر على الكائنات في مختلف البيئات، على سبيل المثال تؤدي أكياس النايلون التي يلقيها الإنسان في المحيطات بخنق السلاحف والأسماك، كما تسبب النفايات المختلفة بتسميم المياه وقتل الكائنات الحية المائية، والأخطر من ذلك هو تلوث الهواء بسبب المخلفات النووية والكيميائية والبيولوجية الناتجة عن الصناعات البشرية لأن هذا النوع من التلوث يشق طريقه إلى مختلف البيئات الأخرى ليؤثر في كائناتها الحية التي ينتهي بها المطاف إلى الموت.
  • الأنواع الغازية: يشير هذا المصطلح إلى الكائنات التي يتم إدخالها إلى بيئات أخرى غير مواطنها الأصلية سواءً عن قصد أو دون قصد، وعندما تجد الظروف المناسبة تتكاثر بأعداد هائلة جداً وتتغذى على الكائنات الأخرى فتسبب خللاً في التوازن البيئي.
  • فقدان الموطن: تفقد الكثير من الكائنات الحية مواطنها وتضطر إلى الهجرة إلى بيئات أخرى قد لا تستطيع التكيف مع ظروفها مما يؤدي إلى موتها، ويحدث فقدان الموطن نتيجة الكوارث الطبيعية التي لا يستطيع الإنسان التحكم بها مثل الفيضانات الكبرى وانحسار الجليد والعواصف النارية التي تصيب الغابات بسبب ضربات البرق أو ثوران البراكين وغيرها من الكوارث الطبيعية الأخرى.
  • سن القوانين لحماية التنوع الحيوي: يجب على الجهات المسؤولة عن البيئة والمخولة بإصدار الأوامر أن تقوم بسنّ التشريعات الصارمة والتي تقضي بمعاقبة أي فرد أو جهة تقوم بنشاطات تؤدي بالإضرار بالتنوع الحيوي أو النظام البيئي بأي شكل مثل الصيادين الذين يفرطون في صيدهم وتخصيص مواسم وأماكن معينة لممارسة صيدهم تحت رقابة المعنيين، بالإضافة لإقامة حملات دورية تطوعية لزراعة مختلف أنوع الأشجار والشجيرات على نطاقٍ واسعٍ.
  • إصلاح البيئة المتضررة: تحتاج هذه الخطوة إلى مجهود كبير وتنسيق بين الجهات المختلفة، ففي البداية يجب أن يقوم فريق علمي متخصص بدراسة المنطقة ومعرفة المتطلبات لإعادة التوازن البيئي قدر الإمكان، ومن ثم يجب إدخال الأنواع الحيوانية أو النباتية بكميات مدروسة إلى هذه البيئة بشكل متوازن يضمن عودة الحياة إليها.
  • إنشاء ودعم بنوك البذور: تفيد هذه البنوك بحماية الأنواع النباتية المهددة بالانقراض فيمكن قصد هذه الأماكن في حال حصول نقص في أعداد النباتات في منطقة ما فهذه البنوك تعد مخازن لجميع أنواع النباتات وتنتشر في كل مكان تقريباً، لذلك فقد تكون أداة مناسبة لإكثار أنواع النباتات النادرة والمهددة بالانقراض وخاصة تلك التي يتغذى النحل وبعض الحشرات على رحيقها لأنه يسرّع انتشارها بشكل كبير جداً، وتؤمن هذه الطريقة العصرية نمو غطاء نباتي كثيف في وقت أسرع وجهد أقل.
  • الحد من التلوث: يهدد التلوث التنوع الحيوي بشكل كبير وهو غالباً ناجم عن النشاط البشري والصناعي خاصةً، لذلك يجب التوجه لاستخدام الطاقات البديلة الصديقة للبيئة كالطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية والكهروميكانيكية بشكل عام بعيداً عن الوقود الأحفوري، والبحث عن طرق للتخلص من النفايات الصناعية بشكل سليم وتجنب إلقائها في مياه الأنهار والبحار للحفاظ على حياة الكائنات الحية.
  • نشر الحملات التوعوية: يجب تنظيم حملات توعية بشكل دوري ومستمر للإشارة إلى مخاطر إهمال التنوع الحيوي وشرح النتائج المترتبة على ذلك للناس من كافة الأعمار ومختلف المستويات الثقافية، كما يجب إدخال هذا المفهوم الى المناهج الدراسية لإعداد جيل قادر على تحمل مسؤولية الحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي وهذه المهمة ليست بالسهلة لأنها تتطلب مستوى عالٍ من الوعي والتعاون. [4]

كل نوع من الكائنات الحية يلعب دوراً مهماً في استمرار التوازن على كوكب الأرض، وفي حال حدث أي خلل أو نقص في أعداد هذه الكائنات فإن كوارث كثيرة ستحصل وستنعكس آثارها سلباً على المجتمعات الإنسانية صحياً واقتصادياً وعلى غيرها من الأصعدة، لذلك يجب أن نعتني بالكائنات الحية النادرة ونحافظ عليها من الانقراض من خلال:

  • تنظيم استخدام المبيدات الحشرية: هناك الكثير من الحشرات المزعجة والضارة للإنسان والنبات ومن الممكن التخلص منها عن طريق استخدام المبيدات الحشرية ولكنها في الواقع تؤثر على العمليات الحيوية في النباتات بشكل سلبي وتقضي بشكل مفرط على الحشرات والحيوانات التي تعد غذاء لكائنات أخرى أكبر منها في الوقت نفسه، وهذا يسبب خلل في التوازن ونقص في أعدادها بسبب غياب مصادر تغذيتها الرئيسية، لهذا من الأجدى البحث عن وسائل آمنة ومنظمة لاستخدام هذه المبيدات.
  • إنشاء محميات المحيط الحيوي: هي مناطق جغرافية تعرف عادةً باسم المحميات الطبيعية تكون محروسة بشكلٍ مشدد من قبل هيئات مختصة، ويتم فيها تأمين الظروف البيئية المناسبة لحيوانات مهددة بالانقراض ووضعهم بداخلها لتأمين بقائهم بعيداً عن الممارسات الإنسانية الوحشية التي تؤدي إلى قتلهم.
  • مقاطعة البضائع التي تعتمد على الحيوانات: أي الابتعاد عن شراء المواد الصناعية التي تعتمد بشكل رئيسي على الحيوانات واستبدالها بالمنتجات البديلة، فكلا المنتجين يتمتعان بنفس الجودة ولكن من مصادر مختلفة على سبيل المثال إن تزايد الطلب على الملابس المصنوعة من فرو دب الباندا دفع الصيادين لملاحقتهم وصيدهم وبعد فترة قليلة أصبحت حيوانات الباندا مهددة بالانقراض بسبب انخفاض أعدادها بشكل هائلٍ.
  • تنظيم التوارث الصناعي: هذا الحل مناسب للدول النامية الفقيرة التي لا تقوى على إنشاء محميات طبيعية بسبب تكاليفها الباهظة إذ يتم في هذه الطريقة الاحتفاظ بجينات الحيوانات المهددة بالانقراض ليتم استعادتها بعد انقراضها وعلى الرغم من أنها مكلفة ولكنها تعتبر رخيصة مقارنةً بالوسائل الأخرى وقد أثبتت هذه الطريقة نجاحها مرات عديدة.
  • تهجين الحيوانات: تعد من أنجح الوسائل المكتشفة في وقتنا الحالي إذ يتم تلقيح الحيوانات المهددة بالانقراض في المختبرات ورعايتها ومن ثم إطلاقها في الغابات لتكمل حياتها في بيئتها المناسبة ومع الوقت تزداد أعدادها بشكل طبيعي وتخرج من نطاق الحيوانات المهددة بالانقراض.

المراجع