تعبت نفسياً من كل شيء كيف أنهض من جديد! إليك الحلول
يتعرض معظم الناس لحالة من الضيق النفسي والتعب خلال فترة معينة من حياتهم تتعلق غالباً بتراكم عدد من الضغوط أو التعرض لبعض الأزمات والمشكلات في الحياة اليومية، مما يؤدي لخلق ضغط نفسي يجعلك حساساً لمجريات حياتك وتفكر بها بشكل سلبي إلى درجة الإحباط واليأس، في هذه المقال نطرح طرق مختلفة لتجاوز هذه الحالة وكيفية التخلص من التعب النفسي والنهوض إلى الحياة من جديد.
التعب النفسي والضغط المستمر هو في الحقيقة ما يجعلك تشعر أن كل شي حولك متعب نفسياً ويجعلك يائساً أو محبطاً أو متوتراً، الكثير من الأشخاص والأحداث والأمور من حولك قد لا تكون هي السبب، لكن حالتك المزاجية والنفسية السيئة ستجعلك ترى في كل ما حولك سبباً للتعب النفسي!
يجب أن تعرف أن لكلّ منا طاقة معينة على التأقلم والتكيّف مع الظروف الصعبة بالنسبة له، وعند نقطة معينة قد تنفد هذه الطاقة ونشعر أنّنا غير قادرين على الاستمرار بنفس الملل والروتين والرتابة أو بنفس المحاولات غير النجاحة، وهنا إمّا أن تزيد من طاقتك على التحمّل والتكيّف، وإمّا أن تستسلم لليأس والإحباط وتدخل في دوامة التعب النفسي، تابع قراءة النصائح والمعلومات التي ستفيدك في التغلب على شعور التعب النفسي من كل شيء.
- تحديد سبب التعب النفسي ومواجهة المشاكل: التعب النفسي يتأجج ببعض المواقف أو الأفكار السلبية حول مشكلة حصلت مؤخراً في حياتك، وحتى لا تقع في دوامة التفكير الفارغ والمتشائم بها يجب تحديد مسبب انزعاجك وفهمه وتحليله بشكل منطقي وواقعي، ومن ثم البحث عن أفضل طريقة لمواجهته أو التخلص منه، واعلم أن أسباب التعب النفسي قد لا تكون دائماً الأسباب القريبة أو المباشرة!
- كسر حالة التفكير الدائم بالمشاكل: تدور معظم مشاكل التعب النفسي التي يتعرض لها الناس حول فكرة حصر التفكير بمشكلة معينة بشكل مبالغ فيه طول الوقت وتهويل الانزعاج منها، هذا الأمر يوصلك لتقييد حياتك في دائرة مغلقة من التفكير السلبي الذي تكون نتيجته الشعور بعد فترة بالتعب النفسي، لذا يجب فسح المجال للتفكير خارج تلك الدائرة وعدم حصر الذات في منطقة معينة من المشاكل مما يساعد على الخروج من حالة التعب النفسي والتخلص منها.
- عدم تكديس المشاكل: الكثير من الأشخاص اللذين يمرون بحالة ضيق نفسي أو تعب بسيط يميلون ليصبحوا أكثر حساسية تجاه المواقف التي تحدث من حولهم ويضفون هالة سلبية عليها ويزيدون كل عائق يواجههم حتى لو كان بسيطاً أو عادياً إلى مسببات تعبهم ويزيدون من الضغط على أنفسهم، والابتعاد عن التصرف بهذه الطريقة والوعي لها من أهم خطوات مواجهة فترة التعب النفسي التي تمر بها والنهوض منها.
- العمل على التخلص من الذكريات السلبية: استحضار كل ما مررت به من مشاكل وفترات عصيبة سابقاً أثناء شعورك بالتعب النفسي يزيد الحالة سوءاً على الرغم من عدم جدوى هذه الطريقة من التفكير، أما التفكير فقط بالمشكلة الحاصلة في الوقت الحالي ومحاوله البحث عن حل مناسب لها قد يحسن من شعورك ويسهم بشكل فعلي في خروجك من حالة التعب النفسي وحل مشاكلك.
- عدم الاستسلام لليأس: قد لا تكون فكرة مواجهة الشعور باليأس ومقاومة الإحباط بهذه السهولة لكن يجب الوعي أن حالة الاستسلام لن تعود على حياتك بأي فائدة بل وقد تجرك لمكان أسوء من الانهيار النفسي مع الوقت، لذا انهض وفكر بطريقة واقعية وحل مشاكلك بشكل منفرد ومتسلسل بعيداً عن التشاؤم واليأس فمهما كان حجم المشكلة لابد من وجود حل لها.
- التوافق مع الحياة: فلا توجد حياة بدون عوائق ومشاكل مهما كان مستوى المعيشة المحقق للإنسان، ويحب فهم هذه الفكرة لعدم تهويل كل مشكلة أو موقف مزعج تتعرض له وتجعله يؤثر على حالتك النفسية بشكل سلبي.
- تغير روتين الحياة اليومية: يمثل تغيير بعض تفاصيل الروتين اليومية فاصل منعش لك يساعدك في النهوض واستعادة طاقتك والخروج من حالة اليأس والإحباط التي تمر فيها في الوقت الحاضر، وهناك الكثير من الطرق لكسر الروتين وتجديد الحياة مثل تخصيص وقت يومياً لممارسة نشاط جديد كالمشي أو أي نوع من أنواع الرياضة أو تعلم مهارة جديدة تجذبك، يمكن أن يكون التغيير على مستوى الشكل الخارجي كتغير ستايل اللباس المعتاد، والكثير غير ذلك.
- الابتعاد عن العزلة وتكوين صداقات وعلاقات: في حال كنت تمر بفترة من الإرهاق النفسي والتعب فلا تقع في فخ الانعزال والابتعاد عن الناس، فالتواصل مع الآخرين عامل مهم في إراحة نفسك من الانفراد في التفكير المستمر بالمشاكل والضغوط، بالإضافة إلى أنه يقدم لك تغذية روحية جيدة تساعدك في نسيان الضغوط والتخفيف منها، لذا احرص على الانغراس في محيطك الاجتماعي وعدم التخلي عنه في فترة تعبك النفسي كي تخرج من حالة الإحباط ولا تنحصر فيها.
- إعادة النظر في وضعك وتقييمه: والمقصود هنا هو تحليل المشاكل التي وقت لك مؤخراً ووضع تقييم لها من حيث الأسباب التي أدت إلى حدوثها وكيف لك أن تستفيد منها بدلاً من أن تزعجك، فإذا كان السبب في تعبك النفسي مثلاً الانفصال العاطفي، فهنا عليك التفكير فعلاً في ما تم خسارته بهذه العلاقة وما تم اكتسابه فلا يوجد علاقة جيدة تنتهي بالفشل، ومن ناحية أخرى إذا كان السبب هو فشل دراسي أو مهني فانظر في مسببات وقوع هذا الفشل وقيم التقصير الحاصل واستعد لتتعلم من هذه المشكلة وتستخرج منها أفكار جديدة ومفيدة لمسار حياتك، هذا التفكير يجعلك تبتعد عن فكرة أن الحياة قد تتوقف بسبب خسارة معينة ودائماً تنجح في النهوض من جديد.
- إعطاء المشاكل وقتها: قد تحتاج بعض المشاكل لوقت معين حتى ينتهي تأثيرها عليك وتنساها، وخصوصاً لو كان لها علاقة بالأمور العاطفية، لذا حاول الاقتناع والتفكير دائماً بأنه لا يوجد وضع سيء يدوم واترك عامل الزمن يغير الظروف فكل شيء قابل للتغير، الأوضاع الجيدة والأوضاع السيئة والمشاعر السعيدة والمشاعر السلبية وجميع الظروف من حولك تنتهي وتتغير.
- استشارة أخصائي نفسي في الحالات الصعبة: يمكن لبعض الأشخاص ألا يستطيعوا تجاوز مشاكلهم مع كل المحاولات وتزداد حالتهم سوءاً مع الوقت، وهنا سيكون من الأفضل استشارة أخصائي نفسي يساعد في تجاوز المحنة النفسية الحالية ويعطيك خطوات مناسبة لحالتك.
- البحث عن هدف جديد للحياة: ووضع خطط جديدة بحيث نستفيد من عثراتنا السابقة حتى وإن سببت لنا فترة تعب نفسي، هذا سيساعد على الخروج من ذلك التعب وتجاوزه والعودة إلى حالة الراحة والاستقرار النفسي.
- التركيز على المواهب الفردية: ركز على مواهبك واهتماماتك الشخصية التي تجذبك في الحياة وتستمتع بتعلمها أو العمل بها، وحاول تخصيص وقت لتطبيقها في حياتك وركز عليها لتصل لإنجازات ونجاحات تدفعك أكثر لاستعادة الحب والشغف بالحياة.
- التفكير بإيجابية والبقاء مع الأشخاص الإيجابيين: لأن كثرة التعامل مع الأفكار أو الأشخاص السلبيين سيجذبك إلى حالة مبهمة من التعب النفسي في حياتك ويفقدك اهتماماتك وشغفك للحياة نتيجة كثرة العيش في جو الإحباط، لذا حاول التخلص من هذه الأمور لتبقى مرتاحاً نفسياً وتعيش أسلوب حياة إيجابي تكون قادراً به على التفاعل بشكل أكثر حيوية وشغف مع الحياة اليومية وتصبح ذو قدرة أفضل على تجاوز المشكلات وتحقيق الإنجازات.
- التصميم والإرادة: عند مواجهة المشكلة بشكل يومي والتصميم على التخلص منها، ستشعر يوماً بعد يوم بالملل من التفكير بالمشكلة وتبدأ بالتعلق بأي شيء يشعرك بالسعادة ثم تعتاد لا إرادياً على طرد الأفكار السلبية من رأسك والتفكير بإيجابية.
- استغلال أي فرصة جديدة: سواء في العمل أو العلاقات أو الدراسة أو غيرها، فالحياة هي مجموعة من الفرص والتجارب والاستغلال الصحيح لها يسهم في تطوير نوعية الحياة ويحافظ على التجديد الدائم ويجعلنا نكسب خبرات متنوعة في الحياة لها دور بتشكيل حالة من الاستقرار على الصعيد النفسي، والابتعاد عن الروتين الممل لفترة طويلة، وزيادة فرصة تحقيق نجاحات تدعم الشعور بالشغف تجاه الحياة.
من الاستشارات الواردة إلى مجتمع حلّوها شاب يشكو من حالته النفسية السيئة، يقول أنه مشتت ولا يستطيع تحديد أو فهم حالته أو كيف يتعامل معها، يعاني من انتقادات والدته المستمرة وتراجع في الدراسة وعدم وجود أصدقاء مقرّبين في حياته، كما يشكو من شعور مستمر بالغضب وعدم الرضا عن كل شيء في حياته.
أجابته الخبيرة في موقع حلوها الدكتورة سراء الأنصاري أنه بحاجة لجلسات مساعدة نفسية لمناقشة المشاكل التي يعاني منها بشكّل مفصّل، وحتى ذلك الحين نصحته بمحاولة تقبّل بعض الأمور في حياته وعدم مقاومتها، مثل انفصال والديه، ثم طلبت منه وضع أهداف يومية تحدد له مساراً يمشي عليه بشكل منتظم، يساعده بالانتظام في الدراسة والعبادة والحياة عموماً.
اقرأ الاستشارة كاملة ورأي الخبراء والقراء ونصائحهم من خلال النقر على الرابط: تعبت نفسياً من حياتي ماذا أفعل!