كيفية التخلص من الحقد ومشاعر الانتقام
الكره والحقد في قلوب البشر من أكثر المشاعر التي تسبب لهم التعب والإرهاق النفسي، والضرر الاجتماعي والعاطفي، لذا فإن كل شخص أثقلته أحقاده وأتعبه التفكير في الانتقام ومشاعر الكراهية لديه، يبحث عن أي وسيلة تساعده على التخلص من هذه المشاعر لديه، ويعيش حياته بشكل طبيعي، في هذا المقال نتعرف على بعض أفضل الطرق للتخلص من مشاعر الحقد والكراهية والانتقام.
- اكتب مشاعرك: إذا كان لديك مشاعر حقد أو كره ورغبات انتقامية تجاه أي هدف، يمكن كتابة هذه المشاعر سواء كخواطر أو ترتيب أفكار أو صناعة قصة، فالكتابة من شأنها تهدئة النفس وتهذيب الأفكار والتعمق أكثر في نتائج هذه الأفكار وأساسها، وكل ذلك يريح الشخص من التفكير في أحقاده ويمكنه من تحويلها إلى أعمال أدبية وفنية.
- تحدث مع أشخاص موثوقين أو خبراء: التحدث عن الأفكار والرغبات الانتقامية أو مشاعر الحقد والكره مع أشخاص مختصين أو موثوقين من قبلنا، يساعد أولاً في تفريغ جزء من هذه المشاعر، وفي سماع رأي الأخرين بهذه المشاعر فربما يكون لديهم وجهات نظر تساعدنا على التسامح وفهم ذاتنا بشكل أفضل.
- مارس التأمل: تعتبر ممارسة التأمل العميق من أرقى الأساليب للسيطرة على الأحقاد والقفز فوق الأفكار الانتقامية، يمكن مثلاً التفكير في نتائج مشاعر الحقد والانتقام وفي مدى صحة مشاعر الانتقام أو مدى صوابيتها وحقوقنا الفعلية فيها، فكل ذلك يجعلنا نرى الواقع بوضوح ومنطق أفضل، ويساعدنا في التخلص من جزء كبير من مشاعرنا الكارهة أو الحاقدة.
- استخدم تقنيات التهدئة الذاتية: تعتبر طريقة التهدئة الذاتية أيضاً من التقنيات الناجحة في السيطرة على الأفكار والمشاعر الانتقامية، فيمكن مثلاً ترديد عبارات التهدئة كل صباح، مثل (أنا جيد، يمكنني أن أتجاوز هذا الأمر، يمكنني العودة لحياتي الطبيعية، التسامح فضيلة مثلى) ويمكن أيضاً حفظ الكثير من الأبيات الشعرية أو الحكم والخواطر لكتاب عظماء ومعروفين، فكل هذه العبارات تساعد في تهدئة المشاعر فعلاً وتهذيبها.
- تخلص من مشاعر الغضب: يمكن أيضاً العمل على تبديد مشاعر الغضب خاصة في اللحظات التي يشعر فيها المرأ بالثوران والهيجان الناتج عن مشاعر الانتقام، فيمكن مثلاً سماع الموسيقى المفضلة، أو الخرج للمشي، أو ممارسة تمارين رياضية، أو قراءة كتاب، أو تشغيل فيلم، أي شيء يبعد هذه الأفكار عن الذهن في الوقت الحالي.
- جرّب الانتقام الإيجابي: الانتقام الإيجابي أحد أفضل طرق الانتقام، فمن ناحية يكون تفكير صاحبه خلاله منصب على تطوير نفسه، ومن ناحية لا يترتب عليه أي عواقب اجتماعية أو قانونية أو أخلاقية، ومن ناحية يفرغ مشاعر الحقد والانتقام لدى الشخص، ويلبي لديه رغبة الانتصار على خصمه، ويكون ذلك الانتقام الإيجابي بتحقيق المزيد من النجاح سواء العلمي أو المادي أو الاجتماعي، مع رؤية خصمه لهذا النجاح افشال كل مخططاته أو رغباته في الخصومة.
- الاستعانة بالله عزَّ وجلَّ: قال الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد 28، ذكر الله سبحانه وتعالى سواء بقراءة القرآن الكريم أو بالدعاء والرجاء منه سبحانه يشعر الإنسان بالراحة بتسليم أمره لمن بديه كل شيء، ويخرج من قلبه كل الشرور والمشاعر السيئة، ويستبدلها بمعاني الراحة والتسامح والغفران، فيشعر بالراحة وبطهارة القلب والعقل من كل غل وحقد وحسد.
- الالتزام بالمثل الأخلاقية: معرفة الإنسان للمثل الأخلاقية وتبنيها من قبله بشكل عام في كل نواحي حياته، يجعل قلبه أطهر، ومن الصعب سيطرة مشاعر الحقد والكراهية أو الحسد على قلبه، فحتى لو شعر بأحقاد أو رغبات انتقامية، فإن إيمانه بهذه المثل يحميه من الانجرار لأفكار سوداوية تحاصره عقله وتهدم مشاعره وأخلاقه وتنزع السعادة والراحة من قبله.
- التركز على الجوانب الإيجابية من الشخصية: كل شخص يوجد لديه جوانب وصفات إيجابية في شخصيته، وتركيزه على هذه الجوانب يمنع تسلسل الرغبات الانتقامية والأحقاد والكراهية إلى قلبه، ويجبنه القيام أو التفكير بأي أعمال شريرة.
- الترفع والتعالي في السلوكيات الأفكار: حتى وإن كان لدى الشخص مشاعر حقد وكراهية أو رغبات انتقامية، فإن اتخاذه لدور المترفع والمتعالي عن هذه الأفكار أو السلوكيات المرتبطة بها، يجعله ينظر لنفسه بطريقة أفضل ويفرض عليه سلوكيات وأفكار الرحمة والتسامح والمحبة، ويبعده عن مخاطر الأحقاد وشرورها.
- فكر بحياتك ما بعد الانتقام: عند تفكير الإنسان بكيف سوف تكون حياته بعد تحقيق أفكاره الانتقامية، سوف يجد أن النتائج قد لا تكون في صالحه دائماً، فربما يترتب عليه مسؤوليات قانونية أو اجتماعية، أو ربما يتحول من صاحب حق إلى جاني.
- التمتع بشخصية رحيمة ومحِبّة: ميل الإنسان دائماً باتجاه معاني الرحمة والمحبة والتسامح، يجعله أكثر حصانة من الأفكار الانتقامية، هذا لا يعني التنازل عن الحقوق والسكوت عن الظلم، وإنما الموازنة والواقعية في الأفكار الانتقامية، والبحث عن السبل الصحيحة لجلب الحقوق.
- الاتكال على الله في جلب الحقوق: الله سبحانه وتعالى من صفاته العدل والرحمة، ولا يرضى بالظلم والظالمين، فإذا وصل الإنسان لمرحلة لا سبيل لديه في استعادة حقه إلا بإغراق نفسه بالرغبات والمشاعر الانتقامية والأحقاد، فالأفضل أن يتجنب ذلك ويتكل على الله سبحانه وتعالى في جلب حقوقه من الظالم.
- محاولة التواصل مع هذا الشخص: إذا كان ذلك ممكن بالنسبة للطرفين، فلا مانع من التواصل مع الشخص الذي نشعر بأنه ظلمنا، وفهم أسبابه وهل هو ظلمنا فعلاً أم أن ذلك من وجهة نظرنا فقط، ولكن هذا في حال كان هذا الشخص مهم بالنسبة لنا مثل الأهل والأخوة، أو زوج، أو صديق عزيز حصل معه خلاف، أما ضعاف النفوس والأشرار الذين تورطنا معهم بطريقة ما وتسببوا بظلمنا مثل المحتالين أو المدعيين أو من يستغلون المشاعر والعواطف، فهؤلاء لا ينصح بالتواصل معهم.
- مراجعة المشكلة: إذا كان الشخص الذي نشعر بالانتقام والحقد تجاهه شخص مهم في حياتنا ويوجد معه خلاف، ونحن غير متأكدين فعلاً من أنه أخطأ بحقنا، فهنا لا بد من مراجعة المشكلة ورؤيتها بشكل موضوعي وبكامل جوانبها وتفاصيلها، فربما نكون مخطئين في تقديرنا وأن هذا الشخص لم يظلمنا، وإنما فقط التعنت والعناد هو ما قادنا لمشاعر الحقد والكراهية.
- تجنب التشبه بطباعه وسلوكياته: الاستغراق بالدوافع والرغبات الانتقامية والتفكير في الأحقاد والكراهية، قد يقود الإنسان دون دراية للتشبه بصفات وسلوكيات الشخص الظالم، وبالتالي عدم القدرة على تجاوزه وربما تحقيق رغباته، وتجنب هذا يساعد في عزل الظالم وجعله بموضع المدان ولا يدخل معه الضحية في معركة انتقامية تزيد الخسارة والبؤس بدلاً من الانتقام.
- عدم الاسترسال في الأفكار الانتقامية: يجب أن يفهم الإنسان ما هو الانتقام وما الغرض منه، فهو مهمته ردع الظالم وجلب الحقوق، وإذا استرسل صاحب الحق في الأفكار الانتقامية وابتعد عن هدفه، يغرق في مستنقع مشاعر الكراهية، ويحاصر أكثر بمشاعره الانتقامية ويفقد كل معنى للسعادة والراحة في حياته.
- معرفة أن أفكار الحقد تؤذي صاحبها: يجب أن يعرف صاحب الحقد أو الأفكار الانتقامية أن هذه الأفكار كثيراً ما تؤذي صاحبها وليس خصمه، سواء من خلال منعه من المضي قدماً في حياته بعيداً عن أحقاده وبالتالي تكون عقبة أمامه عن تحقيق النجاح والتطور، أو من جهة منعه من الشعور بالسعادة والراحة.
- عدم تغذية مشاعر الحقد والكراهية: كثيراً ما يلجأ الإنسان لتغذية أحقاده من خلال وسائل مثل استذكار أسباب هذه الأحقاد، والتفكير في وسائل الانتقام، والاستغراق في التفكير بسلبيات الخصم.
مشاعر الحقد والرغبات الانتقامية لها آثار مختلفة على شخصية صاحب هذه الأفكار، فهي تؤرق حياته في كافة جوانبها من الناحية العاطفية والنفسية والعقلية وحتى في حياته اليومية والعملية، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فقد يكون لها عواقب اجتماعية وقانونية وأخلاقية.
لذا فإن التخلص من مشاعر الحقد والانتقام يجعل الإنسان يعيش نوعية حياة أفضل، من حيث الرضا العاطفي والنفسي عن حياته والتصالح مع ذاته، وهذا يجعله يتمتع بقدر أكبر من السوية الاجتماعية والنفسية والعاطفية.
ومن ناحية أخرى فإن التخلص من رغبات الانتقام والأحقاد ودوافع الكره، يجعل الإنسان أكثر عقلانية في البحث عن الطرق المناسبة لتحصيل حقوقه ورفع الظلم عنه وتجنب الوقوع في الأخطاء، التي قد تكون على مستوى من الخطورة تجعله يؤذي الآخرين أو يؤذي نفسه أو يتعرض لعواقب قانونية.
والأهم من هذا وذلك أن الدوافع الانتقامية والاحقاد تسيطر تماماً على عقلية الإنسان وتمنعه من التفكير وتطوير نفسه وطريقة حياته، والتخلص من هذه الأفكار تجعله مرتاح أكثر نفسياً وقادر على التفكير والابداع والإنجاز، وهذا يحقق له نجاحات مختلفة على أي صعيد في حياته.
- كيف أتخلص من مشاعر الانتقام؟ يمكن التخلص من مشاعر الانتقام باللجوء لله سبحانه وتعالى، وبإعادة التفكير بأحقية الأفكار الانتقامية، وبالتمتع بالمثل العليا والأخلاق والترفع عن الشر والسلبيات، والبحث عن السبل الصحيحة لأخذ الحق من الظالم، والعمل على تهدئة النفس والحصول على السلام النفسي، والتفكير بالعدل وليس الانتقام.
- لماذا أشعر بأن الانتقام أمر جيد؟ الرغبة بالانتقام من الظالم هو شعور طبيعي خلقنا به وتربينا عليه، فهو الوسيلة الغريزية للدفاع عن النفس ودرء الظلم وشفاء الغليل، ولكن في الواقع فإن الدوافع الانتقامية لا تلبي هذه الحاجات دائماً وربما تؤدي بصاحبها لنتائج عكسية أكثر سوءً له أو لخصمه من سبب الأحقاد نفسها.
- ماذا يسمى الشخص الذي يحب الانتقام؟ لا يوجد تسمية عامة لمن يحب الانتقام، فقد يكون صاحب حق، وقد يكون ظالم ومبالغ، وبشكل عام تطلق تسميات مثل الحقود أو الموتور أو صاحب الغل أو المغلول أو صاحب الغيظ وتسميات كثيرة أخرى تختلف حسب الحالة.
- هل الانتقام ضعف أم قوة؟ لا يمكن الجزم باعتبار الانتقام قوة أو ضعف فهو مختلف بحسب الحالات المختلفة، إذا كان الإنسان قادر على جلب حقه ودفع الظلم وإحقاق الحق دون المبالغة أو التعدي فهنا يعتبر الانتقام قوة، أما إذا كانت دوافع الانتقام مجرد أفكار تغرق صاحبها بالأحقاد والكراهية، أو تحوله لشخص شرير يظلم كما ظلم فهنا ينظر للانتقام على أنه ضعف.
- هل الانتقام مرض نفسي؟ الرغبات والدوافع الانتقامية بشكل عام هي دوافع طبيعية موجودة لدى أي إنسان تعرض للظلم من قبل شخص أو جماعة أو أي أحد، تهدف لإحقاق الحق ودفع الظلم، ولكن إذا لم يكن للإنسان قدرة على ضبط سلوكه والسيطرة على أحقاده، وكان مبالغاً وظالماً في الانتقام من الخصم، هنا يمكن أن يتحول للعديد من أشكال الاضطرابات النفسية.
- هل الانتقام يريح القلب؟ ليس بالضرورة أن يريح الانتقام القلب دائماً، بل على العكس ربما يدخل صاحبه أحياناً في دائرة مفرغة من المشاعر المشوشة، فالانتقام لا يعيد الحق بالضرورة دائماً، ولكنه يمنع ظلم المعتدي، ما يريح القلب فعلاً هو تجاوز الأحقاد والبدء من جديد بحياة طبيعية.