متى يعرف الطفل حديث الولادة أمه وعلامات معرفته للأم
تعرف الطفل على أمه يمر بمراحل عدة يبدأ قبل الولادة ويتطور مع كل يوم يكبره الطفل وتتطور فيه حواسه ومداركه، ورغم أن معرفة الطفل الرضيع لأمّه تطور تلقائي، لكن هناك بعض النصائح التي تجعل الطفل يرتبط بوالدته بشكل أسرع وأعمق، في هذا المقال نتعرف إلى متى يتعرف الطفل حديث الولادة على والدته ووسائل تعزيز الرابط بينهما.
إن الأطفال مرتبطون بأمهاتهم حتى من قبل الولادة، حيث يعيش الطفل ضمن رحم الأمّ ويستمع لصوتها عندما تتحدث ولصوت ضربات قلبها، ولذلك يعتقد أن الطفل حديث الولادة يعرف أمّه في اللحظات الأولى بعد الولادة ويشعر أنه هذه السيدة مألوفة بالنسبة له من خلال صوتها وكلامها، على الأقل مألوفة له أكثر من كل المحيطين به عند الولادة وفي الشهور الأولى من حياته!
هذه المعرفة والمشاعر بين الرضيع والأم تتطور خلال الأيام الأولى من خلال الرضاعة والتواصل المباشر والحثيث بين الطفل والأم، وبشكل تدريجي تنمو العلاقة الاعتمادية بين الطفل وأمّه، فهو يعرف أن هذه السيدة هي مصدر الغذاء والطعام والأمان بالنسبة له، وستظهر هذه الرابطة بشكل أوضح مع تقدم الطفل في السن وقدرته على التعبير أكثر عن مشاعره، وحتى إن لم تدرك الأم -خاصة الأمهات الجدد- وعي الطفل الرضيع بها لكن هذا الوعي موجود ويتطور وينمو مع نمو الطفل.
قدرة الطفل في التعرف على الوجوه والأصوات تطور بشكل تدريجي وتتطور معها معرفة الطفل بالأشخاص المحطين به كما يلي:
- عناق الطفل بعد الولادة مباشرة: على الرغم من أن قدرة الطفل حديث الولادة على تمييز أمه مباشرة بعد الولادة غير مؤكدة، إلا أن العديد من الآراء ترجح أن التلامس الجسدي مباشرة بعد الولادة يولد رابطة مميزة بين الأم وطفلها يجعله قادراً على تمييزها بشكل بسيط من رائحتها، حيث يهدأ بمجرد اقترابه من أمه خاصة عند الرضاعة لأول مرة، وذلك أيضاً بفضل عملية التنظيم الحراري التي تحدث لجسم الطفل، حيث تتكيف درجة حرارة بشرة الأم مع الطفل عند الرضاعة الطبيعية، وهذا ما يزيد من تعلق الرضيع بأمه وقدرته في التعرف عليها.
- معرفة الطفل لأمّه في أول شهرين: في أول شهرين تقريباً من عمر طفلك تكون قدرته على تمييز الوجوه تكون ضعيفة، حيث تقتصر قدرة الإبصار عندهم على حوالي 12 بوصة فقط، ويستطيع الطفل الرضيع معرفة أمه من خلال رائحة جسمها المألوفة له من خلال فترة حياته في السائل الأمنيوسي أو التي اعتاد عليها من خلال التلامس الجسدي أثناء الرضاعة، ومن خلال صوتها الذي كان يسمعه بشكل بسيط كذلك أثناء الحمل، وأخيراً من خلال حرارة الجلد الذي يعتاد عليه عند الرضاعة الطبيعية.
- معرفة الرضيع لأمّه من الشهر الثالث إلى الشهر الرابع: تبدأ علامات قدرة الطفل في التعرف على وجه أمه في نهاية الشهر الثاني تقريباً، فهو يميز أمه بشكل خاص أكثر من غيرها، ومع بلوغ الطفل الشهر الرابع تتطور قدرة الطفل على تمييز الوجوه الأخرى والأشياء المألوفة من مسافة بعيدة فيزداد تمييزه لأمه.
- معرفة الطفل للأمّ في الشهر السادس: عندما يبلغ عمر الطفل ستة أشهر يكون قادراً على تمييز الوجوه المألوفة من الوجوه الغريبة ويكون على دراية عالية بأمه وبباقي أفراد أسرته أو مقدمي الرعاية الأساسيين الذين يتواجدون حوله وبالقرب منه باستمرار.
- علاقة الطفل بأمّه في الشهر الثامن أو التاسع: تتطور قدرة التمييز البصري عند الطفل بعمر تسعة أشهر بشكل عالٍ ويكون الطفل قادراً على تمييز أمه والتعرف عليها من مسافة بعيدة بوضوح وتتبع حركاتها والمطالبة بها، كما تبدأ قدرة الطفل على استخدام الصوت للتفاعل مع الأم، واستخدام الحركات للتعبير عن مشاعره تجاهها.
- التعرف إلى صوتها: حيث يتلفت الطفل باتجاهه الأم عندما يسمع صوتها أو يفرح عندما تتكلم معه ويسترخي وربما يتوقف عن البكاء ببعض الأحيان بمجرد سماع صوتها.
- الابتسام عند رؤيتها: وذلك يحدث بين الشهر الثالث والخامس من عمر الطفل حيث يكون قادراً على تمييز ملامح وجه أمه عن قرب، لذا يبتسم حين يراها ويشعر بالفرح والسعادة.
- الهدوء والاسترخاء عند الاقتراب من الأم: يشعر الطفل بالأمان حين يقترب من أمه وذلك منذ الشهور الأولى لعمر الرضيع ونرى أنه يسترخي معها، لذا يكون الطفل هادئاً ومرتاحاً بأحضان أمه أكثر من أي وقت، وقد تلاحظ الأم أنه ينام بسهولة معها نتيجة لذلك.
- تحريك جسمه: يعبر الأطفال الرضع حديثي الولادة عن مشاعرهم المختلفة بتحريك أيديهم وأقدامهم الصغيرة، وهو نوع من الحركات التفاعلية التي يستجيب بها الطفل لمعرفته باقتراب أمه منه وقدرته في التعرف عليها وتمييزها.
- البحث عن الأم بالعين: يلاحق الطفل أمه بنظراته عندما يبدأ بالتعرف عليها وتمييزها بصرياً عن الآخرين فيتتبعها عندما تتحرك من حوله وربما يحاول مناداتها بإصدار بعض الأصوات وربما البكاء.
- البكاء لطلب الأم: حيث يفتقد الطفل الرضيع للشعور بالأمان والراحة الذي يعيشه في حضن الأم، فيلاحظ أحياناً بكاؤه عندما تبتعد عنه وهدوءه عندما تكون بجانبه وهي من أبرز علامات قدرة الطفل في التعرف على أمه.
- الرضاعة الطبيعية: الرضاعة الطبيعية تجربة شعورية عميقة ومهمة لتقوية ارتباط الأم والطفل ببعضهما، وهي من أكثر ما يلعب دوراً في تعزيز قدرة الطفل في التعرف على أمه وتمييزها، من خلال حفظ الرائحة وملامح الوجه عن قرب والتواصل البصري وحفظ صوتها وتوازن حرارة الجسم عند الرضيع.
- قضاء الوقت مع الطفل: البقاء بالقرب من الطفل يقوي فرص التفاعل معه بالصوت وبالنظر وبالحركات وهذا ما يعزز الرابطة بين الأم وطفلها ويزيد من قدرته في التعرف عليها أكثر من غيرها.
- الاستجابة لاحتياجات الطفل: من خلال قيام الأم بتلبية احتياجات طفلها بنفسها وعدم ترك الآخرين يتولون مهام رعايته وتلبية احتياجاته العاطفية، يساعد ذلك في تنظيم العواطف لدى الطفل وتعزيز قدرته في التعرف على أمه والتعلق بها، مثل الاستحمام للطفل حديث الولادة والإطعام وتغيير الحفاضات وما إلى ذلك.
- التحدث مع الرضيع: مما يعزز من قدرة الطفل في التعرف على صوت أمه والتفاعل معه وحفظه، ويعطي مجال لتطور أسرع لحواس الطفل وقدراته في التفكير والتعلم.
- اللمس والحمل: وهي من أهم وسائل التواصل بين الأم والطفل والتي تعمل على تعزيز الرابطة العاطفية بينهما وتقوي قدرات الطفل في التعرف على أمه بعمر مبكر.
- النظر للمرآة معاً: وهو نشاط يساعد في تطوير مهارات التعرف البصري عند الطفل ويساعده في التعرف إلى أمه بشكل أسرع وأبكر، ويكون بوضع مرآة آمنة غير قابلة للكسر في بعض الأوقات وترك الطفل يلعب بالنظر إليها.
في السنة الأولى من حياة الطفل يكتسب تدريجياً القدرة على حفظ الآخرين والتعرف إلى وجوههم وأصواتهم، لكنه لا يفتقد أحبائه عند غيابهم قبل الشهر الثامن من العمر، وذلك لأن الطفل في عمر أقل ثماني شهور لا يدرك بشكل كافٍ الصلة التي تجمعه بمن يراهم حوله.
في الفترة ما بين عمر 9 شهور وحتى 12 شهراً يبدأ الطفل بافتقاد الأشخاص المعتاد عليهم خاصة مقدمي الرعاية الأساسيين وعلى رأسهم الأم، وأما عن شعور الطفل بغياب أمه على وجه التحديد فهو يفتقد وجودها بشكل أكبر ويشتاق إليها ويشعر بغيابها نتيجة لاحتياجاته الغذائية وافتقاده للأمان الذي يشعر به بحضنها نتيجة الترابط العاطفي معها من خلال الرائحة والتلامس الجلدي وغيرها، وبشكل خاص في حال الرضاعة الطبيعية.
- البكاء المستمر: يعبر الأطفال الصغار عن افتقداهم لأمهاتهم بالبكاء المستمر الذي لا يهدأ إلا لفترات قصيرة، ولا يتوقف إلا عند عودة الأم.
- القلق وصعوبة في النوم: وذلك من علامات القلق والتوتر التي يصاب بها الطفل الرضيع نتيجة فراق والدته والشعور بالفقدان لها، حيث ينام بصعوبة ويستيقظ بشكل متكرر أثناء نومه وهو منزعج.
- رفض الرضاعة الصناعية: فإما أن يشعر الطفل الرضيع بفقدان الشهية نتيجة التوتر والانزعاج، وإما يرفض الرضاعة لاعتياده على الرضاعة من ثدي الأم وعدم القدرة على تقبل مصادر أخرى للرضاعة.
- زيادة حركات التوتر: وهي حركات تشنجية وكثيرة يقوم بها الطفل للتعبير عن انزعاجه من غياب الأم وشعوره بالاحتياج لها، تتمثل بشد الجسم والركل بالقدمين وشد اليدين وإغلاقهما بقوة وغيرها.
- الهدوء عند عودة الأم: بمجرد أن تعود الأم يلاحظ هدوء واسترخاء الطفل وعودته إلى طبيعته وزوال علامات التوتر والقلق ويقل البكاء، وهي من علامات معاناة الطفل من غياب وفقدان الأم.
- لا يتعرف حديث الولادة على أمّه: في الواقع هناك بعض الآراء الطبية التي تدعم قدرة الطفل على تمييز وتحديد أمه فوراً بعد الولادة من صوتها ورائحتها على الرغم من ضعف قدرات الطفل البصرية، لذا فإن فكرة عدم قدرة الطفل على تمييز أمه عن غيرها بعد الولادة مباشرة غالباً هو إشاعة، أو مفهوم خاطئ لا يفرق بين قدرة الطفل على الشعور بأمه وقدرته على تمييز شكلها.
- يولد الطفل يعرف أمّه شكلاً: على الرغم من قدرة الطفل حديث الولادة على تمييز أمه من بعض الإشارات الخفيفة في أول شهرين من الحياة، إلا أنه في الواقع لا يميز أمه من خلال البصر والشكل وإنما فقط من الرائحة والصوت، وبعد عمر الشهرين للطفل أو الثلاث أشهر تقريباً، يبدأ الطفل بتمييز مقدم الرعاية الذي يشاهده بكثرة، سواء كان الأم أم غيرها، ويتعرف عليها شكلياً.
- يشتاق الطفل لأمّه بعمر أقل من 3 أشهر: في الواقع يحتاج الطفل بعمر أقل من ثلاث أشهر إلى أمه لتلبية الاحتياجات الأساسية مثل الرضاعة والحمل وتقديم الرعاية والحنان، وهذا ما يجعله يبكي أو يشعر بغياب أمه عنه وليس لأنه يدرك بشكل حقيقي ذهابها وغيابها، أما بعمر 4 شهور فما فوق، عندما تتطور قدرات الطفل على تمييز شكل أمه بشكل خاص، يبدأ بالبكاء عليها عندما تذهب وتبتعد عنه ويشعر بفقدانها.
- لا يعرف الطفل إلّا أمّه: بل يكون الطفل الرضيع قادر على تمييز الأشخاص المقربين له الذين يراهم باستمرار حوله ويعتاد عليهم، خاصة بعد عمر الثلاث أشهر حيث تكون قدراته البصرية في مرحلة تطور تعطيه القدرة على التعرف على أمه أو مقدم الرعاية الأساسي بداية، ثم على أفراد العائلة والمقربين.