أضرار العادة السرية عند المراهقين والمراهقات

تشكّل العادة السرية جزءً أساسياً من اكتشاف المراهقين والمراهقات لمعنى النشوة والجنسية، وعادةً ما يكتشف الأطفال المراهقون العادة السرية في عمر مبكّر قد يكون قبل البلوغ أحياناً، وسرعان ما تتحول العادة السرية عند المراهقين لوسيلة أكثر تعقيداً من الاستجابة للاستثارة الجنسية التي تكون في أقصى درجاتها في مرحلة المراهقة، وقد يصل الأمر إلى إدمان العادة وتحويلها إلى وسيلة تفريغ للطاقة السلبية ومقاومة القلق والضغط النفسي.

من الناحية العلمية لا يوجد أثر مباشر للعادة السرية على صحة البنت المراهقة أو الشاب المراهق، والأضرار الجسدية مرتبطة بمعظمها بالنظافة الشخصية وتعزيز فرص نقل العدوى والالتهابات وبعض الأمراض، لكن الضرر الحقيق والأهم هو ضرر نفسي وعقلي وسلوكي، حيث ترتبط العادة السرية بدوائر المكافأة في الدماغ تماماً مثل المواد المخدرة، كما تشير الدراسات الحديثة أن استهلاك المواد الإباحية وإدمانها قد يسبب تلفاً في خلايا الدماغ والمسارات العصبية.

• إدمان العادة السرية: إذا اعتاد المراهق على ممارسة العادة السرية فمن الممكن حدوث إدمان لديه على هذه الممارسة، فالعادة السرية تسبب انتاج هرمون الدوبامين الذي يعطي شعور بالسعادة وهو ما يسبب الإدمان وبالتالي يصبح لديه زيادة في عدد مراتها، بالإضافة لصعوبة القدرة على التخلص منها بالنسبة للبنات والذكور حتى بعد التقدم بالعمر والزواج فالعادة السرية في حالة الإدمان تتحول لسلوك قهري، وهذا له آثار صحية ونفسية واجتماعية وجنسية عديدة.
• إدمان الأفلام الإباحية: غالباَ ما ترتبط ممارسة العادة السرية بمشاهدة المشاهد المثيرة والمحتوى الإباحي، وهنا بالإضافة للعادة السرية تتطور لديه حالة إدمان على المشاهد الإباحية، وهذه بدورها لها العديد من الأضرار النفسية والعاطفية وحتى العقلية، على غرار نمو توقعات جنسية غير واقعية، عدم الاكتفاء بالجنس الحقيقي بعد الزواج، الإحراج والشعور بالذنب في بعض الأحيان.
• الدخول في حالة الخجل والانطواء: ممارسة العادة السرية تجعل المراهق يشعر بالخجل أحياناً وكأنه الوحيد الذي يمارس هذا الفعل، ويكون لديه مخاوف من اكتشاف أمره، ما يضعه في موقف محرج، وبالتالي يلجأ للانطواء والبقاء وحيداً لبعض الوقت قبل وأثناء وبعد ممارسة العادة السرية.
• التسبب بمشاعر القلق والتوتر والاكتئاب: الكثير من القيم والمعتقدات الدينية والاجتماعية تعتبر العادة السرية أمر مرفوض ومنبوذ ومحرم، وهذا ما يضع المراهق في موقف الشعور بالذنب وأنه مخطأ ومدان دائماً، وهذا الأفكار تسبب له مشاعر قلق واكتئاب وعدم الثقة بالنفس.
• سرعة الهيجان الجنسي: الاعتياد على ممارسة العادة السرية قد تجعل المراهق أكثر تأثراً وتفكيراً بالأمور الجنسية والإباحية، بالإضافة لأن العادة السرية لا تحقق إشباع جنسي حقيقي، ولكن مجرد مشاهدة أفلام إباحية أو لمس الأعضاء التناسلية سوف يسبب تحفيز جنسي، وبالتالي يصبح لدى المراهق سرعة في الهيجان الجنسي.

• الخيال الجنسي وآثاره: العادة السرية والتفكير بالجنس بشكل مبالغ به ومشاهدة الأفلام الإباحية، كلها تزيد من مستويات الخيال الجنسي لدى المراهقين، فيصبح كثير الاهتمام بالأمور الجنسية وسريع الهيجان، وقد يدفعه ذلك للدخول في علاقات مشبوهة، كما أن هذه الخيالات تعطي المراهق انطباعات وتوقعات وأفكار مبالغ فيها وغير واقعية عن العملية الجنسية.
• ضعف التركيز وتشتت الانتباه: العادة السرية تسبب ضعف التركيز وتشتت الانتباه، فالقذف الناتج عن العادة السرية والاستجابة الجسدية لها، من إثارة جنسية وما يتبعها من تسارع دقات القلب وتعرق وسرعة التنفس، تستهلك جزء لا بأس به من طاقة المراهق، وإذا كان لدى المراهق إدمان على العادة السرية ومارسها كل يوم ولأكثر من مرة، فإن هذا قد يسبب له التعب والإجهاد والرغبة بالاسترخاء والنوم وضعف التركيز.
• احتمالية التأثير على خلايا الدماغ: يوجد بعض الدراسات التي تشير إلى أثر سلبي محتمل لكثرة ممارسة العادة السرية على وظائف الدماغ، حيث تؤدي العادة السرية لإفراز هرمونات السعادة والحماسة مثل الدوبامين والادرنالين وغيرها، وارتباط إفراز هذه الهرمونات بممارسة العادة السرية أو المواد الإباحية قد يسبب تلفاً في خلايا الدماغ واعتمادية تشبه الاعتمادية التي تسببه المخدرات.
• تطوير سلوكيات جنسية منحرفة: يرتبط إدمان العادة السرية عند المراهقين والمراهقات ببعض العادات والسلوكيات المنحرفة، منها مثلاً مراقبة الجنس الآخر والتلصص، التحرش الجنسي والاندفاع للحصول على علاقة جنسية بأي وسيلة، مشاركة ممارسة العادة السرية مع أصدقاء من نفس الجنس وما قد ينتح عن هذه المشاركة في بعض الحالات من سلوكيات جنسية منحرفة.
• تكوين أفكار جنسية مغلوطة: ممارسة المراهق للعادة السرية خصوصاً مع ارتباطها بالفيديوهات الإباحية قد تسبب له أفكاراً مغلوطة حول العلاقة الجنسية، وقد تتحول هذه الأفكار إلى قناعات ودوافع محرّكة لسلوك المراهق تجعله يرى الحياة الواقعية بعين المواقع الإباحية، ما قد يؤثر على العلاقة الزوجية في المستقبل ويتحكّم بعلاقته مع الجنس الآخر.
• الشعور بالنقص وضعف الثقة بالنفس: قد يسبب الإدمان على العادة السرية نمو مشاعر النقص وضعف الثقة لدى المراهق، حيث ترتبط بهذه العادة أفكار الشعور بالذنب وانه يرتكب خطأ ما، وأن ما يفعله أمر مرفوض ومخجل، بل قد يرغب بالحصول على علاقة جنسية حقيقية، ومع صعوبة ذلك يشعر المراهق بالنقص وكأنه مختلف عن الآخرين وذلك يسبب له فقدان ثقته بنفسه.

في الحقيقة لا يوجد صلة مباشرة بين العادة السرية وضعف الجسم، وفي الحالات المعتدلة لا يمكن النظر إلى العادة السرية عند المراهقين والمراهقات باعتبارها سبباً لضعف الجسم أو المرض أو تأخر النمو، لكن في نفس الوقت هناك بعض المخاطر والأضرار الصحية للعادة السرية، منها:

• العادة وضعف الجسم: في حالات إدمان العادة السرية عند المراهقين قد تحدث حالة من الخمول وزيادة الشعور بالتعب والانهاك الجسدي، وذلك يرتبط بالدرجة الأولى بالإنهاك النفسي والعاطفي المرتبط بالعادة السرية، كما يرتبط بالطاقة والعناصر التي تحتاجها العادة السرية.
• حدوث التهاب في لأعضاء التناسلية: قد تحدث حالات التهاب للأعضاء التناسلية بسبب العادة السرية خاصة في حالات الإدمان عليها، بسبب استخدام الأيدي أو المزلقات غير الآمنة ومواد التنظيف والاحتاك الشديد وإهمال النظافة الشخصية قبل وبعد العادة.
• التسبب بتلف أنسجة الأعضاء التناسلية: نتيجة السلوك القهري المرتبط بالعادة السرية وحالة النشوة التي تفقد المراهق أو المراهقة السيطرة على أنفسهم، قد يحدث شد قوي وضغط على الأعضاء التناسلي أو استخدام بعض الأدوات والمنتجات الجنسية غير الآمنة، قد يتسبب ذلك بحدوث تمزقات أو تلف لأنسجة الأعضاء التناسلية.
• خطر الضعف الجنسي: يمكن أن تسبب العادة السرية حالات ضعف جنسي عند الذكور والإناث، وذلك لأسباب عديدة منها الآثار النفسية بسبب مشاهدة الأفلام الإباحية وعدم الإشباع من الجنس الحقيقي بعد الزواج أو التهابات الأعضاء التناسلية والأذى التي تتعرض له، أو تغير عتبة الإحساس الجنسي خصوصاً عند الذكور ما قد يسبب سرعة القذف في بعض الحالات، ومعظم مشاكل الصحة الجنسية التي تسببها العادة السرية عند المراهقين مرتبطة بالأضرار النفسية والعقلية، ويمكن علاجها بعلاج إدمان العادة السرية نفسها.
• احتمال التسبب بحدوث دوالي الخصية لاحقاً: تزيد العادة السرية من احتمال الإصابة بدوالي الخصيتين، حيث أنها بسبب تضخم الأوعية الدموية عند الخصيتين أثناء الاستمناء، وتهيج العضو التناسلي ودفع الدم بشكل غزير نحوه وارتفاع حرار المنطقة التناسلية، وكل ذلك قد يساعد في حدوث دوالي الخصية عند المراهقين الذكور.

إن أضرار العادة السرية للمراهقين البنات تتشابه بشكل عام مع المراهقين الذكور، ولكن قد يوجد بعض الأضرار الخاصة تماشياً مع اختلاف الأعضاء التناسلية عند الفتاة، بالإضافة للاختلاف في الحالة العاطفية والنفسية والأفكار الجنسية عند البنات:

• التأثير على العادات الجنسية بعد الزواج: تؤثر العادة السرية على العادات الجنسية عند الفتاة بعد الزواج، حيث أن الفتاة في العادة السرية تحصل على تحفيز مباشر لنقاط الاستثارة الجنسية، وهذا لا يتوفر بالجنس الطبيعي، وبالتالي قد يحدث أن المرأة بعد الزواج لا تحصل على الإشباع الجنسي بمجرد المجامعة الطبيعية، وبالتالي يمكن أن تستمر بالعادة السرية حتى بعد الزواج وبعد العلاقة الجنسية مباشرة.
• التأثير على الشهوة الجنسية: تؤثر العادة السرية على الشهوة الجنسية عند الفتاة المراهقة، فهي قبل الزواج تصبح سريعة الاستثارة ومتعطشة لإشباع الفضول الجنسي الناتج عن الخيالات الجنسية أثناء العادة السرية أو مشاهدة الأفلام الإباحية ومقارنة الواقع بها، وتصبح بحاجة للحصول أكثر على علاقة حقيقية ما يضعها في مشاكل أخلاقية واجتماعية، وبعد الزواج ترى الفتاة أن العلاقة الجنسية الحقيقية ليست كما كانت تتخيلها فتشعر بالإحباط وتفقد شهوتها الجنسية مع زوجها.
• تعب الجسد: تسبب العادة السرية عند الفتاة المراهقة حالة من الشعور بالوهن والتعب وتشير بعض المصادر إلى تأثير العادة السرية على عملية نمو العظام بسبب فقدان بعض العناصر الغذائية الضرورية، خاصة عند الإدمان على العادة السرية وممارستها بكثرة.
• التأثيرات النفسية: ينتج عن العادة السرية عند الفتاة المراهقة آثار نفسية مثل الشعور بالقلق والتوتر والذنب والخوف من افتضاح الأمر والخجل وغيرها.
• الاندفاع الجنسي: قد يؤدي الاندفاع الجنسي بسبب عدم الإشباع من العادة السرية إلى دخول الفتاة في علاقات غرامية وإمكانية الضعف أمام المغريات الجنسية وبالتالي الوقوع في شراك الجنس غير الشرعي وما يلحق به من اضرار.

• فهم الحقائق والخرافات حول العادة السرية! فإذا قلت للمراهق أو المراهقة إن العادة السرية تسبب نمو الشعر في باطن الكف أو انحناء الظهر سيكتشف أن هذه خرافات وأكاذيب بعد أول ممارسة للعادة السرية، والحديث مع المراهق بالحقائق أكثر فائدةً من الاعتماد على الخرافات.
• تقوية الوازع الديني عند الشاب المراهق والبنت المراهقة، وتعريفهم حكم حرمة مشاهدة المناظر الإباحية والسلوكيات الجنسية المنحرفة المرتبطة بالعادة السرية، والحلول الشرعية للتعامل مع الرغبة الجنسية بطريقة صحيحة.
• إشغال وقت المراهقين والمراهقات بأنشطة مفيدة وتطوير مهاراتهم الشخصية التي تساعدهم على تقدير أنفسهم بشكل أفضل والاندماج في محيط اجتماعي داعم يقلل من القلق والمشاعر السلبية المرتبطة بالغرائز الجنسية.
• الحفاظ على خصوصية المراهق وعدم تحويل ممارسة العادة السرية لموضوع نقاش عام أمام الآخرين حتى من أفراد الأسرة، وتذكّر أن الشاب المراهق أو البنت المراهقة لديهما فرص لا نهائية لممارسة العادة السرية، وفضحهم أو تحويل الموضوع لمادة للسخرية ليس الحل للمشكلة.
• توعية المراهقين بالخطر الحقيقي لإدمان المواد الإباحية، والذي لا يتوقف عند التشتت وإدمان الجنس والإباحية بل يتعدى ذلك إلى التأثير على الدوافع والغرائز والمسارات العصبية في الدماغ.
• طلب استشارة المتخصصين في التربية وعلم النفس، لأن إدمان العادة السرية في بعض الحالات يكون مرتبط بحالات نفسية معقدة قد تصل إلى رتبة الاضطرابات النفسية والعقلية واضطرابات الشخصية والسلوك القهري.