علامات الحب عند الفتاة المراهقة والتعامل معها
ما أن تصل الفتاة لمرحلة المراهقة حتى تبدو عليها العديد من التغيرات النفسية والعاطفية المتعلقة بالتطور الجنسي الطبيعي وتغير الأفكار والميول المرتبط بذلك، وربما أكثر ما يلفت انتباه الفتاة المراهقة في هذه المرحلة واهتمامها، العلاقات الغرامية والحب والرومنسية، سواء في المسلسلات التلفزيونية أو الأغاني أو القصص والأشعار وغيرها، وبعد فترة فعلاً يمكن أن تدخل الفتاة في علاقات غرامية، فما هي علامات الحب عند الفتاة المراهقة؟
لماذا المراهقين يقعون في الحب؟ هو السؤال الأساسي الذي يتكرر من قبل الأهل سواء كانوا يقصدون المراهقين البنات أو الذكور، وذلك لما يترتب أحياناً على هذا الشعور من مشاكل اجتماعية أو أخلاقية أو دينية أو عاطفية ونفسية يقع فيها المراهقون عندما يدخلون في علاقة حب بكامل الاندفاع الذي يميز هذه المرحلة من العمر.
والواقع أن المراهقون يقعون في الحب لنفس الأسباب التي تجعل الكبار يقعون في الحب! هذا الشعور الإنساني والطبيعي والضروري ربما لاستقرار الحياة، وتمر البنت المراهقة في هذه المرحلة بتحولات وتطورات شاملة على المستوى النفسي والعاطفي والجسدي والجنسي، ويكون الوقوع في الحب أول استجابة لهذه التطورات.
البنت المراهقة -وكذلك الشاب المراهق- لا تمتلك الخبرة الكافية ولا تعي متطلبات الحب الحقيقي الذي يستمر وما مآله ونهايته، إنها تفكر بالمشاعر وليس بالنهايات أو الواجبات، تشعر بالفرحة عند سماع كلمة مجاملة من الشخص الذي وقعت في حبه أو ربما باهتمامه الذي تفسره أنه تبادل للمشاعر، ترتبط هذه الحالة بالحاجة الملحّة للاحترام والتقدير واستحقاق الحب والإعجاب، والرغبة أن تتم معاملتها الكبار وأن ترى نفسها ناضجةً ولها علاقة خاصة.
والحقيقة أن المشكلة ليست في الحب بحد ذاته، وإنما بالطريقة التي يتم التعامل معه بها من جهة، والمشاعر المتخبّطة وغير المتزنة التي قد تفضي إلى أذى وضرر نفسي وعاطفي لا يستهان به، كما أن المشكلة في ضعاف النفوس الذين يستغلون مشاعر الحب عند البنت المراهقة للحصول على مآرب مشبوهة قد تضر بالفتاة وبسمعتها وسمعة أهلها وتضعهم في كارثة اجتماعية لمجرد أن أحد الشباب رغب أن يتسلى معها أو يحصل على مآرب جنسية أو يتلاعب بمشاعرها.
هذه العلامات لا تعني بشكل أكيد أن النبت المراهقة في حالة حب، لكنها تعتبر العلامات الشائعة والمشتركة للحب عند الفتاة المراهقة:
- كثرة الشرود والسرحان: يكثر تفكير الفتاة المراهقة في أحداث ومتغيرات وتوقعات العلاقة العاطفية التي تمر بها، كما تختبر الكثير من المواقف وتمر بالكثير من أحلام اليقظة حول أمنياتها ومشاعرها عن الأحداث المستقبلية لهذه العلاقة، أضف إلى ذلك فإن تفكيرها يزيد بالمشاكل والمشاعر التي تمر بهذه العلاقة، وكل ذلك ينعكس على شكل شرود كثير وتشتت تركيز وعدم انتباه.
- تقلب المزاج: تصفح الفتاة المراهقة التي تمر بتجربة عاطفية ومشاعر حب متقلبة المزاج بشكل واضح ومثير، حيث أن مزاجها يتأثر بأحداث علاقتها العاطفية، فعندما تمر بمشكلة أو شجار مع الطرق الآخر فإنها سوف تكون غاضبة ومتوترة أو حزينة ومكسورة، وفي أوقات أخرى ربما من نفس اليوم أو الساعة، يحدث شيء جديدة ويجعلها تطير من الفرحة والطاقة الإيجابية، هذا كله يكون بفعل ما يتطور بينها وبين الشخص الذي تحبه من أحداث ومشاعر.
- الاهتمام المبالغ فيه بالشكل: بشكل عام يصبح الاهتمام بالشكل أكثر وضوحاً عند البنت المراهقة فهي تشعر بأنوثتها وتفهم متطلبات جنسها وضرورة أن تكون الفتاة جميلة وأنيقة، ولكن في حال الدخول في علاقة عاطفية فإن هذا الأمر يصبح مبالغ فيه إلى حدود غير معقولة أحياناً حيث أنها قد لا تخرج من غرفتها إلا إذا كانت بكامل أناقتها، فهي تتوقع في أي وقت الخروج ورؤية الشخص الذي تحبه، أو القيام بمكالمة فيديو معه، وبشكل عام الفتاة عندما تمر بمشاعر عاطفية تجاه شخص فإن شعورها بأنوثتها يصبح أكثر وهذا يدفعها للعناية بشكلها أكثر.
- الرغبة بالبقاء منفردة: الفتاة المراهقة التي تمر بتجربة عاطفية ترغب أكثر بالبقاء وحيدة وتصبح أكثر تطلباً للخصوصية وعدم تدخل أحد بشؤونها أو اطلاعه على أسرارها، فهي تبقى وحدها من أجل المراسلة النصية مع الشخص الذي تحبه أو المكالمات الهاتفية، أو قراءة الرسائل مرات متكررة وعديدة، أو الشرود والتفكير في هذه العلاقة وأحلامها عنها.
- الاهتمام بالأشياء الرومنسية: يزيد الاهتمام عند الفتيات بمرحلة المراهقة بالأمور الرومنسية بشكل عام كالفنون والقصص والأدب، ولكن عند المراهقة التي تمر بتجربة عاطفية فإن ذلك يكون بشكل أكبر وأوضح، فهي ترى نفسها بطلة أي قصة رومنسية وحبيبها هو البطل، وهي ترى نفسها مكان أي فتاة من قريباتها أو بطلات الأفلام والمسلسلات تمر بتجربة عاطفية رومنسية.
- زيادة الأسرار: من منطلق الرغبة بإخفاء العلاقة التي تمر بها الفتاة المراهقة، ومن منطلق الرغبة بالاستقلالية والخصوصية، تزيد الأسرار عند المراهقة، فهي تخفي أوراقها وهاتفها الجوال، وربما تقفل باب غرفتها عندما تدخل أو تخرج منها، ولا ترغب بأن يسألها أحد مع من تتحدث أو مع من كانت أو أين كانت عندما خرجت من المنزل ومن كان معها.
- زيادة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي: تزيد فترة استخدام الهاتف الجوال وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي واستخدام تطبيقات الدردشة والاتصال عند الفتاة المراهقة، فهي تتحدث مع الشاب الذي تحبه باستمرار، وتدخل لملفاته الشخصية وتراقب جميع تفاعلاته ونشاطاته، سواء من باب اهتمامها به أو من باب الغيرة.
- محاولة الإشارة للشخص الذي تحبه: قد يكون الشخص الذي تحبه المراهقة أحد الأقرباء أو معارف العائلة أو الأصدقاء أو زملاء الدراسة وتجد الفتاة المراهقة تكرر ذكره كثيراً في أحاديثها وأمثلتها وإشاراتها، دون أن تعي ذلك، فهي تريد التحدث عنه دائماً، وتريد أن يعرف الجميع صفاته الجميلة، ولهذا تجدها تذكره باستمرار، وإذا تحدث عنه شخص آخر ربما تبتسم أو تثار مشاعرها وتهتم بالحديث أكثر من اللازم.
- التغيير في عادات النوم والطعام: يؤثر ما تمر به الفتاة المراهقة في أحداث علاقتها العاطفية على جميع عاداتها اليومية تقريباً، وخاصة النوم وتناول الطعام، فهي تكثر من السهر ليلاً والنوم نهاراً، وتكثر من البقاء بالسرير مع إطفاء الإضاءة، كما أنها يمكن أن تهتم بشكلها أكثر من ذي قبل فتقوم ببرامج غذائية للحفاظ على الجسم والأناقة والرشاقة، أو تنفتح شهيتها على الطعام في أوقات معينة، ثم تنقطع تماماً في أوقات أخرى، وذلك كله حسب ما تمر به من مشاعر وأحداث.
- تلقي مكالمات أو مراسلات تحاول إخفاءها: من علامات الحب عند المراهقة أنها كثيراً ما تلاحظ خروجها من الغرفة عند تلقيها مكالمة هاتفية أو رسالة نصية، وهي تتفقد هاتفها النقال باستمرار، وغالباً ما تضعه على الوضع الصامت عندما يكون معها وتضعه على أعلى صوت رنين عندما تكون خارج الغرفة أو نائمة، فهي تتوقع اتصال من الشخص الذي تحبه في أي وقت وتريد أن تكون جاهزة لذلك دائماً.
آثار مشاعر الحب على الفتاة المراهقة تتأرجح في نتائجها بين الإيجابية والسلبية، ويمكن شرح ذلك في بعض الأمثلة والنقاط:
- التقصير في الواجبات المدرسية: بعيداً عن مدى حقيقة مشاعر المراهقة في الحب، فأغلب الظن أن الفتاة المراهقة لا تحسن إدارة مشاعرها والتنسيق بينها وبين واجباتها اليومية نظراً لقلة خبرتها وكثرة اندماجها بمشاعرها، وهذا كثيراً ما ينتج عنه بعض الإهمال لواجباتها المدرسية التي تؤدي لتقصير في التحصيل الدراسي، ويرجع غالباً للمزاجية التي تتحكم بهذه العلاقة، فإما تكون سعيدة بشكل كبير لدرجة تفقدها تركيزها، وإما تمر بصدمة عاطفية حزينة تفقدها حماسها ورغبتها تجاه الدراسة.
- زيادة الثقة بالنفس والسعادة: في الفترة التي تحصل فيها الفتاة المراهقة على مشاعر إيجابية من علاقتها العاطفية وتكون ملبية لتوقعاتها ورغباتها في نوع العلاقة التي تريدها، فإن ذلك سوف يجعلها سعيدة، وتنظر لنفسها نظرة إيجابية بأنها تستحق الحب وأنها تحصل على ما تريده، وهذا يزيد ثقتها بنفسها ومحبتها لذاتها وحماسها ودافعيتها نحو الحياة.
- التعرض للصدمات العاطفية: في كثير من الأحيان قد يسبب الحب للفتاة المراهقة تعرضها لصدمات عاطفية مثل حالات عيش أزمات الانفصال العاطفي أو الانخراط في العلاقات السامة، أو المرور بمشاجرات ومشاحنات ومواقف غيرة وغيرها مع الشخص الذي تحبه، وقد ينتج عن ذلك أحياناً أزمات نفسية وعاطفية حقيقية.
- اكتشاف الفروق بين الواقع والحب في المسلسلات: بعد خوض العلاقة العاطفية وربما بعد انتهائها تصبح الفتاة المراهقة أكثر واقعية في توقعاتها عن هذا النوع من العلاقات، فقبل الآن كانت طفلة كل مصادر معلوماتها كانت من الأفلام والقصص وأحاديث الآخرين عن هذا النوع من العلاقات، أما الآن فقد خاضت التجربة بنفسها ومرت بجميع تفاصيلها الإيجابية والسلبية، وفهمت بشكل أكثر قرباً الفرق بين العلاقات الحقيقية وعلاقات الخيال.
- تعلم الكذب والمراوغة: من أجل إخفاء ما تمر به الفتاة المراهقة من أحداث ومشاعر وتجارب التي قد تكون مرفوضة من قبل الأهل والمجتمع، فإن المراهقة تكون مضطرة للكذب والمراوغة، وهذا يجعلها تتعلم هذه القيم الخاطئة.
- الدخول في خلافات مع الأهل: غالباً يكون الأهل رافضين للعلاقة الغرامية للفتاة وخاصة في مرحلة المراهقة وخاصة في مجتمعاتنا، وقد يكونوا عنيفين ومتزمتين جداً في هذا الرفض ولا يتهاونوا معه، وهذا يجعل الكثير من الفتيات المراهقات يدخلن في خلافات كبيرة مع الأهل قد تصل لحدود خطيرة، مثل العنف أو الهرب من المنزل أو الانخراط في علاقات مشبوهة، أو حتى الإيذاء من بعض الأهل.
- زيادة الثقة والتواصل مع المراهقة في هذه الفترة: من الضروري في هذه المرحلة الحساسة أن تتجلى أعلى مستويات التقارب والتفاهم بين الفتاة المراهقة وأهلها وخاصة الأم، وذلك حتى تكون الام على دراية بما تمر به من تجارب، ويمكنها إرشادها ونصحها حتى لا توقع نفسها بالمشاكل، وحتى لا تكون المراهقة مضطرة للبحث عن أحد يفهم مشاعرها خارج المنزل.
- تفهم مشاعرها وعدم الاستهانة بها: الفتاة المراهقة تمر فعلاً بمشاعر الحب، وهذه المشاعر سواء كانت تتجلى بسعادتها وفرحها أو حزنها وغضبها، فإنها مشاعر حقيقة ولا يمكنها التخلص منها وعزلها بسهولة، ولا يمكنها انهاء علاقتها العاطفية بمجرد طلب الأهل ذلك حتى لو تمكنوا من اقناعها، وفهم هذه الحقيقة يساعدهم في التعاون معها لإيجاد الخطوات الصحيحة لإدارة مشاعرها والحفاظ على نفسها وعدم تأثرها بأي سلبيات جراء مرورها بهذه التجارب.
- مساعدتها في القرارات والاختيارات: من الطبيعي أن لا تحسن الفتاة المراهقة الاختيار والقرار دائماً، فهي ما زالت صغيرة ولم تختبر كل شيء بعد، وهي بحاجة فعلاً للوقوف بجانبها، وللمرور بسلوك تربوي صحيح منذ كانت طفلة، لتتمكن من فهم طبيعة الشخصيات التي تتعامل معها ومخاطر كل نوع من العلاقات والسلوكيات، وبالتالي تصبح تفضيلاتها تذهب بالاتجاه الصحيح بشكل عفوي دون إجبارها على شيء.
- دقة الملاحظة وتجنب المراقبة: لا يجب ترك المراهقة وحدها تخوض تجاربها الخطيرة دون اهتمام، ولا يجب في نفس الوقت مراقبتها وحجز حريتها وخرق خصوصيتها، ففي الحالة الأولى فإنها قد تقع ضحية الخطأ وسوء التقدير لقلة خبرتها، وفي الحالة الثانية فإنها سوف تدخل في مشاحنات وخلافات مع أهلها، والأفضل من ذلك إعطاء المراهقة بعض الحرية وبعض الخصوصية وذلك جنباً إلى جنب مع ملاحظة تصرفاتها ومشاعرها وأي شيء تمر به والتدخل فوراً في حال وجود خطر عليها.
- اتخاذ الدور والإيجابي: لا تريد الفتاة المراهقة التعامل معها كطفلة عليها فقط الخضوع لأوامر الوالدين، فالمراهقة بطبيعتها هي مرحلة التمرد والثورة على سلطة الوالدين، والأفضل من ذلك اتخاذ دور إيجابي يشجع الفتاة المراهقة على السلوك الصحيح دون إجبارها، ويشجعها على الثقة بوالديها والحديث معهم حول أي شيء تريده دون خوف أو خجل، حتى يتمكنا من مساعدتها وحمياتها عند اللزوم.
- تقديم الدعم العاطفي في الأوقات الصعبة: تمر الفتاة المراهقة التي تخوض تجربة عاطفية بأوقات صعبة وصدمات عاطفية ونفسية تجعلها مستاءة وحزينة وغاضبة، وفي نفس الوقت قد لا ترغب بالحديث عما تمر به، في مثل هذه الأوقات يفضل تفهمها ومساعدتها ودعمها عاطفياً وعدم إزعاجها أو إحراجها، حتى تتمكن من تجاوز المحنة التي تمر بها مع ضمان ثقتها ومحبتها لوالديها بنفس الوقت، والتحدث معهم عن أي مخاطر قد تكون تمر بها وتخاف من البوح بها.
- الحماية من العلاقات السامة والمؤذية: ويتم ذلك من خلال تعليم الفتاة المراهقة كيفية اكتشاف هذا النوع من العلاقات والشخصيات قبل التورط بها، وتعليمها كيفية انهائها والتخفيف منها، وإيجاد البدائل العاطفية للتحكم بمشاعرها مثل زيادة العلاقات الاجتماعية والبحث عن الصديقات الجيدات، والتقرب العاطفي من أهلها وأخوتها وعائلتها.
الكثير من الأهل يسأل عن متى ينتهي حب المراهقة، والواقع أنه لا يوجد إطار زمني محدد لهذه العلاقة، فالأمر متعلق بالعديد من العوامل مرتبطة بتوقيت تحقق الأسباب التي تنهي هذه العلاقات من ناحية وظروف هذه العلاقة من ناحية أخرى.
فالعلاقات العاطفية عادةً تنتهي بسبب الملل أو حدوث علاقة أخرى لأحد الأطراف أو الابتعاد لسبب ما، فقد يكبر المراهقان ويشعران بالملل ويدخل كل منهما في حياة جديدة ويتعرف على عالم جديد مثل الانتقال من مرحلة المدرسة إلى مرحلة الجامعة، أو قد يدخل أحد طرفي العلاقة في علاقة عاطفية جديدة وينهي العلاقة القديمة ما يسبب صدمة للطرف الآخر، أو قد ينتقل أحد الطرفين من الحي أو المدرسة أو المدينة التي يعيش فيها الطرف الآخر ومع الوقت تنتهي العلاقة بسبب انشغال كل منهما في حياته الجديدة، وهذه الأسباب لا يوجد وقت لها، فقد تكون بعد شهر أو عام أو أكثر.
وفي بعض الأحيان قد يستمر حب المراهقة حتى بعض النضج وقد يتطور إلى علاقة رسمية وزواج، أو قد ينقطع المراهقان عن بعضهما البعض ثم يعودان بعد فترة ويكونا قد كبرا وتعلما واختبرا مشاعر وعلاقات جديدة.
وهذا يجعل الحكم على توقيت انتهاء حب المراهقة عند البنات أو الذكور أمر من الصعب التنبؤ به فهي مسألة متغيرة بحسب كل تجربة شخصية.