لماذا يخاف طفل التوحد من الغرباء وكيف يجب التعامل معه سامي

لماذا يخاف طفل التوحد من الغرباء وكيف يجب التعامل معه؟ تعرفوا أكثر إلى مشاعر طفل التوحد تجاه الغرباء وكيفية التعامل معها
لماذا يخاف طفل التوحد من الغرباء وكيف يجب التعامل معه سامي
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

أسباب خوف طفل التوحد من الغرباء مشكلة تتداخل فيها عوامل عدة، تتعلق بخصوصية مرض التوحد والمخاوف التي تظهر على صاحبه من أشياء كثيرة، ولكن نظراً لما يلاقيه الأهل من صعوبة تعامل ابنهم المصاب بالتوحد مع الغرباء، فإنهم أكثر اهتماماً في معرفة سبب هذا الموضوع وكيف يجب التعامل معه.

هل طفل التوحد يخاف من الغرباء؟ يخاف طفل التوحد من الغرباء لكن بطريقة مختلفة عن الخوف الذي يظهره عند الأطفال الطبيعيين أو الخوف الذي يألفه البالغون والكبار! حيث يرتبط خوف طفل التوحد من الغرباء والأشخاص الذين لا يعرفهم وخصوصاً عندما يتعاملون معه بأسلوب لا يراعي حالته، يرتبط بتأخر أو انخفاض قدرة الطفل المصاب على التفاعل الاجتماعي في المواقف المختلفة، ما يجعل ردة فعله غاضبة أو متوترة وكأنه يخاف من الغرباء.

يقلق الأطفال المصابون بالتوحد أو أحد اضطرابات طيف التوحد من الأمور التي تشكّل لهم تحديات حسيّة، على سبيل المثال قد يشعرون بالخوف والقلق من اللمس أو الأصوات العالية التي تصدر عن أشخاص غرباء، كما أن لدى طفل التوحد مخاوف انتقائية، مثل الخوف من الأشخاص أصحاب الشعر الأحمر مثلاً أو أصحاب اللحى.

animate
  • نفور طفل التوحد من الأشياء غير المألوفة: الطفل مصاب التوحد يفضل دائماً التعامل مع نفس الأشياء المألوفة بالنسبة له، والتي يشعر معها بالأمان والراحة، والغرباء بالنسبة له هم أشخاص خارج دائرة المألوف وبالتالي قد يشعر بالتوتر أثناء تعاملهم معهم، وهذا يبدو بأنه خوف من الغرباء.
  • عدم معرفة الغرباء كيفية التعامل مع طفل التوحد: أطفال التوحد يتوترون عند التعامل مع بعض المثيرات وخاصة الحسية مثل الأصوات العالية أو بعض الكلمات والإشارات وأشياء أخرى يعرفها الأهل ويعرفها المتخصصون المتابعين لحالته، أما بالنسبة للغرباء فليس لديهم معرفة أو فهم لهذه المحفزات وبالتالي يتسببون بإخافة الطفل دون قصد بإثارتها عفوياً.
  • الحساسية الشديدة لبعض المثيرات: يرجّح البعض أن حواس طفل التوحد تكون ذات استجابة أو استثارة أعلى من الأطفال السليمين، وهذا يسبب حساسية تجاه بعض المثيرات تختلف باختلاف شخصية الطفل المصاب، كالأصوات الصاخبة أو الإضاءة القوية أو الظلام الدامس، وإثارة الغرباء لبعض هذه الجوانب دون قصد، تجعل طفل التوحد يتوتر ويخاف منهم أحياناً.
  • سوء المعاملة من قبل الغرباء: بعض الغرباء قد لا يدركون أن طفل التوحد مريض أو قد لا يهتمون بذلك وخاصة الأطفال، ويتعاملون بطريقة سيئة تزعج طفل التوحد، مثل التنمر أو الصراخ أو العنف، ما قد يستثيره ويسبب له الخوف والتوتر والغضب.
  • تعزيز الأهل لمخاوف الطفل من الغرباء: أحياناً قد ينتج خوف طفل التوحد عن أسباب تربوية، مثل زيادة إخافة الطفل من الغرباء من قبل الأهل ظناً منهم أنهم يحمونه، أو ابعاده عن الناس وإخفاءه خجلاً من حالته، أو التعرض للتربية القاسية أو العنيفة، وغيرها من الظروف التربوية تزيد حالة طفل التوحد سوءً وتجعله يخاف من التفاعل مع الغرباء.
  • ضعف تفاعل طفل التوحد: قد يبدو على طفل التوحد أنه يخاف من الغرباء نتيجة ضعف تفاعله مع المواقف العاطفية والاجتماعية ما يبديه بصورة الخائف من هذه المواقف أو الأشخاص، فطفل التوحد قد لا يستجيب عند مناداته أو التواصل البصري أو اللفظي معه، وقد يتجاهل الغرباء أثناء محاولتهم التقرب منه، ما يجعله يبدو بصورة الخائف من الناس.
  • عدم الرغبة بالتواصل البصري أو الجسدي: من المعروف عن طفل التوحد أنه لا يهتم بالتواصل البصري أو اللفظي أو الجسدي، وقد يزعجه ذلك خاصة التواصل الجسدي، فهو لا يفضل اقتراب أحد منه، وعند اقتراب الغرباء منه قد يبكي أو يصرخ ويغضب ويتوتر ويهرب، وبالتالي يظهر بأنه يخاف من الغرباء.
  • وجود أفكار وتصورات غير مفهومة: كثيراً ما يعتقد أن طفل التوحد لديه أفكار وتصورات عن أشياء غير مفهومة، فهو ينزعج ويغضب بدون وجود سبب واضح، أو تأتيه نوبات توتر وعزلة، أو حتى حالات غريبة يبدو فيها أنه خائف ولا يريد الاقتراب من أحد، وعند حدوث هذه الحالات في المواقف الاجتماعية فوجود الغرباء يزيد توتره وانزعاجه.
  • التعرف على أسباب خوفه وعزلها: قد يعرف الأهل جوانب معينة في شخصية طفلهم المصاب بالتوحد، تجعله أكثر خوف وتوتر واستثارة، وهذه الجوانب قد لا تكون معروفة من قبل الغريب، وبالتالي تحديد الاهل لهذه الأشياء ومعرفتها بدقة، تساعدهم في ابعاده عنها وعزلها وبالتالي تجنب خوفه منها، مثل الأصوات العالية، التواجد بعيداً عن الاهل مع الغرباء، الأجواء الصاخبة.
  • وجود الأهل معه أثناء التواجد مع الغرباء: طفل التوحد يفضل دائماً الأشياء والأشخاص المألوفين والذين يشعر بالأمان والاطمئنان في وجودهم، وطبعاً في أغلب هم اهله بالضرورة، وبالتالي فإن وجود أهله إلى جانبه أثناء تعامله مع الغرباء يجعله أكثر شعور بالأمان والراحة.
  • تودد الغريب إلى الطفل بطريقة صحيحة: عندما يتعامل الغريب أو الشخص الجديد مع الطفل المصاب بالتوحد، يجب أن يكون فكرة لديه عن خصائص هذا الاضطراب، وبالتالي عندما يحاول التقرب منه والتودد إليه، قدر الإمكان يتجنب الأشياء التي تزعج أطفال التوحد عموماً وتزعج أو تخيف هذا الطفل خصوصاً، وهذا يساعد في إنجاح تقربه منه وعدم خوف الطفل منه.
  • وجود مساحة أو مكان يشعر فيه الطفل بالأمان: عادةً يحب أطفال التوحد التواجد وحدهم في مكان مألوف ومريح وآمن بالنسبة لهم، ووجود هذا المكان يعد ضروري في حال خوف الطفل من الغرباء، فعندما يخاف يلجأ إلى هذه المكان وبالتالي يخف توتره وخوفه ويشعر بالأمان فيه، ريثما تمر نوبة أو حالة الخوف التي يشعر بها.
  • فهم الطريقة الصحيحة في التعامل معه وشرحها لمن يحتك معه: على الأهل بالتعاون مع الأطباء والاخصائيين المشرفين على حالة طفلهم المصاب بالتوحد، معرفة ما هي الجوانب المزعجة بالنسبة له وأفضل طريقة في التعامل معه بحيث يشعر بالراحة والأمان، وعلى الأهل شرح هذا للغرباء الذين يتعاملون مع الطفل مثل المدرسين أو الأقرباء أو أصدقاء العائلة أو الأطباء أو غيرهم، حتى يعرف هؤلاء كيف لا يزعجون طفل التوحد ويتسببون بإخافته.
  • محاولة تعويد طفل التوحد على التعامل مع الغرباء: منذ البداية والسن المبكرة يفضل تعويد الطفل المصاب بالتوحد على التعامل مع الغرباء، وفي الحالات الممكنة يفضل أيضاً أن يتم شرح له من هم الغرباء الذين قد يمثلون خطراً فعلاً، ومن الغرباء الذين يمكنه التفاعل معهم بأمان، وكيف يميز هؤلاء وغيرهم، وبهذا يصبح طفل التوحد أكثر قدرة على التفريق بين المواقف المخيفة فعلاً والمواقف التي لا يوجد فيها أي مخاطر أو أسباب للخوف.
  • الحصول على استشارة تخصصية: أحياناً قد يصعب حتى على الأهل تحديد أسباب خوف طفلهم المصاب بالتوحد من الغرباء والتعامل معها، وفي هذه الحالات الأفضل أن يتم الحصول على استشارة طبية أخصائية، يتم فيها دراسة حالة الطفل وتشخيصها وبالتالي إيجاد الحلول لها إن أمكن ذلك، أو إيجاد أفضل الطرف للتعامل معها على الأقل.
  • الخوف من الأصوات العالية: من المعروف أن المصابين بالتوحد يكون لديهم حساسية زائدة تجاه المثيرات الحسية، وهذا يسبب لهم حالة من التوتر ونوبات خوف وانزعاج عند سماع أصوات عالية، قد يجعله ينفعل ويغضب ويخاف.
  • الخوف من التغيير: أي تغير في نمط الحياة أو الروتين اليومي أو حتى في المنزل أو اثاثه يسبب توتر وانزعاج لطفل التوحد، فهو يفضل الأنماط الثابتة المتكررة الروتينية.
  • الخوف عند الابتعاد عن أشخاص محددين: بعض أطفال التوحد يكون لديهم دائر ضيقة من الأشخاص الذين يحبونهم ويرتاحون بوجودهم، مثل الأبوين والأشقاء، وفي بعض الحالات أحد الأقرباء الذين اعتادوا على وجودهم ويعرفون كيف يتعاملوا معهم، والابتعاد عن هؤلاء يسبب أحياناً خوف وتوتر لطفل التوحد، فهو يشعر بالغربة وعدم الأمان في غيابهم.
  • نوبات الهلع والرهاب: وهي حالات قد تترافق مع التوحد ولا تنتج عنه بالضرورة، وقد تشمل أي نوع من الرهاب، مثل الخوف من الأماكن الضيقة، أو الخوف من الحشرات، أو الخوف من الأماكن المفتوحة أو العالية أو المظلمة وغيرها، والتي تترافق مع نوبات هلع عند التعرض للمثيرات.
  • التوتر في الأجواء الصاخبة والازدحام: طفل التوحد لا يحب الأجواء الصاخبة التي يوجد فيها الكثير من الفوضى والأصوات والأضواء القوية، ووضعه في هذه الأجواء يسبب له الخوف والتوتر.
  • الخوف من الظلام: في كثير من الحالات وجد أن الطفل المصاب بالتوحد يخاف من الظلام، وكأنه يتخيل أشياء أو يتذكرها أو يتصورها في الظلام، وقد يصل الأمر لنوبات هستيرية عند حدوث ظلام مفاجئ.
  • المخاوف الاجتماعية: اضطراب التوحد بطبيعته يجعل الطفل لا يفضل التعامل مع عدد كبير من الغرباء، ويفضل البقاء معظم الوقت وحيداً أو مع عدد محدد من الأشخاص يمثلون دائرته الاجتماعية القريبة، هذا وبالإضافة لوجود أسباب خاصة قد تكون تربوية أو رهابية تسبب مخاوف لطفل التوحد في المواقف الاجتماعية.

المراجع