التهاب البروستات عند الرجال وتأثيره على الإنجاب

هل يؤثر التهاب البروستات على الحمل! تعرف أكثر إلى أسباب وأعراض التهاب البروستات عند الرجال وتأثيره على فرص الحمل والإنجاب
التهاب البروستات عند الرجال وتأثيره على الإنجاب
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

التهاب البروستات مشكلة صحية يصحبها تأثيرات مزعجة عديدة على حياة الرجل، قد يكون من أبرزها وأكثرها إزعاجاً مشاكل الخصوبة وعرقلة الإنجاب وإضعاف القدرة الجنسية، فما هو التهاب البروستات وما أعراضه، وهل يرتبط التهاب البروستات بحدوث عقم عند الرجال؟ نتعرف إلى ذلك في الفقرات التالية.

التهاب البروستات هي الحالة التي تسبب ورم وألم في غدة البروستات والتي تحدث بأسباب عدة وأشكال متنوعة، وتسبب حالات احتقان أو تضخم سواء في البروستات نفسها أو العضلات المحيطة التي تدعم وظيفتها.

ولفهم تعريف التهاب البروستات يجب أن نتعرف إلى غدة البروستات، وهي غدة صغيرة بحجم حبة اللوز تقع تحت المثانة وأمام المستقيم، تعتبر جزء من الجهاز التناسلي عند الرجل ولها دور محوري وأساسي في تشكيل السائل المنوي والحفاظ على صحة الحيوانات المنوية، حيث تعمل هذه الغدة على إفراز سائل يضاف للسائل المنوي ويحوي مواد مغذية تسهم في تغذية الحيوانات المنوية وتليين مجرى البول، كما أن عضلات البروستات تسهم في دفع السائل المنوي أثناء عملية القذف، وهذا ما يجعل مشاكل البروستات ذات تأثير على مستوى الخصوبة والقدرة الجنسية عند الرجل.

animate

هناك أربع أنواع رئيسية لالتهاب البروستات تتمثل بما يلي:

  1. التهاب البروستات البكتيري الحاد Acute bacterial prostatitis: أو التهاب البروستات الجرثومي الحاد، وهو التهاب يحدث بسبب الإصابة بعدوى جرثومية تحدث فجأة وتسبب أعراض قوية وواضحة، وتكون الأعراض مميزة للالتهاب مثل ارتفاع درجة الحرارة والقشعريرة والألم والورم، يحدث في أي عمر ويتطلب علاجاً سريعاً بالمضادات الحيوية، ويمكن أن يكون معدي للزوجة وقد يسبب مشاكل أثناء التبول، ويمكن أن يكون خطيراً في بعض الحالات لخطورة انتقال العدوى إلى الدم عند عدم العلاج.
  2. التهاب البروستات البكتيري المزمن Chronic bacterial prostatitis: أيضاً هو يحدث بسبب جرثومي، لكن الأعراض تكون أخف وتظهر بشكل تدريجي ولا تترافق بحمى وقشعريرة، كما أن العدوى لا تختفي تماماً وإنما تظهر وتعود بين فترة وأخرى، لذا فترة العلاج تكون أطول لصعوبة التشخيص وصعوبة العلاج.
  3. التهاب البروستات اللاعرضي Asymptomatic inflammatory prostatitis: تنطوي الإصابة بهذا النوع من التهاب البروستات على وجود التهاب بغدة البروستات بشكل خفي دون أعراض واضحة، ويكتشف بالصدفة عند إجراء فحوصات أخرى، لذا قد لا يحتاج هذا الالتهاب إلى علاج ويظهر ويختفي من تلقاء نفسه.
  4. متلازمة التهاب البروستات Chronic prostatitis (متلازمة آلام الحوض المزمنة - (chronic pelvic pain syndrome: وهو النوع الأكثر شيوعاً من أنواع التهاب البروستات، لا يرتبط بوجود عدوى وهو التهاب مزمن يسبب آلام ومشاكل عديدة للرجال، خاصة في منطقة الحوض والعجان والمنطقة التناسلية والمسالك البولية.

يوجد آراء طبية عدة حول العلاقة بين التهاب البروستات ومستوى الخصوبة والقدرة على الإنجاب، معظم هذه الآراء يخبرنا بعدم وجود ارتباط وثيق بين التهاب البروستات وحدوث العقم، لكنّ قد تنطوي على مضاعفات تعرقل الإنجاب وبعض التأثيرات والأعراض الظاهرة إثر حدوث الالتهاب بحد ذاته، مثل الورم والألم وضعف إنتاج الحيوانات المنوية وإفراز صديد وما إلى ذلك، مؤدية لخلل في حدوث العملية الجنسية قد تكون مؤقتة عند المعالجة المتكاملة المناسبة وقد تشفى من تلقاء نفسها في الحالات الخفيفة، أو قد تستمر فترات طويلة إذا لم تعالج بشكل صحيح تاركة تأثيرات طويلة الأمد على مستوى الخصوبة والقدرة على الإنجاب.

تتمثل أبرز التأثيرات السلبية الحاصلة للعملية الجنسية أثناء التهاب البروستات ما يلي:

  • حركة وجودة الحيوانات المنوية: تفرز غدة البروستات ما يقارب 30% من السائل المنوي، وعند وجود التهاب في البروستات خاصة لو كان التهاب بكتيري سيترافق إنتاج السائل المنوي مع وجود صديد يؤثر على جودة وحركة الحيوانات المنوية وأيضاً قد يقلل من عدد الحيوانات المنوية ضمن السائل المنوي.
  • تقليل كمية السائل المنوي: قد يؤدي التهاب البروستات لضعف قدرة غدة البروستات على إنتاج السائل المخصص لدعم الحيوانات المنوية والمشاركة بتشكيل السائل المنوي، مما يعني تقليل حجم السائل المنوي وإضعاف وظيفته في عملية إيصال الحيوانات المنوية لإتمام عملية التلقيح وحدوث الحمل.
  • عسر الجماع: في بعض الأحيان يترافق التهاب البروستات بآلام متعددة في عدة أماكن مثل منطقة العجان والقضيب وفوق العانة مؤدياً لحدوث خلل في الوظيفة الجنسية عند الرجل تدعى عسر الجماع وآلام الجماع تحول دون القدرة على ممارسة علاقة جنسية زوجية سليمة فتضعف فرص الحمل والإنجاب.
  • القذف المؤلم: التهاب البروستات يسبب حدوث تورم مؤلم يظهر بشكل خاص أثناء حدوث القذف لأن النشوة الجنسية وعملية القذف تسبب انقباضات قوية في عضلات منطقة الحوض والبروستات فتظهر على شكل ألم مزعج أثناء وبعد القذف قد يسبب قلة في القدرة على ممارسة العلاقة الحميمية لتحقيق الحمل.
  • ضعف في الانتصاب: قد يتداخل الالتهاب الحاصل بغدة البروستات والألم الناتج عنه مع وظائف الأعصاب والأوعية الدموية وعملية التدفق الدموي الأساسية لحدوث الانتصاب، مما يسبب ضعف مؤقت في نجاح حدوث الانتصاب، كما أن الضغط النفسي والقلق من الألم والخوف من المرض قد يفاقم المشكلة ويزيد احتمال فشل حدوث الانتصاب.

أعراض التهاب البروستات تتفاوت حسب نوع الإصابة، وكذلك حسب المسبب المؤدي لحدوث التهاب البروستات، وقد تتضمن:

  • الحمى والقشعريرة: تعتبر الحمى من أهم مؤشرات حدوث التهاب بروستات بكتيري أو حدوث عدوى بكتيرية في أي جزء من القناة البولية التناسلية، وذلك عندما تترافق مع أعراض أخرى تؤكد وجو مشكلة في المنطقة التناسلية مثل ألم القضيب وألم منطقة الجماع وعسر التبول وغيرها، ذلك لأن الحمى وحدها تترافق مع أي نوع عدوى أخرى، لكنّ ترافقها مع أعراض أخرى لالتهاب البروستات يساعد في التمييز بين التهاب البروستات البكتيري أو اللابكتيري.
  • مشاكل التبول: تظهر أشكال مختلفة من المشاكل المتعلقة بعملية التبول عند الإصابة بأحد أنواع التهاب البروستات، وتتنوع هذه المشاكل، قد يكون منها الشعور بألم وحرقان أثناء التبول أو ما يدعى عسر التبول، صعوبة بخروج البول مثل تقطير أو تقطّع البول، ظهور دم في البول وكثرة التبول خاصة أثناء الليل وغيرها.
  • آلام منطقة الحوض: قد يحدث ألم ينتشر لعدة أجزاء محيطة بالبروستات، كالشعور بألم وضغط في أسفل الظهر والفخذ، ألم في منطقة العجان وهي المنطقة الواصلة بين كيس الصفن والمستقيم، ألم منتشر إلى الخصيتين أو القضيب وألم أسفل البطن.
  • مشاكل العملية الجنسية: كآلام القذف وحدوث عسر جماع بسبب الآلام الحاصلة أو بسبب ضعف القدرة على تحقيق الانتصاب والحفاظ عليه، خروج دم مع السائل المنوي، الخلل الجنسي والضعف الجنسي لدى الرجل.
  • آلام وأعراض عامة: مثل التعب العام في الجسم وآلام العضلات خاصة في حال وجود حرارة، قد تحدث حالة من الغثيان والقيء، كذلك قد تحدث آثار نفسية مثل الخوف من ممارسة العلاقة الحميمية والاكتئاب نتيجة ذلك والشعور بالانزعاج والضغط النفسي.

إن أسباب التهاب البروستات تتعلق بشكل كبير بنوع التهاب البروستات الحاصل، لذا تكون الأسباب بالتأكيد مختلفة باختلاف نوع الالتهاب:

  • أسباب التهاب البروستات البكتيري الحاد: يحدث هذا الالتهاب عند إصابة البروستات بجرثومة أو بكتيريا تسبب حدوث التهاب وإنتان، وليس بالضرورة أن تبدأ العدوى من البروستات، حيث يمكن أن تنتشر من أي جزء من الجهاز البولي التناسلي، لذا يكون التهاب المثانة والأمراض المنتقلة جنسياً والتهاب القناة البولية التناسلية واحتباس البول وحصيات المثانة والإصابات في منطقة الحوض من الأسباب المحتملة لالتهاب البروستات البكتيري.
  • أسباب التهاب البروستات البكتيري المزمن: الالتهاب المزمن للبروستات يعني أن حالة الالتهاب لا تشفى بشكل تام وتتكرر الإصابة بها بفواصل زمنية متغايرة، وأسبابها بالعموم تماثل أسباب الالتهاب الحاد، لكنها قد تحدث عندما لا يتم علاج الالتهاب الجرثومي الحاد بشكل كامل وجيد مما يعني بقاء جزء من الجراثيم المسببة للالتهاب بحالة نشاط وتعاود التكاثر وتسبب المرض، كما أن بعض الممارسات الخاطئة التي قد يتبعها الرجال مثل سوء العناية بالنظافة الشخصية خاصة نظافة المنطقة التناسلية يسهل عودة الجراثيم للتكاثر والتسبب بالالتهاب.
  • أسباب التهاب البروستات المزمن (متلازمة آلام الحوض المزمنة): وهي حالة معقدة من أنواع التهاب البروستات، فهي غير مفهومة الأسباب بشكل دقيق إلى اليوم، وترجّح الأبحاث عدة عوامل قد يكون لها دور في الإصابة بمتلازمة آلام الحوض المزمنة خاصة في حال تواجدها معاً، مثل مشاكل الجهاز العصبي خاصة فيما يتعلق بالأعصاب في منطقة الحوض، مشاكل وأمراض المناعة الذاتية، الضغط النفسي ومشاكل عدم انتظام الهرمونات واضطراب النشاط الهرموني.
  • أسباب التهاب البروستات عديم الأعراض: كذلك إن هذا النوع من أنواع التهاب البروستات معقد وغير مفهوم، حيث أنه لا يتظاهر بأعراض واضحة والكشف عنه يحدث بالصدفة خلال القيام بالفحص الطبي لحالات مرضية وطبية أخرى.

تكون بعض أنواع التهاب البروستات قابلة للشفاء الكامل بمجرد الخضوع لعلاج مناسب ومدة كافية، لكنّ بعض الأنواع الأخرى، خاصة المعقدة منها، تكون صعبة العلاج بشكل نهائي، مثلاً متلازمة آلام الحوض المزمنة، وهو النوع الأكثر شيوعاً من التهاب البروستات تتحسن أعراضه وتعود بشكل مفاجئ دون سابق إنذار، وبما أن سبب حدوثه غير محدد بدقة لا يمكن التخطيط لعلاجه بشكل كامل، وتقتصر المعالجة على تخفيف وإدارة الأعراض بما يلي:

  • المضادات الحيوية: توصف المضادات الحيوية لعلاج الإصابات البكتيرية وأنواع العدوى المختلفة التي قد تصيب غدة البروستات بحد ذاتها أو المكونات الأخرى للجهاز البولي التناسلي وتؤثر على عمل البروستات، يختلف نوع الدواء الموصوف بحسب نوع العدوى ومكان حدوثها وقد يكون العلاج وريدي داخل المستشفى في بعض الإصابات الشديدة الخطيرة أو قد يكون فموي، أبرزها صنف دوائي من المضادات الحيوية يدعى الفلوروكينولونات، كذلك قد تستخدم التتراسكلينات والماكروليدات وغيرها.
  • الأدوية المسكنة للألم: يمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية المتاحة دون وصفة طبية لتسكين الآلام الحاصلة أو ضبط درجة حرارة الجسم، مثل دواء باراسيتامول أو الإيبوبرفين، وكذلك قد يلجأ لوصف بعض أنواع الأدوية العصبية لتقليل الآلام طويلة الأمد.
  • أدوية تحسين الوظيفة الجنسية: تساعد بعض الأدوية في تحسين القدرات الجنسية التي تتأثر بسبب التهاب البروستات مثل ضعف الانتصاب، مثل دواء سيلدينافيل المعروف باسم الفياجرا وغيرها من الأدوية بما يراه الطبيب مناسباً.
  • العلاج الطبيعي: يكون هذا العلاج مساعداً في تقوية عضلات الحوض التي تسبب عند ضعفها أو تلفها التهاب بروستات ومشاكل جنسية، وكذلك مشاكل بعمل أعضاء أخرى كالمثانة والأمعاء.
  • تغييرات نمط الحياة: يمكن أن تكون بعض التغيرات مفيدة في تحسن صحة المريض المصاب بالتهاب البروستات وتقليل الأعراض المزعجة لديه، مثل تقليل مشروبات الكافيين والكحوليات والأطعمة الحارة التي قد تسبب أعراض أكثر سوءاً، المحافظة على نشاط رياضي منتظم متوسط لتقليل الألم ودعم العضلات، انتقاء ألبسة مريحة والجلوس بأماكن ووضعيات مريحة تخفف الضغط على منطقة البروستات.

المراجع