أعراض اضطراب القلق العام عند المراهقين وعلاجه

ما هو اضطراب القلق العام عند المراهقين! تعرف إلى أعراض وأسباب القلق العام عند المراهقين وكيفية التعامل معه
أعراض اضطراب القلق العام عند المراهقين وعلاجه
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

اضطراب القلق العام من الحالات النفسية الشائعة في مرحلة المراهقة على اختلاف أشكالها وحالاتها، وهو من الأشياء التي تؤثر بشكل كبير على معيشة المراهق ونفسيته وعواطفه وحتى شخصيته، ما يجعل الأهل يهتمون بشكل كبير في التعرف على أسباب هذا القلق ونتائجه وكيف يجب التعامل معه، في هذا المقال نتعرف على اضطراب القلق العام عند المراهقين وكل ما يخصه.

اضطراب القلق العام عند المراهقين هو أحد الاضطرابات النفسية العاطفية وأمراض الصحة العقلية التي تؤثر على مختلف مشاعر وأفكار المراهق ونظرته لذاته ولمحيطه، ويضم حالات نفسية عدة مثل التوتر والخوف والهواجس أو الهلع الفوبيا والاكتئاب وغيرها.

ترتبط جميع هذه الحالات بالخصائص العامة لمرحلة المراهقة وما يتعلق فيها من بناء للشخصية وتعرف على الذات والميول والاهتمامات من ناحية، والتجارب الشخصية والسياق العائلي والاجتماعي لكل مراهق بشكل خاص، لكن ما يميز القلق عند المراهقين كاضطراب أنه يكون بدرجة غير طبيعية وزائدة عن الحد ودون وجود أسباب تبرّر الأعراض، أو وجود أسباب لا تستحق الاستجابة المبالغ بها، وتؤثر اضطرابات القلق العام على شخصية المراهق ونظرته للحياة وتعامله مع الآخرين وطريقة تفكيره وحتى قناعاته ونظرته لنفسه وجودة حياته اليومية.

 

animate
  • العوامل الوراثية: تلعب العوامل الوراثية دوراً حاسماً في احتمالات تطور حالات القلق والإجهاد العادية إلى اضطراب القلق العام، حيث يعتقد أن وجود شخص في عائلة المراهق يعاني من اضطرابات الصحة النفسية واضطرابات المزاج يجعله أكثر عرضة للإصابة باضطراب القلق العام.
  • التغيرات الأساسية في مرحلة المراهقة: تنتج العديد من حالات القلق عن حساسية مرحلة المراهقة ومتغيراتها، فالتغير على المستوى البيولوجي والنفسي الذي يميز مرحلة المراهقة، يجعل المراهق يمر بظروف نفسية وعاطفية واجتماعية من الصعب عليه التأقلم معها وتفهمها بسهولة، وهذا يسبب له مشاعر مثل الخوف والقلق والتوتر.
  • الاهتمام بالأشياء المخيفة: يصبح الطفل بمرحلة المراهقة أكثر ميلاً للاهتمام بالأشياء الغريبة والمخيفة، من أفكار وقناعات وحتى أفلام سينمائية أو ألعاب وغير ذلك، وهذا كله يسبب له تفكير زائد بهذه الأمور إلى الدرجة التي تسبب له قلق ومخاوف وتوتر.
  • الضغوط التربوية: تؤثر الضغوط التربوية على الحالة النفسية للمراهق وكثيراً ما تكون سبب في نمو مشاعر القلق لديه وتحولها أحياناً لاضطراب القلق العام، مثل المعاملة القاسية في التربية حيث لا يتم التسامح مع أخطائه وبالتالي يصبح لديه هوس وخوف من ارتكاب الأخطاء إلى حد الاضطراب، بالإضافة لإلقاء الكثير من المهام والمسؤوليات على عاتقه لدرجة يصبح لديه قلق من عدم تحقيق ما هو مطلوب منه.
  • الضغوط التربوية والدراسية: كما تؤدي الضغوط الدراسية لشعور المراهق أن ما عليه من واجبات أكثر بكثير مما لديه من إمكانات، فيشعر بالقلق من الفشل وعدم تحقيق المطلوب منه، وتتميز مرحلة المراهقة أيضاً بتعامل الطلّاب مع مفاهيم أكثر تعقيداً وصعوبة قد تجعلهم يشعرون بإجهاد نفسي كبير.
  • التوقعات المبالغ بها: التوقعات المبالغ بها سواء التي يتوقها المراهق من نفسه أو التي يتوقعها الآخرون منه تصبح بحد ذاتها في كثير من الأحيان سبب لاضطرابات القلق العام لديه، فهذه التوقعات تضعه تحت ضغط نفسي واجتماعي غير مناسب لعمره، فهو إما عليه أن يقوم بإنجازات كبيرة أو يعتبر شخص فاشل وغير كفؤ، فيصبح لديه شعور بالذنب وقلق من العتاب وأحياناً شعور بالفشل وأنه أقل من المسؤولية.
  • المرور بظروف صعبة: الظروف التي يمر بها المراهق خلال فترات حياته كثيراً ما تؤثر على حالته النفسية، والظروف الصعبة الاجتماعية أو النفسية أو العاطفية كلها قد تكون سبب في انتاج اضطرابات القلق العام لديه، مثل حالات الانفصال والفقدان والمشاكل العاطفية التي يكون لها تأثير كبير في مرحلة المراهقة.
  • التواجد بمحيط يدعو للقلق: قد يتواجد المراهق أحياناً في ظروف محيطة بيئية قد تكون اجتماعية أو أمنية أو اقتصادية تدعو للقلق، مثل التواجد في بلد تعاني من حروب أو أزمات وكوراث، تهدد حياة المراهق وأسرته ومجتمعه ومستوى معيشته، كل ذلك يسبب لديه حالة القلق المزمنة التي يمكن أن تتحول لاضطراب.
  • الاهتمام الشديد برأي الآخرين: يبالغ المراهقون في الاهتمام برأي الآخرين بهم، فالفتاة تصبح مثلاً كثيرة الاهتمام بمظهرها الخارجي، والذكر يصبح أكثر اهتماماً بنيل إعجاب الآخرين ونظرتهم له كشاب ناضج وكبير، وأي شيء قد يعكر نظرة الآخرين للمراهق في هذه النواحي قد يسبب له حالات قلق وتوتر، وقد يصل هذا الاهتمام أحياناً لدرجات كبيرة لحد الهوس.
  • ​​​​​​​التوتر المبالغ به تجاه أشياء بسيطة: من مظاهر القلق العام عند المراهق الشعور بالتوتر بشكل كبير تجاه مواقف طبيعية ولا تستحق كل هذا التوتر، فقد يشعر بالتوتر الشديد من وجود امتحان روتيني بسيط في المدرسة، أو من زيارة أحد الأقرباء غير المحببين، أو تحدث المدرس معه، وغيرها من أشياء طبيعية وروتينية لا تحتاج توتر.
  • سرعة التوتر والارتباك: المراهق الذي يعاني من اضطراب القلق العام يكون سريع التوتر والتخوف من الأشياء التي تعترض طريقه حتى لو كانت بسيطة، فعندما يريد الخروج من المنزل مثلاً ولا يجد ملابس مناسبة يرتديها، فإنه يرتبك ويتوتر ولا يعرف ما الذي عليه فعله ويحسب العديد من الحسابات ويبالغ في ردة فعله، كذلك إن تم سؤاله عن شيء من قبل مدرس أو من قبل والده فإنه يشعر بالتوتر ويذهب في تفكيره لهواجس وأفكار تشعره يشعر بالقلق.
  • التخوف والتوجس من كل شيء: يعاني المراهق الذي لديه اضطراب قلق عام من حالة من التوجس والتخوف الدائمة، فهو لا يثق بشيء ودائماً ما يكون لديه أفكار متشائمة ومرتابة من كل شيء، ويبالغ في التفكير بالعواقب السلبية لأي شيء إلى الحد الذي يمنعه عن أداء مهامه بكفاءة، أو حتى الشعور بالراحة والسعادة.
  • الأرق ومشاكل النوم: معاناة المراهق من اضطراب القلق العام يؤثر حتى على نومه، فشعور القلق والتوتر ينعكس على شكل حالات أرق أو نوم كثير، أو عدم القدرة على النوم الليلي أو النوم النهاري لساعات طويلة أو كثرة الاستيقاظ أو رؤية الكوابيس خلال النوم وغيرها من مشاكل النوم.
  • التشنج وصعوبة الاسترخاء: في المواقف التي تزيد شعور المراهق بالقلق والتوتر قد يتعرض لحالات من التشنج العضلي والعصبي تأتي على شكل نوبات أو قد تستمر لبعض الأحيان وتتحول لأمراض مزمنة.
  • أعراض جسدية مصاحبة: الشعور بالقلق والتوتر الشديدين ينعكس على هيئة أعراض جسدية مباشرة مثل التعرق والرجفان أحيان بالإضافة لجفاف الحلق وتسارع دقات القلب وغيرها من الأعراض.
  • ​​​​​​​تراجع الأداء الاكاديمي: معاناة المراهق من أحد أنواع اضطراب القلق العام يؤثر بشكل شبه مؤكد على أدائه ومستواه الدراسي والأكاديمي، فحالة القلق لديه تجعله كثير التفكير بمخاوفه وهواجسه، ما يسبب له ضعف في التركيز وإضاعة كبيرة للوقت، وبالتالي تراجع المستوى الدراسي.
  • الخوف وضعف الشخصية: غالباً ما تؤدي حالة اضطراب القلق لدى المراهق للتأثير على شخصيته بشكل سلبي، حيث يصبح ضعيف الشخصية وغير واثق من نفسه أو من الآخرين وكثير الخوف والمبالغة في التوجس من أشياء بسيطة، وينعكس ذلك على شكل خجل شديد أو سرعة غضب أو الخوف والانعزال.
  • التشتت وعدم الثقة بالنفس أو بالآخرين: يؤدي معاناة المراهق من اضطرابات القلق العام لحالة من التشتت وضعف التركيز لديه، فهو لا يمكنه الوثوق بنفسه أو الوثوق بمن حوله ببساطة، وأي خطأ أو شيء خارج عن المألوف والمعتاد يجعله يشعر بالارتياب والتخوف، ويريد دائماً أن تسير الأمور بشكلها المثالي.
  • الإصابة ببعض الأمراض: تكرار حالات التوتر الشديدة والاكتئاب والمشاعر السلبية التي تنتج عن اضطراب القلق العام قد يؤدي لبعض الأمراض المزمنة إذا ما ترافقت مع عوامل معينة حسب كل حالة بشكل خاص، مثل تشكل قرحات المعدة والأمعاء أو القولون العصبي أو صعوبات الهضم، أو التأثير على ضغط الدم، وأحياناً التأثير على إفراز بعض الغدد، أو الإصابة بحالة من الصداع المزمن.
  • ضعف العلاقات الاجتماعية: الحالة العاطفية والنفسية التي تتكون عند المراهق بسبب اضطراب القلق العام وما يرتبط بها من مخاوف وعدم ثقة بالنفس والآخرين في كثير من الأحيان، بالإضافة لصفات القلق والخجل وسرعة الغضب والخوف الناتجة عنها، كل ذلك ينعكس بشكل سلبي على علاقات المراهق الاجتماعية، فيجعله أكثر عزلة وبعد عن الآخرين.
  • التأثير على الأداء المهني: عند استمرار حالة اضطراب القلق العام بعد أن يكبر المراهق في العمر، فسوف يكون لهذا الاضطراب تأثير على أداءه المهني، فالعمل يحتاج لاستقرار نفسي وعاطفي لدى الشخص وعدم وجود هذا الاستقرار يؤدي لتراجع الأداء المهني.
  • التأثير على الصحة النفسية: قد تؤدي إصابة المراهق باضطراب القلق العام إلى تطور حالات واضطرابات نفسية مثل الوساوس القهرية، الهواجس، حالات الرهاب، ضعف الشخصية والثقة بالنفس وغيرها من الحالات.

الشفاء من حالات اضطراب القلق العام عند المراهقين يحتاج لشروط عدة، تختلف باختلاف مظهر القلق أو شكله، أو باختلاف حالة كل مراهق، ولكن بشكل عام يمكن لبعض الخطوات العلاجية دعم المراهق في فهم حالته وعلاجها، ومن هذه الخطوات:

  • دراسة الحالة وتشخيصها: في البداية يجب التعرف على حالة القلق عند المراهق، فقد يكون اضطراب القلق على هيئة توتر، أو مخاوف أو أشياء معينة، أو اكتئاب وتوجس، أو أفكار سوداوية وتشاؤمية وغيرها الكثير من الحلالات، ويجب في البداية الوقوف على حالة المراهق، ودراستها من حيث الأسباب والأعراض والتاريخ المرضي وحالة المراهق الأسرية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.
  • العلاج النفسي: قد يحتاج المراهق لعلاج نفسي من حالة القلق أو الأسباب التي أدت لها أو الأعراض التي نتجت عنها، مثل العلاج من حالات الرهاب أو الوساوس القهرية أو الاكتئاب، والعلاج من المخاوف الشخصية للمراهق، ودعم محيطه الاجتماعي لتأمين بيئة نفسية علاجية مناسبة.
  • العلاج بالأدوية: بعض حالات القلق قد تستدعي استخدام أنواع معينة من الأدوية، مثل مضادات القلق والاكتئاب، أو أدوية لعلاج الأعراض الجسدية مثل التشنج والأرق والاضطرابات الهضمية، وهذه الأدوية يتم تحديدها بالتعاون بين الطبيب النفسي والطبيب المشرف على حالة المراهق المصاب باضطراب القلق العام.
  • مجموعات الدعم: مجموعات الدعم من وسائل العلاج النفسي التي تفيد في تحسن الكثير من الحالات، والذي يعرف فيها المريض بأنه ليس وحده وأن هناك من يشاركه مشاعره ومخاوفه وافكاره، ومستعد لمشاركته خبراته وتجاربه في تحسين حالته وسط إشراف مختص خبير.
  • العلاج السلوكي: تقوم عملية العلاج السلوكي على فكرة تعديل السلوك، ويكون ذلك بتغير استجابة المصاب لمثيرات القلق، وبالتالي تعلم المراهق أن جزء من العلاج يكون بإرادته ويفعل ما بوسعه للمساعدة في علاج نفسه.
  • اتباع نمط حياة صحي: اتباع نمط صحي في الحياة من حيث النوم والطعام وعيش حياة طبيعية وممارسة تمارين رياضية وبناء علاقات اجتماعية، كل ذلك يساهم بشكل إيجابي في تحسين أي حالة نفسية، لذا ينصح باتباع نمط حياة صحي للمراهق الذي يعاني من اضطراب القلق العام.

المراجع