كيفية التعامل مع إعادة الطفل للسنة الدراسية
صحيح أن رسوب الطفل في المدرسة وإعادة العام الدراسي من جديد أمر محبط للطفل وأبويه في نفس الوقت، ويكون له عواقب عدة على الطفل وأسرته، ولكن يجب عدم التعامل مع الأمر على أن الطفل أصبح فاشل ولا يوجد أمل منه، فهو سوف يعيد العام الدراسي بالتأكيد والأجدى هنا التفكير في الأسباب والعوامل التي أدت لهذه النتيجة لتجاوزها في السنة الجديدة، في هذا المقال نقدم بعض النصائح للتعامل مع الطفل الراسب الذي يعيد العام الدراسي.
قد يشير مفهوم إعادة السنة الدراسية إلى معاني كثيرة، مثل إعادة السنة للتلميذ بسبب الانقطاع عن المدرسة لفترة فيعيد آخر فصل درسه قبل الانقطاع، أو انتقال التلميذ من بلد لآخر تختلف فيه قوانين التعليم، أو رغبة من الأهل في إدخال طفلهم للصف قبل سنة من عمره النظامي ومن ثم إعادة السنة له بغية تأسيسه بشكل أفضل.
ولكن غالباً فإعادة السنة الدراسة تربط بمفهوم الرسوب أو السقوط في الفصل، ويحدث بسبب تحصيل التلميذ لمعدل عام أقل من المطلوب للانتقال إلى الصف اللاحق، أو معدل أقل في مواد معينة تجعله أيضاً غير مؤهل للانتقال للمرحلة التعليمية اللاحقة، فيضطر لإعادة السنة الدراسة ليحصل معدل أفضل يؤهله للنجاح.
ومن الجدير بالذكر أن قوانين الرسوب في الفصل الدراسي وإعادة السنة الدراسية تختلف بين بلد وآخر حسب النظام التعليمي المتبع فيها.
- تقبل الموقف والبدء من جديد: في البداية على الأهل تقبل حقيقة رسوب ابنهم في المدرسة ووجوب إعادة السنة الدراسية، صحصح أن هذا الأمر يكون مزعج ومحبط للأهل، ولكن من الأجدى الآن التفكير فيما يجب فعله وعدم تحويل هذا الحدث إلى نقطة تحول تؤثر على كل حياة الطفل اللاحقة وطريقة التعامل معه فيها.
- مساعدة الطفل على استعادة الثقة: يفقد الطفل جزء من ثقته بنفسه عند رسوبه وإعادته للسنة الدراسية التي مرت معه، وإذا استمر معه هذا الشعور سوف يؤدي لاستمراره في الفشل، والأفضل مساعدته على استعادة ثقته بقدراته، من خلال لفت نظره لإمكانية إصلاح الأمور، وأن ما حدث أمر يحدث مع الكثيرين، وما عليه سوى تجاوز العقبات التي مرت معه، وإصلاح الأخطاء التي ارتكبها، حتى يتمكن من استعادة زمام الأمور، والعمل على النجاح في السنة القادمة.
- تغيير نمط حياة الطفل: كثيراً ما يكون نمط الحياة المتبع من قبل الطفل الراسب وأسرته سبب رئيسي في عدم قدرته على الدراسة والمذاكرة بشكل جيد ما أدى لروسبه، وتغيير هذا الروتين، من تنظيم للنوم، وتنظيم لأوقات الدراسة، وخلق بيئة منزلية تساعد على التركيز، فقد يساعد كل ذلك على تأمين ظروف أفضل تساعد الطفل على الدراسة وإصلاح ما سبق من أخطاء.
- البحث جدياً عن الأسباب: بالتعاون بين الأهل والطفل وحتى المدرسة إن لزم الأمر أو مختصين في مجالات مختلفة، من الأفضل العمل على تحديد الأسباب التي أدت لرسوب الطفل وإعادة السنة الدراسية، فمعرفة هذه الأسباب تجعل من الممكن العمل على إصلاحها وبالتالي خلق فرص أفضل لنجاح الطفل في السنة اللاحقة.
- تجنب إهانة أو احباط الطفل: لا يصح إهانة الطفل أو إشعاره بالإحباط نتيجة رسوبه، يكفي أن يشعر ببعض المسؤولية عن ذلك، وأن الفشل لا يكون عندما يخطئ في مرة، وإنما عندما لا يصلح أخطاءه ويعمل بجد على تعويض ما فاته.
- شعور الطفل بالإحباط: عند رسوب الطفل في المدرسة فإنه يشعر بالإحباط لأنه مضطر لإعادة سنة دراسية كاملة بكل تفاصيلها كانت قد مضت وانتهى منها، وخاصة أن أصدقائه قد نجحوا وانتقلوا إلى مرحلة لاحقة، وهذا قد يشعره بالفشل ويؤثر على ثقته بنفسه.
- إعادة السنة مع أطفال أصغر سناً: رسوب الطفل في المدرسة وإعادة السنة الدراسية يعني أن الطفل سوف يبقى في الصف نفسه مع أطفال أصغر منه عمراً بينما انتقل أصدقائه إلى مرحلة لاحقة، وهذا يسبب له مشاعر سلبية كثيرة، بالإضافة لأنه يكون مضطر للبحث عن أصدقاء جدد وقد يشعر باختلافه عنهم كونهم أصغير منه عمراً.
- خسارة سنة دراسية في المستقبل: من المسائل التي قد لا يشعر فيها الطفل الراسب في المدرسة بشكل فوري، ولكن على المدى البعيد سوف يرى نتائجها في المستقبل، فخسارة سنة دراسية تعني تخرجه من المدرسة متأخراً عام كامل، ودخول الجامعة متأخراً عام كامل، وحتى دخوله المجال المهني والعملي متأخراً سنة عن زملاءه.
- التعرض للتنمر الاجتماعي: رسوب الطفل في المدرسة كثيراً ما يضعه في مواقف وحالات تنمر وازعاج من قبل الآخرين، أحياناً من قبل أهله أو من قبل المدرسين أو حتى من قبل أصدقاءه واقرانه وبعض الأقارب، وهذا يسبب له الكثير من الانزعاج والاحباط
- النظرة الاجتماعية السلبية: في بعض الشرائح الاجتماعية يعتبر رسوب الطفل في المدرسة عار ووسمة اجتماعية، تؤدي لنظرة سلبية له من قبل المحيطين به، من أصدقاءه وأهلهم واقاربهم، باعتباره الطفل الفاشل الذي لا أحد يرغب بمرافقته من قبل أبنائهم، وهذا يسبب تأثيرات نفسية وعاطفية أحياناً تكون كارثية على شخصية الطفل ومشاعره.
- العقاب الشديد: قد يلجا الأهل للعقاب الشديد لطفلهم عند الرسوب في المدرسة وإعادة السنة الدراسية، وقد يستخدم في هذا العقاب أنواع العنف الجسدي واللفظي والتهديد والحرمان العاطفي، ظناً منهم أن هذا سوف يشعر الطفل بالمسؤولية ويجعله يعرف أخطاءه من ناحية، ولتفريغ شحنة الغضب التي تكون لدى الأهل من ناحية أخرى، ولكن تجدر الإشارة لأن هذا الأسلوب لا ينفع لأنه يضع ضغط أكبر على كاهل الطفل، ويفقده ثقته بنفسه بشكل أكبر وتصبح لديه مخاوف من الدراسة والامتحانات.
- إشعار الطفل بالفشل: قد يتصرف الأهل بطريقة تشعر الطفل بأنه فاشل ولا ينفع لشيء نتيجة رسوبه في المدرسة، وهذا يساهم بتراجع ثقته بقدراته وتكوين صورة سلبية عن نفسه، تؤدي لطاقة سلبية تمنعه لاحقاً من الاجتهاد ومحاولة التطور وعلاج الأسباب التي أدت لرسوبه.
- عدم معرفة الأسباب: قد يهمل الأهل البحث عن الأسباب الفعلية التي أدت لرسوب الطفل في المدرسة، وهذا يؤدي لتكرار نفس الأسباب والأخطاء وبالتالي الحصول على نفس النتيجة وهي رسوبه من جديد، وإعادة السنة الدراسية مرة أخرى.
- ألقاء اللوم على الطفل بشكل مبالغ فيه: أحياناً يلجأ الأهل لإشعار طفلهم بالمسؤولية الشديدة ويلقوا اللوم عليه وحده في النتيجة التي وصل لها وهي الرسوب في المدرسة، وقد يحاولون تذكيره دائماً بأنه فشل ورسب بل وإذلاله في ذلك، وهذا يؤدي لشعوره بالضغط والضيق الشديد من ناحية، ويمنع علاج أسباب الرسوب الأخرى إن وجدت من ناحية أخرى.
- إهمال دراسة الطفل وإصلاح الأخطاء: بعض الأهالي لا يعطون فرصة جديدة للطفل وعند رسوب طفلهم وإعادة السنة الدراسية، قد يقررون أنه فاشل في الدراسة، فيهملون دراسته بشكل أكبر، والبعض قد يخرجه من المدرسة ويلحقه بحرفة أو مهنة معينة، وهذا يحكم عليه بانتهاء مستقبله الدراسي، ولا يؤكد بالضرورة نجاحه في المهنة التي التحق بها، والأجدى من ذلك أن يبقى الطفل يهتم بدراسته وبرفاهيته وراحته في أوقات العطلة، وعندما يكبر قليلاً يمكن أن يتعلم حرفة معينة في أوقات الفراغ والعطل.
- أسلوب دراسي خاطئ: قد يتبع مع التلميذ أسلوب تعليمي خاطئ من قبل الأهل أو المدرسة، لا يراعي قدراته الخاصة، أو اختبار مدى تحصيله الفعلي خلال العام الدراسي، أو تقوية الجوانب التي يواجه فيها صعوبات، وهذا كله يسبب بالنتيجة وصوله للامتحانات الدراسية وهو غير مؤهل لها، فيخطئ في معظم الإجابات ما يسبب له الرسوب وإعادة السنة الدراسية.
- عدم الاهتمام: كثيراً ما يكون عدم بالاهتمام بتعليم الطفل بشكل جيد بطريقة تغطي جميع جوانب المقررات التي يدرسها الطفل خلال العام الدراسي، من قبل الأهل أو من قبل المدرسة، لشعور التلميذ بالعجز والضياع، فتتراكم عليه المعلومات دون فهمها أو حفظها كما يجب، ويفقد ثقته بنفسه، وهذا يؤدي في النهاية لضعف تحصيله في الامتحانات والاختبارات وبالتالي الرسوب وإعادة السنة الدراسية.
- ضعف الطالب في جوانب معينة: كل طفل لديه نقاط ضعف ونقاط قوة في جوانب مختلفة، وقد يكون لدى الطفل ضعف في جانب أو أكثر يؤدي لضعف تحصيله الدراسي وعدم فهم المعلومات التي تشرح من قبل المدرس أو من قبل الأهل، مثل الضعف في اللغة الأجنبية أو الرياضيات أو اللغة العربية وغير ذلك، وأحياناً يكون هذا الضعف هو السبب في الرسوب في الامتحانات وبالتالي الاضطرار لإعادة السنة الدراسية.
- الكسل وضعف الامكانات: لأسباب شخصية نفسية أو اجتماعية أو عاطفية قد يعاني الطفل من الكسل وعدم الاهتمام أو الرغبة بالدراسة، أو ضعف في إمكانات يسبب له صعوبة في حفظ المعلومات أو فهمها، وهذا الأمر كثيراً ما يكون السبب في تراجع تعليم الطفل ورسوبه وإعادة السنة الدراسية.
- ضعف التأسيس الدراسي: يحتاج الطفل للتأسيس الجيد منذ بداية دخوله للمدرسة، فالعملية التعليمية عملية تراكمية، كل مرحلة تعتمد على المعلومات التي يفترض أن يكون الطفل قد تعلمها في مرحلة سابقة، وضعف التأسيس الجيد للتلميذ كثيراً ما يسبب ضعف مستواه الدراسي، ورسوبه في السنة وإعادتها.
- الخوف وعدم الثقة بالنفس: بعض الأطفال ولأسباب نفسية أو اجتماعية خاصة يعانون من خوف وضعف ثقة بالنفس في الجانب الدراسي والتعليمي أو خوف من الامتحانات رغم أن امكاناتهم جيدة، وإذا لم يتم التعامل مع هذه المخاوف وضعف الثقة بطريقة مناسبة، فقد يؤدي ذلك لتراجع مستوى التلميذ وتحصله الدراسي كونه يخاف ويرتبك في الامتحانات والاختبارات، وبالتالي احتمال الرسوب في الصف وإعادة السنة الدراسية.